تأملات في كتاب قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والثقافة الوافدة-أ.عتيقة نابتي
[cl-popup title=”ترجمة الكاتبة” btn_label=”ترجمة الكاتبة” align=”center”]
الاستاذة عتيقة نابتي
أستاذة الشريعة وناشطة في لجنة الأسرة والمرأة والطفولة بجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
سطيف / الجزائر [/cl-popup]
تأملات في كتاب قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والثقافة الوافدة
ملخص : تحاول هذه الدراسة المتأنية للكتاب الموسوم بـ:
” قضايا المـــرأة بين التقاليد الراكدة والثقافةالوافدة ”
للشيخ محمد الغزالي أن ترصد تموقع المرأة بين ما ســــماه الغزالي بالتقاليد الراكدة في إشارة لــه إلى المــــوروث الثقافي الذي تسبب بعض منه في ركود الامة قـــــُــــــــــــــرونا ،فتــــــــجاوزها الزمن عـــهودا وبقيت حبيسة ماض لم تســـــتطع تجاوزه ، وبين ثقافة وافدة أرغمتها على أن تلبسها لباسها محاولة تعريتها من هويتها .
وأكثر من تأثر بهذا الركود الحضاري والثقافات الوافدة هي المـــرأة ودون أن نغوص في نظـــــــــــــــــــريات التآمر فإن الأسرة امرأة والسكينة امرأة والحضارة امرأة فإن غيبت المرأة عن دورها تفككت الاسرة وغابت السكينة وتخلفت الامة عن الركب ، ذلك لأن المرأة هي صانعة الـــــرجال ولكنها الآن في حيرة من أمرها بين أن تعيش في جلباب جدتها أو في تنورة الغرب.
كما تبين الدراسة دور المرأة في حفظ القيم الاجتماعية بل والفردية والتي بــــــها تقوم حركة وفاعلية المجتمع ، لذلك تناولنا لكـــتاب الشـــــيخ الغزالي “قضايا المـــــرأة بين التقاليد الراكدة والثقافة الوافدة ” لنتأمل من خلاله أهم المحطات التي جعلت المرأة تقعد عن صناعة الرجال ومــــــن أهم تلك المحطات ما تعلق أولا بغياب المسلم عامة عن رسالته التي أوكلها لـــــــــــــــــــــــــه الخالق ببعث الانبياء والرــــــــــــــــــــــسل والمتمثلة في الخلافة والعبادة والتــــعمير وما تعلق بالمرأة نفسها تتمثل خاصة في التـــــــهم الــــــــتي علقت بالاســــــــــــلام في كون ديننا غبن المرأة وظلمها بتكاليفه ثم نقف عند دفـــــــــــــــــــــــــــاع الشيخ الغزالي عن الاسلام كـــــــــــــــــــــعادته موضحا بأن مصاب الاسلام في المتحدثين عنه لا في الأحاديث نفسها .
تقديم :
باسم الله الرحمن الرحيم القائل في محكم التنزل ﴿وَالنَّجْم إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى﴾ / سورة النجم الآيات (3.2.1)
والصلاة والسلام على النبي المصطفى والحبيب المجتبى محمد صلى الله عليه وسلم وكفى.وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه واقتفى
بأبي وأمي أنت يا خير الورى *** وصلاة ربي والسلام معطرا
يا خاتم الرسل الكرام محمد *** بالوحي والقرآن كنت مطهرا
لك يا رسول الله صدق محبة *** وبفيضها شهد اللسان وعبرا
إن المتأمل لكتاب قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والثقافة الوافدة سيلاحظ عمق الفكرة الـــــــــــتي يحملها وسداد وضوحه الهدف الذي رسمه صاحب الكتاب ،فالرجل بين فعلا بأن سنــــــــــة نبينا الكريم ما جاءت لتظلم المرأة في شيء فهو صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وإنما سبب الغبــــــــن والهوان هو لصيق بهوان امة بأكملها حادت عن سبيل ربها فظلت الطـــــــــــــــــــــريق فالتخلف الـــــــــــــذي تعيشه أمة محمد هو تخلف الانسان المسلم الذي يعيش في عالم الأشياء وزهـــــــــــــــــــــــــد عن عــــــــــــــــــــــــالم الأفكار وترك فراغا مهولا لغيره يسوغ الافكار ويسوقها له ولغيره لأنه قعد التفاعل مع مقومات الشهود وأصبح مفعولا به لا فاعلا.
ولأننا في عالم تفنن غيرنا في التسويق لفكره أهملنا جميع جوانب الحياة العامة والخاصة العلمية منها والفكرية ولأن المرأة عنصر محوري في تسويق الفكرة لدى غيرنا كان الضحية البارزة في المجتمـــــــــــــــــــع المسلم، فالفكرة تسوق بذكاء شديد من خلال لباس أو مناهج دراسية أو باسم الحرية أو نبـــــــــــذ العنف ضد المرأة أو تحت أي مسمى فيتراءى لنا بأن المرأة قد ظلمت والمتهم الأول هو الاسلام ممثلا في رجل ملتح لا يفوت صلواته في المسجد لكنه يحتقر المرأة ويعتبرها متاعا بل شيئا يقنى أو خلق لأجله هو وراحته سواء كانت هذه المرأة اما او اختا أو بنتا أو زوجة ؟
فهل الإسلام فعلا ظلم المرأة ؟ وهل الرجل عندنا فعل ضعيف لهذا الحد الذي يجعل من المرأة أداة لتسويق أفكار هدامة الغرض منها هدم القيم الاسلامية ؟
أم ان المشكلة مشكلة انسان تخلف عن الركب الحضاري بشقيه رجلا وامرأة ،وغاب فشغل مكانه وأما المظاهر فتتعدد ولعل أبرزها هو غياب المرأة عن دورها الاساس في صناعة الرجال .
ومن جهة أخرى نجد من خلال هذا الكتاب وضـــــــــــــــــــــوح الهدف الذي رسمه له صاحبه وقد كــــــــان كالطبيب الحاذق الذي يشخص الداء ويعطي الدواء الأنسب ، فالداء هو رصـــــــــــــد بعض مظاهر التخلف من خلال وضع المرأة المتموقع بين التقاليد الــــــــــــراكدة والثقافة الوافدة وأما الــــــــــــــــــــــدواء فيرى صاحب الكتــــــــــــــــاب بأنه يبدأ بدرء التهمة عن الاسلام كونه المتهم الأول في هذا الضيم الذي حل بالمراة والبداية تبدأ بتنقية السنة من خلال إعادة قراءة تراثنا قراءة معاصرة تجــــــمع بين العقل والنقل.
