آلية توظيف السنة النبوية في إذاعة القرآن الكريم الجزائرية.د. قصور اسمهان – الجزائر
آلية توظيف السنة النبوية في إذاعة القرآن الكريم الجزائرية
تمهيد:
يقول الله تعالى: “وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى”، من خلال الآية يتبين لنا أهمية السنة وأن معرفتها هي معرفة للقرآن الكريم وقد تعلم الناس قديما وحديثا السنة النبوية من المساجد والمدارس والجامعات والكتب ومع ظهور التكنولوجيا الحديثة والتطور الهائل لوسائلها نجد الإعلام فرض نفسه بكل سلبياته وإيجابياته وقد أدى الإعلام الإسلامي دورا مهما في التصدي للهجمات المعلنة وغير المعلنة في تشويه السنة النبوية والإساءات المتكررة لمحمد صلى الله عليه وسلم.
والإعلام الديني عامل أساسي للكفاح ضد الغزو الذي هجم على تراثنا بقوانينه ونظرياته الاجتماعية والدينية والاقتصادية.
وإن كانت الوسائل التعليمية التقليدية ساعدت في ترسيخ الهوية الوطنية فهذا لم يمنع الجزائر من مواكبة العصرنة ببعث إذاعة القرآن الكريم في التسعينيّات والتي من مهامها نشر السنة النبوية وتعاليمها للأجيال بأساليب فنية معاصرة تتلقى تجاوب المتلقي وهو ما لمسناه في بعض القنوات العربية والإسلامية.
فما مدى اهتمام إذاعة القرآن الكريم بالجزائر بالسنة النبوية ؟
كيف نفعل برامج السنة النبوية ونجعلها أكثر تأثيرا وجاذبية ؟
هذه الإشكالية هي أبرز ما عالجه هذا البحث.
المبحث الأول: واجبنا نحو السنة
المطلب الأول: أهمية السنة في الإعلام المسموع
يكتسي الإعلام الديني المهتم بالسنة النبوية أهمية بالغة ويؤدي دورا بارزا في صناعة التغيير المنشود في الرؤى و المفاهيم، خاصة بعد الإقبال الكبير على القنوات الإعلامية الدينية حيث أصبحت هناك ثقة كبيرة لدى الناس في قدرة الدين على حل مشكلاتهم، و إخراجهم من الأزمات التي تعاني منها مجتمعاتهم، فالسنة والسيرة النبوية يبرز دورها إعلاميا في التنشئة الأسرية، سبل التعايش مع الأخر، بيان فهم الحقوق والواجبات و غرس حب الوطن والمواطنة فالاهتمام بالسنة هو اهتمام بالقرآن بما أنها هي المبينة للقرآن.
فدور الإعلام المسموع لا يقل أهمية عن دور المسجد أو الأسرة، إن لم نقل قد يفوق بما يتوفر الإعلام من عناصر التشويق والتجديد والإثارة والانتشار.
المطلب الثاني : واجبنا نحو السنة
كيفية ترقية السنة في واقعنا المعيش:
– بيان منزلة السنة من الكتاب المبينة لكتاب الله تعالى، و هي أصل من أصول الدين قال تعالى: ” يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله و الرسول”[1].
قال ابن كثير في تفسيره أطيعوا الرسول أي خذوا بسنته[2].
– الدفاع عن السنة النبوية ورد شبهات من ينكرونها أو من يشك فيها ومنه كل ادعاء ضد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إذ هو الواسطة بين الله و خالقه.
– الاهتمام بعلم مصطلح الحديث، حفظا للسنة من أي شائبة وتمييز صحيحها من سقيمها أو ضعيفها.
– التعريف بكتب السنة وعلمائها.
– فتح مجال الإعلام للتعريف بالبحوث والدراسات الخاصة بالسنة النبوية.
– إحياء السنة النبوية بالتمسك بها والتزامها اعتقادا وسلوكا والسعي إلى نشرها وإحياء السنن المهجورة.
