ظلام من الغرب …
ظلام من الغرب …
بقلم لطيفة أسير -المغرب
” ألا يفزعك هذا الموت الموحش في جنبات أمتنا ؟
ذبول في الآمال، وخور في العزائم، وتطلع تعوزه الجدارة، وموهبة أقنطها الجحود، وحيرة نسجها الجهل، وقطيع يجري تارة نحو الشرق ، وتارة نحو الغرب، وهو لا يدري ما يأخذ و ما يدع . “..
بهذه الروح المتألمة، وهذا الفكر المتّقد، وهذا القلم الباكي على تهاوي صرح أمة عظيمة ، صرخ الإمام الغزالي في كتابه ” ظلام من الغرب ” ، منبّها للخطر العظيم الذي كان وما يزال يهدد الأمة المسلمة، ويأبى أن يفارقها حتى يغرس آخر مسمار في نعشها ..لكن هيهات هيهات . !!
النور الذي استضاء به الغرب من حضارة الإسلام العريقة ، أبى إلا أن يستحيل ظلاما انطفأت معه جل قناديل الهداية، فصارت الأمة مستباحة ، يُنهش عرضها وتُغتصب أرضها ويُلوث تراثها ويُفتك بأهلها فتكا مسّ أرواحهم وقلوبهم وعقولهم وكل شأن من شؤون حياتهم.
” ظلام من الغرب ” تشخيص رشيد لمواطن الداء بالأمة، وتوجيه سديد لسبل الدواء . ضمّ الكتاب مقالات ذات عناوين كاشفة لمسارها بلغت حوالي ثلاث وعشرين مقالة مُصدّرة بمقدمة و مذيّلة بخاتمة، أماطت اللثام عن أسباب تخلف الأمة وضياعها، ودور الغرب الكبير في تدهور أحوال المسلمين اليوم . ففي مقالته المعنونة ب ” منابع الإثم ” جسّد الكاتب مكامن الخلل والفساد في الأمة والتي أساسها تأثير الاستعمار الغربي في الحياة العامة ، ومواريث الانحلال التي لحقت الأمة بعد سقوط الدولة العثمانية . فقد أكد أنّ دسائس الاستعمار الغربي – منذ قرونوإلى يومنا – على عهدها من التحريض وإثارة القلاقل والفتن في كل بقعة تحوي خيرات طبيعية ، أو تحمل رمزًا من رموز النّضال الديني ، وأنّ الحروب الاستعمارية كانت وماتزال ذات صبغة دينية هدفها الانتصار للمسيحية على حساب الإسلام، و تقسيم الأمة الإسلامية إلى دويلات وزرع القلاقل والفتن بينها. وقد نبّه الغزالي في إحدى مقالات الكتاب إلى وصية لويس التاسع عشر والتي تدعو لتغليب الخديعة على السيف في الحرب على الدول الإسلامية، وعدم المجاهرة بكراهية الإسلام و استبطان ذلك، وتجييش المبشرين في الشرق، وقد غدت الأساس الديبلوماسي والعسكري للدول الأوربية منذ قرون طوال.
ولهذا اتجهت أنظار المستعمر لكسر الأمة من أمتن قواعدها وهو الدين ، فجاهدت نفسها لفك أي ارتباط للمسلمين بدينهم و إضعاف وازع التقوى و إشاعة ضروب الشهوات. والسبيل إلى ذلك كما قال شيخنا الغزالي:
- فصل الدين عن مناهج الدراسة كلها.
- فصله عن تقاليد المجتمع.
- فصله عن آفاق الحياة النابضة.
- ثم تركه يذوي بعيدًا حتى تخمد أنفاسه بين الوحشة والضياع.
و نبذُ شرائع الإسلام واستجلاب قوانين الغرب الوضعية إنما أتى بالتدريج، بل كان نتيجة نهائية لسلسلة من الانتكاسات والسياسات الانهزامية التي وقعت عبر سنوات وساهمت فيها عوامل متعددة منها:
- تراخي الحكام والقضاة والمفتين في تطبيق شرع الله رعاية للأكابر أو تتبعا للشهوات..
