حصريا

هل القراءة دوما مفيدة؟ – أ. سعيدة بلبال -الجزائر-

0 104

بين حب الشهرة و حب الربح إلى حب الظهور بمظهر الفطحل الذي يبدو و كأنه مكتبة متنقلة و ما إن يخوض نقاشا حتى يسقط قناع معرفته المزيفة فيحق فيه قول” تكلم حتى أراك”  ومع التكنولوجيا و التقدم و وفرة الكتب بكل مكان  بثمن بخس و سهولة الوصول  فقد الكتاب مكانته التي كانت حكرا على علية القوم من المفكرين و الأدباء و العلماء . فأصبحت الكتب تفيض بالإباحية و الحوارات الهابطة التي يستحي منها أطفال الشوارع. وصار كل من سولت له نفسه بالكتابة كاتبا و أديبا تقام له الحفلات و تقدم له الجوائز ضاربين عرض الحائط مبادئ و قيم الكتابة و مسؤولية الكاتب أمام قرائه. فيتساوى الكتاب الذي كان مثالا و رمزا للعلم و التقدم و الحضارة بمنصات التواصل المليئة بالثرثرة و الكلام الفارغ . القراءة بين الفائدة و الضرر  : الكتب كغيرها مما أوجد الانسان منها الجيد و منها الرديء منها الذي يصعد بك نحو أعالي قمم الوعي و المعرفة و منها ما يهبط بك إلى قاع دناءة و قذارة الفكر المنحرف و الشاذ. بين مصابيح و شموس  العلم ممن أنعم الله عليهم بنعمة العقل و الفقه في ميادينهم و بين ضلال و ظلمة العقول قد يتيه البعض من أطفالنا أو حتى البالغين ممن لا يملكون البصيرة الكافية للتمييز بين الطيب و العفن فتضيع أعمارهم و تنحرف أفكارهم و يتفلت دينهم و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا مرتدين هالة القارئ  التي ينخدع بها الأهل . إما رواية هابطة أو أفكار سامة: صحيح أن الرواية قد تفتح لك نافذة على ثقافات أخرى و أفكار مختلفة ، لكن هذه النافذة غير مضمونة دائما فغالبا ما تكون الإطلالة على عقل فاسد و نوايا خبيثة، هذا إن خلت الرواية من الحوارات الهابطة و التصوير اللاأخلاقي للحياة و المشاعر و العلاقات . و بعض الكتب و المصنفات قد تخفي بين طياتها أفكار هدامة تغرر بالناس و تزرع في عقولهم معتقدات قد تخرج بهم إلى طريق الإلحاد أو اعتناق أفكار تتعارض مع الدين و الإنسانية و المجمتع هذا في أحسن الأحوال ، هذا إن لم ينقلب قارئها إلى ساحر أو كاهن أو مختل عقليا . عفانا الله و إياكم كيف السبيل إلى القراءة الصحيحة ؟ القراءة الصحيحة تعتمد على عدة عوامل تساعد على  تحقيق الفائدة القصوى من الكتب والمقالات وغيرها وهذه بعض النصائح: 1.  تحديد الأهداف: قبل البدء بالقراءة، حدد الهدف من القراءة. هل تبحث عن معلومات معينة؟ هل تهدف إلى تطوير مهارة معينة؟ هذا سيحصر قائمة الكتب أمامك و بالتالي نتائج مثمرة أكثر. 2. اختيار المواد المناسبة : اختر كتبًا أو مقالات تتناسب مع اهتماماتك وأهدافك. يمكنك البحث عن مراجعات وتوصيات للحصول على أفضل المصادر ولا تسمع ترشيحات الفنانين و المؤثرين الوهميين بل ابحث عن كتب تقدم فائدة حقيقية . 3.اقرأ ملخصا عن الكتاب: قبل البدء اقرأ ملخصا عن الكتاب الذين تنوي قراءته و أراء القراء عنه و ابتعد عن المحتوى التافه و إن كان الكتاب مشهورا . 4 . اهرب بعيدا من الروايات و كتب التنمية البشرية: ستجد كثيرا من يرشحون لك روايات أو كتب تنمية بشرية و سيبالغون في مدحها لكن صدقني عزيزي القارئ أنها مجرد مضيعة للوقت و هدر للمال ولا تنجني منها فائدة واحدة في حياتك . بعد أن اخترت كتابا مفيدا و طردت الأفكار الشيطانية افعل مايلي : 1. القراءة الفعّالة : استخدم تقنيات مثل قراءة المقدمة والخاتمة والفهرس أولاً لفهم الهيكل العام للكتاب. اقرأ بتأنٍ وفكر فيما تقرأه، وربط المعلومات الجديدة بما تعرفه سابقًا. 2.  دوّن الملاحظات :  أثناء القراءة لا تنسى تدوين الأفكار المهمة و التي أثارت انتباهك أو سطر تحتها إن كنت تقرأ من نسخة ورقية. هذا يساعدك في تذكر المعلومات ويسهل عليك الرجوع إليها لاحقًا. 3. المراجعة : بعد الانتهاء من القراءة، راجع ما قرأته و  حاول تلخيص الأفكار الرئيسية والمفاهيم الهامة. 4. النقاش والمشاركة : ناقش ما قرأته مع الآخرين. المشاركة في النقاشات يمكن أن يوسع من فهمك ويضيف وجهات نظر جديدة. 5. تطبيق المعرفة : حاول تطبيق ما تعلمته في حياتك اليومية أو في عملك. التطبيق العملي يساعد على تثبيت المعلومات ويجعلها أكثر فائدة. خاتمة : و في الختام “ليس كل ما يلمع ذهبا” و ليس كل كتاب يصدق فيه مقولة” خير جليس في الأنام كتاب ” وكما نختار مانلبس و ما نأكل بعناية تامة يجب أن نكون أكثر حرصا في اختيار ما يدخل عقولنا من أفكار و قيم سواء من المحتوى المرئي أو المقروء و قد خصصنا الكلام عن الكتاب ذاك لأن الصورة النمطية أن كل الكتب مفيدة و الحقيقة أننا إذا أمعنا النظر سنكتشف ما تشيب له مفارق الولدان.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.