القراءات بإفريقيّة مِن القرْن الخامس الهجري إلى العصر الحديث – د.سناء الجبالي – تونس
القراءات بإفريقيّة
مِن القرْن الخامس الهجري إلى العصر الحديث
إعداد
سناء الجبالي
ÉOó¡Î0 «!$# Ç`»uH÷q§9$# ÉOÏm§9$#
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام والإيمان، وجعلنا من أمة سيّدنا ومولانا محمّد صلّى الله عليه وسلم فكنّا بسببه من خير أمة أخرجت للناس في كل وقت وزمان، فسبحانه من رب حليم قاهر، وملك حكيم قادر، أعطى ومنع، ووصل وقطع، وخفض ورفع، وفرَّق وجمع، ومن فوض أمره إليه أحسن حاله، ومن انحاز في مهماته إليه حقق في فضله وبره آماله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تنفع قائلها يوم الحشر والمعاد، وأشهد أن سيّدنا ونبيّنا ومولانا محمّدا الّذي أنزل الله عليه فرقانه الحكيم بسبعة أحرف تسهيلا وتخفيفا على أمّة نبيّه الكريم، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه، صلاة وسلاما دائمين متلازمين إلى يوم الدين.
وبعدُ؛
فإنّ العناية بكتاب الله العزيز هي خير تشريف وأعظم تكليف، تحمّله الرسول الشريف ومن بعده أصحابه رضوان الله تعالى عليهم أجمعين، فساروا على الدّرب تعهدا بالحفظ والجمع، والضّبط والإتقان، ثمّ قيّض الله من بعدهم رجالا حملوا الأمانة وأدّوُا الرّسالة.
فكان لزاما علينا المحافظة على هذه النّعمة وخدمة هذا العلم خاصّة وأنّ علم القراءات قد لقي طعنا وتكذيبا في بعض الفترات الزمنية، فوجب علينا دحض هذه الأقاويل بحجج علمية وأدلة قوية .
ومن هنا؛ عزمت على اختيار موضوع يميط اللّثام عمّا غاب عن الأذهان ويحيي ما اندرس من الأعلام، ويجمع ويؤرّخ ما مرّت به إفريقيّة من الأهوال.
وبعد البحث والاستقراء في ما سبق من التآليف خلصت إلى أنّ هذا العلم الشّريف لم يقتصر على الرّجال وإنّما حملت رايته عالمة من عالمات هذا العصر وهي الأمة الصّالحة التّقيّة الطّاهرة: هند بنت أحمد شلْبي التي أرّخت لعلم القراءات بإفريقية ورسمت خطواته الأولى منذ دخول الصّحابة والتّابعين إلى إفريقية متوقفة عند منتصف القرن الخامس الهجري، وهي فترة تمتد بين بداية ونهاية؛ بداية الفترة الأولى من الحضارة الإسلامية بإفريقية والتي كانت فيها القيروان ثم المهدية واسطة العقد، ونهاية تلك الفترة بقدوم الأعراب إلى القيروان.
ورغم نقص المعلومات في القرون الأولى من الفتح الإسلامي إلا أنّ فترة ما بعد القرن الثاني تعتبر فترة ازدهار في ميدان القراءات وسائر الميادين الأخرى.
وعندما اطّلعت على كتابها وتمعنت كلامها استوقفتني عبارتها عندما أشارت إلى أنّ “العزم كان منعقدا على دراسة القرآن وعلومه من الفتح الإسلامي إلى يومنا هذا.. ”
فألهمني الله سبحانه وتعالى أن أواصل في مشروعها وأحقّق عزمها، وما كان لجامعة الزّيتونة إلّا أن وافقت على هذا العمل ومنتحي فرصة تقديمه ومناقشته، وسميته:
“القراءات بإفريقية من القرن الخامس الهجريّ إلى العصر الحديث”.