لذلك سنجيب من خلال هذه الدراسة على مجموعة من الاسئلة :
أولا ما هي قضايا المرأة التي تناولها الكتاب ؟
ثانيا ما هي التقاليد الراكدـــــــــــــــة الـــــتي أثرت عــــلى عطاء المرأة المسلمة؟ ثالثا هــــل نقد تلك التقاليـــــد يعــــني الانسلاخ الكلي عنها ؟ خامسا هل فقدت المرأة هويتها من خلال الثقافات الوافدة ؟ سادسا هل تنقية السنة وحده كاف باسترجاع المرأة لدورها الريادي في نهضة الأمة ؟ كيف نعيد للزواج ماهيته ومـــــــــــقصده الشرعي؟ وما هي المفاهيم الخاطئة التي علقت بالمرأة ووظيفتها عبر الازمنة والعصور ؟
أولا : القضايا المفصلية التي حددت موقع المرأة في وقتنا الحالي من خلال الكتاب :
قبل أن نغوص في القضايا التي عالجها الكتاب لنسأل هذا السؤال ، من هي المرأة وماذا تريد ؟
سؤال قد يبدو عفويا ساذجا لكنه عميق فعلا أنا امرأة وأقول لنفسي من أنا وما ذا أريد ؟ فوجدت أن الإجابة على هذا السؤال لا تحتاج الى قراءة هذا الكتاب مرات ومرات بل الى قراءة حياة كل واحد فينا بل حياة كل امرأة عليها أن تستجمع شتات نفسها ولتنظر الى داخـــــــــــلها ليس بعين الناظر بل بعين المستكشف فهل المرأة نسخة من ماضي هذه الامة أم نسخة مصورة من أمم
أخرى نسجت لها خيوط هوية لا تعرفها فتـــــــــــــــاهت عن نفسها ، إن القضايا التي تناولها الـــكتاب تتمحور حول الدور المغيب للمرأة وعن غياب القيم بسبب تغييبها عن البيت خاصة وعن الوضع السائد الذي آل له حال الامة بفعل هذا التغييب ويمكن حصر القضايا التي تناولها الكتاب فيما يلي :
- سوء تقديم صورة المرأة :المـــــــــــــــرأة هي الام والبنت والزوجة والأخت قيمها تقوم على الحب والجمال والتواصل والعناية والتفهم رغم أن أبرز ميزاتهـــــــــــــــــا النفسية هي مزاجيتها
وهذه المزاجية هي التي تجعل منها مخلوقا يتألم سعادة حين تضع مولودها وتضحي وتؤثر على نفسها ،وهذه المزاجية أيضا حولها دارت أحكام فقهية تخص النساء في الــــــــــــــعبادة وعلاقتهن بالزوج والولد والوالد والأخ لأنها ومنذ سن البلوغ تعيش مع تقلباتها الهرمونية لها احتياجات خاصة كالرعاية والتقبل والفهم والاحترام وإعطاء الأولوية فمــــــــــــــــــــــــا حملها عبء النفقة على نفسها وأوكل القوامة للرجل زوجا أو أبا او أخا ،قوامة يصفها الشيخ الغزالي بأنها خدمة للمرأة وليست تسلطا غيرأن المسلمين أساؤوا عرض دينهم من خلال المرأة ويورد الشيخ الغزالي مثالا في كتابه قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والثقافة الوافدة فيقول :”كنت في ملتقى الفكر الاسلامي عندما تحدث السفير الالماني عن الاســـــــــلام وقال للحاضرين يجب أن تصحح اوضاع المرأة عندكم فإن صورة المرأة تنفر الأوربيين من الدخول في الاسلام”[1]
والحقيقة أن هذا الكلام لا يعني ان نفعل بالمرأة ما يروق للغرب ارضاء لهم بل هو دعوة لتحسين صورة الاسلام من خلال المرأة حتى نعيش الشهادة لأنها رسالتنا ومنــــــــــها نحقق الاستخلاف والتعمير بحسن تسويق الفكر الاسلامي النير ، والفكرة لباس وفيلم وكتاب فالغرض أن لا نعرض الاسلام دميم الخلق كما يقول صاحب الكتاب ، فلا يوجد أي قانون استطاع أن يوزع ادوار الحياة وفاعليتها بين الرجل والمرأة كالاسلام مراعيا في ذلك دور الفطرة وأهميتها فيقول المولى تبارك وتعالى : ﴿ فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعـــــَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَــــــــــــــا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ. ﴾ /آل عمران :/ 36
وقال تعالى :﴿فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَــــــــــــامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَــــــــــــــنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ. ﴾/آل عمران : / 195
فالآيتين تبينان أنه من الفطرة الاعتناء بالفروق الفردين بين الجنسين ولا يجب أن يطغى شق على آخر بحكم القوة أو المنعة بل إن الرجل والمرأة شقان لنوع انساني واحد كرمه الله حين أسجد له الملائكة وسخر له الكون وزوده بالعقل وحرره من عبودية الشــــــهوة والظلم فكان الخطاب لكيهما على حد سواء فلم تسوق الافكار عن الاسلام بتقديم الصورة الخاطئة عن الاسلام من خلال المرأة ؟
والكاتب يشير قبل الكلام عن قضية الصورة السيئة للمرأة وكيف يـــــــــــــــــــراها الغرب يبدأ حديثه عن مصدر الاعتقاد الحق ومن خلاله يقودنا سجالات فكرية فيها دعوة للتأمل
تأمل الكون المسطور والمنظور ومنه يمـــــــــــــــــــــــــكن أن نجيب على سؤالنا الاخير لماذا نسوق الافكار الخاطئة عن الاسلام من خلال المرأة هي دعوة لاعادة قراء سطور الكون لترى المرأة دورها فيه ومكامن السنن التي لها فيها بصمة ومنه قراءة الكتــــــاب المسطور الذي جاء ليعيد الفطرة أصلها كلما انتكست .
- حقوق المرأة :إن حقوق المرأة لا تنفصل عن واجباتها كأي إنســـــــــــــــــان فالحق مقــــــــــــــترن بالواجب ، نقول هذا للإشارة بأن ضياع حقوق المرأة ليس مرده الرجل ولا الإسلام بل سببه كما ذكرنا آنفا هو تخلف الانسان المسلم بشقيه الرجل والمرأة وبالتالي حين تضيع الواجبات تضيع معها الحقوق .
