حصريا

فاقض ما أنت قاض – أ.د فتيحة محمد بوشعالة -الجزائر-

0 94

فاقض ما أنت قاض

بقلم أ.د فتيحة محمد بوشعالة

مما أثار حفيظتي واسترعى انتباهي وجعلني أجلس إلى نفسي وأمعن النظر في المشهد، بعد أن كانت ردة فعلي الأولى كما رهيبا من الاستغراب ممزوجا بالحزن والقهر والخيبة، هو موقفان متباينان مما يحدث في فلسطين عموما وفي غزة خصوصا:

موقف الشعوب الغربية من المشهد، وموقف الشعوب العربية.

موقف الشعوب الغربية (عموما) بعد استفاقتها بفضل الطوفان كيف هو ظاهر جلي واضح مناصر للقضية دون تردد أو خوف، تزداد مساحته يوما بعد يوم، في قناعة تامة بعدالة قضية الشعب الفلسطيني وببشاعة الظلم الواقع عليه، في مواقف مسؤولة .

وفي الجهة المقابلة موقف الشعوب العربية (عموما) مما يحدث لأهلنا في غزة والضفة، مشهد باهت ، موقف صادم يدعو للخجل، غياب شبه تام عن ساحة الأحداث ما عدا بعض المواقف المعزولة، ( مع يقيني أن قلوب المسلمين تتمزق بداخلها لحال إخوانهم بفلسطين).

والإشكال الذي يطرح نفسه بقوة هو: لِمَ هذا التناقض الصارخ بين الموقفين ؟ لماذا الشعوب الغربية ممن هم ليسوا من أهل القضية أصالة يقفون هذا الموقف المشرف المنصف؟ وأصحاب القضية الأصليين من العرب والمسلمين يقفون هذا الموقف الباهت المخزي؟

وبعد نظر وقراءة في تاريخ الأحداث وفي تاريخ الشعوب وفي السنن الكونية، تبين لي أن الفارق الجوهري بين الموقفين يكمن في عامل واحد وهو الذي يتجلى في كل تصرفات البشر أفرادا وجماعات وأمما، ألا وهو عامل الحرية.

الفرد الغربي إذا اقتنع بفكرة دافع عنها بكل قوته إلى آخر رمق من حياته، لأنه تحرر من كل القيود الخارجية، بصرف النظر عن صواب وخطأ فكرته، المهم أنه اقتنع ، وهذا الذي رأيناه في المجتمعات الغربية حينما اقتنعت بعدالة القضية الفلسطينية، رأينا موقف طلاب الجامعات الذين تحدوا إدارة جامعاتهم وضحوا بدراستهم ومستقبلهم دفاعا عن القضية، رأينا كثيرا من البرلمانيين الغربيين ومسؤولين كبار في دولهم قدموا استقالاتهم وعارضوا حكوماتهم لأنهم آمنوا بالقضية، بل رأينا من ضحى بنفسه وحرق جسده تعبيرا عن رفضه للعدوان الصهيوني على شعب فلسطين.

من أين لهم بهذه القوة ؟ وهذا الثبات في مواقفهم رغم التغاير في العقيدة والجنس والعرق وكثير من الفوارق؟ هم آمنوا فقط بحق الإنسان، فهبوا للدفاع عنه.

وجدت أن هذه القوة استمدوها من تحررهم التام من القهر الخارجي ، صاروا أحرارا بأتم معنى الكلمة، لا يستعبدهم شيء، وكان ذلك نتيجة نضال طويل ومرير دام قرونا دامية وعنيفة.

لقد كانت فكرة الحرية في الغرب جوهر الصراع لقرون طويلة، خاضت الشعوب خلالها معارك دامية وحروب مريرة ضد استعباد كثير من القوى المسيطرة عليها، السالبة لحريتها، تارة باسم الدين وهذا تمثله طبقة الاكليروس ورجال الكنيسة وتارة باسم العرق والجنس وهذا تمثله طبقة النبلاء، وتارة اخرى باسم الطبقية وتمثله طبقة الاقطاعيين والبرجوازية، فخاضت الشعوب الغربية بقيادة نخبها من فلاسفة ومفكرين حروبا دامية دامت قرونا حتى انتصرت على كل تلك القوى الجاثمة على عقولها قبل صدورها، ونالت حريتها بكل جدارة واستحقاق (بصرف النظر عن حدود تلك الحرية ومجال ممارستها، وغياب ضوابط لها), ولهذه الأسباب نجد الفرد الغربي متحرر العقل والفكر والمواقف مقارنة بالفرد العربي المسلم أو الأفريقي.