- فساد الحكام و الولاة .
- كساد سوق العلم واختفاء الفقهاء المجتهدين .
- انشغال العامة بالقشور والتوافه من الأمور .
- الحملات الصليبية وما تبعها من غزو ثقافي .
و قد أشار الكاتب لبعض القضايا التشريعية التي باتت تشغل أوطاننا المسلمة ، في سعي حثيث لتغييرها وادعاء عدم صلاحيتها لمسايرة التطور الإنساني كمسألة الميراث ، المساواة بين الرجل والمرأة ، الأحوال الشخصية ( زواج المرأة من اليهودي والنصراني ) ، الدعوة لمنع التعدد ، القوانين الجنائية ، و شبه حول الحدود … وهي قضايا ناقشها الشيخ الغزالي وأكدّ زيفها وبطلان مزاعم أربابها مبينًا أن “الإحسان والتوفيق لا يكونان إلا في إقامة أحكام الله وتقديس أوامره كلها، فلا يجاب منها ما نرغب ويرجأ ما نرهب ” وأنّ “انتظار السلامة للمجتمع من وراء التشاريع التي صنعها الناس لأنفسهم تعلق بالمستحيل، وحريّ بالعقلاء ألا ينتظروا منها إلا الخلل العام والفتن العمياء” .
كما عرض لنماذج من القوانين التي شرعها الإسلام والتي تتسم بالشمول والكمال في كل المجالات حتى التشريع الإداري والضمان الاجتماعي.
وعدّد بعض النماذج للمنصفين من عقلاء الغرب الذين أشادوا بالشريعة والفقه الإسلامي في كتبهم ومؤتمراتهم : فذكَر شهادة الفيلسوف الألماني نيتشه على التشريع الإسلامي ومحاربة الغرب له:
“لقد حرمتنا المسيحية من ميراث العبقرية القديمة -يقصد فلسفة الإغريق-ثم حرمتنا بعد ذلك من شريعة الإسلام .
لقد ديست بالأقدام تلك المدنية العظيمة في الأندلس ! ولماذا ؟ لأنها نشأت من أصول رفيعة ، ومن غرائز شريفة. ..نعم من غرائز رجال الإسلام .
إن تلك المدنية الإسلامية لم تتنكر للحياة بل تجاوبت معها وفتحت لها صدرها. ولقد قاتل الصليبيون تلك المدنية بعد ذلك وكان الأولى بهم أن يسجدوا على التراب- شكرا لله تعالى- ويأخذوا بها، وما مدنيتنا في هذا القرن إلا متخلفة وآلية بجانب مدنية الإسلام في هذا الوقت..” .
وعن مظاهر الجاهلية الحديثة تحدث الغزالي عن أكذوبة حرية الرأي التي تتبجح بها الكثير من المنابر اليوم، والتي هدفها استباحة أمور الدين والمجاهرة بعصيان أوامر الله ، ولفت الانتباه إلى زمرة من الكُتّاب المرتزقة الذين سخّروا أقلامهم لخدمة الغرب والطعن في دينهم وأمتهم ، وبدأوا يروجون للفجور والفسق و الحرية في العلاقات الجنسية .. و السخرية من تعاليم الدين كالصلاة والصيام !!
مركزا على ازدواجية الخطاب عند هؤلاء الكتاب المرتزقة في مناقشتهم لقضايا العالم العربي ومثيلتها بالعالم الغربي :
” واضح أن تحقير الإسلام وخذلان أهله، وتقديس الديانات الأخرى وإكبار سدنتها خطة تعمل لها أقلام معينة وتساندها الدول التي تقيم المؤسسات التبشيرية وتعين موظفيها “.
