النقص الدنيوي كمال للخلافة. خليل عودة
من التوافق الفطري والأصيل لعمارة الأرض ما بين الإنسانالمكلف والحاضنة (الأرض/الكون) أن كليهما ناقصان يعملان على ترميم وتجديد نفسيهمابما خلق الله بهما من وازع • فالإنسان المكلف بعقله تختلف آلية وطريقة نشدانه للكمال عن الطبيعة التي تُجدِّد بنيانها بآلية فطرية لا إرادة لها فيها، وهي على هذا النحو تعمل على شكل
معادلات فيزيائية رياضية لا تتخلف على الأكثر؛ غير أن الإنسان بتكليفه بالعقل أوجد لنفسه علاقة تنهض على المعرفة المنبثقة من علاقته بالآخر ومدى فكّ رموزه وكشف الغائب؛ والإفادة من روح المحتوى على أمل اللَّحاق بالكمال، والإنسان بمسيرته التاريخية الموغلة لم يني لحظة في مطاردة حلمه الغائب أو جنته التي افتقدها، وبقيت في قيعان ذاكرته حافزا لا يتوقف ما قام على هذه الأرض، هذا النقص يتمثل حضورا من حيث بنية الإنسان الجسدية والذهنية، جنينا، طفلا صبيا شابا…الخ.هذه الطبيعة تتوافق مع خلافته وعمارته للأرض، ولو تخلَّفت لزهد في الخلافة لما قامت عمارة؛ لكن الخطاب التكليفي من لدن الحكيم العليم ينبه الإنسان إلى ان ما يعتوره هوشكل من وهم؛ وعليه أن يتنبه إلى أن النقص المتمثل بالموت (العوز، الفقر ، المرض، الضعف،الشيخوخة، الطاقات المحدودة الذهنية والجسدية) لن تمكنك من الكمال في وسط وبيئة وطبيعة هي الأخرى تحذو حذو الإنسان في التجدد؛ وترميم مصابها الإنسان القائم على النقص ينشد كماله في وسط غير كامل لهذا نجد أن الله تعالى حث الإنسان على التأمل والتفكّر والتعقّل فيما يحيطه؛ ليعود إدراجه الى الكمال، إلى الله تعالى ليرشدنا إلى نصين كاملين بين أيدينا ليعيدا تقييم وتقويم وتحديد الهدف لنا، إنهما: كتاب الله والسنة النبوية الصحيحة، وعلى مدار عمر البشرية بما تنشده من رشاد وكمال سيظل الفهم البشري بارتقائه ونضجه؛ ينهل من الكمال الخالص الذي لا يخلق نقصا يرتقي نحو الكمال،هذا حال الإنسان في هذه الدنيا مع الكتاب والسنة.
خليل عودة – الأردن