والحديث الموالي يلخص لنا واجبنا نحو رسولنا الكريم وسنته الشريفة وقد روى تميم الداري قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) “الدين النصيحة” قالو لمن يا رسول الله ؟ قال “لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم”[3].
فالنصيحة لرسول الله (صلى الله عليه وسلم) تكون بتصديقه على الرسالة والإيمان بجميع ما جاء به وطاعته في أمره ونهيه ونصرته حيا وميتا، ومعاداة من عاداه وموالاة من والاه، وإعظام حقه وتوقيره وإحياء طريقته ونفي التهمة عنها، وبث دعوته ونشر شريعته، واستثارة علومه، والتفقه في معانيها والدعاء إليها والتلطف في تعلمها وتعليمها وإعظامها وجلالها، والتأدب عند قراءتها والإمساك عن الكلام فيها بغير علم، وإجلال أهلها لانتسابهم إليها والتخلق بأخلاقه ، والتأدب بآدابه، ومحبة أهل بيته وأصحابه، ومجانبة من ابتدع في سنته، أو تعرض لأحد من أصحابه، و نحو ذلك”[4].
المبحث الثاني: تعريف السنة لغة و شرعا
المطلب الأول: تعريف السنة لغة.
للسنة في اللغة عدة معاني فقد ترد بمعاني منها:
السيرة المستمرة والطريقة المستقيمة سواء حسنة كانت أم سيئة[5].
– سنّ عليه الماء، صبه وقيل أرسله إرسالا إلينا، فشبهت العرب الطريقة المتبعة والسيرة المستمرة بالشيء المصبوب لتوالي أجزاءه على نهج واحد[6].
– العناية بالشيء: يقال سنّ الإبل، إذا أحسن رعايتها والعناية بها.
– البيان: يقال سنّ الأمر أي بينه[7].
المطلب الثاني: تعريف السنة شرعا
عند الجمهور: السنّة هو ما صدر عن الرسول صلى الله عليه وسلم تشريعا من قول أو فعل أو تقرير بما ثبت بدليل قاطع من نبوته صلى الله عليه وسلم وأنه لا ينطق عن الهوى[8].
ولذلك فالسنة دليل شرعي كالكتاب، والاقتصار على الكتاب لا يقول به مسلم. قال تعالى: “وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا”[9] والأدلة في هذا كثيرة[10].
ويطلق لفظ السنة على ما جاء منقولا عن النبي (صلى الله عليه وسلم) على الخصوص، مما لم ينص عليه الكتاب العزيز، بل إنما نص عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وكان بيانا لما في الكتاب.
ويطلق أيضا في مقابل البدعة، فيقال فلان على السنة إذا عمل وفق ما عمل عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) كان ذلك مما نص عليه في الكتاب أولا، ويقال فلان على بدعة إذا عمل على خلاف ذلك.
ويطلق لفظ السنة على ما عمل عليه الصحابة، وجد ذلك في الكتاب والسنة أو لم يوجد[11] إلى قوله: “….. وإذا جمع ما تقدم تحصل منه في الإطلاق أربعة أوجه: قوله عليه الصلاة والسلام وفعله وقراره.
– وكل ذلك إما متلقى بالوحي أو بالاجتهاد بناء على صحة الاجتهاد في حقه والرابع ما جاء عن الصحابة والخلفاء. وهو وأن كان ينقسم إلى القول والفعل والإقرار، لكن عد وجها واحدا إذا لم ينفصل الأمر فيما جاء عن الصحابة تفصيل ما جاء عن النبي[12].
المبحث الثالث: تعريف موجز بإذاعة القران الكريم و أهم برامج السنة النبوية فيها
المطلب الأول: التعريف بإذاعة القران الكريم
أنشأت إذاعة القرآن الكريم بالجزائر في 12 جويلية 1991م الموافق لأول محرم 1412هـ.
في البداية ولعدة سنوات كان البث فيها يغطي ثمانية ولايات محيطة بالعاصمة، وفي عام 2006 أصبحت إذاعة القرآن الكريم مسموعة داخل الوطن وخارجه بواسطة الأقمار الصناعية كما تعززت الإذاعة بالبث الرقمي في سنة 2008.
