حصريا

نحو التَّمَيّز الإعلامي – أ.كمال أبوسنة

0 153

[cl-popup title=”ترجمة الكاتب” btn_label=”ترجمة الكاتب” align=”center” size=”s” paddings=”” animation=”fadeIn”]كمال أبوسنة

مدير تحرير مجلة التبيان

الصادرة عن جمعية العلماء

عضو المكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين [/cl-popup]

لم تغفل الحركة الإصلاحية في بدايات صراعها الحضاري ضد الاحتلال العسكري والثقافي في الجزائر عن أهمية سلاح الإعلام، فأنشأت صحفا قيّمة لنشر رسالتها الإصلاحية الشاملة، والتصدي لمحاولات الاستعمار الفرنسي الصليبي الحاقد التخريبية الذي سعى في مسخ هوية الشعب الجزائري وإبعاده عن قيمه الذاتية، ومواريثه الروحية، وقد فطن الإمام عبد الحميد بن باديس وصحبه من العلماء المصلحين لفاعلية الإعلام ودوره في نشر الأفكار الصحيحة، ومقارعة باطل الاستعمار وأذنابه، وإعادة تشكيل منظومة الوعي في الأمة الجزائرية، فأسسوا مجموعة من الجرائد منها من طالت حياتها ومنها من قصرت، ويمكن القول أن تجربة الحركة الإصلاحية كانت ناجحة في ميدان الإعلام ومُوَاكِبَة للعصر بمقياس تلك المرحلة التاريخية رغم تنوع العوائق والعراقيل، وتعدد التحديات والمخاطر…

إن التحدي الكبير اليوم الذي يواجه الحركة الإصلاحية بمدارسها المختلفة ومنها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين يكمن في سرعة تطور وسائل الإعلام وتنوعها، وإننا نعيش-كما قلت من قبل في غير هذه الفسحة الإعلامية- “الزمن الإلكتروني” الذي غفل عنه العرب والمسلمون وسلموا زمامه للغرب الذي سار فيه خطوات عملاقة، وتحكم فيه تحكما عبقريا ومطلقا، وهو الآن يصنع في هذا المجال الأعاجيب تاركا لنا مساحة ضيقة للتبعية حتى نبقى “الذيل” الذي يتبع “الرأس”..!

وأود أن أشير، ونحن نناضل في الحركة الإصلاحية التي أسسها سلفنا الصالح الذي استغل كل وسائل عصره لخدمة دينه وأمته، إلى أننا نعيش خارج “الزمن الإلكتروني” إذ لم تقم الحركة الإصلاحية بعد باستغلال تكنولوجيات الاتصال لنشر أفكارها والتأثير الإيجابي في واقعنا الذي يواجه تحديات معاصرة كبرى..!

إن عالما كبيرا في الشبكة العنكبوتية يرسم خرائط جديدة، وينشئ أعرافا اجتماعية، ويصنع أفكارا، ويُوجّه الناس نحو وجهات منها المعروفة ومنها غير المعروفة، يكاد يكون أهل الإصلاح والصلاح غائبين عنه أو غير مؤثرين فيه..!

إن ظهور مجلة”الربيئة” الإليكترونية التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين وتتابع أعدادها في هذا الوقت بالذات يزرع في نفوسنا الأمل بأن أبناء الحركة الإصلاحية شاعرون بأهمية ولوج العالم الإليكتروني واستغلاله بوعي في نشر الأفكار الصحيحة والدفاع عن قيم أمتنا المجيدة في هذا العصر الذي يحاول فيه خصوم الإسلام التمكين لأباطيلهم على حساب الحق.

أرجو أن ينتفع القراء الكرام بما في هذا العدد الجديد من مقالات وأبحاث لأنها من الخير الذي ينفع الناس ويمكث في الأرض…والله ولي التوفيق.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.