ومن هنا جاءت أهمية هذا البحث الذي يُمثِّلُ الحلقة المكمِّلة لعمل الدّكتورة هند شلبي في تأْريخها لعلم القراءات في إفريقيّة وتدوين مراحل تطوّر القراءة وانتشارها في البلاد التّونسيّة إلى حدود العصر الحديث، أي بداية المرحلة الثانية من الحضارة الإسلامية بإفريقية كما عبّرت عنها الدّكتورة رحمها الله تعالى،ضمن كتابها الموسوم بـ: القراءات بإفريقيّة من الفتح إلى منتصف القرن الخامس الهجري.
ومن أهمّ أسباب اختيار هذا الموضوع كذلك هو المساهمة في خدمة علم القراءات: تحقيقا وتأليفا، وتأريخا، وذلك لتداركَ النّقص الحاصل في المؤلّفات المهتمّة بالتّأْريخ لعلم القراءات في الغرب الإسلاميّ في فترة ما بعد القرن الخامس الهجري، كما أردت أن أبيّن المكانة العلميّة للمدرسة التّونسيّة في القراءة والإقراء، وأثرها في مجال الدّراسات القرآنيّة.
من أسباب اختياري لهذا الموضوع كذلك هو إحياء أسانيد القراءات بالبلاد التّونسيّة توثيقا وتحقيقا وتعريفا، ومن ثَمّ ردّ شبه المشكِّكين في الاختيارات الأدائيّة والعلميّة لأئمّة القراءات بتونس.
وقد حاولت من خلال هذا المنجز رصد أهمّ التّحوّلات العلميّة التي ميّزت مدرسة البلاد التونسيّة في طورها الحديث بعد أفول حاضرة القيروان ومدرستها القرائيّة، وانعكاسات تلك التّحولات على المنهجيّة العلميّة ونمط التّلقي.
كما حاولت الاهتمام بجانب من تاريخ هذا العلم في حاضرة من حواضر الغرب الإسلامي، وأعني بذلك بلاد إفريقيّة وتونس توصيفا وعرضا وتأصيلا، في فترة زمنيّة شحَّت فيها الأخبار وقلَّت فيها المعلومات، بسبب اضطراب الأحوال السّياسيّة، واندراس العلوم.
كما أنّ هذا العمل يَعقدُ مقارنة بين أهمّ المسائل العلميّة المختلف فيها بين مدرسة القيروان ومدرسة الحاضرة، ومدى انعكاسها على أداء القارئ بين الماضي والحاضر، كما أنّه يُحيِي جهود أشهر أئمّة القراءات بإفريقيّة وتونس، ويبرز دورهم في تأصيل قواعد هذا العلم الشّريف ونشره في العالم الإسلاميّ، ومدى تَأَثُّرِهِمْ ببعض الحواضر العلميّة وتأثيرهم فيها كالأندلس ومصر، كما يُنوِّهُ بالمؤلّفات القرائيّة لأعلام القراءات بإفريقيّة وتونس، ويبرز قيمتها العلميّة بين مؤلّفات القراءات خصوصا وعلوم القرآن عموما، كما يَرصُد هذا العمل تطوُّر النّشاط القرآني بالبلاد التّونسيّة، والتّحوّلات الأدائيّة الّتي تأثّرت بالتّغيّرات السّياسيّة، وانفتاح البلاد على مناهج وافدة، مماّ تسبّب في فوضى علميّة.
كذلك من أهمية هذا البحث أنّه يبرز دور أعلام البلاد التّونسية في المحافظة على السند العلمي للبلاد وتأصيل الاختيارات في كتب ومدونات.
ولم يكن لهذا الموضوع أن ينتظم لولا الأسباب الموضوعيّة الّتي دعت إليه، وهي بمجموعها تمثّل دافعا لاستكمال الجزء الثّاني من مشروع ضخم رسمت خطواته الأولى عالمة من عالمات زيتونتنا العامرة، ساهمت من خلاله في إثراء مكتبة الدّراسات القرآنيّة، وسلّطت الضّوء على فترة مهمّة من تاريخ العلوم في بلادنا، حتّى أضحى هذا المنجز مرجع الباحثين المهتمّين بالشّأن القرائيّ مَشرقاً ومَغْرِباً.