في سنة 2021 تمّ تمديد بث إذاعة القرآن على مدار 24 ساعة و جاء هذا تكريسا و تجسيدا للتوجه الديني المعتدل الذي تميّزت به الجزائر
– طاقم إذاعة القرآن الكريم:
تضم إذاعة القرآن الكريم ضمن طاقمها : مخرجون، منشطون، محققون، محررون، مساعدو إنتاج و إداريون.
– طبيعة إذاعة القرآن الكريم موضوعاتية أي أن كل مواضيعها مستمدة من الكتاب والسنة وإجماع العلماء.
– مواضيعها: تضم إذاعة القرآن الكريم في شبكة برامجها الكثير من البرامج في مختلف المحاور: القرآن وتفسيره، حديث، فقه، عقائد، برامج حوارية اجتماعية وأخرى ثقافية وأخرى موجهة للأطفال، أخبار ثقافية ودينية. يقوم بإعداد هذه البرامج أساتذة مختصون من خارج الإذاعة وداخلها.
-أهم برامج إذاعة القرآن الكريم:
تنقسم البرامج في إذاعة القرآن الكريم إلى مسجلة وبرامج مباشرة حوارية تفاعلية.
من أهم البرامج التي بثت في القناة
– مذاهب السنة مسجل للشيخ الدكتور محمد قاهر
– دروب الفلاح مسجل للدكتور عبد المجيد بيرم
– فقه وفتاوى مباشر للشيخ أبو عبد السلام
– خدمات خيرية مباشر لمعدته زهرة بوعزة
-منبر الفقه المالكي مباشر للدكتور موسى إسماعيل
المطلب الثاني: أهم البرامج التي تعني بالسنة النبوية
أساس برامج إذآعة القرآن الكريم هو القرآن الكريم و السنة النبوية، يعدّ هذه البرامج أساتذة ودكاترة مختصون. وكما جاء في تصريح رئيس دائرة الإنتاج للمحطة فإن البرامج لا تخلو من السنة إما عناوين مستقلة أو تحمل السنة ضمنيا[13].
أما عن أهم البرامج التي تعني بالسنة النبوية لموسم 2007 /2008
– من هدى النبوة – مذاهب السنة
– من الحديث القدسي – الأمثال في السنة
– من أقوال المصطفى – في ظلال السنة
– الشمائل المحمدية – مناجاة و أدعية
– القدوة والحسنة – مع الذاكرين و الذاكرات
– من وصايا الرسول (صلى الله عليه وسلم) – فقه السيرة
المطلب الثالث: تحليل البرامج الخاصة بالسنة النبوية
من خلال مسح برامج إذاعة القرآن الكريم لموسم 2007/2008 حوت الشبكة ما يقارب تسع وسبعين (79) برنامجا منها أحد عشر برنامجا يهتم بالسنة النبوية أي ما يقارب 13 % من مجموع البرامج
ولو علمنا أن عدد ساعات البث هي ست وخمسون ساعة (56) يكون عدد الساعات المخصصة لحصص الحديث والسنة النبوية معدل نصف ساعة تقريبا لأن كل برنامج تتراوح مدته من 10 إلى 12 دقيقة أما حصص الشبكة البرامجية لموسم 2009 / 1020 ما مجملها ثلاث و ستون (63) برنامجا.
البرامج المخصصة للحديث و السنة 07 برامج
البرامج الخاصة بالقرآن 10 برامج
الباقي هي برامج تهتم بالشريعة وأحكامها لا تخلو من السنة النبوية كبرنامج أنوار العبادة، شفاء القلوب، أمة يهدون، قل هذا سبيلي، وغيرها من الحصص.
بإلقاء نظرة على برامج إذاعة القران الكريم للموسمين 2007/2008 – 2009/2010 نجد أن البرامج الخاصة بالسنة النبوية كانت متنوعة في مضامينها.
