تفسير سورة النصر- أ.العيد بن علية
تفسير سورة النصر
هذه السورة مدنية بالإجماع
سبب نزول السورة :
اخرج البخاري في صحيحة عن ابن عباس رضي الله عنه أن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه
كان يدنيه فقال له عبد الرحمان إن لنا أبناء مثله فقال عمر:انه من حيث تعلم فسأله عمر عن قول الله
“إذا جاء نصر الله والفتح” فقال ابن عباس رضي الله عنه:أجله أعلمه الله إياه فقال عمر:ما أعلم منها
إلاّ مثل ما تعلم.
ففي هذا إخبار للنبي عليه الصلاة والسلام بدنو أجله والعلامة على ذلك فتح مكة
فضائل السورة:أنّه لمّا نزلت السورة قال النبي صلى الله عليه وسلم :جاء نصر الله والفتح .
فهي بشارة للنبي عليه الصلاة والسلام بفتح مكة والنصر على عدوه.
والنصر هو العون على عدوه ينصره نصراً أي أعانه ونصر الغيث الأرض إذا أعان على إظهار نباتها ,ومنع قحطها .قال شاعرهم:
إذ دخل الشهر الحرم فجاوزي بلاد تميم …وانصري أرض عامرٍ
القول في “إذا جاء نصر الله والفتح”
النصر أضيفت إلي الله سبحانه كما في باقي السور في قوله تعالى “ألا إنّ نصر الله قريب “وقوله:”وما النصرُ إلا من عنّد الله العزيز الحكيم”
ومعنى ذلك أن النّصر لا يكون إلا باردة الله مهما أعددت العدة للغلبة على العدو.
والفتح :هو الفصل بينه وبين أعدائه وإعزاز دينه وإظهار كلمته وهي دليل من دلائل نبوته.
القول في “ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا”
وهذه بشارة أخرى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بعد ما نصره الله وفتحه مكة .
القول في” فسبح بحمد ربك واستغفره إنّه كان توابا”
هذا أمر من الله لنبيه صلى الله عليه وسلم با لتسبيح والاستغفاربعد حصول النصر والفتح .والتسبيح هو تنزيه الله عن كل نقص، وعيب
والاستغفار هو طلب المغفرة والرحمة من الله أن يستر عيوبنا وذنوبنا في الدنيا والآخرة.
لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يتأول القرآن فكان يكثر أن يقول في ركوعه”سبحانك اللهم وبحمدك اللهم اغفر لي .
ففي هذه السورة إشارتين
الأولى:وهي إشارة أن يستمر النصر لهذا الدين ويزداد حصوله عند التسبيح بحمده واستغفاره من رسوله فان هذا من الشكر والله يقول :” لئن شكرتم لأزيدنكم”
والثانية:نعي النبي صلى الله عليه وسلم وقرب أجله فناسب أول السورة آخرها .
انتهى