حصريا

المولد النبوي بين البدعة والمصلحة – أ. ليلى جوادي -الجزائر-

0 162

المولد النبوي بين البدعة والمصلحة –

أ. ليلى جوادي -الجزائر-

                                              

 

يعتبر المولد النبوي مناسبة دينية يحييها بعض المسلمين في كل عام احتفاءً بذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وفي كل عام تثار قضية الاحتفال جوازه من عدمه بين جموع المسلمين؛ المقبلين على الاحتفال المجيزين له والمبدّعين المانعين، ولكل فريق أدلته وأسبابه وأنا كباحثة يمكنني طرح سؤال ولعل النجاح في الإجابة عنه يكون فارقا معرفيا في هذا النزاع:

هل الاحتفال بالمولد النبوي بدعة أم مصلحة؟ وما المصلحة التي يحققها الاحتفال بالمولد النبوي لنا كمسلمين وما هي الصورة الإيجابية التي نصدّرها للآخر الغير مسلم وتكون لديننا مصلحة نستقطب وندعو من خلالها العالم للإسلام؟

للإجابة عن هذا السؤال يجب علينا البحث في:

مقدار المصلحة والمفسدة بالاحتفال بالمولد النبوي (البدعة، والسنة).

-تأثر الآخر (الغير مسلم) بالاحتفال بشكل إيجابي أو سلبي.

-تاريخ ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم.

-تاريخ ظهور الاحتفال بالمولد.

 

 

 

 

 

 

أولا: التعريف بمصطلحات الدراسة.

وكما اعتدنا في الأعمال الأكاديمية؛ البداية تكون بتوضيح وشرح وتعريف مصطلحات الدراسة.

1/ تعريف البدعة والمصلحة لغة واصطلاحا.

أ-تعريف البدعة.

-لغة:

كلمة البدعة من الكلمات التي أخذت حيزا كبيرا في الإسلام؛ وقد اختلف العلماء في تعريفها كل حسب تخصصه، وقد استرسل البعض في تعريفها لغويا، فقال الزبيدي:

البَدِيعُ: المُبْتَدِعُ، وَهُوَ من أَسْماءِ اللهِ الحُسْنَى، لإِبدَاعِهِ الأَشْيَاءَ وإِحْدَاثِه إِيّاهَا، وَهُوَ البَدِيعُ الأَوّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ. وقالَ أَبُو عَدْنَانَ: المُبْتَدِعُ: الَّذِي يَأْتِي أَمْراً عَلَى شِبْه لَمْ يَكُن ابْتَدَاَهُ إِيّاه. قالَ اللهُ جَل شَأْنُهُ: بَدِيعُ السَّمواتِ والأَرْضِ أَيْ مُبْتَدِعُها ومُبْتَدِئُهَا لَا عَلَى مِثَالٍ سَبَقَ. قالَ أَبُو إِسْحَاقَ: يَعْنِي أَنّه أَنْشَأَهَا عَلَى غَيْرِ حِذَاءٍ وَلَا مِثَالٍ، إِلاّ أَنَّ بَدِيعاً من بَدَعَ لَا مِنْ أَبْدَعَ، وأَبْدَعَ أَكْثَرُ فِي الكَلامِ مِنْ بَدَعَ، وَلَو اسْتُعمِلَ بَدَعَ لَمْ يَكُنْ خَطَأً، فَبَدِيعٌ فَعِيلٌ بمَعْنَى فاعِلٍ، مِثْلُ قَدِيرٍ بمَعْنَى قادِرٍ، وَهُوَ صِفَةٌ من صِفَاتِهِ تَعَالَى لأَنَّهُ بَدَأَ الخَلْقَ على مَا أَرادَ على غَيْرِ مِثَالٍ تَقَدَّمَهُ، ورُوِيَ أَنَّ اسْمَ اللهِ الأَعْظَمَ يَا بَدِيعَ السَّمواتِ والأَرْضِ، يَا ذَا الجَلالِ والإِكْرَامِ.

والبَدِيعُ أَيْضاً: المُبْتَدَعُ. يُقَالُ: جِئْتَ بِأَمْرٍ بَدِيعٍ، أَيْ مُحْدَثٍ عَجِيبٍ، لَمْ يُعْرَفْ قَبْلَ ذلِكَ.

[…] وقالَ ابنُ السِّكِّيت: البِدْعَةُ: كُلُّ مُحْدَثَةٍ. وَفِي حَدِيثِ قِيَامِ رَمَضَانَ نِعْمَت البِدْعَةُ هذهِ وقالَ ابنُ الأَثِير: البِدْعَةُ بِدْعَتَانِ: بِدْعَةُ هُدىً، وبِدْعَةُ ضَلالٍ، فَمَا كانَ فِي خِلافِ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ فَهُوَ فِي حَيِّزِ الذَّمِّ والإِنْكَارِ، وَمَا كَانَ وَاقِعاً تَحْتَ عُمُومِ مَا نَدَبَ اللهُ إِلَيْهِ، وحَضَّ عَلَيْه، أَوْ رَسُولُه، فَهُوَ فِي حَيِّزِ المَدْحِ، وَمَا لَمْ يَكُنْ لَهُ مِثَالٌ مَوْجُودٌ كنَوعٍ مِن الجُودِ والسَّخَاءِ، وفِعْلِ المَعْرُوفِ، فَهُوَ من الأَفْعَالِ المَحْمُودَةِ، وَلَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ ذلِكَ فِي خِلاَفِ مَا وَرَدَ الشَّرْعُ بِهِ، لأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قد جَعَلَ لَهُ فِي ذلِكَ ثَوَاباً، فقالَ: مَنْ سَنَّ سُنَّةً حَسَنّةً كَانَ لَهُ أَجْرُها وأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا. وَقَالَ فِي ضِدِّهِ:

 

مَنْ سَنَّ سُنَّةً سَيِّئةً كَانَ عليهِ وِزْرُهَا ووِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وذلِكَ إِذا كانَ فِي خِلافِ مَا أَمَرَ اللهُ بِهِ ورَسُلُه.[1]

-البدعة اصطلاحا:

قال الجرجاني: البدعة: هي الفعلة المخالفة للسُّنة؛ سُمِّيَت: البدعة، لأن قائلها ابتدعها من غير مقال إمام، وهي الأمر المحدث الذي لم يكن عليه الصحابة والتابعون، ولم يكن مما اقتضاه الدليل الشرعي.[2]

قال الامام الشاطبي: هي طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه.[3]

ب-تعريف المصلحة.

