حصريا

الدكتورة زينب عبد العزيز.. علم وفن وعطاء

0 500

الدكتورة زينب عبد العزيز.. علم وفن وعطاء

الأستاذة: الزّهرة هراوة /الجزائر

طفلة ذات السّنتين تنشغل كليًّا بالورق والقلم؛ تخطُّ به خطوطًا عشوائية،وترسم ما يحلو لها، وإن انزعجت لا يُهدِّئها إلا الورق والقلم.

وكأنَّ الحياة قد أوضحت لها مسارها من أيامها الأولى؛ الفنَّانة المبدعة منذ نعومة أظفارها، ذات الرِّسالة الفنية التي ترى فيها جزءًا من حياتها.

فحياتها أكبر من الرّسم، وإن كانت تنشغل به فترات إلا أن إعدادها كان أجلّ من ذلك؛ فقد دخلت مدرسة الراهبات، وهي في الثالثة من عمرها لتتعلم على أيديهن الرسم واللغة الفرنسية التي صارت مولعة بهما.

ومما أثَّر فيها رغم حداثة سنها، وهي تتم عقدها الأول عندما اختارتها تلك المدرسة  للدير لتكون في صحبة المسيح، وصارت تصلي صلواتهم وقد نبَّهوا عليها هي وأترابها أن يحيطوا عبادتهم بالكتمان، ولا داعي أن يعرف أهاليهم بما يحدث، فقد كان التنصير يتخذ مجراه في عقول أولئك الصّبية الصّغار الذين انضموا لاغتراف العلم، وإذ بهم يجدون أنفسهم خَدَمًا للدّير والمسيح، وقد اكتشفت جدتها أمر صلاتها التي بينت توجه الفتاة، فثارت ثائرتها وأخبرت أخاها بالأمر ليتوجه حانقا إلى المدرسة مستفسرا عما يحدث مؤنبًا إياهم ثم أخرجها من تلك الدير، وقبل أن تخرج ندعها تذكر لنا ما قالته لكبيرة الراهبات:

“توقفت وقلت لها بغضب:

ـ أيتها الأم الرئيسة، يؤسفني قول: إنكم جميعا كذابين!

وانحفرت العبارة في الأعماق.. وتمثل هذه الواقعة الحجر الأساس الذي دفعني الى دراسة وكشف هذا المجال القائم على الأكاذيب والغش والخداع والتحايل.”[1]

ومنذ تلك الحادثة نذرت نفسها لكشف زيفهم وأكاذيبهم. وكرست عمرها وعلمها لخدمة الإسلام ونصرته والذود عنه من هجمات التنصير والكنيسة،ويا لها من خدمة جليلة قد اضطلعت بها، وقد كان  زوجها الفنان لطفي الطنبولي–رحمه الله-  من المشجعين لها  بدراسة كل ما كتب عن الإسلام بالفرنسية لنقده وتقويمه وتصويبه.

الرحلة الأكاديمية والوظيفية:

تدرجت في تحصيل العلم بخطوات ثابتة مستمرة، فحصلت على شهادة الليسانس في الأدب الفرنسي سنة 1962  في كلية آداب جامعة القاهرة، ثم شهادة الماجستير في الحضارة وتاريخ الفن عن “يوميات أوجين ديلاكروا”  سنة 1967 في كلية آداب جامعة القاهرة، ثم شهادة الدكتوراه سنة 1974م دكتوراه في الحضارة وتاريخ الفن عن: “النزعة الإنسانية عند فان جوخ” كلية الآداب جامعة القاهرة بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى.

أما في المجال الوظيفي؛ فقد كانت مترجمة بمركز تسجيل الآثار المصرية (1963 -1974) ثم  توجهت للتدريس بالجامعة كمدرس للحضارة وتاريخ الفن، ثم استاذة الحضارة وتاريخ الفن بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر (1974 -1985)، وواصلت عملها كمشرفة على قسم اللغة الفرنسية كلية اللغات والترجمة (بنين) بجامعة الأزهر، ورئيس قسم فرنسي بكلية آداب جامعة المنوفية سنة 1992م، وفي سنة 1995 كأستاذ متفرغ..[2]

 

تآليفها

تعتبر حياة المجاهد الذي نذر نفسه لخدمة الدين حافلة زاخرة بالبطولات والأعمال الجادة، مضحيا بشبابه وعمره كله في سبيل القضية التي يحيا لأجلها. ولأن الدكتورة زينب مجاهدة بقلمها وفكرها، فقد كانت حياتها مفعمة بالخير الوفير للإسلام والإنسانية جمعاء، وتجلى ذلك في العدد الجم من الكتب والمقالات والبحوث؛ تأليفًا وترجمةً، والمؤتمرات التي شاركت فيها.

