حصريا

وداعا آمنة خنفري د.الزهرة هراوة -الحزائر-

0 2

وداعا آمنة خنفري

د/ الزهرة هراوة

يرحل الإنسان ويبقى الأثر، هكذا رحلت عنا مربية فاضلة وداعية ملهمة، تاركة وراءها أثرا طيبا، إنها الأستاذة الفاضلة: آمنة خنفري -رحمها الله-.

لا أعرفها شخصيا ولم ألتق بها، وودت ذلك، تعرفت عليها إلكترونيا، ولأكون صادقة تعرفت على أعمالها من خلال الانترنت أعجبت بها أيما إعجاب، لشخص له مبدأ وهدف تسعى لتحقيقه، لا يهمها الأضواء ولا الشهرة، عرفت دورها في هذه الحياة، وعرفت الثغر الذي عليها أن تسده فكانت، أو أحسبها كذلك.

هي تلك المرأة الداعية إلى الله بهدوء دون ضجة أو صخب؛ تعمل بصمت لتترك آثارها تتحدث عنها بعد رحيلها، وتمنحها أعمارا إلى عمرها. فقد كانت حياتها كلها للدعوة إلى الله من خلال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين( عضو بالمجلس الوطني لأكثر من عقدين، وعضو بالمجلس والمكتب الولائيين لشعبة بسكرة لسنين كاتبة بالعربية والفرنسية.

لها مقالات وإسهامات عديدة في مجلات ومواقع كالبصائر ومجلة الشاب المسلم ومجلة الرّبيئة، إضافة إلى عملها الدعوي على أرض الواقع..

وقد رأيت ما قامت به من أجل مجلة الرّبيئة فكانت نعم الداعم والسند والمشجع لبدايات المجلة وكأنها رأت بعين الاستشراف مستقبل هذه المجلة الفتية، فدعمتها بما أتيح لها من وسائل، ومن ذلك المقالات التي كتبتها في مجلة الربيئة؛ وهي:

مقالاتها للمجلة باللغة العربية واللغة الفرسية: وسأقدم المقالات التي خصتها الأستاذة آمنة خنفري -رحمها الله تعالى- لنا مرتبة حسب تاريخ صدورها:

1- الشخصية المربية الناجحة العدد الرابع لصادر بتاريخ 20/09/2017.

في هذا المقال: تحث المربي إلى تنشئة جيل يتصف بالحكمة والرزانة والعمل الدؤوب الجاد وحتى يتأتى لهذا المربي ذلك عليه أن يكون مربيا كفؤا يحسن استخدام مهاراته وقدراته التربوية في توجيه أبنائه التوجيه السليم، باقتباس التربية المثالية من هدي النبي صلى الله عليه وسلم. واحترام الوقت بأن نحسن توظيفه واستغلاله في تنشئة أبنائنا التنشئة الصالحة لأنها مسؤولية وسنسأل عنها يوم القيامة”.

2- L’origine de l’homme problematique de l’homme moderne العدد الخامس الصادر بتاريخ: 02/12/2017.

تحدثت فيه عن تنشئة آدم من تراب ونفخ الروح، وبينت مدى تطابق مكونات الجسم البشري والأرض ( الأكسيجين ، الهيدروجين، النحاس، الكبريت، الكربون الفسفور المغنزيوم) ثم تطرقت إلى الروح ذلك السر الإلهي الذي أودعه الله في جسد أبينا آدم عليه السلام، ثم منحه العلم وخلافته للأرض..

3- التربية الذوقية الجمالية العدد السابع الصادر بتاريخ: 13/06/2018

فالتربية الجمالية هي التي تجعل الإنسان ينعم بالحياة لأنه من خلالها يدرك أن سر الحياة السعيدة يكمن في حرصة على أن يرى ما فيها من مظاهر الجمال والذي ينعكس على سلوكه فيصبح مرهف الحس رقيق الوجدان مهذب الانفعالات؛ وذلك برعاية النشء منذ حداثة سنهم لتذوق الجمال والعيش في كنفه.