الشعوب العربية ما زالت تحت وقع الهزيمة والذلة منذ سقوط الأندلس، إلى تفكك عرى الخلافة العثمانية، إلى هزيمة 1967, كبلتها أغلال الخيبات وأخلدتها الى الأرض عقلية الدونية والانهزامية فرضيت بدور التابع الذليل والمنبهر بالمتغلب القانع بسيطرته.

إلى جانب قهر آخر واستعباد آخر تعرضت له هذه الشعوب من طرف أنظمتها التي ساستها بالتخويف والتجويع والقمع حتى جعلتها ذليلة خاضعة، فهناك خوف مصنع لتسيير الشعوب، وهو يعتمد على تجربة بافلوف لترويض الشعوب بالعقاب المبرمج التدريجي، حتى يسكن الخوف الشعوب وتصير سمتها العامة وسلوكها الطبيعي ، وهكذا تنصاع دون مقاومة لأوامر الأنظمة . أو كما يسميها الفيلسوف الأمريكي نعوم شومسكي: سياسة العصا والجزرة.

وقد تنبهت الدول الاستعمارية إلى أن الحرية السياسية لا مناص منها للدول العربية والمسلمة المحتلة ، فتخلت عن فكرة الاحتلال العسكري بالجيوش والسلاح والتموقع الجغرافي، ولكنها تفطنت إلى أن الحرية الفكرية والثقافية والاقتصادية هي الأخطر، فعملت على منعها عن الشعوب المستعمرة لتبقى تحت سيطرتها دون عناء التنقل بالجيوش، وكان ذلك وفق خطة مدروسة محكمة: الحرية الاقتصادية حاربتها بمنع التكنولوجيا عن تلك الشعوب المستقلة ظاهرا، حتى تبقى دوما تابعة لها تأخذ منها الموارد الطبيعية وتجعلها سوقا كبيرا لمنتوجاتها .

الحرية الفكرية والثقافية تمنعها بإبقاء الهيمنة اللغوية، وتصدير المناهج التعليمية التي تخدمها، وبصناعة طبقة مثقفة متشبعة بالأفكار الاستعمارية تهيمن على المشهد الفكري والثقافي في تلك المستعمرات القديمة (اتفاقيات إفيان بين فرنسا والجزائر نموذج شاهد على تلك الهيمنة).

وهذه العبودية التي كبلت الشعوب المسلمة العربية قرونا، وجعلتها منهزمة لا تقوى على المجابهة والانعتاق تنطبق أيضا على جيوشها، فهي جزء منها، لأنها كلها نتاج انهزام داخلي وخارجي واحد، ولذا لا نجد هذه الجيوش العربية على كثرتها وكثرة عتادها تحرك ساكنا تجاه القضية الفلسطينية عموما وتجاه الإبادة الحادثة في غزة خصوصا (وإن كنت أجزم أن فيها مخلصين)، وكل ذلك راجع إلى غياب دافع الحرية الذاتية لدى هذه الجيوش، وهذا ما قد قرره شاعر الجاهلية عنترة بن شداد، وجعلها سنة جارية، ألا وهي مقولته الشهيرة حين قال له أبوه : كرّ يا عنترة، فقال : العبدُ لا يحسن الكَرّ إنّما يحسنُ الحلاب والصّر , فقال كُرّ وأنت حُر , فقاتل قتالاً شديداً حتى هزم القوم واستنقذ الإبل.

الشعوب العربية المسلمة بعد ترويضها وترهيبها وهزيمتها داخليا صارت تخاف من اللاشئ، وهو ما يعرف في علم النفس بالخوف الوهمي، خوف يسكن عقولها وقلوبها من شيء غير محدد وغير معين، هذا الخوف يلحق بالإنسان جماعات وأفرادا أضرارا بالغة في شخصيته: نفسية وجسمية واجتماعية.

صارت عقيدة هذه الشعوب التي تتبناها وتعيش بها هي مبدأ (نشري العافية) ويتجسد هذا في سلوكها اليومي، (نشري العافية ) رسالة مفادها: لا أبادر، لا أخوض، لا أعارض، لا أبالي، لا أمانع، لا أنتقد، لا أرفض، ووصل الأمر إلى الأخطر: لا آمر بمعروف ولا أنكر منكرا، كل ذلك من أجل أن أعيش في أمان وسلامة وعافية، لا أتأذى في عملي، في رزقي، في أجلي، في أهلي، في عرضي، في كرامتي.

