فتوى موجزة عن جهاد اهل غزة -للدكتور بلال فيصل البحر-العراق-
فتوى موجزة عن جهاد اهل غزة للدكتور بلال فيصل البحر العراق
وع
هذه المسألة من المشكلات لأن لكل طائفة فيها من النظر حظا ومن الدليل وجها والشأن في موازنة الدلائل واعتبار الأرجح ولا ريب أن الأرجح والأقوى هو القتال والدفع عن العرض لأن الجهاد ليس من شرطه عدم وقوع الضرر والقتل بل الشارع أوجبه مع وقوع تلف النفوس والأموال ورتب على ذلك الثواب العظيم وايضا لا يشترط في القتال تكافؤ العدد والمدد بل الذي شرطه الشارع هو إعداد العدة فإذا اجتهد المسلمون في إعدادها لزمهم دفع العدو ومقاتلته وإن كان أكثر منهم عدة وعددا لأن الله تعالى أخبر أن الفئة القليلة تغلب الكثيرة بإذن الله إذا استعدوا بما توافر لهم من الإمكان والمؤنة
وإنما يمتنع اقتحام القتال إذا لم تتوفر العدة للجهاد اصلا بحيث عدم المسلمون كل وسائل الدفع فهنا يفتي العلماء بالهجرة وهذا غير متحقق في أهل غزة وفلسطين لأن لهم عدة وقدرة على الدفع والطلب فيتعين عليهم القتال حتى لو أدى إلى اصطلامهم كما قال تعالى فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك اي لا يضرك من خذلك ما دمت قد أعددت العدة بحسب الإمكان والطاقة ولهذا قال عليه الصلاة والسلام والذي نفسي بيده لأقاتلنهم حتى تنفرد سالفتي أو ينفذ الله أمره وما يقوله الأخوة الذين ينكرون على أهل غزة غلط لأنه لا يصح إلا حيث عدمت العدة بالكلية كما ذكرنا وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الطائفة المنصورة في أكناف بيت المقدس لا يضرهم من خذلهم وأنهم مستمرون على القتال حتى يأتي أمر الله ولا ريب أن هذا صادق في أهل غزة وفلسطين وأهل غزة لديهم علماء هم أعرف بواقعهم وأقدر على تحقيقه والإفتاء بما يناسبه والموازنة بين المصالح والمفاسد وقد قال ابن المبارك رحمه الله أهل الثغور أفرس الناس فواجبنا التسليم لهم ونصرتهم لا خذلانهم والانكار عليهم فمن ينكر عليهم وهو عاجز عن نصرتهم أو خائف كمثل من سئل عن فأرة فوقعت في بئر ما حكم الماء؟ فقال للسائل لماذا لم تغلق فوهة البئر! وبالله التوفيق نسأل الله أن ينصرهم ويعز بهم الإسلام وأهله ويذل الكفر وحزبه ويلطف بهم آمين