فالاسلام خاطب المرأة على انها كائن كامل الأهلية بل جعلها مركز الحياة كلها فجعلها السكن والمودة واللباس هي التي خاطبها الله في جدالها مع النبي من خلال خــــــولة بنت ثعلبة وهي التي واساها ربها حين جاءها المخاض من خلال مريم عليها السلام فـــــــــــــــــــهذا التكريم ماذا قدمت المرأة حتى تطالب بحقوقها بل ما هي حقوقها ؟ نقوـــــــــــــــــــــــل هذا لأن الاسلام كفل الحقوق تحتاج الى عملية فرز وممارسة وفق الفــــــــــــــــــــــــــــطرة التي فطر الله الناس عليها، المشكل كما يشري الغزالي بان هناك حراس للخطأ ظلوا يروجون لـــــــــــــــــه بأفعالهم المشينة ويتساوى هنا الرجال والنساء ، ومن أراد أن يعرف حقوق المرأة فليعد إلى سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وكيف كان يعامل أهله فليس من قبيل الصدفة أن تكون حياته الخاصة مكشوفة لأنها تشريع ، يقول الشيخ الغزالي في كتابه قضايا المــــــــــرأة بين التقاليد الراكدة والثقافة الوافدة ” إن لها حق الدعوة الى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتدريس هدايات الاسلام ومجادلة الملحدين فيها ” 2 فالمتأمل لهذه المهام التي صنفها الكاتب يرى بأنها وظائف حكومية وفكرية ودعوية ودائما مع الحفاظ عـــــــــــــــــلى الفطرة فالمرأة وحدها تستطيع أن تقيس بفطنتها ما لها وما عليها وتستطيـــــع أن ترتب أولوياتها ومصفوفة القيم لديها وما هي أولوياتها فحين تصل المرأة الى مستوى تحدد فيه قيمها وترتبهم حسب الاولويات نقول بانها بلغت درجة من الوعي يمكنها ان تمارس حقوقها فالحق ممارسة وليس مطلبا.
- المرأة والأسرة : أو لا نحاول أن نعطي مفهوما حقيقيا لمصطلح الأسرة والذي لم يرد في القرآن الكريم غير أنه أعطى لنا مفهوم الأسرة من خلال النماذج القرآنية كنموذج أسرة يوسف عليه السلام ونموذج أسرة فرعون ونموذج أسرة آل فرعون فالكلام عن المعنى الحقيقي للاسرة يقودنا الى تحديد مهام كل طرف فيها فهي في القرآن تعني القوم وتعني الأهل فكلما تشوه المفهوم اختلطت الادوار وكما ورد في معجم المعاني الجامع فإن معنى كلمة (قوم) [2]هي الجماعة التي تجمعهم جامعة يقـــــــــــومون عليها وقوم الرجل هــــــــم أقرباؤه ووردت أيضا بمعنى الاهل أما كلمة أسرة ففي معاجم اللغة تعني الاسر لان الفرد يؤسر بانتمائه لها رجلا كان أو امرأة وأما في علم الاجتماع فقد اختلفت التســـــــــــــــــــميات حسب المدارس فالمدرسة التفاعلية مثلا تعرف الاسرة بأنها ترى هذه المدرسة أنّ الأسرة ما هي إلا مجموعة من الناس تتفاعل فيما بينها من خلال التواصل اللـــــــــــــفظي و تحاول المدرسة الوظيفية تفسير الأسرة من خلال دراسة وظائفها كالوظيفة العاطفيّة، إضافة إلى دراسة أدوار أفرادها في داخل الأسرة وخارجها[3].
والغرض من عرض هذه التعريفات ليس من باب الدراسة المعجمية أو الدلالية اللسانية إنما لنعرف مدى تأثير المفهوم الخاطئ للأسرة عند الغرب وكيف وفد الينا كثقافة مشوهة فالاسرة في الاسلام تعني الاهل والعشيرة والقوم وهي دلالة على الانتماء وكــــــــــلما كــــان الانتماء قويا كان دور الفرد فاعلا فقد تغير مظهر الاسرة عندنا بحكم الثقافة الــــــوافدة من المعنى الممتد للعائلة إلى المعنى الــــــنووي لها فتقـــــلص التواصل وكثرت المشاكل وشاع التفكك الاسري وكل هذه المفاهيم وردت الينا عبر المرأة من خلال المناداة بحقوقها لكن بلباس غير ملائم لها فقانون الاسرة في مختلف البلاد العربية يشجع على الطلاق والخلع ويرى أن طلب حاجة الرجل من زوجته تحرشا يستحق عليه السجن .
وإذا تصفحنا آيات الزواج وتكوين الأسرة نجدها كلها تدعو الى الالفة والسكن والمودة
لأن تكوينها مبني على أسس الفطرة السليمة قال تعالى:﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾
الروم: 21
وقال تعالى: ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾
طه: 132
وقال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ /التحريم: 6.
لذلك فإن صاحب الكتاب يستهجن انتشار ظاهرة الطلاق وتفكك الاسرة بسببه لان هناك فئة أخرى من الأبرياء تتضرر من الطلاق ويرى بأن دوام الزوجية أجدى وأنفع للمرأة والرجل والأسرة والمجتمع مـــــن الطلاق ويبين المقصد التعبدي للزواج وقيام الاسرة من خلال قوله تعالى :﴿ والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما ﴾ الفرقان /74
كما يذكر دور المرأة في الحفاظ على مقومات الاسرة من خلال التميز بأخلاق الاسلام وفضائله والــــــــتي منها نبذ الاختلاط المطلق لأنه أداة لإطلاق سراح الشهوة والحيوانية وهو أهم عوامل هدم الأسرة مضيفا أن دور المرأة لا ينحصر في خدمة البيت وأهله مستهجنا تلك الصيحات المتناقضة بين من يدعون إلــــــى المعاصرة على غرار طه حسين وقاسم أمين ورجال الدين الذين خاضوا معارك وهمية لمنع المرأة من الخروج إلا إلى بيت زوجها ولا يحق لها حتى الصلاة في المسجد لأنها عورة بدعوى أن بيتها أولى في حين أن المرأة الغربية غزت الفضاء[4].
لذلك يرى الشيخ الغزالي بأن هذه هي مسؤولية العلماء في التقريب بين المذاهب والتسهيل على الناس ممارسة حياتهم ويضرب لذلك مثالا حين يذكر حادثة له مع امرأة استفته في سفرها وهي حالة عدة بعد وفاة زوجها وأفتى لها بالتزام بيتها لكن أهلها قالوا له بأنهم يخافون عليها من ذهاب عقلها فيقول ترويت وأفتيت بمذهب عائشة رضي الله عنها وذكر قول ابن عباس:” بان الله قال تعتد اربعة اشهر وعشرا ولم يقل تعتد في بيتها”معرجا على خطورة تلك المرويات التي تقــــــــــــــلل من شأن المرأة في الأســــــــرة والمجتمع كالحديث المكذوب عن عمر والذي يمنع النساء من تعلم الخط .