-لغة:

جاء في المدونات اللغوية؛ أنّ المصلحة اسم مفرد للواحدة من المصالح؛ وهي من الصلاح وهو النفع؛ فهي بمعنى المنفعة.

كما وردت على أنّها من أسماء الأضداد فتطلق في مقابل المفسدة التي تأتي بمعنى الضرر؛ وعليه المصلحة هي ما يحصل من النفع جلبا او ما يحصل من درء الضرر دفعا.

قال الفيومي:

صَلَحَ الشَّيْءُ صُلُوحًا مِنْ بَابِ قَعَدَ وَصَلَاحًا أَيْضًا وَصَلُحَ بِالضَّمِّ لُغَةٌ وَهُوَ خِلَافُ فَسَدَ وَصَلَحَ يَصْلَحُ بِفَتْحَتَيْنِ لُغَةٌ ثَالِثَةٌ فَهُوَ صَالِحٌ وَأَصْلَحْتُهُ فَصَلَحَ وَأَصْلَحَ أَتَى بِالصَّلَاحِ وَهُوَ الْخَيْرُ وَالصَّوَابُ وَفِي الْأَمْرِ مَصْلَحَةٌ أَيْ خَيْرٌ وَالْجَمْعُ الْمَصَالِحُ وَصَالَحَهُ صِلَاحًا مِنْ بَابِ قَاتَلَ وَالصُّلْحُ اسْمٌ مِنْهُ وَهُوَ التَّوْفِيقُ وَمِنْهُ صُلْحُ الْحُدَيْبِيَةِ وَأَصْلَحْتُ بَيْنَ الْقَوْمِ وَفَّقْتُ وَتَصَالَحَ الْقَوْمُ وَاصْطَلَحُوا وَهُوَ صَالِحٌ لِلْوِلَايَةِ أَيْ لَهُ أَهْلِيَّةُ الْقِيَامِ بِهَا.[4]

 

 

-اصطلاحا:

قال الامام أبو حامد الغزالي: هي المحافظة على مقصود الشرع.[5]

وعرفها البوطي بقوله: هي المنفعة التي قصدها الشارع الحكيم لعباده من حفظ دينهم ونفوسهم وعقولهم ونسلهم وأموالهم.[6]

ج-أنواع المصلحة:

تنقسم المصلحة في الفقه الإسلامي الى ثلاثة أقسام:

  • المصلحة المعتبرة: وهي المصلحة التي شهد الشارع باعتبارها؛ كمصلحة الجهاد، ومصلحة قطع يد السارق، ومصلحة النظر إلى المخطوبة وغيرها.
  • المصلحة الملغاة: وهي المصلحة التي شهد لها الشرع بالبطلان مثل المصلحة الموجودة في الخمر والميسر، والتي ذكرها الله تعالى في قوله: “يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا” [البقرة: 219] مع ذلك حرم الله الخمر للمفاسد الموجودة فيها مراعاة للمصالح وقال في آية أخرى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” [المائدة: 90]
  • المصلحة المرسلة: وهي المصلحة التي لم يشهد لها الشارع بالاعتبار، ولا بالإلغاء، ولكنها محققة لمقصود الشارع؛ مثل جمع القرآن في زمن الصحابة، فهذه مصلحة لم يرد فيها نص على اعتبارها أو إلغائها، وهي محققة لمقصود الشارع، فجمع القرآن مثلا حفظ للشريعة.

 

 

 

 

 

ثانيا-تاريخ مولد النبي صلى الله عليه وسلم.

إن مما لا يخفى على أي دارس أو باحث أو مطالع للسيرة النبوية؛ الاختلاف الكائن بين الكتب والمؤرخين حول تاريخ ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم؛ وسأحاول إدراج أمثلة عن ذلك على سبيل التمثيل لا الحصر، وأبدأ بقول الحافظ ابن كثير في الجزء المخصص للسيرة النبوية من كتابه البداية والنهاية: “مَالا خلاف فِيهِ أَنه ولد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ.

وَأَبْعَدَ بَلْ أَخْطَأَ مَنْ قَالَ: وُلِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ لِسَبْعَ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ.

نَقَلُهُ الْحَافِظُ ابْنُ دِحْيَةَ فِيمَا قَرَأَهُ فِي كِتَابِ ” إِعْلَام الروى بِأَعْلَامِ الْهُدَى ” لِبَعْضِ الشِّيعَةِ.

ثُمَّ شَرَعَ ابْنُ دِحْيَةَ فِي تَضْعِيفِهِ وَهُوَ جَدِيرٌ بِالتَّضْعِيفِ إِذْ هُوَ خِلَافُ النَّصِّ.

ثُمَّ الْجُمْهُورُ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، فَقِيلَ: لِلَيْلَتَيْنِ خَلَتَا مِنْهُ.

قَالَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي الِاسْتِيعَابِ، وَرَوَاهُ الْوَاقِدِيُّ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ نَجِيحِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَدَنِيِّ.

وَقِيلَ لِثَمَانٍ خَلَوْنَ مِنْهُ. حَكَاهُ الْحُمَيْدِيُّ عَنِ ابْنِ حَزْمٍ.

وَرَوَاهُ مَالك وَعقيل وَيُونُس ابْن يَزِيدَ وَغَيْرُهُمْ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ.

وَنَقَلَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ عَنْ أَصْحَابِ التَّارِيخِ أَنَّهُمْ صَحَّحُوهُ وَقَطَعَ بِهِ الْحَافِظ الْكَبِير مُحَمَّد ابْن مُوسَى الْخَوَارِزْمِيّ.

وَرجحه الْحَافِظ أَبُو الْخطاب بن دحْيَة فِي كِتَابه: ” التَّنْوِير فِي مولد الْبشر النَّذِيرِ “.

وَقِيلَ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْهُ نَقَلَهُ ابْنُ دِحْيَةَ فِي كِتَابِهِ. وَرَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ وَرَوَاهُ مُجَالِدٌ عَنِ الشَّعْبِيِّ كَمَا مَرَّ.