ولكن إذا عاينّا الشبكة وما تحويه من حصص للسنة مقارنة بالحصص الأخرى وجدنا أن النسبة المئوية لا ترقى إلى تطلعات المستمعين ولا إلى منزلة السنة من التشريع الإسلامي وحسب مسيري الإنتاج فإن البرامج لا تخلو من السنة إما عناوين مستقلة أو في مضامين البرامج وحسب رأي مستشار إذاعة القرآن الكريم[14]، فإن النقص في المادة الإعلامية الخاصة بالسنة النبوية راجع لصعوبة مادة السنة والتحكم في علومها من مشكل الحديث والتعارض حيث يرى الأستاذ أن السنة النبوية من أصعب المواضيع في الإذاعة وصاحب البرنامج لابد له من علم، يعرف فيه السياق الذي ورد في الحديث، ودرجة الصحة، وبالتالي نجد أن أغلب المنتجين يتجهون إلى مواضيع عامة دون التركيز على الحديث والسنة خاصة[15].
وعليه أخلص إلى ما يلي:
– اهتمام إذاعة القرآن الكريم بالسنة النبوية وسيرة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) تأكيدا منها على أن السنة النبوية تعدّ المصدر الثاني في التشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم .
1- نقص البرامج الخاصة بالسنة النبوية مقارنة بباقي البرامج فنسبتها لا تزيد عن 7% أو 8% أي أقل من 10% في أحسن الأحوال من برامج المحطة.
2- كل البرامج الخاصة بالسنة حصص مسجلة تعتمد على الخطابة دون إشراك للمتلقي فتأخذ الشكل النمطي من السرد.
وفي شهر رمضان تتكاثف البرامج في إبراز السنة النبوية فتتعدد الحصص المباشرة التفاعلية مع إشراك المستمع أو المتلقي فتكون الفائدة أوسع.
3- افتقار الإذاعة إلى حصص تبلغ السنة والسيرة النبوية بلغات أجنبية التي أصبحت اليوم أكثر من ضرورة .
المبحث الرابع: كيفية تفعيل البرامج الخاصة بالسنة النبوية في الإذاعة أو الإعلام الديني
المطلب الأول: التخصص و الكفاءة
على صاحب الخطاب أن يكون متحكما في المادة الدينية، متسلحا بالعلم الشرعي طالبا الكمال في الحديث وعلومه واعيا محيطا بمبادئ القرآن والسنة وعمل الصحابة واجتهادات السلف، مارس الدعوة وعرف طبيعة الحوار مع الآخر وعلى دراية بما يقدمه للمتلقي وأن يكون له الإحاطة الواسعة بالخبرات العلمية التي توصل إليها العلم فالعناصر ضعيفة القدرات قليلة الخبرات ينعدم عندها الإبداع، فبرغم حبها للخير ورغبتها في النفع إلا أن غياب التخصص والكفاءة يتسبب في منتج إذاعي ضعيف غير مؤثر قد يكون خطابه الديني مشوبا بالضعف والسآمة ولذلك حذر السلف الصالح من غفلة الصالحين[16].
المطلب الثاني: التحكم في التقنية الإعلامية أو الوسيلة الإعلامية
أصبح الإعلام علما له مقوماته ومعاهده، وتقنياته والمنتج الإذاعي لابد له من التحكم في أدوات الإعلام ولو القليل منها فالمستمع يتأثر بالكلمة وسحرها، والتقنية الفنية تسهل الوصول للمستهدف.
وفي هذا الإطار طالب الأستاذ السوسي[17] القائمين على الإعلام الديني عموما أن يخاطبوا الناس بأكثر الوسائل تأثيرا وأن يبتعدوا عن النمطية والروتين واستدرك قائلا: “على المسلمين استثمار الوسائل الحديثة في إيصال الإسلام والارتقاء بالإعلام الديني وأجهزته”[18].
المطلب الثالث:
تقديم ما يحتاجه الناس وما يريدونه مع ضمان الثوابت الشرعية وليس تقديم ما نريده نحن فحسب كما يجب على القائم بالاتصال التنويع تبعا لتنوع المتلقين وهذا مع دراسة الوقائع والظروف المحيطة والتغيرات التي تنتاب المجتمعات الإسلامية فإن النشاط الإعلامي متأثر بالبيئة التي يعيش فيها وينطلق منها… ولكن لا ينبغي أن يذوب فيها بل أن يتميز عنها ويؤثر فيها[19].
