حصريا

دور الأم في الأسرة – التلميذة : مرزوقي عائشة – الجزائر

1 222

 

دور الأم في الأسرة

 

الحمد لله خالق الإنسان، وجاعل الزواج له كيان، ليكوّن أسرة محضن التربية والإيمان ، هي أساس الإسلام ونواته، صلاحٌ للعام وفيها نباته، أما بعدُ :

فقد ارتبط مفهوم الأسرة بالربط والقوة والإحكام، وعُبّر عنها بأنّها ما كونت من أب وأم وبنين وبنات ؛ هنا يمكن أن يقعد المفهوم على قوة تماسك أفرادها ، وربطا بالود والمحبة  لمكوناتها وإحكاما لحلقاتها، وهنا مربط الفرس، من يُحكم هذه الحلقات ؟

لا يخفى على الناس بأنّ للأسر في يومياتهم مواقف يمرون بها، وتجارب يغطسون فيها، وتُكتسى هذه التجارب بحلّة الكتمان والسرّ، فلكل الأسر أسرار تحتفظ بها، ولا تبوح بها إلّا في الوقت المناسب، حينها تُصبح الأمّ مقصد الإنسان بكل جوارحه، فالأم ، المرأة، الزوجة أو الأخت عكاز يتكئ عليها كلّ معطوب، يستقيم بها الأعرج ويمشي بها من ثقلت خطاه، وعليه يمكن القول بأنَّ عمود الأسرة المرأة، فإذا استقامت استقامت معها الأسرة ، وإن مالت؛مالت معها.

إن كانت الأسرة حلقة فجوهرتها الأم، فقد قال نزار:”ولا توجد في العالم جوهرة في العالم أكثر قيمة من امرأة تنزه نفسها مما يعاب .” (نزار قباني)كونها الآمر الناهي، آمرة بالمعروف، وناهية عن المنكر، تداوي عليل الأخطاء، وتنصت لقسوات التجارب ، وما أوصانا بهم الرسول خيرا إلّا لمّا وجدهم أهل الخير تقفْن مع الغير، أما اليوم فقد شهد العالم في الآونة الأخيرة في بعض المناطق التي تَحرِم بناتها من التّعلم، واضعين علّة الإحراج  والعيب حجة لتفاهتهم ، فإنهم مخطئون جدُّ مخطئين بتصرفهم هذا، كونهم غمت أبصارهم وحجبت بغطاء حجج لا أساس لها، فهم متناسون دور المرأة في المجتمع، فمثلها كمثل الثّوب الجديد تحافظ عليه من قطرة ماء صغيرة.

يُصاحبني قول أبي علاء المعري في قوله :

العيشُ ماضٍ فأكرم والديك به     /     والأمّ أولى بإكرام وإحسان

فقد رأى فضلا للأم عن الأب لا يعني هذا إهمالا لدوره، وإنما عَظُم دورها عن دور الأب وازداد لمعانا، فالأم هي من تصحح الخطأ، وهي من تستر البنت ومن تربي الولد، والأسرة والمجتمع، والدانية من كتاكيتها الذين ترديهم الحياة بامتحانات لن يجدوا لها حلا إلا عندها، وهي من تداوي العلل وتصلح الخلل، والتي تمحي اليأس وتعيده أملا، والكاتم لعيوب أولادها، فهل تجد من يقوم بكل هذا غير الأم؟

يكفيك أيتها الأم فخرا تكريم ديننا الحنيف لك، وجعل الجنة تحت أقدامك، وبرّك برٌّ لله-جلَّ وعلا…فهنيئا لك هاته المكانة العظيمة، فما أكرمك إلا كريم وما أهانك إلا لئيم، جعلني الله من زمرة هؤلاء الكرماء …

 

مرزوقي عائشة / متوسطة الحسن البصري سيدي عامر -المسيلة -الجزائر

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

  1. بولنوار مهني يقول

    بارك الله في التلميذة عائشة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.