وَقِيلَ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ خَلَتْ مِنْهُ. نَصَّ عَلَيْهِ ابْنُ إِسْحَاقَ.

 

 

وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ عَنْ عَفَّانَ، عَنْ سَعِيدِ بن ميناء، عَنْ جَابِرٍ وَابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُمَا قَالَا: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ الثَّانِي عَشَرَ مِنْ شَهْرِ ربيع الأول وَفِيه بعث وَفِيه عرج بِهِ إِلَى السَّمَاءِ، وَفِيهِ هَاجَرَ وَفِيهِ مَاتَ.

وَهَذَا هُوَ الْمَشْهُورُ عِنْدَ الْجُمْهُورِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَقِيلَ لسبعة عشر خَلَتْ مِنْهُ: كَمَا نَقَلَهُ ابْنُ دِحْيَةَ عَنْ بَعْضِ الشِّيعَةِ.

وَقِيلَ لِثَمَانٍ بَقِينَ مِنْهُ: نَقَلَهُ ابْنُ دِحْيَةَ مِنْ خَطِّ الْوَزِيرِ أَبِي رَافِعٍ بن الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدِ

ابْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِيهِ.

وَالصَّحِيحُ عَنِ ابْنِ حَزْمٍ الْأَوَّلُ أَنَّهُ لِثَمَانٍ مَضَيْنَ مِنْهُ، كَمَا نَقَلَهُ عَنْهُ الْحُمَيْدِيُّ وَهُوَ أَثْبَتُ.

وَالْقَوْلُ الثَّانِي: أَنَّهُ وُلِدَ فِي رَمَضَانَ.

نَقَلَهُ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ، وَهُوَ قَوْلٌ غَرِيبٌ جِدًّا، وَكَانَ مُسْتَنَدُهُ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي رَمَضَانَ بِلَا خِلَافٍ، وَذَلِكَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ سَنَةً مِنْ عُمُرِهِ، فَيَكُونُ مَوْلِدُهُ فِي رَمَضَانَ وَهَذَا فِيهِ نَظَرٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

وَقَدْ رَوَى خَيْثَمَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَافِظُ، عَنْ خَلَفِ بْنِ مُحَمَّدٍ كُرْدُوسٍ الْوَاسِطِيِّ، عَنِ الْمُعَلَّى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: وُلِدَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ النُّبُوَّةُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فِي أَوَّلِ شَهْرِ رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَأُنْزِلَتْ عَلَيْهِ الْبَقَرَةُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ.

وَهَذَا غَرِيبٌ جِدًّا. رَوَاهُ ابْنُ عَسَاكِرَ.

قَالَ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ: حَمَلَتْ بِهِ أُمُّهُ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فِي شِعْبِ أَبِي طَالِبٍ عِنْدَ الْجَمْرَةِ الْوُسْطَى.

وَوُلِدَ بِمَكَّةَ بِالدَّار الْمَعْرُوفَة بدار مُحَمَّد بْنِ يُوسُفَ أَخِي الْحَجَّاجِ بْنِ يُوسُفَ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ.

وَرَوَاهُ الْحَافِظُ ابْنُ عَسَاكِرَ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ مُكْرَمٍ، عَنِ الْمُسَيَّبِ ابْن شَرِيكٍ. عَنْ شُعَيْبِ بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: حُمِلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْم

عَاشُورَاء فِي الْمُحَرَّمِ، وَوُلِدَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ لِثِنْتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً خَلَتْ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ مِنْ غَزْوَةِ أَصْحَابِ الْفِيلِ.[7]

وقال المباركفوري في الرحيق المختوم: ولد سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم بمكة في صبيحة يوم الإثنين التاسع من شهر ربيع الأول، لأول عام من حادثة الفيل، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان،[8] وذكر في تحقيق الكتاب أن المحقق الفلكي محمود باشا تحقق من ذلك وأرخ ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ميلاديا في: العشرين أو الثاني وعشرين من شهر أبريل سنة 571 م وذلك ما ذهب اليه كذلك محمد سليمان المنصور.[9] وقال الخضري في ذلك: وقد حقّق المرحوم محمود باشا الفلكي أن ذلك كان صبيحة يوم الاثنين تاسع ربيع الأوّل الموافق لليوم العشرين من أبريل سنة 571 من الميلاد، وهو يوافق السنة الأولى من حادثة الفيل.[10]

 

ثالثا: تاريخ الاحتفال بالمولد.

قال السخاوي: إن عمل المولد حدث بعد القرون الثلاثة ثم لا زال أهل الإسلام في سائر الأقطار والمدن الكبار يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم.

وقال ابن الجوزي: من خواصه أنه أمان في ذلك العام وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام.

وأول من أحدثه من الملوك، الملك المظفر أبو سعيد صاحب إربل وألف له الحافظ بن دحية تأليفاً أسماه “التنوير في مولد البشير النذير” فأجازه الملك المظفر بألف دينار.

وصنع الملك المظفر المولد وكان يعمله في ربيع الأول ويحتفل به احتفالا هائلا وكان شهماً شجاعاً بطلا عاقلا عادلا وقيل أنه كان يصرف على المولد ثلاثمائة ألف دينار.

وقد أورد موقع Islam.ms مقالا فيه أقوالا للطاهر بن عاشور حول تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي في المغرب قال: ” وأول من علمته صرف همته إلى الاحتفال باليوم الموافق يوم مولد الرسول

 

صلى الله عليه وسلم فيما حكاه ابن مرزوق هو القاضي أحمد محمد العزفي السبتي المالكي في أواسط القرن السادس وأوائل السابع واستحسنه جمهور مشيخة المغرب ووصفوه بالمسلك الحسن”