ومن تجليات التدليس أن ينتسب للدين من ليس له بأهل، ويحمل لواءه علماء ظاهرهم فيه الرحمة وباطنهم من قبله العذاب، وعن هؤلاء تحدث الغزالي بمرارة ، عن هذه الطائفة التي احترفت العلم ، وتسمّت بالعلماء دون أن تحمل أمانة العلم والدفاع عن دين الله وشرعه. بل كانت وبالا عليه بجهل أربابها وتملّقهم للأعداء وتسخيرهم دينهم لنيل مُتع الدنيا الزائفة ، فأصدروا الفتاوى المخالفة للدين والموافقة للأهواء ، ومهّدوا بمقالاتهم طرق الفساد.
ونظرا لأهمية الثقافة في تأسيس وبناء الأمم ، فقد أفرد لها مقالات بالكتاب ، فنبّه إلى أنّ الثقافة ليست مجرد معارف وعلوم بل هي سلوك والتزام وأدب وبدونهم يعتبر الشخص غير متوازن وغير مثقف. و ميز بين الثقافة الذاتية للأمة والتي تحدد ملامحها وقيمها وأسسها “ثقافتنا الذاتية هي ديننا ودنيانا وماضينا و مستقبلنا، هي أصلنا الذي انبثقنا منه، وفرعنا الذي نمتد إليه“، وبين العلم العام المشترك بين الإنسانية. ومن أهم مواد الثقافة الواجب الاعتناء بها كركيزة أساس لتوحيد الثقافة بين المسلمين :
* أولا اللغة العربية وهذا لا يعني فرض العربية على كل الشعوب المسلمة، ولكن العناية باللغة العربية باعتبارها لغة القرآن ، مع حفاظ كل أمة بلغتها وخصوصيتها وتلاقح هذه الحضارات.
*دراسة تاريخ الإسلام السياسي والتشريعي “وأرى أن يؤلف مجمع علمي يتعاون رجاله على غربلة التاريخ الإسلامي كلّه غربلة قوامها نُشدان الحقّ و علاج الهفوات الفردية، بما يردّ للشعوب الإسلامية اعتبارها ويجمع شتاتها” .. بالكتاب عرض ومناقشة محمودة لمقالة الدكتور أحمد زكي في الموضوع.
وفي مقالته المعنونة ب ( ثقافتنا .. أين نتجه بها ؟ ) ، تساءل الغزالي عن مسار ثقافتنا اليوم، وأشار إلى بعض مكامن الخلل وسبل التوجيه فكان :
- الرد على طرح توحيد التعليم الأولي العام.
- ثم الإشارة إلى تردّي الفهم الديني عند الكثير من الفقهاء حيث أضحى الفقه علمًا في تشريح الوضوء والصلاة ونحوهما ، وليس فهم العبادات والمعاملات و الأخلاق والسياسات وشرائع الله في كلّ أمور الدين والدنيا .
- ثم الدعوة إلى الاستفادة من الغرب فيما برعوا فيه “يد سلفت لا بأس أن نستردها” .وترك ما خالف شرعنا وعاداتنا..
- مع السعي للمواءمة بين أصول حضارتنا والثمار الطيبة للحضارة الحديثة. وهنا سرَد كلامًا جميلا لفكرة الدكتور محمد البهي في هذه المواءمة .
ونظرا لخطورة الغزو الثقافي، وما كان له من دور في تمزيق أركان هذه الأمة، فقد أفرد الشيخ الغزالي مقالة خاصة ، تحدث فيها عن مظاهر الغزو الثقافي وخطورته على الأمة ، نبسطها اختصارا هنا للفائدة :
- تدمير التعليم وخلق فجوة بين مجالاته من خلال تقسيمه إلى تعليم ديني وآخر مدني.
- عزل لغة القرآن عن تدريس العلوم، إذ صارت كل العلوم البحتة تُدرّس في الدول العربية بلغات المستعمر .
- الغزو الإعلامي وتكريس اللهجات العامية.
- تحقير الأدب العربي وأهله والرفع من شأن كل أدب هزيل بعيد عن النمط العربي الأصيل.
- عزل الشريعة وعدم تحكيمها في الحياة العامة بدعوى عدم صلاحيتها للمستجدات المتعاقبة ، حيث أُلغيت أحكام الحدود والقصاص وتم تغيير أحكام الأسرة بما يتوافق والقوانين الدولية لا الشريعة الإسلامية.