ولا تدري هذه الشعوب أن شراء العافية بهذا الأسلوب وبهذا المنطق هو عين المذلة وهو الخضوع ذاته، بله هو العبودية بعينها.

الحرية هي ما يجعل الانسان إنسانا والعبودية هي ما تحيل الإنسان إلى شيء.

الحرية هي تجاوز القهر الخارجي والإرغام الداخلي، والقهر الخارجي له أشكال عديدة: السياسية، الفكرية، الاقتصادية، الاجتماعية والعسكرية، في حين الإرغام الداخلي هو تلك العواطف والغرائز والرغبات والشهوات التي تكبل الإنسان وتجعله عبدا لها .

الخوف عبودية ، والإنسان إما حر وإما عبد، فالحرية لا تتجزأ، والتحرر يبدأ على مستوى العقل والقلب، ويكون الإنسان حرا حرية حقيقية عندما يكون عبدا لخالقه فقط، تلك العبودية الحقة لله هي التي تحررنا من كل قيود الأرض وأغلال النفس وشهواتها ، تحررنا من ذواتنا قبل أن تحررنا من كل قهر خارجي، تحررنا من ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

وإذا كان تحرر الشعوب الغربية من كل أنواع العبودية بقيادة النخب من فلاسفة ومنظرين، فنحن لسنا بحاجة إلى منظرين وفلاسفة يقودون شعوبنا إلى استرجاع حريتها وتحررها من كل مظاهر القهر الخارجي، نحن لدينا المنهج الرباني وهو الوحي بدل الفكرة الغربية، كل ما نحتاجه هو علماء ربانيين يحملون الرسالة، رسالة تحرير الإنسان من الطغيان والظلم والقهر، رسالة دفع الظلم والاستكبار على هذه الشعوب ، رسالة إخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وحده، وهذا جوهر الإسلام: التوحيد، توحيد الله عز وجل يحرر الانسان من كل العبوديات الأرضية، التوحيد هو خلاص البشرية من الاستعباد.

نحن بحاجة إلى ثلة من الربانيين أمثال أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، أمثال ربعي بن عامر رضي الله عنه، أمثال العز بن عبد السلام.

وجاء الإسلام لتحرير الإنسان من كلا القهرين والعبوديتين: الخارجية والداخلية، وأعلى مظهر من مظاهر ذلك التحرير تقرير وفرض التوحيد (لا إله إلا الله)، ولذا رفضت قريش ابتداء هذه الكلمة، لأنها فقهت مقصدها ومعناها، فوجدتها تسلبها كل جبروتها وقهرها وهيمنتها على العرب، وقال أبو سفيان (رضي الله عنه) قبل أن يسلم مقولته المشهورة: (آلهة قريش تجارة وعبادة) .

فهمت قريش أن التوحيد جاء ليحرر الناس من هيمنتها وقهرها الفكري، الاقتصادي، الاجتماعي، ويحرر كل البشرية من ذلك.

كما جاء ليحرر الإنسان من العبودية الداخلية، من هواه، شهواته، رغباته، أرضيته، أنانيته(أرأيت من اتخذ الهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا) 

( تعس عبد الدينار ، والدرهم ، والقطيفة ، والخميصة ، إن أعطي رضي ، وإن لم يعط لم يرض) .

وهذا ما لخصه الصحابي ربعي بن عامر رضي الله عنه حين قال لرستم (قائد الفرس في معركة القادسية) : (فقال رستم: اِئذنوا له، فأقبل يتوكّأ على رمحه فوق النمارق، فخرق عامّتها. فقالوا له: ما جاء بكم؟ فقال: اللّه ابتعثنا لنخرج مَنْ شاء من عبادة العباد إلى عبادة اللّه، ومِنْ ضيق الدنيا إلى سَعَتها، ومن جَور الأديان إلى عَدْل الإِسلام، فأرْسلنا بدينه إلى خلقه لندعوَهم إليه، فمن قَبِل ذلك قبلنا منه، ورجعنا عنه، ومن أبى قاتلناه أبداً، حتى نفضي إلى موعود اللّه)

وهذا ما سطره عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأحرف من ذهب، وتبنته هيئة الأمم المتحدة بعد أربعة عشر قرنا دستورا لها حين قال: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا؟).