وقال كذلك: ” وأوّل من سلك هذا المسلك من ملوك المغرب السلطان أبو عنان المريني[11] ونحا ذلك النحو السلطان الجليل أبو فارس عبد العزيز بن أحمد الحفصي سلطان تونس وعيَّن لذلك ليلة اثنتي عشرة من ربيع الأول فكم أغدق في تلك الليالي من خيرات وأجرى من عوائد وصلات ثم لحقت بهذه الايالة شدائد ومحن وانطوى من بهجة الدولة الحفصية ذلك البساط الحسن فلم يبق من تلك الرسوم إلا ما ينبعث عن أريحية أهل الطريق أو أصحاب العلوم حتى قيض الله لتجديد ما رث منها وتلقيم ما ذوى من شجرتها وتفرع عنها الأمير السامي الهمة الرامي إلى معالي الأمور عن قوس أراش سهمه الفائز بتعظيم قدر المصطفى المشير الأول أحمد باشا فأمر بإقامة حفلات ليلة المولد ويومه بحاضرة تونس ومدينة القيروان وأجرى لذلك من النفقات ما فيه وفاء بالإحسان وأمر بإطلاق المدافع الحربية من القلاع بنية التسليم على أفضل الرسل على صفة أعظم تحية للملوك في اصطلاح الدول وكتب له العلامة شيخ الإسلام أبو إسحاق إبراهيم الرياحي في ذكر المولد مختصرا وجاء من بعده الأمير الجليل صارم صقيل والذي كان لأعمال ابن عمه خير ناسق المشير الثالث محمد الصادق فأمر بتعميم الاحتفال بالمولد في جميع مدن الايالة وأجرى لها من مال الدولة عطايا فيها كفاية وفضالة، وكم من لطف خفي حف بهذه البلاد لعله من بركات هذا الاعتناء قال ابن الجوزي: مما جرب من بركة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الاحتفال يوم مولده أمان في ذلك العام وبشرى لمن فعله بنيل المرام”[12]

 

وكان السلطان أبو حمو موسى صاحب تلمسان يحتفل ليلة المولد غاية الاحتفال كما كان ملوك المغرب والأندلس في ذلك العصر وما قبله، ومن احتفاله له ما حكاه الحافظ سيدي أبو عبد الله التنسي ثم التلمساني في كتابه راح الأرواح فيما قاله المولى أبو حمو من الشعر وقيل فيه من الأمداح وما يوافق ذلك على حسب الاقتراح ونصه أنه كان يقيم ليلة الميلاد النبوي على صاحبه الصلاة والسلام بمشورة من تلمسان المحروسة مدعاة حفيلة يحشر فيها الناس خاصة وعامة فما شئت من نمارق

 

مصفوفة وزرابى مبثوثة وبسط موشاة ووسائد بالذهب مغشاة وشمع كالأسطوانات وموائد كالهالات ومباخر منصوبة كالقباب يخالها المبصر تبراً مذاباً ويفاض على الجميع أنواع الأطعمة كأنها أزهار الربيع المنمنة فتشتهيها الأنفس وتستلذها النواظر ويخالط حسن رياها الأرواح ويخامر رتب الناس فيها على مراتبهم ترتيب احتفال وقد علت الجميع أبهة الوقار والإجلال وبعقب ذلك يحتفل المسمعون بامداح المصطفى عليه الصلاة والسلام ومكفرات ترغب في الإقلاع عن الآثام يخرجون فيها من فن إلى فن ومن أسلوب إلى أسلوب ويأتون من ذلك بما تطرب له النفوس وترتاح إلى سماعه القلوب وبالقرب من السلطان رضوان الله تعالى عليه خزانة المنجانة قد زخرفت كأنها حلة يمانية لها أبواب موجفة على عدد ساعات الليل الزمانية فمهما مضت ساعة وقع النقر بقدر حسابها وفتح رفعة مشتملة على نظم فيه تلك الساعة باسمها مسطورة فتصقها بين يدي السلطان بلطافة ويسراها على فمها كالمؤدية بالمبايعة حق الخلافة. هكذا حالهم إلى انبلاج عمود الصباح ونداء المنادي حي على الفلاح.[13]

ونفس هذا القول قاله ابن كثير في البداية والنهاية “الْمَلِكُ الْمُظَفَّرُ، أَبُو سَعِيدٍ كُوكُبُرِي بْنُ زَيْنِ الدِّينِ عَلِيِّ بْنِ بُكْتِكِينَ أَحَدُ الْأَجْوَادِ وَالسَّادَاتِ الْكُبَرَاءِ وَالْمُلُوكِ الْأَمْجَادِ، لَهُ آثَارٌ حَسَنَةٌ، وَقَدْ عَمَّرَ الْجَامِعَ الْمُظَفَّرِيَّ بِسَفْحِ قَاسِيُونَ، وَكَانَ قَدْ هَمَّ بِسِيَاقَةِ الْمَاءِ إِلَيْهِ مِنْ مَاءِ بَرْزَةَ، فَمَنَعَهُ الْمُعَظَّمُ مِنْ ذَلِكَ، وَاعْتَلَّ بِأَنَّهُ قَدْ يَمُرُّ عَلَى مَقَابِرِ الْمُسْلِمِينَ بِالسُّفُوحِ، وَكَانَ يَعْمَلُ الْمَوْلِدَ الشَّرِيفَ فِي رَبِيعٍ الْأَوَّلِ، وَيَحْتَفِلُ بِهِ احْتِفَالًا هَائِلًا. وَكَانَ مَعَ ذَلِكَ شَهْمًا شُجَاعًا بَطَلًا عَاقِلًا عَالِمًا عَادِلًا -رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -.

وَقَدْ صَنَّفَ الشَّيْخُ أَبُو الْخَطَّابِ بْنُ دِحْيَةَ لَهُ مُجَلَّدًا فِي الْمَوْلِدِ النَّبَوِيِّ سَمَّاهُ ” التَّنْوِيرَ فِي مَوْلِدِ السِّرَاجِ الْمُنِيرِ ” فَأَجَازَهُ عَلَى ذَلِكَ بِأَلْفِ دِينَارٍ، وَقَدْ طَالَتْ مُدَّتُهُ فِي الْمُلْكِ فِي زَمَانِ الدَّوْلَةِ الصَّلَاحِيَّةِ، وَقَدْ كَانَ مُحَاصِرًا مَدِينَةَ عَكَّا، وَإِلَى هَذِهِ السَّنَةِ مَحْمُودَ السِّيرَةِ وَالسَّرِيرَةِ.[14]

هذا ويرى حسن السندوبي أنّ الفاطميين هم أوّل من احتفل بذكرى المولد النبوي الشريف، كما احتفلوا بغيره من الموالد الدورية التي عُدت من مواسمها. وفي سنة 488 هـ (تحت خلافة

