توبة بعد الحَوْبة – قصيدة – أ.سعد أفوغال
توبة بعد الحَوْبة
الكاتب: سعد أفوغال
كاتب وباحث في قضايا الفكر الإسلامي
أيا نفسُ توبي إن وقتك حائن
وإن الردى آت إليك ومُقدمُ
فلا تحسبِ الدنيا تظل لأهلها
وتبقى على حال تدوم وتجثِم
ألا فلتتوبي إن وهمك زائل
وظنك فانٍ والحِمام محتم
حذاري فلا يغررك وهم ولا منى
فقد غر ذاك الأولين فأوهموا
فهل تنظرين الآن منهم سوى الثرى
وأنباءَ صدق عنهمُ تتكلم
وهاهم رفات ليلهم كنهارهم
وَ وُورُوا بأجداث نهارها مظلم
فهلا اعتبرتي يا نُفَيسَةُ ويحكي
وتوبي فإني عن ذنوبيَ مُحجم
لقد نابني خطبي وعُظم جريرتي
ولست من الذنب الدنيئ أسَلَّم
رأيت اقترافي واكتسابي وهفوتي
وكم كنتُ في دربي أَزِلُّ وأُجرِمُ
بقيت على حال من الذنب لم أتب
إليكَ وإني يا إلهي لمجرم
ومرت سنون بين سهو وغفلة
وحَورٍ بُعَيدَ الكَورِ مني يُصَرَّمُ
وإنيَ يا ربي إليك لراجع
وآت وعائد وماض أُقَوَّمُ
أتيتك ربي سائلا متضرعا
وقد ضاق قلبي والجوى يتألم
أتيتك ربي والشجى يبعث الشجى
كليمَ الجوى مسترجعا أترحم
حسيرا كسيرا بائسا متقنعا
أسيفا كسيفا تائبا أتندم
وحاسر رأس كاشفا عنه عِمَّتِي
وخالعَ ثوبي يا إلهي أُرَوَّمُ
رفعت يدي أدعوك ربي وإنني
كثير الخطايا مذنب أتلعثم
تقبل عُبيدا من عبيدك واستجب
ولا تبقه صفر اليدين فيَعدَمُ
وأنت غفور يا إلهي وراحم
وتَقبلُ من يأتي إليك ويعزم
فرحماك ربي إن قلبي هائم
وذنبي معظم وعفوك أعظم
وإنك ربي خير مُعطٍ وواهب
فمن غيرك اللهم يعفو ويرحم