قصيدة
طال عهد فراقنا
طال عهد فراقنا فمتى يجيء الود متى ؟
وقلبي مما يلاقي من الجفا رغب الفنا
الروح أظلم نورها اذ طال عهد فراقنا
صرت سقيم البعد تالله خفت من الردي
للقلب صرخ بكائي فلو تسمعين صداه
أنت الحنين وأنت النعيم آه بل أنت أنا
أصيب القلب بداء سحيق وجرح عميق
لطول البعاد وشوقي بها مريض الهوي
ياقلبي تصطنع الهدوء وما لفج تهتدي
الليل تسهر باكيا والصبح تصبح بابتلا
مذ طال عهد فراقنا ما الود حن وما هو
رق لي والحزن خيم هاهنا فزاد البكا
راودني العازلون من شوقي مقتلع جنانـ
ــى فقالو : للبعد اسلم للنفوس وللحشا
كذبوا ما احسنوا رأيا وما ارشدوا وما
الصبر أوصوني والصبر زاده في البلا !
يا قلب عصفت بك الريح التي جاءتك
تصرخ داعيه : عشت شقيا بدون المُني !
أرى الفجر آت بكل انفراج بنور الأمل
ومهما يكن سأصبر حتى يزول الجفا
جفانـي ودادي اشد الجفا وفيما أرى
سيقع اللقا وعما قريب سنلقي الهنا
كذا العشاق لو غاب عنهم عشقهم هلكوا
اصبر يا قلبي فلو قد صبرت لنلت اللقا
هاقد كنت من نار الضنا من شفا غرق
لك الحمد ربي أخمدت نيران قلبي باللقا
وسعدت ياقلبي سعادا لا يماثله سعاد
فشربت من وصلها حنينا يبرئ كالدوا
وداويت سقمك لا بالدواء وإنما بجارها
ووصالها ففيهما كان الدواء وكان الشقا
وبدت كنجم ساطع ستلألأ شوقا في السما
ففرشت السحاب لها حمر الورود وازهرا
سبحان ربي صبحت انيستك وهي التي
تغنت لها الأطيار شوقا فما اطرب الغنا !
يا قلبي اقسم إنني سأدعو لك الله الذي
عليه الجواب فتبدو صحيحا بلا بلى