- تمزيق الضمير الديني عند المسلم حتى إذا رأى حكمًا شرعيًّا معطلا هان عليه تعطيل آخر .
- جحود فضل الإسلام والمسلمين على الحضارة الأوربية وترسيخ هذه القناعة في نفوس الناشئة.
- التبشير وتوغله في الدول الفقيرة.
- تجذّر الخيانة في صفوف بعض أبناء الدول المستعمرة.
- انحلال وانحراف الناشئة وجُرأتها على الدين و التفسّخ في العلاقات بين الجنسين وميوعة في الشباب.
“إن هذه الناشئة تُنكر دينها وتاريخها وتقاليدها الفاضلة وتتجهّم إذا قيل أن الإسلام أوصى بكذا وصدّ عن كذا. مضى عهدٌ إذا ذُكّر الناس فيه بقول الله خشعوا، وإذا لُفتوا إلى سنة نبيّه انتبهوا. كانت للنصوص قداسة لا تحتاج معها إلى مقدمات وشروح مُسهبة. وأقبلت أيام كالحة تُساق فيها الآية إلى المجتمع وكأنها متهم يُدفع به إلى التجبية والاستهزاء، فإذا هذا يردّ، وإذا هذا يدير ظهره .. أيّ نجاح يبغيه الاستعمار أكثر من هذا ؟“.
بالكتاب كذلك بعض المواضيع الهامة :
- الحديث عن الدين وعلاقته بالعقل والقلب، حيث أكدّ أنّ الخلاف بين العلم والدين خرافة جاءت من الغرب ولا تستقيم مع الإسلام. وأنه لا انفصال بين الدين والعلم وبين القوة الشاعرة والقوة العاقلة فــــ”الإسلام يخاطب العقل والقلب، ويستثير العاطفة والفكر، ويوقظ الانفعالات النفسية مع إيقاظه للقوى الذهنية” .. كما أن الدين ليس مجرد استجابة لمشاعر عاطفية ، أو خيالات وهمية، بل هو حقيقة يقرها العقل والقلب معا فـ” الإيمان لا يصح مع عقل وسْنان ولا يربو مع تفكير آسن جامد” !!
- الحديث عن بعض أسباب انتشار الإلحاد ، منها ما هو راجع بالأساس للمسلمين الذين لم يقوموا بواجب الدعوة للأمم الأخرى كما ينبغي ، ومنها ما هو مرتبط بالغرور المعرفي عند المتعالمين، ومنها غلبة الشهوات العاجلة من نفسية وبدنية .
- تذكير بالإنجازات العظيمة للحضارة العربية إبّان تألقها ونبوغها العلمي والمعرفي ، حيث كانت أوربا تتلمذ يومها على أيدي العلماء المسلمين.
- الحديث عن أهمية الأخلاق وأن ” تكوين الخلق العالي وضبط السلوك العام في حدود الشرف يتطلبان منّا أن نحسن الإشراف على أحوال المجتمع حتى لا يتحول الشّر إلى تيارات عنيفة تصيب النفوس المجردة بأذى كبير ” ، مع التنبيه إلى خطورة البيئة في إفساد الخلق ، خاصة ما تبثه وسائل الإعلام السمعية البصرية .. وليته رأى ما فعله النت بأجيالنا !وكذا دور الصحف والجرائد في نشر المنكر والجريمة والانحرافات الاجتماعية من خلال نشرها لأخبار الجرائم والفضائح الأخلاقية.
- نظرة سريعة في سرّ تطور الغرب وتأخرنا مع الدعوة للنهوض من هذا السبات الذي تغرق فيه الأمة ، والاستفادة من نهضة الأمم الأخرى “يجب أن نوقظ الرقود بقسوة، وأن نصنع في كل شبر من أرضنا ثورة، وأن نجمع الشتات الذي مزقه السّفه والخور. يجب أن نستعيد خصائص الحياة، نعم، يجب أن نحيا، وإلا فلا مكان لنا بين الأحياء.“
- دورة الحياة بالنسبة للأمم بين النماء والفناء، وكل أمة تهمل وسائل البقاء وتركن للدعة والخمول فمصيرها إلى الفناء.