المطلب الرابع: ترقية الخطاب الخاص بالسنة النبوية
فيجب على الداعية اتباع أسلوب التدرج في إحياء بعض السنن، بل وقد نقول بالرفق في إحيائها خاصة بعض السنن المهجورة، و هذا دأبه (صلى الله عليه و سلم) حين قال للسيدة عائشة: ” لولا أن قومك حديثو عهد بالإسلام لنقضت الكعبة”[20].
المطلب الخامس: واقعية الطرح[21]
المقصود بالواقعية : الحديث النبوي وحي إلا أنه واجه الأحداث والوقائع، فلا ينبغي للداعية أن يقدم برنامجا أو يطلق الكلام على عواهنه دون دراية لوقائع الحال وحال الحديث أو الموضوع المقترح فلكل مقام مقال، فكلما كان المنتج الإذاعي يتماشى مع الأحداث المحلية والعالمية ويربطها بما جاء في السنة النبوية كان التأثير كبيرا والاستهداف أكبر، ولقد كان الإمام علي يوصي الناس على قدر عقولهم ويقول مستنكرا: “أتحبون أن يكذب الله ورسوله”، فلابد من مراعاة السياق المعاصر الذي يعيشه المسلم لترشيد التنزيل سواء السياق الحالي أو المآلي.
المطلب السادس: اعتماد أفضل الأساليب في ممارسة الأعلام و مخاطبة الأخر
الخطاب الديني المرسل عبر الأثير يحتاج من القائم بالاتصال أن يضفي على خطابه الحيوية ليحظى بمقبولية عالية وذلك بإتباع أسرع أساليب التأثير وهي نفسها الأساليب القرآنية للدعوة، وهي اليسر والسهولة ومخاطبة عقل المستهدف وقلبه وجوارحه، فيجب على مقدم البرامج الدينية عموما أن يبسط في لغته ويبتعد عن اللغة المعقدة التي تؤدي إلى اللبس والتشويش، كما عليه أن ينتهج القول الحسن لقوله تعالى: “و قولوا للناس حسنا”[22].
– اللين في الخطاب امتثالا لقوله تعالى: “فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى“[23].
– الحكمة في العرض واختيار الموعظة “ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة…”[24]
– اللفته المثيرة للانتباه ومثاله ما ورد في حجة الوداع حين خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس فقال : “أي يوم هذا، أي شهر هذا، أي بلد هذا ” وفي الحديث إشارات ولفتات لأهم أساليب الإعلام الإسلامي فليست المهمة الأساسية للمنتج إعادة نشر ما وصل إليه الأولون[25].
المطلب السابع: التحفيزات المادية
وهذا لخلق المنافسة بين المنتجين فالتحفيز المادي وحتى المعنوي يؤدي إلى إيجاد أفكار ريادية ومتميزة بإبداعاتها وأصالتها.
المطلب الثامن:
ترجمة بعض البرامج الخاصة بالسنة النبوية وتقديمها بلغات أجنبية ولهجات محلية لإيصال المعلومات لأكبر شريحة ممكنة وأكبر قاعدة مستهدفة. خاصة أن الإذاعات الوطنية والمحلية تلتقط عبر الأقمار الصناعية والإنترنت.
الخاتمة:
في ختام هذه الورقة البحثية أقول أنه رغم الجهود المخلصة التي تبذل في مجال السمعي لإبراز السنة النبوية الشريفة وتطويرها وترقيتها إلاّ أنّه مازال أمامنا الكثير لكي نساير أولا: ما عليه إخواننا في المشرق (الإسلامي) من تحكم في المادة الدينية والتقنية، حيث أبدعوا في برامج لاقت رواجا كبيرا بين المتلقين المسلمين وحتى غيرهم من الأطياف الأخرى وتمكنوا من إيصال الرسالة.