الاسرة في الاسلام تقوم على أسس تتماشى مع الفطرة فقد نظر اليها على أنها أساس بنا المجتمع فشرع الزواج ووحدة البناء الاجتماعي يتمحور حول الاسرة وهي المحضن الطبيعي للايمان والعلاقة السوية مع الله لذلك فان تكوين أسرة سليمة هو مقصد رباني فالايمان لا يتجسد الا وسط مجتمع يعلم أهله بأن التكاثر لا يكون إلا بالزواج وليس بالزنا والاختلاط المبتذل الذي هبت رياحه علينا من المجتمعات الغربية
- جدلية المساواة :إن المتأمل لهذا الكتاب يرى عمق الطرح الذي طرحه الغزالي عادة ما نقرأ كتبا عن المرأة نشتم فيها رائحة الخشونة والذكورة على المرأة غير أننا نجده هنا يتكلم عن المرأة الأنثى التي قد تضيع أنوثتها وتتغير طبيعتها الانثوية بممارسة وظائف تتعارض وتكوينها النفسي والفيزيولوجي ، فيجد أن عمل المضيفة والشرطية وقائدة الطائرة والمحصلة في الباصات وظائف مرهقة للمرأة ،وبكل رقة يلتمس الغزالي العذر للمرأة فيرى بأنه ليس من المدي تكليفها بمهام شاقة لا تليق بخصائص الأنوثة والأمومة التي تتميز بها المرأة ، ونجده يعتمد على دراسات علمية تؤكد صــــــــــــــــــــــدق ما يقول فيورد دراسة أمريكية تبين أن الأعـــــــــــــــــــــــــــمال الشاقة التي تتعرض لها المرأة تتسبب في اضطراب الهرمونات لديها ويؤثر في القدرة على الانجاب والخصوبة ، فالمساواة في الحـــــــــــــــــــــــــــــــقوق والواجبات حسب ما تمليه الفطرة السليمة .
- الحب والجنس والمرأة:يبين الغزالي بأن تربية المرأة تربية سليمة وتوجيه غريزتها توجيها سليما هو تطهير للمجتمع فالحجاب والصلوات الخمس والغـــــــــــض من البصرة حصانة نفسية لكل من المرأة والرجل وليس هذا فقط بل يجب أن نعيد ترتيب علاقاتنا ونـــــــفتح الطابوهات المـــــــــــــــــــــــغلقة والتحاور مع الأبناء والبنات في ظل فوضى الاختلاط الامرالذي جعل الحب مدانا والجنس قنبلة موقوتة .
إننا نشبه المصابيح الكهربائية التي لا تضيئ من ذاتها [5]بل تحتاج إلى تشـــــــــــــــــــــغيل مرتبط بها[6]وتحتاج إلى تيار يمدها بالطاقة وهي طاقة الحب حين يوضع في نصـــــــــــــــــــــــــــابه ولا يترك القلب حبيس الأهواء فيمرض وينحرف السلوك فنربي بناتنا على الحب بمفهومه الذي ترقى إليه إنسانيتها لا بمفهومه المبتذل نعلمها كيف تجعل من طاقة الحب سبيلا لأداء رسالتها كأم ومربية وزوجة وصــــــــــــانعة للرجال والإسلام اهتم بالعواطف والمشاعر فقد ورد في كتب السنة أن عثمان بن مــــطعون انقطع للعبادة عن أهله فأصاب زوجته الهم والحزن ودخلت ذات يوم على عائشة رضي الله عنها مع نسوة أخريات فسألنها عن حالها وما آلت إليه فقالت :” وأما الليل فقائم وأما النهار فصائم ” فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ” أَمَا لَكَ بِي أُسْوَةٌ ؟ ” , قَالَ : بَلَى ، جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ ، فَجَاءَتْ بَعْدُ حَسَنَةَ الْهَيْئَةِ طَيِّبَةَ الرِّيحِ ، وَقَالَتْ حِينَ قُبِضَ : يَا عَيْنُ جُودِي بِدَمْعٍ غَيْرِ مَمْنُونِ عَلَى رَزِيَّةِ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونِ عَلَى امْرِئٍ بَاتَ فِي رِضْوَانِ خَالِقِهِ طُوبَى لَهُ مِنْ فَقِيدِ الشَّخْصِ مَدْفُونِ طَابَ الْبَقِيعُ لَهُ سُكْنَى وَغَرْقَدُهُ وَأَشْرَقَتْ أَرْضُهُ مِنْ بَعْدِ تَفْتِينِ وَأَوَرَتِ الْقَلْبَ حُزْنًا لا انْقِطَاعَ لَهُ حَتَّى الْمَمَاتِ فَلَمَّا تَرَقَّى لَهُ شُونِي[7]
هكذا علمنا الاسلام بأن الحب أنبل العواطف وأرقاها إن وضعت في نصابها غير أننـــــــا أصبحنا نشع على العلاقات المشبوهة باسم الحب والتحضر ونصعب الحلال بـــــــــــفرض قيود واهية علــــــــــى الشباب عند الزواج حيث يرى بأن تأخير الزواج يتسبب في تحـــــــــــــرير الشهوات والغرائز في ظـــــــــــل توفرها بسبب الحرية غير المضبوطة للمرأة فيصاحب الرجل انواعا من النساء يفقد معها رغبته في الحلال لأن يشبع رغبته مجانا ودون عناء وتتعلق النساء بحبال واهية تنتظر الفارس الهـــــــــمام عمرا لتجد نفسها حبيسة العنوسة والحـــــــــرية المبتذلة ويؤكد أن صون الطهر ودرء الرذيلة لا يكون إلا بصناعة الوعي بالوحي في شقيه السنة الصحيحة والقرآن.
الغزالي يرى بان القنبلة الجنسية أكثر خطرا على مجتمعاتنا من القنبلة الــــــــذرية والمتابع لنتائج اتفاقية سيداو يعرف ذلك جيدا وكيف بدأت تنسج خيوطها شيئا فشيئا من خـــــــــلال عقد الندوات والملتقيات وحملات نشر أفكار الرذيلة وشيوع الشذوذ والمثلية بسن قوانين لها ومن خلال تشجيعها عن طريق الاعلام المرئي والمسموع وصيحات الحقوق لهؤلاء الوحـــــــــــــــــوش
البشرية .
إننا مسؤولون عما آلت اليه البشرية بسبب قعودنا عن الشهود أصبحت المرأة المسلمة تضاهي الغربية في العري والابتذال فأصبنا بمرضين مرض التخــــــــــــــــلف الذي أصابنا منذ عقـــود من الزمن ومرض الحيوانية وسيطرة الغرائز الوافدة من الغرب .