ومما نذكره على سبيل المثال لا الحصر:

فمن بعض الكتب التي تهم الحضارة الإسلامية:

  • “محاصرة و إبادة .. موقف الغرب من الإسلام”   المؤسسة الجامعية – بيروت 1993 ، دار القدس بالقاهرة 2001 ، و دار الكتاب العربى بالقاهرة 2003.
  • ” تنصير العالم”(مناقشة لخطاب البابا يوحنا بولس الثاني) دار الوفاء 1995، ودار الكتاب العربى 2004.
  • “ترجمات القرآن إلى أين ، وجهان لجاك بيرك”  دار الهدى 1994 طبعتان،  دار النهار 2001، ومكتبة  وهبة 2005.
  • من حائط البراق إلى جدار العار،دار الحرمين 2001، ودار الكتاب العربي 2004
  • “حرب صليبية بكل المقاييس” دار الكتاب العربى  2003.
  • “الفاتيكان و الإسلام”  دار القدس 1993  و 2001 ، و دار الكتاب العربي 2004.
  • “الإلحاد و أسبابه، الصفحة السوداء للكنيسة” دار الكتاب العربي  2004
  • والتي لم تطبع بعد[3]ثلاثة كتب بالعربية هي: “تاريخ التسامح في الغرب”، “الفاتيكان خلفيات وأهداف”، “الغيب في القرآن”
  • ومن الترجمة:
  • ترجمة “الإسلام و حضارته ” لأندريه ميكيل، المكتبة العصرية بيروت 1981م.
  • ترجمة ” الإسلام الراديكالى ” لإتيين برونو ، دار الزنابيلى  مالطة.
  • ” الريح ”  رواية كلود سيمون ، جائزة نوبل ،  دار الهلال   1986
  • ” هيجيل و المسيحية ”  للأب جاستون فيسار  دار الزنابيلى
  • ومن المقالات:

-تساهم بالمقالات و الأبحاث الفنية و الأدبية فى المجلات المصرية و العربية منذ عام 1965

–  ساهمت فى مجلة إيماج الصادرة عن دار الهلال بالفرنسية بالمقالات الفنية والأدبية و بأبحاث عن ألفية القاهرة عامى 1967 – 1968

– تساهم بالمقالات والأبحاث لنقل موقف الغرب من الإسلام فى المجلات و الجرائد المصرية و العربية منذ عام 1985.[4]

  • وبالنسبة للأبحاث بالفرنسية نذكر  منها:

* Un Manuscrit de Vincent, 1976

* Les Portraits du Neveu de Rameau, 1977

* Maxime Du Camp photographe, 1978

* Voltaire Romantique, d’après ses contes et ses romans, 1980

* Salah Abdel-Sabour et son expérience poétique, 1981

* Jeune fille sur un Cheval Rouge, 1982

* La traduction du sens du Qur’ân, Association mondiale de l’Appel Islamique,Jamahiriya Libyenne Populaire Socialiste, 2002

* Aperçus sur: l’Islam, le Qur’ân, le Jihâd, le Terrorisme, Dar Al-Qalam, Beirout, 2006

 

ومن المؤتمرات التي شاركت فيها:

  • “نحو مشروع حضاري جديد” جامعة القاهرة 1992 عنوان البحث: موقف الغرب من الإسلام.
  • “نحو فلسفة إسلامية جديدة”جامعة القاهرة 1993 عنوان البحث: أبجدية الحوار بين الحضارات.
  • “مفهوم التسامح في البناء الحضاري الإسلامي” جامعة الصحوة الإسلامية بالمغرب 1994.
  • عنوان البحث: من أوربان الثاني إلى يوحنا بولس الثاني
  • “السكان و التنمية ” القاهرة 1994   عنوان البحث : ارجموا هذا المؤتمر!
  • “المؤتمر العالمي الرابع للمرأة ” المنعقد في برلين 1995.

ترجمتها لمعاني القرآن

ومن تآليفها كتاب ترجمة معاني القرآن الكريم وقد أفردنا له جزئية خاصة به نظرًا لما يتميز به وما يجعل مؤلفته بحق امرأة من طراز خاص، وان كانت هذه الترجمة هي فقط ما قامت بها في كل حياتها لكفتها، “ترجمة معانى القرآن الكريم ” (بالفرنسية)  الصادرة عن  جمعية  الدعوة  الإسلامية  العالمية   في ليبيا 2002، وعن جمعية تبليغ الإسلام بالإسكندرية 2009، وهى أول ترجمة فيالتاريخ تصدر عن باحثة مصرية  مسلمة.

فقد اختارتها العناية الإلهية  لتترجم معاني القرآن  إلى اللغة الفرنسية بعد اكتشافها لفداحة المغالطات والتحريفات في ترجمة المستشرقين، من أهمهم جاك بيرك الذي تصدت له في  عديد من مقالاتها، ومع ذلك لم يرتدع ولم يصوّب أخطاءه.