4- La sexualité en Islam (Licite et Illicite) العدد الثامن الصادر بتاريخ: 16/08/2018

وتحدثت في مقالها “الجنس في الإسلام بين الحلال والحرام” عن الجنس الحلال في إطار منظومة الزواج الشرعي؛ فالإسلام يعي مدى قوة الرغبة الجنسية لدى الإنسان لذا سخر له بتفريغها في الحلال من خلال تشجيع الزواج وتيسيره. لتفادي العلاقات غير الشرعية المحرمة. وهو الحاضن الأساس لتكوين أسرة مسلمة ورعاية الابناء.. وبينت مدى أهمية الزواج وتكوين الأسرة في الإسلام..

5- التربية الجنسية: العدد 11 الصادر بتاريخ: 05/02/2019.

وقد كان مقالها السابق مقدمة لهذا المقال فهي تحث فيه الأسرة إلى تنشئة الأطفال منذ صغرهم تنشئة سليمة معتمدين في ذلك على هدي الإسلام الحنيف تقيهم عما يروج له الغرب وتكون حصنا منيعا لهم من سهامه الغادرة والوقوع في هوس الجنس المسعور..

6- التربية البيئية: العدد 16 الصادر بتاريخ: 17/01/2020

في مقالها عن التربية البيئية تبين أهمية البيئة للإنسان، فالتربية البيئية عملية تربوية تستهدف تنمية الوعي لدى سكان العالم وإثارة اهتمامهم نحو البيئة، بمعناها الشامل والمشاركة المتعلقة بها وذلك بتزويدهم بالمعارف وتنمية ميولهم واتجاهاتهم ومهاراتهم للعمل فرادى وجماعات لحل المشكلات البيئية الحالية وتجنب حدوث مشكلات بيئية جديدة” فإصلاح البيئة وما اعتراها من فساد وحمايتها علينا أن نصلح فكر الإنسان الذي طغى في الأرض…

7- La civilisation universelle العدد 20 بتاريخ 17 /06/2021

بدأت مقالها بالآية 110 من سورة آل عمران : ” كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ”

وهي في هذا المقال تركز أساسا على الحضارة الإسلامية مبينة دورها العالمي….

من خلال أعمالها السابقة في المجلة يتضح لنا منهجها في الدعوة وهو اهتمامها بالجيل الناشئ بتربيته تربية إسلامية صحيحة بدءا بالشخصية المربية الناجحة ثم التذوق الجمالي إلى التربية الجنسية والتربية البيئية وتطرقها للبعد الحضاري العالمي وقد اهتمت بالأسرة كذلك باعتبارها الحاضن لهذا الجيل. واهتمامها بالطفولة واضح جليا حسب مقولة لها رصدتها لها في موقع X “الطفولة هي أمل الحاضر وحلم المستقبل لذا فالمجتمع المتحضر يولي اهتماما كبيرا بهذه الشريحة.. الطفولة هي مرآة أسرنا، تعكس مستواها المعيشي والتربوي والأخلاقي والديني والثقافي، ولو وقفنا وقفة تأملية نفسية لقلنا إن الطفولة السليمة صحيا والمشبعة بالحب والحنان والمنضبطة بجملة من القواعد والقيم هي الطفولة السعيدة تمنحنا جيلا سليما جسديا وعاطفيا ونفسيا فطفل اليوم هو رجل الغد”..

وقد نوَّهت لمجلة الربيئة في مجلة الشاب المسلم الفرنسية ” Le jeune musulman” التابعة لجمعية العلماء المسلمين من خلال مقالها: “عرض تعريفي لمجلة الربيئة” بعنوان:

BREVE PRESENTATION SUR LA REVUE ARRABIAA ”

كما أنها استجلبت لها الأقلام وحثت من تعرفهم إلى الكتابة فيها، مدركة حجم المسؤولية الملقاة على عاتق أصحاب الكلمة الحرة. فقد كانت نعم الأخت والمربية والسند.

لذا فإن من يكون السند والداعم في بداية مشوار أي مشروع لهو أحق بالتكريم والاهتمام. وواجبنا علينا نحوها أن ندعو لها بالخير ونتذكرها في كل حين ..

رحلت آمنة –رحمها الله- وقد تركت في كل من عرفوها قلبا حزينا ولسانا داعيا وذكرى لن تمحوها الأيام..

دعواتنا لها بالرحمة والمغفرة وأن يجعل أعمالها وجهودها التي بذلتها -خدمة للإسلام وقضاياه- في ميزان حسناتها.

 

 

 

 

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.