وليس أنجع من الاسلام دواء الذي جعل لاختلاط الرجال بالنساء في مجالات معينـــــــــــــــة وفق ضوابط واستحسن الزواج المبكر وجعل الخلق والدين أساس الارتبـــــــــــــاط بين الرجـــــل والمرأة إذا فالسبيل هو نشر الوعي لدى المرأة لتقي نفسها والمجتمع فهي محور الحياة كلها ومصدر الطهر والعفة وهذا يجعلنا نفــــــــــــــــكر في أطر عملية للتأهيل الزواجي وبرمجة النش على الاخلاق .
- المرأة والهوية : سؤال الهوية يحتاج الى التفكير بعمق الى ما آلت اليه الأمة من هوان في شتى الأصعدة والمرأة هي ترموميتر الهوية الاسلامية لان المرأة هي الاكثر ممارســـــــــــــــــــة لمفردات الهــــوية في التجمعات الاجتماعية واللباس و الرقي التفاعلي في الوسط الذي تعيش فيه ، فــــــــــــــــلقد خطت خديجة ونساء النبي أولى خيوط الهوية بحسن إسلامهن ومشاركتهن في الحياة الــــعامة والخاصة فيردنا صاحب الكتاب الى الخطر المحدق بالهوية بسبب هذا التقهقر في القيم التي تمثلها المرأة خاصة فحين أصبح اسمها كجسمها عورة انقلبت القيم في حين كانت في بداية الرسالة المحمدية سباقة الى الاسلام، فأخت عمر بن الخطاب سبقته الى الايمــــــــــــــان وسبقت
خديجة رجال الامة وسبقت سمية شهداء الامة فأين نحن من هذا التوازن النفسي والانسجام العاطفي والتوافق الوظيفي في المجتمع المسلم لكل من الرجل والمرأة؟
وبسبب هذا التزمت المقيت في الديـــــــــــن بقيت المتــــــــــدينة في البيت حبيسة الفراش والمــــــطبخ واستهجنت المثقفة من الدين والمنتسبين له فضاعت الهوية بين من يعتقد بأن كل التراث هو سبب تخلف المرأة وبالتالي فإن استجلاب أفكار الغرب وجعل المرأة تتبناها بحجة التحرر من قيود الماضي والتوجه نحو العصرنة ومعه ضاعت هوية المرأة المسلمة بسبب القصور العلمي الذي اورث جهلا مركبا مما جعل الابراهيمي يشدو بدور المراة في رائعته الشعرية حين قال :
الام مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الاعراق
فالمرأة أساس الحفاظ على الهوية لأنها محضن تربية النشء فيقول الغزالي بأن تقهقر الأمة في عصورها الأخيرة بسبب الفهم الخاطئ لموقف الاسلام من المرأة.
- الحجاب والمرأة :ظل الحجاب صورة مميزة للمرأة المسلمة لذلك كل الصيحات المنادية بتحرير مبتذل للمراة كانت حربها على الحجاب أساسا ، حضرت في أحد الملتقيات في
وهران عاصمة الغرب الجزائري وكان الملتقى موسوما بالكلمة للنساء وفيه عرض معرض حول الحجاب كان الهدف منه هو أن الحجاب موروث ثقافي إنساني أنه كان منتشرا عند الاغريق واليونان والمسيحيين واليهود .
اللباس مفهوم وقيمة انسانية تعبر عن هوية صاحبها ودوره والحجاب عند المرأة المسلمة من المفاهيم الخاطئة التي أحاطت به أن المرأة عورة يجب أن تتوارى عن الأنظار حتى لا تفتن وتنشر الرذيلة في حين أن المفهوم الحقيقي للحجاب هو تكليف المرأة بصون الأمة فسترها عنوان التحضر خمارها كصومعة الجامعة يعلن بأني أحمل الاسلام فوق رأسي ، الحجاب تكليف للمرأة وليس محنة ولا مذلة وهو جمال وتناسق والتناسق والجمال استقامة والاستقامة نتيجة للإيمان الصحيح ﴿قل آمنت بالله ثم استقم ﴾ رواه مسلم[8]
والحجاب يمزج بين قوة الايمان وسلامة فطرة المرأة في حب التجمل وحب التستر وحده الحجاب يحافظ على هذه الثنائية لذلك ونحن نتأمل كتاب الغزالي قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والثقافة الوافدة نجده يركز على دور اللباس عند المرأة في صون نفسها والمجتمع لكن دون اسراف ولا خيلاء لقوله صلى الله عليه وسلم عن بن عباس ﴿ عن ابن عباس قال كل ما شئت والبس ما شئت ما أخطأتك خصلتان سرف ومخيلة﴾رواه البخاري [9]
وعدا السرف والخيلاء فمن حق المرأة أن تبدو جميلة[10] لذلك يجب أن تفهم بأن حفلات الزينة وعرض الازياء الفاخرة هو من السرف والخيلاء وليس من الزينة فاللباس الذي يتفنن في إبداء مفاتن المرأة هو ابتذال وعرض لها كسلعة في زمن أصبح التكالب على كسب المال يستعمل كل الأساليب لإبادة الانسان نفسه والدوس على كرامته.
فالمرء السوي لا يمكن أن يقرن مكانته في المجتمع أو عند ربه من خلال ثوب لكن المرأة في لباسها تعبد لربها ونداء للفطرة في التستر والتزين في نفس الوقت ( إن الله جميل يحب الجمال) لكن بتوازن أيضا خاصة لدى المرأة.
وأضيف هنا بأن هذا الكون ذبذبي وأن كل جسم يصدر ذبذبات سالبة أو موجبة حسب الحالة النفسية له والمرأة بارتدائها للحجاب تقي نفسها من الذبذبات السالبة التي تصدر من النفوس المريضة فالحجاب وقاية وزينة وجمال استقامة وليس ثقافة أو عادة .
ثانيا :المرأة بين التقاليد الراكدة والثقافة الوافدة :
معلوم أن التقاليد هي ذلك الموروث الثقافي الذي يقلد فيه الخلف السلف في كل مظاهر الحياة ولا يتوقف الأمر في طرق العيش عموما بل يتعدى الى طرق التواصل والتعامل والحكم على الأشياء والأفراد وللمرأة نصيب الأسد من ذلك فالتقاليد تجعل منها مخلوقا دونا لا يرقى إلا أن تكون مهمتها بين المطبخ والسرير لذلك يصفها صاحب الكتاب بالراكدة والركود يعني عدم الحركة وعادة تطلق هذه اللفظة على الماء الذي ليس له منفذ سريان ولا يتجدد فكذلك الافكار التي تخص المرأة بقيت لعقود من الزمن لا تتغير وليس لها منفذ تجديد ،رغم أن الاسلام حين جاء حرك كل التقاليد البالية وأبطلها وأبدلها بعادات جديدة متجددة ولنا أن نتصور نساء البيعة الأولى والثانية كيف مارسن حقهن في المبايعة بأهلية كامـــــــــــــلة دون وصاية من أحد ودون أن يمنعهن حياءهن.