وندعها تتحدث بنفسها عن ذلك:

انزعجت كثيراً من ترجمة المستشرق الفرنسي جاك بيرك وصدمتني للغاية لأنها تضمنت أخطاء معيبة، ومغالطات وتجاوزات وتطاول على القرآن الكريم والإسلام. كما استفزني التحريف المغرض والمقصود لتشويه صورة القرآن والإسلام. فعلى سبيل المثال وليس الحصر رصدت أخطاء كثيرة منها إهانة الذات الإلهية بإسفاف، فهناك آية “يتوب الله” التي نفهمها بأن الله يتوب على عباده من الذنوب، في حين قام بيرك بترجمتها معتبراً أن الله – عز وجل – يخطئ ويتوب – والعياذ بالله”.[5]

فكان ثمرة عملها الذي استغرق  ثماني سنوات كاملة بمعدل خمس عشر ساعة يوميًا، لتكون أول ترجمة لمعاني القرآن ترجمة وافية، وقد تعرضت  خلال تلك الفترة للمضايقات والمساومات، بل وصل الأمر إلى التهديد بالقتل لثنيها عن مواصلة الترجمة إلا أن ذلك زادها إصرارا وتحديا، وأكملت عملها على أحسن ما يكون.

لم يكن سهلا أن تترجم القرآن للغة أخرى إن لم تكن متبحرا باللغتين ولك من الرّصيد الديني والمعجمي ما يدفعك لإتقان عملك، فهي لم تُقْبِل على هذا العمل إلا بعدما تأكدت من قدرتها عليه. وهي كذلك، أستاذة الحضارة الفرنسية التي أتمت كل مراحل تعليمها بالفرنسية.

وقد كان ممن شجعها على هذا العمل ابنها الوحيد بقولها عنه:

للحق أدين بهذه الفكرة إلى ابني .. فبعد الانتهاء من معركة التصدي لترجمة جاك بيرك، وكانت ترجمة “شوراكي” قد ظهرت في الأسواق، سألني: “هل ستظلين  تنتقدين الترجمات التي لن تتوقف وستظل دوما هي التي بين أيدي القراء”؟[6]

والملاحظ لما قدمته زينب عبد العزيز وتقويمها لترجمته (ترجمة جالك بيرك)، يبين في الآن نفسه قدرتها في توضيح الكثير من الحقائق التي أهملها أغلب النقاد واهتمامها لهذه المسألة من وجهة حسها الحضاري والإسلامي جعلها تقدم على خطوة جريئة، لعلها ترد بها خطة جاك برك ومعاونيه في تشويه صورة القرآن، وكان لترجمتها للقرآن بالفرنسية بمثابة الإنجاز الحضاري المتميز الذي أحال ترجمة جاك برك الأولى و الثانية المنقحة التي ادعى تصحيحها إلى الأرشيف الكاذب.[7]

 

الفن التشكيلي

كلما ذكرت الدّكتورة زينب بالرسم إلا وذكر معها زوجها الفنان لطفي الطنبولي، إذ تصفه قائلة:

العملاق البحر .. ذلك هو الفنان والأثري لطفي الطنبولي.. عملاق في مجالي عمله وقامته الإنسانية، وبحر في عطائه المتدفق الأمين .. إنسان هادئ البسمة، صادق القول والتعبير، تردَّد اسمه بتقدير وإعجاب عام 1947م في الصحافة الفرنسية والمصرية، مثلما ظل يتردد فيما بعد في مجالي فن التصوير والآثار المصرية، ومازالت أصداء نبضاته الفنية والعلمية تتدفق بالحياة كجزء من تاريخ مصر وتراثها[8]..

وقد بدأت دراسة الفن  منذ سن العاشرة مع الفنان لطفي الطنبولي، فأقامت ما يربو عن خمسين معرضًا فرديًا في مصر و الخارج  من 1955 إلى  2005.

*    تلتزم بأسلوب التعبيرية التأثيرية لتعبّر عن الطبيعة و التراث

*    تساهم في الحركة الفنية التشكيلية في مصر و الخارج منذ عام 1955

*    تساهم في المعارض الجماعية في مصر و الخارج  منذ  1955

*    حصلت على منحة تفرغ من وزارة  الثقافة لتصوير النوبة و أسوان عامي 1971 و 1972

بعض مؤلفاتها في الفن

” يوميات فنان ” دار المعارف  1971

*  ” فولتير رومانسيا ”  (بالفرنسية)  الهيئة المصرية العامة للكتاب  1980

*  ” لعبة الفن الحديث ”  (بالفرنسية)  دار نشر إيبيس 1984

*  ” لعبة الفن الحديث ، بين الصهيونية و أمريكا ”  دار الزهراء 1990 و الأنجلو المصرية  2002