المستعلي بالله) أمر الأفضل بن أمير الجيوش بدر الجمالي بإبطال الاحتفال بالموالد الأربعة وهي المولد النبوي ومولد الإمام علي ومولد السيدة فاطمة الزهراء ومولد الإمام الفاطمي الحاضر.[15]

وكما نرى؛ فإن الذي يظهر لنا جليا هو الاختلاف الكائن حول تاريخ ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، وبذلك يُطرح السؤال: كيف يحتفل المحتفلون في 12 ربيع الأول وقد يكون ميلاده قبله أو بعده؟

قد يقول قائل: حتى وإن لم يثبت ذلك فقد اتخذنا 12 ربيع الأول كعيد ثابت للاحتفال، أقول له: وبماذا تحتفل في هذا التاريخ فرحا بميلاده أم حزنا بوفاته؟

وإن قال: لكنه صلى الله عليه وسلم أوصى بذلك، أقول له: إن كنت تقصد الحديث الذي رواه أبو قتادة الأنصاري حينما سئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن صيام الاثنين فقال: “ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ، وَيَوْمٌ بُعِثْتُ -أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ –”[16] فما هذا بدليل على الاحتفال وإنما هو حث على الصوم لأنه في حديث آخر حث على صوم الاثنين والخميس فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أنّ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-كان يصوم الاثنين والخميس، فقيل: يا رسول الله إنّك تصوم الاثنين والخميس؟ فقال: إنّ يوم الاثنين والخميس، يغفر الله فيهما لكلّ مسلم إلا متهاجِرَين، يقول: دعهما حتّى يصطلحا.[17] والحديث الثاني قرينة صارفة للحديث الأول من حيث المفهوم السائد وهو أن

الحديث الأول دليل على الحث على الاحتفال بالمولد النبوي، ولأن مقالي هذا ليس بحثا حول حكم الاحتفال بالمولد النبوي؛ أكتفي بما أوردته من أدلة لأنتقل الى عنصر آخر وهو العنصر المهم في هذا المقال.

رابعا: المصلحة والبدعة في الاحتفال بالمولد النبوي.

إن التعريفات السابقة تجعلنا نفرق بين البدعة والمصلحة وتجعلنا ندرك مكانة المولد النبوي منهما، ومكانته من المصلحة بأقسامها الثلاثة؛ فإن الذي يتأمل في التعريفات يلاحظ أن البدعة لا

تخرج من إحداث شيء والإحداث من الحديث والحديث ضد القديم وهو الجديد وذلك يعني الإتيان بجديد، وديننا لا يحتاج الى تقديم جديد فقد قال الله تعالى “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا” [المائدة:3]

وقال الفيومي في تعريفه: -وهو ضد السنة-وبعدها يقول الشاطبي: المغزى من البدعة المبالغة في التعبد؛ وهذا القول يذكرنا بقول الثلاثة الذين ذهبوا يسألون عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهم: أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلاَ أُفْطِرُ، وَقَالَ آخَرُ: أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلاَ أَتَزَوَّجُ أَبَدًا، فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: “أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ، لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي”[18]

فإذا نظرنا للموضوع من منظور التعريفات يتضح لنا أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة ولا يجوز الاحتفال به، يبقى لنا مسلك آخر وهو مسلك المقاصد والمصالح، وبعد أن تطرقنا لأنواع المصلحة، يظهر لنا أننا نستطيع تصنيف الاحتفال بالمولد النبوي أنه من المصلحة المرسلة ذلك أن المصلحة هي المنفعة في حدود ما رسمه الشرع، قال ابن تيمية عن المصلحة المرسلة “لكن بعض الناس يخص المصالح المرسلة بحفظ النفوس والأموال والأعراض والعقول والأديان، وليس كذلك، بل المصالح المرسلة في جلب المنافع وفي دفع المضار وما ذكروه من دفع المضار عن هذه الأمور الخمسة فهو أحد القسمين”؛ لذا يعرف ابن تيمية المصلحة بأن يرى المجتهد أن هذا الفعل يجلب منفعة راجحة؛ وليس في الشرع ما ينفيه”.[19]

ويقول الطاهر بن عاشور: “دَعاني إليه (يقصد: تأليف قِصَّة المَولد) الاتِّساء بأفاضل الأمَّة، الذين ألْهَمَهُم الله صَرفَ الهِمَّة، إلَى العِنايَة بتعظيم اليَوم الذي يُوافقُ من كلِّ عامٍ، يومَ ميلادِ مُحَمدٍّ رَسولِه، عَلَيْه الصلاة والسلام، إذ كانوا قد عَدُّوه (أي: اعتبروه) عيدًا، عَلِمناه من قوله تعالى في التَنويه بشهر رمضان “شهرُ رَمَضانَ الذي أنْزِلَ فيه القرآنُ” [البقرة: 185].

فَأيُّ يَومٍ أسعدُ من يومٍ أظهرَ الله فيه للعالم مولودًا كانَ المُنقذَ من الضَّلالة، أخرَجَ به الناس من ظلماتِ الشركِ ومَناقص الجَهالة، وإذ كانت الأعياد الثابتة في الدَّين قد جاءت على مناسبة الفَراغ من عبادات مَشروعة، فَذكرَى الواسطة العظمى في تبليغ ذلك يَحقُّ أنْ تكون مُشَيَّدَةً مَرفوعَةً.

وكان شأنُ أهلِ الخير إحياءَ ليلة المولد بالصَّلاةِ على النبي، ومَعونة آلِه، ومُساهَمَتَهم، والإكْثارَ من الصَّدقَات وأعمال البِرِّ، وإغاثةَ المَلهوف، مع ما تَستجلبه المَسرَّة مِن مُباح اللَّهو المُرَخَّصِ في مثله بنَصِّ السنَّة. وشاعَ ذلك في بلاد المَغربِ والأندلُسِ”.[20]

لذلك نستطيع أن نقول أن الأصل في الاحتفال بالمولد الترك لأنه أمر لم يكن في الزمان الأول ولكن إذا حدثت غربة للإسلام أو نكسة للأمة ورأى الحاكم إحياء مناسبات دينية للتمسك أكثر في الدين جاز له ذلك إلا أن ما ورد في المقالات وما آل اليه الواقع ينفي وجود أي مصلحة في الاحتفال فالتمسك بالسنة أولى.