ونظرا لهذه الأهمية للعمل طرحت العديد من الإشكاليات، من أهمّها:
ماهي أبرز المحطّات التّاريخيّة التي مرّ بها علم القراءات بإفريقيّة من بعد القرن الخامس الهجريّ إلى عصرنا الحديث ؟ وما هي التغيّرات العلميّة التّي نشأت عن تحوّل السّند القرائي من البيئة القيروانيّة إلى الحاضرة الزّيتونيّة؟ وهل أنّ هذا الانتقال هو امتداد لذات الخطّ المعرفي القرائي أم أنّ مؤسسة الزيتونة قدّمت بديلا علميّا ومنهجيّا؟
وقد راهنت على جملة من المناهج العلمية المتنوعة حيث راوحتُ بين المنهج الاستعراضي الوصفي حين دراسة الظواهر السّياسية أو المشكلات العلميّة، وبين المنهج التّاريخي أثناء دراسة الحركة التّاريخية بجامع الزّيتونة المعمور ومراحل تطوّر العلوم فيه، وبين المنهج الاستقرائيّ النّقديّ في عديد المباحث المنجزة.
وقد اقتضت طبيعة البحث أن يقسّم إلى مقدّمة وثلاثة أبواب وخاتمة وجملة من فهارس.
بيّنت في الباب الأوّل، تطوّر علم القراءات بالقيروان وانتشاره بها والمراحل التي شهدتها إفريقية لترسيخ علم القراءات من بداية القرن الخامس الهجري الذي مثَّل مع القرن الرّابع الفترة المزدهرة لعلم القراءات، حيث تشكّلت فيه الحواضر والمدارس، وتوسّعت حركة العلم تدوينا وتأصيلا وتوجيها، وتكثَّفت الرّحلات العلميّة، حتّى بلغت القراءات ذُرْوَتها، وبرزت سمات المدرسة القيروانية واستكملت المراحل المؤدية إلى تطوّرها ومن ثَمّ نضجها وإشعاعها على المدارس القرائية المجاورة، وهي الفترة الزّمنيَّة الّتي انتهى عندها عمل الدّكتورة هند، ومنه ينطلق هذا البحث، في محاولة لوصل الفترتين الزّمنيّتين؛ وهما فترة ما قبل وما بعد القرن الخامس الهجري قصد بيان حلقة تربط بين منجز الدّكتورة والتّسلسل الزمني والاتّجاه العلمي لتطوّر علم القراءات بإفريقية إلى حدود العصر الحديث متتبعة الأطوار التّاريخية لكلا المدرستين؛ مدرسة القيروان، ومدرسة الجامع الأعظم، مبرزة خصوصيّة كلٍّ منهما، رغم ما اكتنف فترة ما بعد القرن الخامس من أُفولٍ علميٍّ ببلاد إفريقيةَ سبَّبَتْهُ الأحداثُ السياسيَّةُ التي عاشتْها القيروان آنذاك، فانعكس سَلْبا على الحركة العلميَّة عامَّة، والقراءاتِ خاصَّةً.
فكان هذا الباب بمثابة قراءة في مشروعها رحمها الله تعالى، وذلك حتى يتمكّن القارئ من ربط حلقات سلسلة تطوّر القراءات بإفريقية.
