مجلة ” آصرة” الآسرة للقلوب والعقول : للشيخ الرئيس عبد الرزاق قسوم
مجلة ” آصرة” الآسرة للقلوب والعقول : للشيخ الرئيس عبد الرزاق قسوم
من بوابة جنوبنا الجزائر المزدان، وعلى التحديد من سفح سهول “الجلفة” المخضرة الألوان، وجبالها المجللة بالثلوج، البيضاء الناصعة الألوان.
أطلت علينا مجلة “آصرة” الآسرة للقلوب والعقول، وأخت “الربيئة” العريقة في الأفكار والفنون، أطلت علينا هذه المجلة الإلكترونية الحسناء، حاملة باقة ورود وزهور، فسيفسائية العطور والأنداء.
وإذا كانت “الربيئة” هي الحارسة للحصون والأفكار، فإن شقيقتها “آصرة” هي الرابطة بين الأسر والديار.
لقد وفق القائمون على “نادي الرقيم” الذي يرأسه الأستاذ بلخير بن جدو، وفق في حسن اختيار وتوظيف العناوين.
وجميل أن تنبثق عن الربيئة، ذات العشرين عددا وقد استوت جمالا وجلالا، جميل أن تنبثق عنها مجلة “آصرة” لتكون حلقة الوصل بين المثقفات في وطننا الجزائر و”لازمة” الأسرة في وطننا العربي الكبير.
نجعت هذه المجلة الإلكترونية الفتية في إطلالتها الأولى لتجسر بين المثقفات الجزائريات العربيات المسلمات، فتختار زهرة ورد من كل قطر، وتشكل بذلك باقة ورود تعبق عطرا، وتنعش القلب النابض فخرا، وآصرة العقد هي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.
ربطت “آصرة” بين المثقفات العربيات المسلمات، فأينما يممت وجهك شطر الوطن العربي مشرقا ومغربا التقيت بورود باقة هذه المجلة التي اكسبتها شذى، ورائحة زكية.
فمشرقا، أشرقت على “آصرة” شموس فكرية لامعة حملت لواءها من مصر الدكتورة زينب عبد العزيز، مترجمة القرآن إلى الفرنسية، ومن دولة قطر المتميزة إعلاميا، وجدنا الأستاذة خولة مرتضوي، بموضوعها المتميز: دور مناهج التربية الإعلامية، في منظومة التربية والتعليم، هذا إضافة إلى المفكر المصري الدكتور محمد جمعة الدّربيّ.
فإذا يممت مغربا، طالعتك بألوانها البهية وأفكارها الزكية، مواضيع ذات أبعاد عميقة داخل الأسرة المسلمة مثل موضوع الدكتورة المغربية مونية الطرّاز، من خلال معالجتها لقضية ذات ذنب طويل في فكرنا الاجتماعي، طالما أسال حبرا كثيرا، بل ودمعا غزيرا، إنه موضوع المساواة بين الجنسين، والذي هو كما تقول الكاتبة مطلب إنساني، وتشريع رباني، وكذلك موضوع الأسرة المسلمة وتحدي مقصد الإبهاج، للكاتبة المغربية الدكتورة إيمان سلاوي.
هذا وكان للجزائر، حظ الأسد في هذه الآصرة، بدء من الأوراس الطلائعي الذي يرمز إلى كل الوطن الجزائري، ووصولا إلى تيارت والجلفة في مساهمات كاتبات باحثات من أمثال: الدكتورة سعيدة عباس (باتنة) وموضوعها “التنمر الإلكتروني ماهيته أسبابه وآليات حماية أبنائنا منه، والأستاذة الزهرة هراوة من الجلفة، وموضوعها “تكريم الإسلام للمرأة في اشتراط الوليّ”، وموضوع “الرؤية الكونية ودور الأسرة في بنائها” للأستاذة زهية حويشي من باتنة.
كما حظيت المجلة بمساهمة الأستاذة عتيقة نابتي من سطيف بموضوع: التأهيل الأسري.. والحاجة إلى تطبيقه على أرض الواقع، وكذلك موضوع الطفل المعاق.. هل هو ابتلاء أم عقوبة للوالدين؟ للأستاذة الدكتورة منوبة برهاني من باتنة.