وكانت نساء المدينة يصلين الصلوات الخمس في المسجد فلقد كانت المرأة كاملة الحقوق وليست نفــــــــــاية اجتماعية[11] ولكن دور المرأة غيب وتراجعت فعاليتها في المجتمع بحكم تلك التقاليد البالية التي تأبى إلا أن تجعل من المرأة مخلوقا غير كامل الأهلية ويصلنا بأكثر لحظات تاريخنا حرجا ودور المرأة فيه ويتمــــــــــــثل ذلك
في سقوط الأندلس وما فعلت إيزابيلا بملوك العرب فأذاقتهم ألوانا من الذل والهوان في حين أن المرأة عندنا عورة وذكر اسمها عيب ورؤية وجهها حرام وحاضرنا يقول بأن اسرائيل قامت بسواعد النساء في الجيش الاسرائيلي فأين الخلل ؟
ولأننا أمة ألفت حرفية النقل بين ماض اندثر صنعه رجاله ومضوا وبين حـــــــــــــــــاضر مفروض علينا مستورد بقيت المرأة تتأرجح بين التقاليد الراكدة والثقافة الوافدة وهذه هي كل ما وفد علينا من أفكار الغرب التي تستمد فلسفتها من تاريخ الاغريق واليونان ممزوج بحضارة يونانية وروحانية دينية مزيفة منحرفة مشوهة كان لها السبق في أن تتساءل إن كانت المرأة إنسانا أم حيوانا.
فتاريخهم مليئ بقصص الحيوانية والشهوانية وفي كل عصر تظهر بلون وهي في أيامنا تجعل من المرأة سلعة وأهم محفز لجمع المال من خلال بيع الهوى والشهوانية وتسويق الحيوانية بشتى الطــــــــــــــــــــرق فعمت فوضى الجنس والإباحية بحجة التحرر والمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة .
والمتأمل لآي القرآن يجد بأنه ساوى بين الرجل والمرأة مساواة فطرية من خلال ممارسة كـــــــــــل طرف لحياته في حدود الفطرة ويعطي الشيخ الغزالي تعليلا لكل ذلك من خــــــــــــــــــــلال نقده للسنة التي لا تتـــــــــــــــلاءم مع مقاصد القرآن ولا يقبلها العقل ومنها ذكره لحديث سمعه يقول صـــــــــــاحبه ” السفهاء هم الصبية والنساء” [12]مستغربا كيف يمكن لعاقل أن يقبل مثل هذه التفاهة وهذه السبة للإسلام .
ثم يقر الشيخ الغزالي بأن التقاليد الراكدة هي سبب تمكن الثقافات الوافدة مؤكدا بأن للإسلام عدوان يجب محاربتهما وهما المكذبون به من أعدائه والجاهلون به من أهله وبالتالي فإن الثغرة التي تدخل منها ثقافات وافدة بسلبياتها من خلال رجال الدين المتزمتين الذين يرون في المرأة مخلوق من الدرجة الثانية
من بني البشر ويمثل لذلك بما حدث من أحداث عاصرها كمنع الازهر تدريس النساء.
فبقيت المرأة وإلى يومنا هذا تتخبط بين سلبيات التقاليد الراكدة والثقافة الوافدة فليست كل التقاليد نرفضها ففي مجتمعنا الشرقي من العادات ما يجعل من المرأة درة مكنونة يجب الحفاظ عليها وصونها
لكن لا ضرر ولا ضرار وذلك بمسايرة العصر والعودة الى أصول القرآن والسنة الصحيحة.
وفي الثقافة الوافدة أيضا ما يجعل من المرأة كيانا ذا قيمة وتأثير واضح فنأخذ السمين ونـــــــــــــــترك الغث
فــــــــلا نجعل المرأة تنسلخ وتصبح دون هوية ،ولا نجعلها حبيسة أفكار بالية فتقعد عن مهمتها المنوطة
بها في الاستخلاف والتعمير وتحقيق الخيرية والشهادة.
وقد ساوى الخطاب الرباني بينهما في كل التكاليف يقول المولى عز وجل : ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾.التوبة /71
ثالثا :تنقية التراث الفقهي والسنة ودورهما في استعادة المرأة لدورها في نهضة الامة :
يسرد صاحب الكتاب مجموعة من الاحكام الفقهية المسيئة للاسلام وتقديمه على أنه دين لا يحترم كيان المرأة كقول بعض الفقهاء بأن الجنين يمكنه أن يبقى في بطن أمه بعض سنين وهو ما يوجـــــب طول عدة الحامل ،وأن صلاة الرجل تبطل إذا مرت عليه امرأة أو كلب إضافة الى تلك الشبهات التي علقت بسيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه في علاقته بزوجاته مما جعل مسألة التعدد سبب في قهر المــــــــرأة لا حـــــلا ضابطا لحالات اجتماعية للأرامل والمطلقات والأيامى ، فالرسول الكريم تزوج من نساء كبيرات في السن ترسيخا لتقاليد اجتماعية للحفاظ على المرأة فلم نعتبر تعدد الزوجات من السنن التي وجب الحرص عليها حتى ولو على حساب المرأة وتفكك الأسرة واعتباره حقا مشروعا ؟
فالاسلام كما يقول الشيخ الغزالي في كتابه هذا ليس مطلبا أساسيا فالمطلب الاساس هو الحفاظ عـــــــــــلى عرى الاسرة من التفكك فمثل هذه الاحكام الفقهية التي ترى بان الاصل في الزواج اربعة جدير بفقهائنا مراجعتها ،ثم يذكر مفارقة عجيبة بين الامرأة ورجل الــــــــدين المتزمت الازهري فيقول بأن هناك امرأة محسنة بنت دارا للمسنين وجامعا ارتاده الوف العلماء والذين منهم من يفتي باكتفاء المرأة بنصيب قليل من العلم
إن تاريخنا مليء بسير الاعلام من النساء اللواتي وهبن مالهن وجهدهن لخدمة دينهم لم يعبهن كونهن نساء فهذه خديجة رضي الله عنها امرأة ذات رفـــــــعة استطاعت أن تخطط لحيــــــاتها قبل وبــــــعد الاسلام تزوجت وأنجبت واشتغلت بالتجارة دون حرج بل ووظفت لديها عمالا تستأجرهم لإدارة مالها وعرفت نبل أخلاق محمد فخطبته لنفسها مستعملة ذكاء الانثى فمثل هذه السير في تدريسها دافع لنشر الوعي بين النساء ولم لا تقود المرأة المثقفة هي نفسها حملة تنقية التراث الاسلامي المهين للمرأة، وهناك نموذج آخر من النساء اللواتي تركن بصمة في السيرة العطرة والتاريخ إنها عائشة رضي الله عنها والتي لا نعرف عنها الا ان النبي لو يتزوج بكرا غيرها وأنها كانت شديدة الغيرة عليه ،يذكر الغزالي في كتابه بأنها كانت ذواقة للأدب والشعر وفقيهة ألمعية يرجع اليها في الفتوى والى يومنا هذا .