فكما نعلم؛ يقيم المسلمون احتفالا سنويا بالمولد النبوي إحياءً لذكرى مولد الرسول صلي الله عليه و سلم وانقسم المسلمون في ذلك الى فريقين: الفريق الاول يقول بالاحتفال ويرى أنه من المصلحة، وذلك لما يحمله من التذكير بالسيرة النبوية وبأخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وأفعالهم ولما يُذكر فيه من آي الذكر الحكيم وإعلاء الأصوات بالتسابيح والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم والاستغفار طامعين بذلك مغفرة الجبار ونيل حسنات وصلاة الملائكة آناء الليل وأطراف النهار، وبذلك تكون المصلحة والفائدة بحيث يعلو ذلك ويصل إلى مسامع الأطفال فيحبون نبيهم ويتبعون سننه وقد يتوب بذلك العصاة ويدخل في الاسلام البغاة كيف لا وهي ليلة تبات الجموع في المساجد بين ذاكر وساجد وتوزع فيها الجوائز على ختمة كتاب الله الذين سهروا ليلهم وتركوا أشغالهم وتفرغوا لقرآنهم طوال العام ما غلبهم نعاس ولا انشغلوا بجني أموال بل شغلهم كلام ربهم ليتوجوا بتاج الختم ليلة ميلاد سيد الخلق؛ ليلة 12 من ربيع الاول من كل عام، ليلة قرآن وتسبيح واستغفار.

لكن: أين المصلحة في كل ما ذكر؟

هل في حصر الاستغفار في ليلة واحدة من كل عام؟ أم في إتلاف الأموال على احتفالات لم تسلم منها حتى المساجد؟ أم في القرآن الذي أصبح طريقا للشهرة وكسب الاموال؟ هل كان هذا الفعل فيمن سبق من الأكارم؟ هذا دون النظر إلى البدعة والسنة ولا إلى فعل الصحابة وحكم الأكل بالقرآن وحكم الشهرة والتباهي به!

أين المصلحة في إحياء سنة الاستغفار ليلة واحدة والنوم عنها باقي السنة؟ أين المصلحة في كوننا شجعنا على حفظ القران ابتغاء المال والتاج وأصبحت تقام حصص تستقبل فيها نساء لباسهن وزينتهن أفضح من أن يقال عن صاحبته أنها حافظة للقرآن وما أفضح ما يقومون به إذا نجحت إحداهن ورسبت اختها! هل القرآن لعبة؟ تاج القرآن يوضع على رأس صاحبه في الجنة وليس ليلة 12 من ربيع الاول! وتاج الدنيا الوقار والسمت الحسن والخلق الرفيع وأن يكون الانسان قرآنا يمشي على الارض وليس تاجا أو مالا يحصل عليه ليلة 12 من ربيع الأول، وإن تناسينا ما ذُكر وقلنا أن من الجموع من يتعظ ويَعتبر مما سمع من السير والمواعظ والحكم: فما المصلحة من المهرجانات المقامة والليالي والسمر وإنفاق الاموال على ما لذ وطاب من الاكلات في حين نبيهم الذي يحتفلون به كان يربط على بطنه حجرا من الجوع ولا توقد في بيته النار شهورا؟ يَقُولُ أنس بن مالك: جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَوَجَدْتُهُ جَالِسًا مَعَ أَصْحَابِهِ يُحَدِّثُهُمْ، وَقَدْ عَصَّبَ بَطْنَهُ بِعِصَابَةٍ، قَالَ أُسَامَةُ: وَأَنَا أَشُكُّ عَلَى حَجَرٍ، فَقُلْتُ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ لِمَ عَصَّبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَطْنَهُ؟ فَقَالُوا: مِنَ الْجُوعِ”[21]. وروى عروةَ عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت له: ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال؛ ثلاثةُ أهلَّة في شهرين، وما أُوقِدَت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نارٌ، فقلت: يا خالة، ما كان يُعِيشُكم؟ قالت: الأسودان: التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار كانت لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم فيسقينا.[22]

ما المصلحة من تخصيص ليلة المولد لزيارة الأقارب وتحيتهم بألفاظ مخصوصة، ونحن نعلم أن هذه التجمعات يحدث فيها الكثير من النفاق والإنفاق والتباهي والنميمة وغير ذلك، ما المصلحة

من إشعال الشموع والتخضب بالحناء واشعال المفرقعات والنيران وعجلات السيارات! ما المصلحة في إخراج جيل لا يعرف من السيرة إلا الاحتفال في كل عام وانتظار عشاء فاخر وحلوى وسهرة ومفرقعات، أين المصلحة الدينية في ذلك؟

وأين المصلحة في الاقتصار على ليلة واحدة في العام للتعريف بشمائل النبي صلى الله عليه وسلم وبأخلاقه، من الأولى أن يكون ذلك كل اثنين كما في الحديث إذا أخذنا بظاهر النصوص دون اللجوء للقرائن والجمع بين النصوص ومن ثمة المصلحة وبعدها المقاصد.

لربما يذهب البعض مباشرة للمقاصد الشرعية في الاحتفال بالمولد النبوي ويتجاهلون بذلك المقاصد العقدية، حتى وإن لم نسلك مسلك التبديع الذي نهايته التكفير؛ إلا أننا لا نستطيع الانكار أنها بدعة فإننا بعرض ما يحدث ليلة المولد من مخالفات شرعية-خاصة في زماننا هذا-نجده يقدح في العقيدة وذلك بين من يغالي في حب النبي صلى الله عليه وسلم وبين من يتخذ المساجد والزوايا والأضرحة وسائط بينه وبين الله وبين شركيات تقام ليلتها كلها باسم الاحتفال بالمولد النبوي فيخصصون هذه الليلة لزيارة القبور والتوسل بالرسول صلى الله عليه وسلم لقضاء الحاجات.

 

ولقد نشرت جريدة الدستور المصرية مقالا بتاريخ 19 نوفمبر 2018 يحمل عنوانا: زيارة القبور عادة مميزة لأهالي أسوان في المولد النبوي.[23] وأظن أن هذا بدعة محضة ما أنزل الله بها من سلطان.

