التعليم الرقمي (الإلكتروني) و أنماط الشخصية التمثلات و الاستخدامات-بدرالدين زواقة-الجزائر-
التعليم الرقمي (الالكتروني) و أنماط الشخصية
- التمثلات و الاستخدامات –
د بدرالدين زواقة –استاذ الاعلام و الاتصال-
جامعة باتنة –الجزائر
borhanedine@gmail.com
يعتبر التعليم بكل أبعاده ووظائفه وأهدافه عملية إنسانية بامتياز تتعلق بالبعد الحضاري للوجود الإنساني والاتصال البشري؛ ذلك أن كل الأمم والحضارات تفاعلت مع المنظومة التعليمية وأبدعت في طرق التعليم والتدريس وتميز الفلاسفة في رصد هذه العملية من خلال فهم كنهها وأبعادها ووسائلها وأساليبها ومنها ظهرت نظريات التعلم التي تحاول تفسير الظواهر التعليمية و محاولة فهم العلاقة بيت العلم و التعلم و التعليم.
ومن خلال هذه التراكمات النظرية والتجارب المتعددة التي تواكب التطور الإنساني في جميع الميادين المدنية والمجالات والآفاق الحضارية، التي تتلخص في محورين أساسيين :
١- تطور نظريات الاتصال.
٢- ظهور تكنولوجيا الاتصالي تطورها .
كان التعليم كضرورة إنسانية وفريضة شرعية ومقتضى اجتماعي ومسلك حضاري ينسجم مع احتياجات الانسان من خلال تحقيق معاني :
١- الاستخدام.
٢- التملك.
٣-التمثل .
لوسائل الاعلام الحديثة و الوسائط المتعددة من خلال فهم نظريات الاتصال ومنها:
١-نظرية الحتمية التكنولوجية.
٢-نظرية الإشعاعات والاستخدامات.
أولا: مفهوم الأنماط البشري.:
تتعلق الأنماط البشرية بفهم كيفية تجاوب كل إنسان مع المنتوج الاتصالي سواء أكان شخصيا، جمعيا، جماهيريا أو رقميا. و قد قرر علماء النفس السلوكي ورواد التنمية البشرية من خلال الافتراضات المسبقة للبرمجة اللغوية العصبية أن البشر يتميزون من خلال نظم التمثيل الى ثلاث أنماط أساسية :
١– النمط السمعي.
أصحاب هذا النمط يميلون الى انتقاء الكلمات التي يستخدمونها في حديثهم، و صاحب هذا عادة ما يستخدم طبقات صوت متنوعة في التحدث؛ يتنفس بطريقة مريحة، متزن ويتميز بقدرته الشديدة على الإنصات للآخرين دون مقاطعتهم، يعطي اهتماما أكثر للأصوات عن المناظر والأحاسيس خلال تجاربه وما يمر به من أحداث، يأخذ قراراته على أساس ما يسمعه وعلى تحليله للموقف، ويكثر من استخدام عبارات: أسمع، صوت، نبرة، كلام، إيقاع، صدى، موسيقى، صمت…
٢–النمط البصري.
يمثل هذا النوع من النمط الذين يعتمدون على البصر بشكل أساسي عادة ما يرون العالم على هيئة صور، ولهذا يسمى بالنمط الصوري، هذا الشخص يتحدث بسرعة وبصوت عال، يأخذ أنفاسا قصيرة وسريعة دائم الحركة يتميز بالنشاط والحيوية ويعطي اهتماما كبيرا للصور والمناظر أكثر منه للأصوات والأحاسيس خلال تجاربه وما يمر به من أحداث، يأخذ قراراته على أساس ما يراه شخصيا أو على أساس تخيله للإحداث.
كما يكثر من استخدام عبارات: ألاحظ، منظر، ” شايف “، أتخيل ، واضح ، الصورة ، أرى ، شكل…
٣ -النمط الحسي.
أصحاب هذا النمط تكون استجابتهم الأساسية للمشاعر والأحاسيس، والشخص الذي يمثل هذا النمط يتميز عادة بالهدوء ويتحدث بصوت منخفض، ويتنفس ببطيء وعمق ويعطي اهتماما أكبر للشعور والأحاسيس عن الأصوات والصور، يأخذ قراراته بناءً على أحاسيسه وقد يكون من الممكن أن يؤثر الآخرون على أحاسيسه وبالتالي على قرارته، وهو يكثر من استخدام عبارات: أشعر، أحس، ضغط، بارد، حار، مريح، هادئ، ناعم…
وذلك جراء البحث الدقيق و الملاحظة المستفيضة و التجربة الواسعة من جهة ومن جهة أخرى التوصل الى فهم كيفية عمل عقل الانسان و تمايز فصيّ المخ .
ثانيا: التعليم الرقمي (الإلكتروني ) و استيعابه للأنماط البشرية.
يمثل التعليم الرقمي احتياجا واقعيا و إشباعا موضوعيا و تطلعا استشرافيا للإنسان المعاصر، و قد اعتمدت المؤسسات التعليمية في العالم هذا نوع من التعليم باعتباره مظهرا حضاريا يحقق مصاهر المدنية الحديثة ومنها:
١- السرعة.
٢-الدقة.
٣- الفاعلية.
٤- التأثير.
٥- الاستشراف.
و يتميز التعليم الرقمي عن التعليم التقليدي كونه يتجاوب مع الأنماط البشرية والأنظمة التمثيلية ليكون رائدا في الأهمية و عظيما في التأثير وواسعا في الاستيعاب، حتى أضحى مؤسسا من خلال:
١- التعليم عن بعد.
٢- التعليم المتلفز.
٣- الغرف الصوتية.
٤- الدوائر التلفزيونية.
٥- المكتبات الافتراضية.
إلى غير من ذلك من اساليب التعليم الرقمي .
و التعليم الرقمي الذي انتقل من مفهوم الاستخدام إلى التملك ثم إلى التمثل، و سر ذلك تحكمه الدقيق واستيعابه للأنماط البشرية، فهو باختصار بسيط يحقق اشباعات متعددة مثل :
١–النمط الحسي: من خلال تقنيات اللمس و التعامل المحسوس مع الوسائل و الوسائط.
٢– النمط البصري: من خلال النظر و الصور و المشاهد .
٣– النمط السمعي: من خلال سماع الدروس و المحاضرات و تسجيلها.
ثالثا: خاتمة و توصيات.
يعتبر التعليم علما وفنا ومهارة وممارسة، يتصف بالتكيف مع الواقع والمرونة في التعامل مع مسيرة التطور، و قد حقق التعليم الرقمي نقلة نوعية ونقطة انعطاف هامة في تاريخ الانسانية ومسيرته العملية والتعليمية من خلال ما حققه من استخدام كبير وتملك واسع
وتمثل شخصي، فكان ومازال مسلكا أساسيا للمؤسسات التعليمية التي تريد مواكبة العصر
ومسايرة الجماهير .
و سبب هذا الانتشار الواسع هو استيعابه للأنماط البشرية و الأنظمة التمثيلية الذي يمكننا من تطوير الأداء الرقمي للتعليم إذا أدركنا هذا الاعتبار المهم في المتعاملين الأساسيين في العملية التعليمية وهم المتعلمون .
إن المصمم للبرامج الإلكترونية والحقائب التعليمية يجب أن يراعي هذه الأبعاد التي كانت مسميات والآن من خلال التنظير والتأسيس للتنمية البشرية أصبح اسما وعلما .
و يمكننا إدراج عنصر مهم في عملية التقييم وهو مراعاة التمايز بين المتعلمين في أنماطهم البشرية .