رابعا : مقاصد الزواج وكهف المرأة والرجل :
العلاقة الزوجية هي أكثر العلاقات الإنسانية قداسة وسموا وتعقيدا لذلك فإن من مقاصد الزواج هو الجانب التعبدي فيه فهذا الشق كفيل بأن يجعل الحياة بين الطرفين أكثر هدوء لذلك يرى الغزالي بأن التأهيل للزواج أمر حتمي ويبدأ بحسن الاختيار وجعل الزواج وسيلة لا غاية وبنائه على أسس سليمة فالزواج ليس جسد والتقاء حيواني بين رجل وامرأة يقول الغزالي هنا ليست الغاية ايجاد أجيال تحسن الاكل والشرب إنما الغاية ايجاد أجيال تحقق رسالة الوجود ، لذلك يأمر ديننا بأن نتـــــخير في الــــزواج
للرجل والمرأة على حد سواء ، حتى يكون الزواج وسيلة للحفاظ على نظافة المعتقد والقدرة عـــــــــــــلى
العبادة لذلك فإن بيت الزوجية هو الكهف الوحيد الذي يأوي الرجل والمرأة فيقترح الغزالي إيجاد وزارة خاصة بالأسرة لمدى أهميتها في تنشئة الفرد نشأة سليمة في زمن رخص في الحرام وصعب نيل الحلال وجعل وظيفة البيت هي أسمى الوظائف التي تمارسها المرأة ولا تمر جملة ولا عبارة في هذا الكتاب إلا وكانت دافعا للتامل في حال الأمة وخاصة قضايا المرأة وكيف أن بيت الزوجية يجب أن يكون محضنا هادئا لكل من الرجل والمرأة حتى أنه يشير الى الفروق الفردية التي إن لم يع الطرفان بها شيئا قد تعصف المشاكل الوهمية بالاسرة ومنها مزاجية المرأة وطبيعتها المتقلبة ومنها الاضطرابات العاطفية التي تحدث بسبب الحيض والحمل والالام المترتبة عنها والتغير الهرموني والفزيولوجي ، وقد تصاب المرأة فقر الدم نتيجة النزيف التي قد تتعرض له ، وقد راعت الشريعة هذه الظروف وفي ذلك اشارة الى وجوب فهم كل من الزوج والزوجة الى الفروق الفردية بينهما لأنها من الأسس التي تقام عليها العلاقة السليمة ، ومن أشهر الكتب وأكثرها مبيعا في العالم كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة[13]الذي بين أهمية فهم الفروق الفردية بين الزوجين في بناء المودة والرحمة .
ويبين الكاتب أهمية المودة والرحمة والسكينة في بناء البيوت فهي تبنى على الحب والحب طاقة تحدد مستوى الوعي الأسري الذي يقاس بمدى تحقق السكينة فيه حيث يكون الارتباط بينهما مبني على
المودة والرحمة ، فللبيت المستر الاثر الأول في حسن تنشئة الجيل ولذلك فالاهتمام بالرجال والنساء واعدادهم لتحمل أعباء الحياة هو اولى الاولويات فالتاهيل الاسري بات ضرورة لتحقيق معادلة المودة والرحمة والسكينة وتتحقق صلة الأرحام ورعاية الأبناء والعناية بالآباء والأمهات فالبداية من هنا من
معرفة مقاصد الزواج وأسس بناء الكهف الذي يأوي الرجل والمرأة.
خامسا : مفاهيم خاطئة عن المرأة:
تقول بعض الدراسات بأن كثرة الحروب والفتن والقتل سببه انخفاض هرمون الأنوثة لانه يمنح طاقة الحب والتسامح فمن أراد أن يرى الكون دون أمرأة فعليه أن يتصور حياة بلا حب وبلا أمومة ومجتمعا ما الذي سينقص ذلك المجتمع ـ إذا استثنينا موضوع الغرائز والتناسل ومشاكل الحياة والمعيشة ـ ؟ سينقصه عالم امرأةاللامرئي واللامسموع والفعال بنفس الوقت .
المرأة هي ذلك المخلوق الضعيف الذي يمتص الصدمات بصمت ويعطي دون حدود ويحب حبا لا مشروطا لكل من يحيطون به ومع ذلك كيرا ما اتهمت المراة بالغباء والثرثرة وأنها سبب الرذيلة وأخرجت آدم من نعيم الجنة لذلك فإنه قد حان الوقت لتصحيح تلك المفاهيم فإذا كانت قصة يوسف بينت بأن كيد النساء أعظم من كيد الشيطان فالحق أن كيد الشيطان أضعف لأن الواصف له هو المولى عز وجل وأما وصف امرأة العزيز فهو قول بشر ضعيف هاله دهاء أنثى والغزالي يشر الى جملة من المفاهيم التي يجب أن تصحح في حق المرأة ويتمثل ذلك في تصحيح مفهوم القوامة فهي خدمة وليت ظلما وللمرأة الحق في اختيار من يناسبها في الزواج من شتى النواحي الاجتماعية والمادية والخلق والدين طبعا والمرأة كائن انساني كرمه الله وليست عورة إنما هناك ضوابط شرعية في دائها حفاظ على نفسها وعلى المجتمع كله فالخضوع في القول يجعل منها أداة لإشباع شهوة .
ومن المفاهيم الخاطئة ما تعلق بضرب المرأة فالاغلب يرى فيه حقا مشروعا والله تعالى يقول : ﴿فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ﴾ والنبي يوصي بهن خيرا فمتى كان الضرب طريقة للتواصل بين الزوجين بل إن الرسول ينهى عن التقبيح أي الكلام القبيح للزوجة وينهى عن ضرب الوجه لأنه مذلة ومضرة.