ومن أجل مواجهة سباع العولمة، ورصّ صفّ الأمة، وتحقيق وحدة إسلامية كريمة، دعا الغزالي – رحمه الله – إلى :
- توحيد الصف وإذابة الخلافات المتراكمة عبر قرون، فتحدث عن الخلافات الفقهية، وعن الخلاف بين السنة والشيعة “إنني أعيد النظر أحيانا في خلافاتنا القديمة فيخيل إليّ أن شهوة الانقسام قد تسبق رغبة البحث والدراسة، وأن رذائل الفراغ والترف العقلي، هي التي تخلق موضوع الحديث، وتشعب اتجاهه، مثل ما يفعل قعدة المجالس العاطلون في بعض الأندية السامرة “.
- الإنكار على الأمة اختلافها في الجزئيات والتعصب المذهبي الذي بث الفرقة في الأمة .
“وعندي أن جلّ ضروب الخلاف التي شعبت أمتنا ترجع إلى ضعف الخُلق وحب الدنيا أكثر مما ترجع إلى قوة العقل وحب الله“.
- حثّ حملة الأقلام على لمّ الصفوف وجمع شتات الأمة ، وجعل كلماتهم أدوات بناء لا معاول هدم “إنّ الكُتّاب الذين لا يكترثون لجمع كلمة المسلمين، أو الذين يرسلون مقالاتهم على عواهنها تثير الحفائظ، وتحرّك السخائم. يرتكبون في حق دينهم جُرمًا هائلا. “
- الحدّ من شهوة السلطة و كبح جماحها ، والبعد عن الاستعلاء في الدنيا والاستطالة على الناس لأن ذلك مصدر الفتن المتلاحقة في العالم الإسلامي.
- شيطان الفرقة يسعى لذات الأهداف التي يسعى إليها شيطان الخمر والميسر وهي بث العداوة والبغضاء بين المسلمين و صدّهم عن دين الله وذكره.. لذا وجب الحذر منه !
لتخفيف حدة الخلاف خصوصا في المجال الديني يقترح الشيخ الغزالي رحمه الله :
- سعة المعرفة وغزارة المادة العلمية .
- إخلاص النية لله تعالى والرغبة في نفع الناس بالإسلام دون تطاول به أو تحقير من شأنهم .
- الاعتبار بأحداث التاريخ وتقييم ما وقع للأمة في ماضيها من إخفاقات للوقوف على مكامن الخلل .والإيمان بسنن التغيير الذي يفرض إعادة فهم بعض التعاليم وفق ما تفرضه التطورات الحياتية “وهذا يفرض علينا أن نعيد النظر في رسالتنا الكبرى، لا لتغيير شيء من أصولها فمعاذ الله أن يجري على خواطرنا هذا الإفك، إنما لنغير من أسلوبنا في تطبيق بعض التعاليم، على ضوء ما وعينا من تجارب وما جدّ في الحياة من أحداث كِبار“.
- الاستفادة من قوانين الأمم الأخرى التي لا تخالف الشريعة التي عملت على لمّ شملها والتوحد في إطار واحد رغم تنوع تقاليدها وخصوصياتها “إن الإفادة من سير الزمن شيمة أولي الألباب“.
إجمالا “بسعة المعرفة، وصدق الإخلاص، وحسن الإفادة من الماضي، نقدر على وصل ما انقطع من حبالنا وأمجادنا” .. نقدر على إحالة هذه الظلمة القاتمة إلى نور ساطع تستضيء منه الأمة وتضيئ بهسبل الأمم الأخرى ..
” ظلام من الغرب ” ينير طريقك أخي القارئ للاطلاع على الظلمات التي أغرقتنا فيها الحضارة الغربية باسم التنوير ، فلا تتقاعس عن مطالعته والإفادة منه.. و رحم الله الشيخ الغزالي وجزاه خير الجزاء على غيرته على أمته ودينه وثقافته .