حصريا

من زلال التفاسير تفسير سورة الإخلاص – أ.العيد بن عُليَّة

0 222

[cl-popup title=”ترجمة الكاتب” btn_label=”ترجمة الكاتب” align=”center” size=”s” paddings=”” animation=”fadeIn”][/cl-popup]

[lightbox thumb=”http://new.arrabiaa.net/wp-content/uploads/2017/07/x240-ZFW.jpg”]

أولا سبب نزولها :

ذكر ابن جزي في التنزيل { أن اليهود دخلو على رسول فقالوا: صف لنا ربك فانه وصف نفسه في التوارة ونسبها فارتعد رسول الله ﷺ حتى خرّ مغشيا عليه ونزل عليه جبريل بهذه السورة
وعلى هذه الرواية للحديث قال ابن جزى فهي مدنية، وقيل ان المشركين
قالوا لرسول الله ﷺ انسب لنا ربك ، ننزلت السورة تتكون بهذه الرواية سورة مكية
ثانيا:
فضلها : فضل هذه السورة عظيم فقد جاء في فضلها فروى مسلم في صحيحه: ان رسول الله ﷺ بعث رجلا على سري، فكان يقرأ لأصحابه في الصلاة : قل هو الله احد. فلما رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله ﷺ فقال { سلوه لأي شيء يصنع ذلك } فسألوه: فقال: لأنها صفة الرحمان فأنا أحب ان اقرأها .فقال رسول اللهﷺ { أخبروه ان الله يحبه }
وقوله ايضا ﷺ {قل هو الله احد . تعدل ثلث القران } واختلف في معنى ذلك فقيل { أن ذلك في الثواب والأجر. وقيل: فيما تضمنته السورة من المعاني والعلوم. وهذا أظهر، وعليه حمل ابن عطيه الحديث فقال: تعدل ثلث القران بما فيها من التوحيد.
ثالثا : القول في : (أحد)
قال ابن جزي بعدما ذكر عدة أوجه في تفسير:(أحد). والأظهر: أن المراد في السورة نفي الشريك لقصد الرد على المشركين ومنه قوله تعالى { وإلهكم اله واحد}
قال الزمخشري: (احد) وصف بالوحدانية ونفي الشركاء، وقد أقام الله تعالى في القرآن براهين قاطعة على وحدانيته، وذلك في القرآن كثير جدا، وأوضحها أربع براهين :
الاولى : قوله تعالى ( أفمن يخلق كمن لا يخلق )النحل 17
الثانية : قوله تعالى { لو كان فيهما آلهة الا الله لفسدتا } الانبياء 22
الثالثة : قوله تعالى {قل لو كان معه آلهة كما يقولون إذًا لابتغو الى ذى العرش سبيلا } الاسراء
الرابعة : { وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون } المؤمنون 91

القول في (الصمد)

في معنى الصمد ثلاثة أقوال:

1 الصمد الذي يصمد إليه في الامور أي يلجأ اليه
2 انه الذي لا ياكل ولا يشرب كما جاء عن الشعبي
فهو لقوله { وهو يطعم ولا يطعم } ونفى ابن عطية ان تحمل على هذا المعنى والذي بعده
3 الذي لا جوف له
والأول هو المراد هنا والأظهر ورجّحه ابن عطية بأن لله موجد الموجدات ،وبه قوامها فهي مفتقرة إليه أي تصمد اليه اذ لا تقوم بانفسها
قال الزمخشري
صمد فعل بمعنى مفعول لأنه مصمود اليه في الحوائج

القول في (لم يلد ولم يولد)

هذا ردٌّ على كل من جعل لله ولدا كالنصارى واليهود والعرب في قولهم { الملائكة بنات الله
والنصارى { عيسي ابن الله }
واليهود { عزير ابن الله }
وقد اقام الله في القرآن البراهين على نفي الولد في أربعة مواضع
الاول{ ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صدّيقة } المائدة 85
الثاني { قالوا اتخذ الله ولدا سبحانه هو الغني } يونس 68
الثالث { إن كل من في السموات والارض الا آتي الرحمن عبدا }مريم 93
الرابع { أنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة } الانعام 101

القول في (لم يكن له كفوءا أحد)

الكفوء هو النظير والمماثل

قال الزمخشري يجوز أن يكون من الكفاءة في النكاح فيكون نفيا للصاحبة. وهذا بعيد
والأول هو الصحيح ومعناه ان الله ليس له نظير ولا شبيه ولا مثيل ويجوز وفي كفوءا ضم الفاء وإسكانها مع ضم الكاف وقد قرئ بالوجهين

قال ابن جزي :

فان قيل ان قوله ( قل هو الله احد) يقتضى نفي الولد والكفوء فلم نص على ذلك بعده ؟
فالجواب: أن هذا من التجريد وهو التخصيص الشيء بالذكر بعد دخوله في عموم ما تقدم
لقوله تعالى { وملائكته ورسله وجبريل وميكائيل } البقرة 98
ويفعل ذلك لوجهين يصح كل واحد منهما هنا:
أحدهما : الاعتناء، ولاشك ان نفي الولد والكفوء عن الله ينبغي الاعتناء به للرد على من قال خلاف ذلك من الكفار
والآخر: الإيضاح والبيان فان دخول الشيء في ضمن العموم ليس كالنص عليه، فنصّ على هذا بيانا وإيضاحا للمعنى ومبالغةً في الرد على الكفار وتأكيدًا لاقامة الحجة

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.