ولا ننسى مواضيع أخرى هامة حفلت بها المجلة مثل: قضية المرأة في القرآن الكريم: مكانة حواء من آدم تأصيلا وتنزيلا للدكتورة سهام داوي (الجزائر).
هذا ولم توصد المجلة صفحاتها أمام العنصر الذكوري، فمكنت لمساهمات هامة من مصر والمغرب، فكتب من مصر، الدكتور محمد جمعة الدّربيّ مقدما نظرته اللغوية إلى الزوجين، ومن المغرب كتب الدكتور شاكر المودني، في موضوع: مفاتيح السعادة الأسرية.
وختام المساهمة قدمته الأستاذة مختارية بوعلي من تيارت في موضوع: مستحضرات التجميل لدى المرأة وحكمها عند الطهارة.
هذه –إذن- يا قارئي العزيز، إطلالة سريعة على باقة الزهر الفكرية، كما تحلت بها مجلة “آصرة” الإلكترونية، وهي كما تلاحظون، حافلة بالتنوع الفكري، والجغرافي والإنساني، لبناء الأسرة الإسلامية السعيدة، وإنه لجهد يتوج به طاقم المجلة رأسه بتحقيق هذا الإنجاز الذي نرجو أن تتلوه إنجازات أخرى، وأن يكون قدوة لبقية النوادي الثقافية والفكرية في وطننا، وتهنئة من الأعماق إلى مسئول المشروع الأستاذ بلخير بن جدو.
هذه الكلمات الرائعة التي قالها أبو الحسن الندوي قبل أكثر من سبعين عاما لم تجد لها صدى في طول البلاد العربية التي خاطب شبابها إلا قليلا ، ولا حتى البلاد الإسلامية ٠ لأن المستعمر الكافر ومنذ القضاء على الخلافة الإسلامية جاء وهو يعد لكل شيء عدته : فقد أعد العدة لتغيير المناهج التعليمية التي كان مصدرها الإسلام العظيم لاستبدالها بالمناهج العلمانية التي تؤسس أفكار الناشئة وثقافتهم على الكفر ، والفسوق ، والإلحاد ٠ وكان ذلك بمساعدة الحكام الذين صنعهم على عينه ، وجعلهم ساعده الأيمن في تنفيذ مهماته القذرة ٠٠ فغيروا وبدلوا ، ونسفوا ما حرص الخلفاء المتعاقبون على تأسيسه ، وتثبيته ٠
لقد ركز أبو الحسن رحمه الله على الصحافة الماجنة ، والأدب الخليع لحماية عقول وقلوب الأجيال من الإنحراف ، والكفر ٠ وكانت تلك الوسائل هي أهم وسائل الإعلام قبل سبعين عاما أو أكثر يعني في زمنه ٠
تُرى ، لو عاش أبو الحسن في أيامنا هذه وشاهد وسائل الإعلام المختلفة والكثيرة غير الصحف ، والكتب المدمرة مثل : قنوات التلفزة ، ووسائل التواصل الإجتماعي ، وغيرها من وسائل الهدم ، في أخلاق الناشئة ، ودينهم ، وعقيدتهم ٠
فماذا عساه أن يقول ؟
لقد حذر رحمه الله من الصحف الهدامة ، والكتب المسمومة فقط ٠ أما وقد انتشرت في أيامنا وسائل جديدة كثيرة جدا فأصبحت كالبحر اللجي الذي لايتأخر عن ابتلاع كل شيء ٠
فما يمكن أن يفيد تحذيره ، وما يمكن أن تنفع نصائحه ؟
لقد اتسع الفتق على الراتق كما يقولون ٠
أما الترقيع ، والنصائح الناعمة فلم تعد لها صدى ٠ الذي يوقف هذا الطوفان هو : إقامة حكم الله ، وتطبيق أحكام الإسلام جميعها ٠ عندئذ ، يُقطع دابر الكفر والإلحاد ، وما انبثق عنه من تضييع للأمة ، في دينها ،وعقيدتها وأخلاقها ٠ وتحصين عقول أبنائها من الأفكار الدخيلة ، الخبيثة التي أضعفتهم ، وطعنت في رجولتهم ، وجعلتهم غثاءا كغثاء السيل ٠