حصريا

جمعية العلماء المسلمين الجزائريين

نَـــحْــنُ حَـــرَكَةٌ دَعـــَوِيَّـــةٌ إِسْـلَامِــيَّــةٌ، أَطْـلَــقَ عـلـــيها مؤسّــسُـوهــا الأوائـِـل اسْــمَ “جَــمْــعِـيَّـةُ الْـُعُـلَـــمَــاءِ الْـمُـــسْلِــمِـيـنَ الــجَــزَائِــرِيّـيــنَ”، هــــكذا تـسمــيةٌ مشكّـلةٌ مـــن أربَـــعِ مـــفـردات.

فَــهِـي جَــمـْـعِـــيَّــةٌ لتمَيُّـــيـــزها عـن الأحــزاب والـنّــقــابات، إذ لا يُـوجــد فــي الـقــوانـيـن الوضـعـيّة المـتـاحة، غَـيـرَ هــذه التَّـــسْـمِـــيَّـات.

و الـعُـــــلَــــــــمَـــاء إعـتـقـاداً مــن روادهــا الأوائــل، أَنَّ عَــمــلـيَّـة الإصـلاح والتَّــغْــيِــير تـَـبْــدَأُ دائـــماً مـن نَــخْـبِ المُــجْــتَــمَــعِ و قِــيَــاداتِــــه الفِــكْــرِيّــة و الـثّــقَـــافِــيَّــة، وتَــتَــمَــدَّدُ فــي ســاحــات المـجــتـمـع بـفــضـل جُــهــودِ المُــصْـلــحــيــنَ الــعَـامِـلــيــنَ.

و الــمُــسْـلِـمِـــيــن، لـربـطـهـا بـمـخـزونـها العَـقَـدي و امــتـدادها الطَّــبــيــعـيّ العـربـيّ الإسلامــيّ، وفـصـلـهـا عـن مـركـزيَّـة الـغــرب و غـايـاتِــه الاستـعـمـاريَّــة، ولـذلك اتَّــخَـذَت لـنـفـسـهـا شِــعَــار “الإسْــلاَمُ دِيــنُـنَـا و العَــرَبـيَّـــةُ لُغَــتُــنَــا و الـجـزائـر وطننا.

و الجــزائـــريّـــيــن؛ لأَنّـَــهَا جَـــزَائِريَّـــةُ المَـنْــشَــأِ و الــــحَـرَكَــــةُ، وهي وإن كانت تؤمن بالمصير المشترك بين أطــراف الأُمَّـــةِ الإسْــلامِـــيَّــة و أهــدافــها، إلا أنّــها تــعــتـقـد أنَّ واجــبـات الأمَّــة مُــوزَّعَـــة على أطــرافها كُــلٌ حَــسْبَ قُـــدراتِــه و إمـكانـاتِــه، ولـكنَّ ثِــمَـارهــا تَــعُــودُ عــلى الجـمـيــع بـالـخــــــيـر.

أُنْــشِــئَــتْ جَــمْعِــيَّـةُ الْـعُــلَـــمَـــاءِ الْمُـــسْـــلِـمِــيـــنَ الْــجَـــزَائِـــرِيّــيـــنَ سـنة 1931م استجابةً لنداء الله سـبحانـه(وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[آل عمران 104]، وتفاعلا مع حاجة الأمة الحضارية، وتسجــيلا لـلـــحــضور الإســلامــي المــسـتــقل عـلى المسـتوى الــدولـي، عـنــدما فَـــقَــدت الأمَّــةُ آخر معاقلها المُــؤَسَّسَاتِــيَّـة بــسـقوط الخـــلافـة الإســلامــيَّــة.

جَــمْــعِــيَّــةٌ إسـلامِــيَّــةٌ فـــي سَـيْـرهَـا و أَعْــمَــالِـــهَا، جَـــزَائِــريَّـــة فــي مَـــدَارِهــا و أَوضَــاعِـــهــا، عِــلْـمــيَّــةٌ فـي مَــبَـدئــها و غـايـتـها، أُسّسَت لـغـرض شــريـــف، تَــسْـتَـدْعِـيـهِ ضَــرُورَةُ هــذا الــوَطــن و طــبــيــعــةُ أهــلِـــهِ، تـحـقـيــقًـا لـلتَّــنْــمية و تـحصـيـنـًا للاسـتقــلال فــي جــميع الـمـجــالات و عـلـى كُــلّ الأَصْــعِــدة.

فــهي جمـعــيّةٌ لَيْسَت بَدِيـــلاً لأَحـــدٍ مـــن النّــــاس أو جِــهَــــةٍ و لا مــنافـســة لغيرها من القوى الاجتماعية العاملة  – رسـمـيّــة وشعـبـيّـة -، وإنّــمـا هــي مُــثَّـــمّـــنَـةٌ لــكُـلّ جُــهْــدٍ نــاجِــحٍ مُــكَمّــلـةٌ لــه ومُـكْـتَمِـلَـةٌ بــه.

(وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [التوبة 105]

Loading