ثانيا: التصدي للحملة الغربية الشرسة ضد الإسلام والمسلمين ومنها محاولة تشويه صورة رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم بالتجريح في شخصيته وأقواله وأفعاله.
ومع ظهور العولمة والنظام العالمي الجديد وجب تبني إعلام إسلامي مدروس قادر على إيصال رسالة الإسلام.
التوصيات:
أوجز بعض الاقتراحات والتوصيات.
وجوب تطوير إذاعة القرآن الكريم والعمل من خلالها على نشر السنة وتعاليمها للأجيال خاصة بعد التطور المذهل لتكنولوجية الإعلام (فبثها مسموع في المذياع، النقال و الأقمار الصناعية أي الفضائيات و الإنترنت).
- التخطيط ووضع استراتيجية لكل البرنامج بما فيها برامج السنة النبوية والتخطيط يشمل الرسالة والجمهور، واستخدام فنيات التأثير.
- التجديد في الطرح والارتقاء بالمضمون والاعتماد على المقاصد المستوحاة من الحديث، مع الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الدعوية، والبعد عن الإرشاد والوعظ المباشر والبعد عن النمطية التقليدية.
- زيادة الاهتمام بالسنة من خلال عرض مشاريع جديدة تهتم بعلوم السنة ومصطلح الحديث وربط السنة بعلوم أخرى كعلم البيئة، والإعجاز العلمي… وغيرها من المواضع التي يتقنها المختصون.
- التصدي للافكار المغلوطة التي قد تنشر حول السنة النبوية وبيان الفرق بين الأحاديث الصحيحة والضعيفة.
[1] سورة النساء، 59.
[2] تفسير القرآن الكريم 1/518.
[3] رواه مسلم
[4] عن مقال بمجلة أمتي/ للشيخ محمد بن حمد المحمود النجدي ص 7 ديسمبر 2007م العدد الأربعون.
[5] لسان العرب/ ابن منظور 13/224
المعجم الوسيط / إبراهيم أنيس 1/445-456
القاموس المحيط/ فيروز أبادي 4/ 239
[6] لسان العرب / ابن منظور 13/225
[7] المرجع السابق 13/225 القاموس المحيط 4/283
[8] أسباب اختلاف الفقهاء / د. عبد الله ابن محسن التركي، ص 75.
[9] الحشر/1
[10] د. عبد الله بن محسن التركي، ص 75
[11] الموافقات في أصول الشريعة / أبوإسحاق الشاطبي، ص 3 و4.
[12] المرجع نفسه ص 5 ج4
[13] من حوار أجريته مع رئيس دائرة الإنتاج بإذاعة القران الكريم العربي سباطة / فيفري 2010.
[14] أمين ايت حمودي / مدير سابق لإذاعة القران الكريم.
[15] مقتبس من حوار أجريته مع الشيخ لمين آيت حمودة في فيفري 2010.
[16] الإعلام قراءة في الإعلام المعاصر الإسلامي/ د. منير سعد الدين، ص 35 و ص317، دار بيروت ط3/2002-1422 بتصرف. الإعلام الديني ، سلحفاة في زمن الأرانب/ علا عطا الله، موقع إسلام اون لاين نت/26 ديسمبر 2004
[17] د/ ماهر السوسي/ أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة.
[18] الإعلام الديني ، سلحفاة في زمن الأرانب/ علا عطا الله، موقع إسلام اون لاين نت/26 ديسمبر 2004.
[19] الإعلام الإسلامي في مواجهة الإعلام المعاصر بوسائله المعاصرة، تقديم عمر حسنه، ص11.
[20] انظر إشكاليات العمل الإعلامي بين الثوابت و المعطيات محي الدين عبد الحميد، ص 35.
[21] الإعلام الإسلامي في مواجهة الإعلام المعاصر بوسائله الوشلي تقديم عمر عبيد حسنة، ص 11.
[22] البقرة، 83.
[23] طه، 04
[24] النحل، 125.
[25] الإعلام للوشلي، ص47 – 48.