وأمّا الباب الثّاني، فخصّصته لمواصلة الحديث عن القراءات بإفريقية وقد بدأت من حيث وقفت الدّكتورة رحمها الله أي من النصف الثاني من القرن الخامس الهجري مسلطة الضوء على مراحل انتشار دائرة المدرسة القرائية من القيروان، فالمهدية ثم تمركزها في حاضرة تونس الزّيتونة، ووقفت على أهمّ أسباب انحسار العلوم في بعض الفترات المدروسة وأهمّها؛ هدم القيروان وخرابها وما سبّبه ذلك من تراجع العلوم واندراسها وتهميش العلماء، فأدّى كل ذلك إلى انتقال مركز العلم من القيروان إلى الحاضرة مما أسهم في بداية ظهور محاولات استعادة الإشعاع العلمي الذي كانت تتميّز به القيروان، مبيّنة دور جامع الزّيتونة المعمور في الاضطلاع بهذه المهمّة العلميّة كمنارة تشعّ مشرقا ومغربا، مبرزة مايميّز مدرسة الإقراء التونسية وما تتسم به من منهجية نقليّة تأصيلية تقوم على قَبول ما صحَّ وتواتر من القراءات والرّوايات والأوجه القرائية بأسانيدها إلى أصحابها اعتمادا على التّلقي من أفواه المشايخ العارفين مع إسعاف ذلك بتأصيل يقوّي ويوجّه الصّحيح منها ويعلّل سبب طرح الضعيف.
منوّهة باستمرار جهود نشر هذا العلم الشريف في فترة الرّكود العلمي الذي طرأ على جامع الزيتونة المعمور حين غلقه والتضييقات التي لحقت أعلام البلاد حتى أودت بالحياة العلمية والثقافية بالبلاد التونسية.
ومما يجدر الإشارة به هنا هو قلّة المعلومات المساعدة على التفصيل والتّدقيق، مما استوجب جهدا مضاعفا في التأريخ لبعض المسائل القرائية.
ثمّ تطرّقت إلى دراسة حالة القارئ في تلك الفترة الذي وجد نفسه تائها بين موروثه القرائي الزيتوني المُغَيّب وبين وافد استغلّ الفراغ العلمي للبلاد وعمل على نشر منهجه سواء كان عقديا أو أو فقهيا أو قرائيا ممّا ساهم في طمس هويته القرائية فسلّم بذلك القارئ نفسه وأخضعها إلى المدرسة المشرقية وانصهر فيها حتى بات ينكر ويطعن في أداء مدرسته أو يشكك في أسانيد بلاده، وهنا عرضت الشّبه الدّاعية إلى التّشكيك في الإسناد القرائي للبلاد وطريقة اختياراتها ومنهج علمائها، ودحضت ذلك بالحجج والبراهين العلمية.
وقد ختمت الباب الثاني بإبراز الجهود المعاصرة في إحياء علوم القرآن عامة وعلم القراءات خاصة حتى يتسنّى للقارئ التونسي أن يستعيد الثقة في مدرسته القرائية فيُبَلِّغ ما تَلَقَّاه عن مشايخه تبليغا أمينا مُؤصّلا، فعرضت نموذجين يعكسان اختيارات المدرسة التّونسية وهما؛ المصحف الشريف المسبّع من ناحية، ودور المراكز والمعاهد العلمية في نشر منهج المدرسة التونسية للقراءة والإقراء وإحيائه من ناحية أخرى.
وأمّا الباب الثّالث، فحاولت من خلاله عرض نماذج من أسانيد القرّاء بالبلاد التونسية وتحقيقها مساهمة منّي في التّأريخ لعلم الأسانيد ولإحياء موروثنا العلمي فحقّقت في الفصل الأوّل إجازة الشيخ حمودة إدريس الحسني لتلميذه أبو الفتح القابسي.
وفي الفصل الثاني حققت إجازة الشيخ بن يالوشه لتلميذه محمد المولدي التميمي. أمّا الفصل الثالث فكان مخصصا لتحقيق إجازة الشيخ عمّار بن صميدة لتلميذه بوراوي بن نصر.