ويؤكد صاحب الكتاب أن قضايا المرأة تكتنفها كثير من الشبهات من الناحية الاجتماعية والخلقية والعقلية فيقول :”الأمر يحتاج إلى مراجعة ذكية لنصوص وردت وفتاوى توورثت وعادات سيئة تترك طابعها على أعمال الناس .
لابد من دراسة متأنية لما نشكو منه ودراسة تفرق بين الوحي وما اندس فيه وبين ما يجب محوه أو إثباته من أحوال الأمة “[14]
يجب فهم أبعاد النشوز لدى الزوجة وحدود طاعة الزوج لأن الإسلام كفل لها كرامتها فكثيرا ما يتسبب الفهم الخاطئ لطاعة الزوج في اتهامها بالنشوز فتعاقب بالتعليق حيث تبقى حبيسة رغبات الرجل الذي يتفنن في عقابها وأذيتها وأغلب المفاهيم الخاطئة حول المرأة تعج بها كتب التراث اذي يحتاج إلى كثير من الغربلة.
الخاتمة :
وبعد هذه الرحلة التأملية مع كتاب قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والثقافة الوافدة يمكن أن نحوصل ما تقدم في عدة وقفات :
- الوقفة الأولى استعادة المرأة لمكانتها الريادية في المجتمع الاسلامي وتخليصها من حالة التوهان والامواج التي تتجاذبها بين أن تعيش في جلباب جدتها وبين أن تتقمص تنورة الغرب وتحسين النظرة اليها والتي مازلنا نشتم فيها رائحة ذهنية الوأد والنظر اليها نظرة دونية .
- القفة الثانية المرأة هي بوصلة الأمة فلنحسن اليها بالعمل على اعدادها اعدادا يليق بمهمتها الحيوية في الاستخلاف والتعمير.
- الوقفة الثالثة تصحيح المفاهيم الخاطئة حول المرأة حتى لا تبقى حبيسة الجهل والفقر ومنه تحديد مفهوم القوامة ومسألة تأديب الزوجة وأنها سبب البلايا والفتن ولولاها لسكن الرجلوترسيخ مفهوم النساء شقائق الرجال .
- الوقفة الرابعة تأكيد البعد المقاصدي الايماني في الزواج ومنه نوازن بين أطراف الاسرة من حيث أداء وظائفهم بما يليق بتكوين كل طرف تماشيا مع الفطرة فلا تضيع النساء في الاشغال الشاقة والأسفار المضنية من اجل لقمة العيش وتتخلى عن مهمتها الاساسية في الانجاب والأمومة وصناعة الفرد المسلم الذي ننشده ولا يستقيل الرجل من مهام القوامة.
- الوقفة الخامسة دعوة إلى تأصيل التأهيل الأسري بإعداد كل طرف لأداء مهامه الوظيفية تماما كما يتكون الموظف الذي يدخل الى وظيفة جديدة فالأزواج اولى بان يحصلوا على تكوين مؤصل مستمد من الكتاب والسنة الصحيحة بدء بتعليمهم أهمية معرفة الفروق الفردية وطرق التعامل والتواصل من خلال ممارسة الحقوق والواجبات .
- الوقفة السادسة تنقية التراث بما يتناسب والعقل والنص القرآني فيما يخص المرأة وفي هذا دعوة الى تكثيف البحوث ونشرها وتعميمها لدرء التهم عن الاسلام فكونه متهم بظلم المرأة ومنه تستعيد هي مكانتها دون عقد .
- الوقفة السابعة نبذ الخلافات الفقهية التي تعصف بتماسك الاسرة والتي تسهل الطلاق فالطلاق طريقة لحل الخلافات الاسرية لكن ينتج عنه ضحايا .
- الوقفة الثامنة تأصيل الارشاد الاسري للعناية بالشباب عموما بالمرافقة والتدريب على الفضائل فالاخلاق برمجة وإعادة البرمجة لشباب الامة يتطلب ان نسلك ما سلكه الصوفيه في التخلي والتحلي والتجلي لكن بأسس سليمة علمية كفيلة بمرافقة من أخذتهم بهرجة الحضارة الغربية فانتشر الفساد والرذيلة والصحابة كانوا يعلنون بأن نبيهم عليه الصلاة والسلام كان يفرغهم ثم يملأهم ونحن في أمس الحاجة لهذا المنهج النبوي الآن أن نقوم بعملية التفريغ ثم الملء .
- الوقفة التاسعة العودة الى النهج النبوي في صناعة الفرد الذي يكمل معادلة الانسان زائد التراب زائد الزمن فالتراب موجود والزمن ضائع نحتاج أن نستغله بفرد غابت بوصلته نحتاج أن نستعيدها له من خلال حركة تغيير تحدث للإنسان نفسه وأن حركة التغيير هذه عبارة عن بناء متكامل يشمل الجانب التربوي والتعليمي والعقدي والتعبدي والخلقي والاجتماعي مع الجانب الصحي والنفسي والابداعي والقيمي والانتماء للوطن والامة والانسانية .
- الوقفة العاشرة التفاعل مع المنتوج الغربي الوافد بعقل المستلم الأصيل لا بالانسلاخ عن الهوية وسواء كان هذا المنتوج فكرة أو تكنولوجيا والتعامل مع المفاهيم الوافدة بثقة وحب للذات المسلمة لأن المنتوج السنمائي وحده قادر على تحويل بوصلة الامة وتشويه العقيدة لديها وقد حصل ذلك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المراجع :
- المصحف الشريف برواية حفص عن عاصم بالرسم العثماني / طبع بدار بن الجوزي / القاهرة /درب الأتراك خلف جامع الأزهر
- كتاب قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والثقافة الوافدة محمد الغزالي : مطبعة النخلة، بوزريعة، الجزائر ص 17
- علم الاجتماع العائلي المعاصر / د. مديحة أحمد عبادة / دار الفجر للتوزيع 2011 القاهرة
- لمعجم الجامع لما صرح به وأبهم في القرآن من المواضع / لحمد بن محمد بن صراي ويوسف محمد الشامسي/ مركز زايد للتراث /ط 1421هـ- 2000م
- قضايا المرأة ص 31
- قضايا المرأة ص 71
- كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة للكاتب الأمريكي جون جراي كاتب أمريكي ولد بتكساس بالولايات المتحدة وصاحب كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزهرة
- المحاور الخمسة للقرآن الكريم / محمد الغزالي/دار الشروق الجزائر / الطبعة الثانية /1426هـ 2005م
- حلية الأولياء لأبي نعيم الأصفهاني / رقم الحديث 330/ المكتبة الوقفية .
- صحيح مسلم /كتاب الايمان
- فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني /دار الريان للتراث /1407هـ- 1968م
- قضايا المرأة ص 201.