والأعظم من ذلك: ما المصلحة في خلط القرآن بالموسيقى وعدم احترامه في الحصص والاحتفالات التي تقام ليلة المولد؟

كيف يقرأ أحدهم قرآنا ثم يتبعه الثاني نشيدا في نفس المجلس ويأخذ القوم يتراقصون ويتمايلون في وقت من المفروض أن يتعضوا ويخشعوا لما سمعوا من القرآن الكريم؟

فكما نرى مؤخرا: ظهرت أناشيد بإيقاعات موسيقية لا تفرق عن الأغاني شيئا طبعا هذا لأهداف ترويجية وربحية بحتة.

وبالنسبة للغرب ولغير المسلم ماهي الحسنة التي يراها الاخر في الاحتفال بالمولد النبوي فيحبها ويحب أن يدخل بها الاسلام بسبب هذه الليلة؟

هل بعدد الذين أصيبوا جراء إشعالهم المفرقعات؟ أم بأسماء الذين احترقوا حينما أشعلوها؟ أم لربما بسبب المهرجانات المقامة والتي تشبه ما يحدثه النصارى ليلة 25 ديسمبر؟

ومن الحوادث التي حدثت في هذه الليلة ما نشرته الشروق بتاريخ: 2018/11/20 تحت عنوان: “الشروق” تزور المستشفيات وتنقل حصيلة “جرائم” المفرقعات: قتلى.. جرحى وحرائق في “احتفالات” المولد!

وجاء في المقال: التهبت ليلة الإثنين، حرب المفرقعات والألعاب النارية في الشوارع الجزائرية، إلى غاية الفجر، وتحولت الأماكن والأزقة الهادئة إلى ضجة عارمة تدوي فيها “الأبواق”، و”الصواريخ” و”الديناميت”، وتضيء ظلمتها الألعاب النارية، لكن في غمرة هذا الاحتفال الجنوني دفع عشرات الأطفال والمراهقين الثمن بحروق بالغة وإصابات في العيون والأطراف تسببت في حالات عمى وبتر للأصابع، فضلا عن الحرائق التي طالت المنازل أو السيارات والحافلات…

 

بداية جولتنا كانت من المستشفى الجامعي مصطفى باشا، حيث دخلنا مصلحة الاستعجالات.. ورغم أننا لم نجد إلا 6 ضحايا وهم أطفال ومراهقون، تم تحويلهم فيما بعد إلى مصلحة الحروق بمستشفى الدويرة، إلا أن العاملين في ذات المصلحة أكدوا أنهم ليلة أول أمس، استقبلوا حالات استعجالية لحروق متفاوتة الخطورة، أغلبها في اليد والوجه، وتم علاج بعض الحالات في المصلحة فيما حولت الحالات الخطيرة إلى الدويرة، وإلى مصالح طب العيون، وقدر هؤلاء عدد ضحايا المفرقعات والألعاب النارية الذين استقبلهم مستشفى مصطفى باشا بنحو 200 ضحية أغلبهم أطفال.

200 جريح في مستشفى مصطفى باشا.

في مستشفى مصطفى باشا، ما لا يقل-حسب بعض الممرضين في مصلحتي الاستعجالات وطب العيون-عن 200 شخص تعرضوا لحروق متفاوتة الخطورة، وإصابات في العين استدعت عمليات جراحية استعجالية، وفي مستشفى باب الواد “لمين دباغين”، استقبلت مصلحة العيون حالات حرجة لشباب وكهول.. في مستشفى نفسية حمود “بارني” بحسين داي، أكد مختص في طب العيون لدى المصلحة، الدكتور حمود، أنه سُجِّلت صبيحة أمس، 10 حالات إصابة في العيون بسبب المفرقعات لأطفال ما بين 6 سنوات إلى 12 سنة. أما ليلة أمس، فتم، بحسبه، استقبال نحو 40 حالة من بينهم أطفال أجريت لهم عمليات جراحية على إحدى العنينين.[24]

كما نشرت الحوار بتاريخ 20 نوفمبر 2018:

الجزائريون أحرقوا أزيد من 17 مليار دج في ليلة واحدة.

وجاء في مقدمة المقال: مع اقتراب الاحتفال بالمولد النبوي الشريف كل سنة، تطفو إلى السطح أرقام مخيفة من الملايير من الدينارات التي تهدر في ليلة واحدة، وبحسب تقدير الخبراء

الاقتصاديين الذين استطلعت “الحوار” آراءهم حول ما يخسره الجزائريون، خلال ليلة الاحتفاء بالمولد النبوي الشريف، أكدوا أن أموالا باهظة تفرقع في ظرف ليلة واحدة، داعين إلى فرض رقابة صارمة في تفتيش الحاويات من المنبع الى المصب، متسائلين استعمال المفرقعات لدى الجزائريين ترف اجتماعي ام معضلة اقتصادية اجتماعية؟؟[25]

إحياء هذه الليلة في نظري بدعة وتشبه بالنصارى وما يحدثونه ليلة الخامس والعشرون من ديسمبر احتفالا بميلاد عيسى عليه السلام. والرسول صلى الله عليه وسلم نهانا عن ذلك وقال” من تشبه بقوم فهو منهم”[26].

 

بعدما تقدم من عرض أدلة وسرد حجج وطرح تساؤلات في هذا البحث نخلص إلى:

-الاحتفال بالمولد النبوي لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولو كان فيه خير لسبقونا إليه.

-لا يخفى على أحد وجود بعض المصالح في الاحتفال بالمولد مثل التذكير بميلاد سيد الخلق وسيرته والحث على العمل بالدين والتخلق بأخلاق سيد المرسلين وتلاوة القرآن والتسبيح والاستغفار.

-المصلحة الموجودة في الاحتفال بالمولد طغت عليها البدعة والمفسدة؛ فحجم الأموال التي تصرف والأخطار الناجمة عن الاحتفال والخسائر التي تتكبدها الدول والعائلات أكبر بكثير من المصلحة التي تتحقق ليلتها والتي يجب أن نجاهد أنفسنا على تحقيقها كل ليلة، والقاعدة الفقهية تقول: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وبلفظ آخر درء المفاسد أولى من جلب المصالح.

-ما ينشر في الجرائد والقنوات ووسائل التواصل من طرق الاحتفال العشوائية أو حجم الأخطار الناتجة عن الاحتفال يُصدّر صورة سيئة عن الإسلام للغرب وينفرهم منه أكثر مما يحببهم فيه.