*  ” النزعة الإنسانية عند فان جوخ ”  الهيئة المصرية العامة للكتاب 1993

 

 

القصة

لم ولن ينحصر إبداعها في مجال الترجمة والكتابة الأكاديمية والفن التشكيلي فحسب، بل نجدها قد ولجت عالم القصة بأقاصيصها الأخَّاذة التي تنمّ عن روح مبدعة متألقة تجعلك تتشوق لمزيد من قصصها الهادفة؛ التي تمكنت أن تجعل كل قصة من قصصها تتسم بأسلوب خاص يختلف عن سابقيها وعما سيأتي بعدها، وقد صرحت بذلك في حوارها في مجلة الربيئة في العدد الثاني عشر، فهي تأنف أن تكرر نفسها وأسلوبها في قصصها كما في لوحاتها، اذ لكل قصة أسلوبها المتفرد، ولكل لوحة طابعها الخاص، ورسالتها التي تتميز بالتجرد وعدم التكرار.

  • ومن قصصها: وردة العبيط (نشرت بتاريخ08/07/1958)، حمدي الطيار (07/07/1959)،  معايدة متفردة(02/05/2014)، مأساة كردية (13/07/2008)، عوالم متجاورة (08/07/2007)، لقاء ارتطامي (08/07/2014)، أنشودةوصيحة (01/01/2016) ….

****

وتظل المجاهدة  زينب مدافعة عن الإسلام ومنافحة عنه مرابطة في ثغر من ثغور الأمة قد أدركت مدى حجمه فهالها، وخشيت أن تتأخر أو تتقاعس عن دورها،فهي مثال للجندي الباسل المقدام الذي ما فتر له فكر ولا جف له حبر ولا انكسر له قلم، سعت بكل ما أوتيت، واستحثَّت وسائلها الخاصة للدفاع عن الدّين حتى لا يؤتى من قبلها، وهي لحد كتابة هذه الأسطر مثالا للمرأة المسلمة المثابرة التي كما قالت عن نفسها أنها ستظل تواجه المد الصليبي الصهيوني الماكر والخبيث بعلمها وفكرها، ولا زالت مقالاتها  وتآليفها صادحة بالحق كاشفة للزور والبهتان الذي يسعى بعض المستشرقين ومن وَالَاهم من العلمانيين بتزييف الوقائع لعموم الناس وللمسلمين الأوروبيين بصفة خاصة، وحتى الرسم كان رسالة بالنسبة إليها تؤديها بثقة عالية، لتؤكدلنا  أن العلم والفن يمكنهما أن يتشكلا معا في انسجام بالغ في شخصها الكريم.

فالدكتورة زينب عبد العزيز امرأة  لن نوفيها حقها مهما قلنا عنها، ويكفيها فخرًا، ويكفينا– نحن معشر النساء- اقتداءًأنها وبأمثالها تُفَضَّل على كثيرٍ من الرجال.

أزينب أنتِ أشجارٌ لها عبقٌ …. بعطرٍ ناشرٍ ما عزَّ وانتسبا

أزينب أنتِ واعية لمن كتبا…. بما في عمر أرض، خَيْرها انتُهبا

بك الأفهام قد صحت مسالكها…. بك التِّبيان كان النور والرتبا[9]

 

الأستاذة: الزهرة هراوة /الجزائر

 

[1]من حوارها في العدد الثاني عشر من مجلة الرَّبيئة بتاريخ 19/04/2019م

[2]يُنظر السيرة الذاتية للدكتورة زينب عبد العزيز “دوحة الدكتورة زينب عبد العزيز” الرابط: https://shiaatalmosel.yoo7.com/t2368-topic

[3]مما اختصت بذكره لمجلة الربيئة في  حوارها معها في العدد  الثاني عشر.

[4]ينظر لـ: الموقع السابق: “دوحة الدكتورة زينب عبد العزيز”

[5]من حوارها مع مجلة عربيات  مقال بعنوان “صاحبة أحدث ترجمة للقرآن الكريم باللغة الفرنسية” الصادر بتاريخ 27/05/2013

[6]من حوارها مع جريدة الشروق اون لاين مقال بعنوان “صاحبة أول ترجمة لمعاني القران الكريم للغة الفرنسية الدكتورة زينب عبد العزيز “للشروق أون لاين” بتاريخ 30/05/2009م

[7]د. جويدة غانم، مقال: موقف زينب عبد العزيز من ترجمة جالك بيرك للقرآن الوجه الآخر للقرآن والوجه الآخر لجاك بيرك، مجلة الحوار المتوسطي العدد 11-12 مارس 2016،  ص161.

[8]من مقال للدكتورة زينب عبد العزيز “حول رؤية الفنان محمد لطفي الطنبولي”

[9]الأبيات للشاعر محمد عزت الخالدي  في مدح الدكتورة زينب عبد العزيز

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.