وأعظم مشهد للتحرر، تحرر الإنسان من أغلال القهر الخارجي والداخلي ، من عبودية الإنسان لأخيه الإنسان ، ومن عبودية الدنيا وزينتها هو ما صوره لنا القرآن الكريم في قصة سحرة فرعون الذين كانوا مستعبدين من طرف فرعون وهيلمانه وجبروته، وإغراءاته المادية (‏فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِن كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ (41) قَالَ نَعَمْ وَإِنَّكُمْ إِذًا لَّمِنَ الْمُقَرَّبِينَ (42) قَالَ لَهُم مُّوسَىٰ أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ (43) فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ‏) 

ولما رأوا الحقائق بأم أعينهم وأسلمت لها عقولهم وقلوبهم، وفي لحظة صحوة إيمانية فارقة، استفاق السحرة من وهمهم وسكرتهم ورجعوا إلى الحق واستمسكوا به، لأنهم تحرروا من أغلال الأرض

(.فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّدًا قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ (70) قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ۖ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَابًا وَأَبْقَىٰ

لحظة ميلاد الإنسان الحر، لحظة انعتاق من هيمنة الطاغوت، لحظة رؤية نور الحرية، نور الخلاص من أغلال استعباد الإنسان لأخيه الإنسان.

لحظة عاشتها كثير من الأنفس البشرية : سحرة فرعون، أصحاب الأخدود، رفقاء يوسف عليه السلام في السجن، صحابة رسول الله ، عمّار بن ياسر، بلال بن رباح، سلمان الفارسي، ربعي بن عامر

لحظة(فاقض ما أنت قاض) لا يمكن أن تأتي إلا بصحوة إيمان ورسوخ عقيدة الغيب والآخرة.

أعلى مستويات التحرر أن تهون كل الدنيا في عينك مقابل حياة الآخرة (فاقض ما أنت قاض)

ليس تهورا ولا يأسا، بل يقينا في زيف المتعة هنا وحقيقتها هناك.

بل يقينا في زوال الأولى وخلود الثانية.

من(وقالوا بعزة فرعون انا لنحن الغالبون) الى (قالوا لا ضير انا الى ربنا لمنقلبون انا نطمع ان يغفر لنا ربناخطايانا ان كنا اول المؤم    

لحظة الانعتاق من قيود الأرض إلى فضاء السماء و نسيم التحرر من أغلال الطين والتحليق في رحاب ورحابة الآخرة.

يقول سيد واصفا المشهد: “وهزأت القلوب المؤمنة بتهديد الطغيان الجائر وواجهته بكلمة الإيمان القوية، وباستعلاء الإيمان الواثق، ومضى هذا المشهد في تاريخ البشرية إعلانا لحرية القلب البشري باستعلائه على قيود الأرض وسلطان الأرض، وعلى الطمع في المثوبة والخوف من السلطانوما يملك القلب البشري أن يجهر بهذا الإعلان القوي إلا في ظلال الإيمانانتصار الإيمان في قلوبهم على الرغب والرهب، والتهديد والوعيدفما يتحقق النصر في عالم الواقع إلا بعد تمامه في عالم الضمير، وما يستعلي أصحاب الحق في الظاهر إلا بعد أن يستعلوا بالحق في الباطنإن للحق والإيمان حقيقة، متى تجسمت في المشاعر أخذت طريقها فاستعلنت ليراها الناس في صورتها الواقعية.”

وهذا ما لمسناه في تلك الطائفة القليلة في غزة، تلك الطائفة التي هي وحدها الحرة في عالم كله مستعبد.

أما إذا ظل الإيمان مظهرا لم يتجسم في القلب والحق شعارا لا ينبع من الضمير، فإن الطغيان والباطل قد يتغلبان، لأنهما يملكان قوة مادية حقيقية لا مقابل لها ولا كفاء في مظهر الحق والإيمان.”

وهذا ما نلمسه ونعيشه في باقي الأمة المسلمة، إيمان شكلي وتدين مغشوش، فكانت النتيجة غثائية لا ينفع معها عدد ولاعدة.

و طوفان الأقصى هو سفينة النجاة التي أوقدت الشرارة التي كادت أن تنطفئ، شرارة حياة هذه الأمة ، وانعتاقها من سباتها وانبعاثها من جديد، لتبلغ عقيدة (فاقض ما أنت قاض…) التي رأتها بأم عينها في أهل غزة .

فمتى تتحرر الشعوب المسلمة من أغلالها الخارجية والداخلية؟ متى تأتي تلك اللحظة الفارقة؟ لحظة الإفلات من الخوف الوهمي والانعتاق من قيود الاستعباد، وتعلنها ﴿فاقض ما أنت قاض.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.