بعد الغوص في بحر هذه المغامرة العلمية المحفوفة بالمخاطر، ليس أقلّها الإقدام على إتمام الجزء الثاني لمشروع ضخم رسمت خطواته الأولى الدّكتورة هند بنت أحمد شلبي، ، فيمكن القول بأنّ أبرز ماخلصت إليه في هذا الجزء الثاني هو؛
صحّة اتّصال السّند القرائي للبلاد التونسية، وأنّ سندنا القرائي لم ينقطع ولو يوما واحدا بفضل الله تعالى، ولئن أثبت الدّكتور فتحي بن الشريف العبيدي هذه النتيجة في كتابه الموسوم بـ: أسانيد القراءات بتونس فإنّني أضيف على ما ذكره تحقيق ثلاث إجازات كمحاولة لتأريخ علم الأسانيد التي أشار إليها، كما أضفت على ما ذكره تأريخ علم القراءات من النصف الثاني من القرن الخامس الهجري إلى العصر الحديث مبينة جهود أيمتنا في المحافظة على السند القرائي في الفترة التي انتقل منها الإسناد من مدرسة القيروان وأعلامها وأبرزهم ابن خيرون والمهدوي وابن سفيان وابن بليمة والحصري إلى مدرسة الحاضرة وأعلامها وهم ابن عرفة وإبراهيم الجمل وساسي الجبالي وعلي النّوري الصفاقسي وقاره باطاق وحمّودة إدريس وابن يالوشه والمارغني.
وعند دراستي لهذا التّحوّل لاحظت انعكاسه على طرق الإسناد وعلى الاختيارات العلميّة التي كان عليها العمل في المدرسة القيروانية وتغيّرت مع هذا التّحوّل فظهرت فروق منهجيّة متمثّلة في طرق التّدريس والتّلقي، وفروق أدائية تعتني بكيفيّة التّلفظ بالكلمة القرآنيّة، وفروق في طرق الإسناد.
أمّا الفروق في الإسناد فتتمثّل في تغاير واختلاف سلسلة الأسانيد ورجالها، ومعلوم أنّنا اليوم نسند بعد الشيّخ علي النّوري الصفاقسي إما من طريق المشارقة أو من طريق المغاربة ولم يعد لدينا اتّصال أسانيد من مدرسة القيروان وأعلامها مباشرة.
فاحتجنا أن نسدّ هذه الثغرة العلمية ونصل أسانيدنا إما بأعلام المشرق أعني بذلك الإمام سلطان المزّاحي المتوفى سنة 1075هـ/ 1665م، أو بأعلام المغرب وأعني بذلك الإمام عبد الرحمان بن القاضي المتوفى سنة 1082هـ/1671م، وهنا يتوازى الطريقان إلى أن نصل إلى الإمام الشاطبي والإمام أبي عمرو الدّاني.
ومن ثَمّ نلاحظ كيف أنّ السّند التّونسي أعيد اتّصاله مع بروز ابن عرفة وعليّ النّوري الصفاقسي حيث تشّكلت معالم المدرسة التّونسية الحديثة وتأصّلت في كتب ومقررات حوت ما جرى عليه عمل أيمتنا.
وممّا نلاحظه كذلك تميّز وانفراد المدرسة الحديثة بخصوصيات أدائيّة ومنهجيّة زاوجت بين اختيارات المشارقة من جهة واختيارات المغاربة من جهة أخرى ممّا جعلها مستقلّة بذاتها راسمة منهجها وسالكة طريقا مغايرا لمدرسة القيروان، ولغيرها من مدارس الإقراء.
وما علينا إلّا أن نحافظ على موروثنا بل ونفتخر ونعتزّ بما قدّمه علماؤنا وأيمتنا..ودورنا اليوم هو إعادة المجد للزّيتونة ولا يتأتّى ذلك إلّا بالعمل الجادّ والجهود العلمية المركّزة، والتركيز على التأصيل العلميّ لكل ملتقى، ونبذ الرّدود الانفعالية وإحياء مجالس العلم في زيتونتنا المباركة جامعاً وجامعةً من خلال أطاريح وبحوث تعتني بالتّأصيل العلميّ للموروث القرائيّ التّونسيّ.
والحمد لله أن تحقّق العزم المنعقد وتمّ بفضله وحسن توفيقه التأريخ لعلم القراءات بإفريقية من لدن الفتح الإسلامي إلى عصرنا الحديث، وهنا أقول: “إذا صدقت نيّة الأسلاف قيّض الله من ينفذها من الأخلاف.. ”
والحمد لله أوّلا وآخرا