ومن خلال بحثنا هذا نستطيع أن نقول أن البدعة هي كل أمر لم يأمر به الشارع ولم يفعله الصحابة، والمصلحة هي ما يأتي بالنفع دون تعدي حدود الشرع، والمصلحة المرسلة هي ما لم يرد في الشرع تحريما أو إباحة وأمرها الى الحاكم أو المفتي بحسب الظروف مثلها مثل التباعد في الصلاة زمن كورونا.

[1] -مرتضى الزبيدي، تاج العروس، تح: مجموعة من المحققين، دار الهداية، د د ن، د س ن، د ط، ج 20، ص 309.

[2] -الشريف الجرجاني، التعريفات، تح: ضبطه وصححه جماعة من العلماء بإشراف الناشر، دار الكتب العلمية بيروت –لبنان، ط 1، 1983، ص 43.

[3] -إبراهيم بن موسى الشاطبي، الاعتصام، تح: سليم بن عيد الهلالي، دار ابن عفان، السعودية، ط 1، 1992، ج 1، ص 49.

[4] -أحمد بن محمد بن علي الفيومي، المصباح المنير، المكتبة العلمية–بيروت، د س ن، د “، ج 1، ص 345.

[5] -أبو حامد الغزالي، المستصفى، تح: محمد عبد السلام عبد الشافي، دار الكتب العلمية، بيروت، ط 1، 1993، ص 176.

[6] -محمد رمضان البوطي، ضوابط المصلحة في الشريعة الاسلامية، مؤسسة الرسالة، ط 2، 1973، ص 37.

[7] -أبو الفداء إسماعيل بن كثير، السيرة النبوية (جزء مستل من كتاب: البداية والنهاية)، تح: مصطفى عبد الواحد، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع بيروت – لبنان، 1976، د ط، ج 1، ص 199-200.

[8] -صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم، دار الهلال -بيروت (نفس طبعة وترقيم دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع)، ط 1، ص 45.

[9] -المباركفوري، الرحيق المختوم، المصدر نفسه، ص 45.

[10] -محمد بن عفيفي الباجوري الخضري، نور اليقين في سيرة سيد المرسلين، دار الفيحاء-دمشق، د ط، 2002، ص 9.

[11] -أبو عنان فارس المتوكل على الله ابن أبي الحسن علي بن أبي سعيد عثمان وهو من أشهر ملوك بني مرين بالمغرب الأقصى دامت فترة حكمه عشر سنوات (749-759)، وهو الملك الحادي عشر من ملوك بني مرين. ولاه أبوه على تلمسان بعد أن استولى عليها سنة 737هـ. (أبو عنان المريني عالم الملوك وملك العلماء الذي مات مخنوقا، عبد الاله بوزيد، 12 يناير، 2017 8:07 م، https://bit.ly/3lS4l98، اطلعت عليه: 09/12/2021 على 17:08.

[12] – كلام شيخ الزّيتونة الإمام الطاهر بن عاشور في الاحتفال بالمولد النبوي، https://bit.ly/3yhuLGr، اطلعت عليه: 09/12/2021، على: 17:05.

[13] -محمد رضا، محمد صلى الله عليه وسلم، المكتبة الشاملة، ج 1 ص 21.

[14] -أبو الفداء إسماعيل بن كثير، البداية والنهاية، تح: عبد الله بن عبد المحسن التركي، دار هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، ط1، 1997، ج 17، ص 205.

[15] -حسن السندوبي، تاريخ الاحتفال بالمولد النبوي من عصر الإسلام الأول إلى عصر فاروق الأول، مطبعة الاستقامة، القاهرة، ط 1، 1948، ص65-73.

[16] -مسلم بن الحجاج النيسابوري، صحيح مسلم، تح: فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي – بيروت، د س ن، د ط، ج 2 ص 819، الباب: بَابُ اسْتِحْبَابِ صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَصَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ وَعَاشُورَاءَ وَالِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، رقم الحديث: 1160.

[17] – ابن ماجة أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني، سنن ابن ماجة، تح: محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء الكتب العربية -فيصل عيسى البابي الحلبي، د ب ن، د ط، د س ن، ج: 1، ص 553، بَابُ صِيَامِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسِ، رقم الحديث: 1740.

[18] – محمد بن اسماعيل البخاري، صحيح البخاري، تح: محمد زهير بن ناصر الناصر، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي)، ط 1، 2002، ج 7، ص 2، رقم الحديث: 5063.

[19] -تقي الدين بن تيمية الحراني، مجموع الفتاوى، تح: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية، 1995، ط 2، ج 11، ص 343.

[20] -محمد الطاهر بن عاشور، قصة المولد، تح: نجم الدين خلف الله، دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، تونس، ط1، 2018، ص 10،11.

[21] – مسلم بن الحجاج النيسابوري، صحيح مسلم، مصدر سبق ذكره، بَابُ جَوَازِ اسْتِتْبَاعِهِ غَيْرَهُ إِلَى دَارِ مَنْ يَثِقُ بِرِضَاهُ بِذَلِكَ، وَبِتَحَقُّقِهِ تَحَقُّقًا تَامًّا، وَاسْتِحْبَابِ الِاجْتِمَاعِ عَلَى الطَّعَامِ، ج 3، ص 1614، رقم الحديث 2040.

[22] -محمد بن اسماعيل البخاري، صحيح البخاري، مصدر سبق ذكره، ج 3، ص 153، رقم الحديث 2567.

[23]https://bit.ly/3la0kwJ، 26/11/2021 على الساعة: 09:27.

[24]https://bit.ly/2Zmi7c8، اطلعت عليه: 25/11/2021 على 21:12.

[25] -مولود صياد، الجزائريون أحرقوا أزيد من 17 مليار دج في ليلة واحدة،20 نوفمبر 2018، https://bit.ly/3nOYJOw، 25/11/2021 على 21:25.

[26] – أبو داود سليمان بن الأشعث، سنن أبي داوود، تح: محمد محيي الدين عبد الحميد، المكتبة العصرية، صيدا – بيروت، د س ن، بَابٌ فِي لُبْسِ الشُّهْرَةِ، ج 4، ص 44، رقم الحديث 4031

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.