وللأقلام فصام أيضا ..!!-سعيد أبو هاجر

وللأقلام فصام أيضا ..!!
سعيد أبو هاجر ..غرداية
لا أكتب هذا تخيلا إنما واقعا .لا غرو أن يكتب المرء في فنون عدة ما دام يجد في نفسه الملكة والرصيد المعرفي الكافي ودقة المعلومة والفهم الجلي ،ويتغير الأسلوب من فن لآخر حتما ،فأسلوب من يكتب في العقيدة غير اسلوبه في السياسة وهكذا . لكن تبدل الشخصية في كل فن فهذا ما نكتب عنه.. يكتب المرء تعليما (في كل أصنافه)، أو توضيحا ،أو تعقيبا وردا ،او اعجابا ،أو حتى استعطافا ،………الى ما حضر في الذاكرة أو غاب عنها ..وإن عمدة هذا الدين الإخلاص في الاعتقاد.،والقول ،والعمل .،ومن اخلاص القول النصيحة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر .ومن هاهنا نبدا. يكتب اليوم بقلم الواعظ ،الداعي الى الفضيلة والأخلاق السمحة،ونبذ الفرقة والخلاف ،كأنما ترى بين سطور مقاله صفحة وجهه ،ابيض ناصعا ،عفيف النفس ،والطعمة ،نصوحا للأمة خائفا عليها من الضياع ،والتفسخ .ونبذ الأخلاق والقيم ….وإذا قلمه يكتب بدموع القلب لا الحبر الأسود** ويكتب غدا في السياسة وأحوال العباد والبلاد، فيُخيَّل إليك انه يحمل معولا. هداما لا قلما ،يتهدم بالكلام ،ويتهور ،وعند نفسه كأن الدنيا وقد طبعت على أخس قلب رجل واحد (إلا هو وأصفياءه ) ،ويعري امة من لباس البسته من قرون خلت ،لباس عز وشرف ومنهج قويم ،قد تحيف عنه زمنا لكنها تعود دوما ،لخيريتها وفضلها على سائر الأمم وتحس في قلمه هاهنا زفير نار تلظى وترى دماء تقطر لا حبرا **ويكتب مرة ردا على مخالف ،فترى القلم الفاجر العربيد ،فاحشا خطل المنطق ،وقد ابرز صفحة الوقاحة ومذهب الحشمة ،يرمي بالحق والباطل وهو الى الباطل اقرب ،يصول ويجول ،يثلب الأعراض ويعربد وكأنما أشرب قلمه خمرا ،أو لعاب مكلوب مسعور **ولكل يوم فن وقلم ، وقد تربع على كرسي من هواء ،واتخذ قوما يكون عليهم أميرا،،وشيخا ،وعمدة فكر ومذهب ،فكر خرب يقوم عليه فكره الأشد خرابا..ويوالي على كلمة شكر ومدح ، ويعادي كل نصح او رد لا يجوز لا فكره البائد .ولو كان من ناصح. امين ثم يكون له مع كل قلم شخصية على حدة وله في كل يوم اسم ،:أديب ،وصحفي ،ومنظر وناقد ،وفقيه ،وأصولي ،وهلم جرا ومسخا ورحم الله الرافعي قال يوما (ما أكثر أسماء الهر ،وما أقل الهر في نفسه )
وبعد :
فهذا سبيل جديد من سبل الطب النفسي اسمه فصام الأقلام ،ومن وراءه فصام أصحابها…والسلام ختام