الدور الرسالي للمؤسسات الجامعية الإسلامية المتخصصة. -جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة أنموذجا-د.زبيدة الطيب
الدور الرسالي للمؤسسات الجامعية الإسلامية المتخصصة.
-جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة أنموذجا-
د/ زبيدة الطيب.أستاذة العقيدة والفكر الإسلامي المعاصر
جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية- قسنطينة- الجزائر.
الملخص:
تعد الجامعة المصدر الأكثر أمانا من الناحية العلمية، والأكثر وثوقية من ناحية تحليل الظواهر والنوازل ودراستها وتحليل نتائجها. وهو دور يكاد يحظى بإجماع الخبراء والمختصين والباحثين في كل العالم. لكن السؤال الذي يطرح في هذا المقام هو هل الجامعة معنية بإنتاج وصناعة المعرفة فقط أم أن دورها يتعدى ذلك إلى أدوار أخرى ينبغي البحث فيها والسؤال عنها؟ هل تشكل المضامين والأهداف ذات البعد الحضاري والتاريخي إحدى تلك الأدوار؟
وإذا كان هذا التساؤل مشروعا وواجبا في حق الجامعة بصفة عامة؛ فإنه يبدو لي أكثر مشروعية في حق جامعة تضطلع بتدريس العلوم الإسلامية وتأهيل مختصين في هذا الشأن؛ نظرا لما تمثله تلك العلوم بوصفها المرآة التي تعكس التاريخ والحضارة والثقافة والهوية. ومن هذا المنطلق نتساءل عن البعد الرسالي لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية والذي يوحي به اسمها وعنوانها إلى جانب دورها المعرفي؟
وبناء على منهج تحليلي تتغيأ الورقة:
- بيان ما ينبغي أن يكون عليه دور جامعة الأمير عبد القادر في تحقيق وتمثل الوظيفة الرسالية.
- وبيان ما هو كائن من خلال إنجازاتها وتجربتها المتمثلة في المفردات والبرامج والمقررات الدراسية التي يتم تقديمها، وكذا نشاطاتها وأعمالها الفكرية وتظاهراتها العلمية.
- بيان مدى الامتزاج الحاصل بين البعدين المعرفي والرسالي فيها. ومن ثمة بيان حجم المسؤولية الملقاة على عاتقها في هذا المجال وإبراز ما ينبغي أن يكون.
ثمة أسباب استفزت الباحثة لطرق الموضوع لعل أبرزها:
-الزهد الواقع في طلب العلم الديني الشرعي والتزهيد فيه تلميحا أحيانا وتصريحا أحيانا أخرى.
-الدعوات الصريحة والضمنية المتكررة لتحجيم التعليم الديني بدعوى القضاء على التطرف الديني.
-احتكاك الباحثة بالمعرفة الدينية من موقع التعليم بجامعة الأمير عبد القادر والبحث في علم العقيدة والفكر الإسلامي المعاصر؛ ما يعطي لبحثي هذا الموضوع مبررات واقعية قوية.
وعليه فإن الورقة ستتناول بالبحث العناصر التالية:
1/ التعريف بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية
2/ الوظيفة المعرفية لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية
3/ الوظيفة الرسالية لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية
تمهيد:
يشكل البحث في الوظيفة الرسالية، أو الدور الرسالي لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية صلب هذه الورقة البحثية؛ والتي سنحاول فيها أن نعرض لهذه الوظيفة ومضامينها وضرورتها وأهدافها. ولكن ينبغي قبل ذلك التقديم بالتعريف بها(أي بجامعة الأمير عبد القادر) ثم بوظيفتها التعليمية؛ بوصفها مؤسسة جامعية تكوينية. لننهي الورقة بخاتمة نعرض فيها لأهم النتائج.
1/ التعريف بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية
الجامعة، كمؤسسة، يعرفها رابح تركي بالقول إنها :” … عبارة عن مجموعة من الناس يبذلون جهدا مشتركا في البحث عن الحقيقة والسعي لاكتساب الحياة الفاضلة للأفراد والمجتمعات.”[1] و”… هي آخر مراحل التعليم وأرقاها درجة. وتنفرد بالتعليم العالي والجامعي مجموعة من الطلاب والطالبات الممتازين في ذكائهم وقدراتهم العقلية وتحصيلهم العلمي.”[2] وعرفها آخرون بالقول:” مؤسسة علمية تتخذ البحث العلمي والإمبريقي مثلا أعلى في حمايتها للقيم الإجتماعية وترسيخ دعائم النظام الاجتماعي القائم.”[3] وواضح من خلال التعريفين أن المهمة الأولى والوظيفة الأساسية للجامعة هي التعليم والبحث العلمي.
وجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية في الجزائر هي كذلك؛ مؤسسة عليمة رسمية؛ تعنى بتعليم تعاليم الدين الإسلامي وأصوله وشريعته وأخلاقه والبحث فيها، والتي تعرف اختصارا بالعلوم الإسلامية. وهي علوم العقيدة والفقه وأصول الفقه والتفسير والحديث والفلسفة، إلى جانب ما يطلق عليه علوم الآلة؛ ونعني بها العلوم التي تساعد على فهم نصوص القرآن والسنة وتفسيرها، واستنباط الأحكام الشرعية منها كاللغة العربية والمنطق والفلسفة.
وقد أنشئت بموجب مرسوم حمل رقم 84-182 المؤرخ في 7 ذي القعدة 1404ه الموافق لـــ4غشت 1984م[4]، وهي تحمل اسم جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، وهي الجامعة الأم إلى جانب كليات ومعاهد أخرى عبر الوطن وهي:كلية العلوم الإسلامية بالخروبة بالجزائر العاصمة، وكلية العلوم الإسلامية بجامعة عمار ثليجي بالأغواط، ومثيلاتها بكل من جامعة غرداية، جامعة الحاج لخضر بباتنة، وجامعة محمد بوضياف بالمسيلة، وجامعة الوادى، وجامعة أبو بكر بلقايد بتلمسان، وجامعة أحمد دراية بأدرار وجامعة السانية بوهران.[5] تتشارك جميعها في المهمات والوظائف، وعلى رأسها الوظيفة المعرفية.
2/ الوظيفة المعرفية:
وهي ذات شقين: شق تعليمي وآخر بحثي؛ ونعني بالوظيفة المعرفية ذلك الدور الأكاديمي الصرف؛ والذي يُعنى بتشكيل معرفية دينية قائمة على منهجية علمية، وبحث علمي دقيق ينتهج المناهج المعاصرة التي تتحكم وتوجه البحث العلمي، وهي الرهان الذي تعول عليه المجتمعات والدول في عملية النهوض والتنمية؛ التي “… هي ذلك الاستنهاض الواعي المتكامل لكل المقوِّمات المادية والروحية للمجتمع/ الأمة وتوظيفها لمجابهة التحديات التي تفرضها اللحظة الحضارية الراهنة، وتحقيق الحاجيات والمتطلبات، وتوفير الشروط الضرورية التي تجعل المجتمع المعني متملكاً، بنوع من الجدارة والاستحقاق، للقدرة على اختراق أزمنة الحداثة والانتماء إليها، والتواصل والتبادل المتكافئ معها، والتأثير فيها كطرف فاعل مبدع، وليس كتابع هامشي مستقبل ومنفعل فقط.”[6] وهو تعريف، كما ترى، يركز على الجوانب والمقومات المادية في عملية التنمية، من دون أن يغفل دور الجوانب الروحية والقيمية التي تشكلها وتتمثلها المعرفة الدينية الإسلامية في السياق الإسلامي.
-فأما الشق التعليمي:
فإننا نعني به عملية التعليم، أو إعادة توزيع المعلومات والمعارف من خلال تكوين مختصين يكتسبون أنماط سلوكية وفكرية تؤهلهم للقيام بالوظيفة الدعوية أو التعليمية أو القضائية أو ما شابه. وتسمى بالتعليم الجامعي الذي؛ يعرف بالقول أنه ” تعليم عالي وتأهيل لقوى بشرية عليا ورفيعة المستوى لكي تقوم بالترشيد والبحث العلمي وإنتاج المعرفة وتطبيقاتها العلمية المباشرة وتنظيم إدارة المجتمع والدولة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.”[7]
وأما التعليم الديني الإسلامي على وجه الخصوص فهو عملية صياغة منطلقات وغايات ومضامين ضمن كليات الدين وثوابته وقيمه، وتقديمها للمتلقي الطالب. وتسمى اختصارا بالعلوم الإسلامية، وتتميز بكون أغلبها، علوما نصية؛ أي تستند في بنائها وأدلتها وتخريجها إلى نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
وأما المعني بالعملية التعليمية أو بهذا الشق التعليمي؛ فهو الطالب، ولذلك تحاول الجامعة أن تستقطب من الطلبة أذكاهم وأقدرهم على تحمل هذه المسؤولية؛ إذ الإقبال على تعلم العلوم الإسلامية يتحرك، عادة، ببواعث انفعالية لأنها تتعلق بالإنسان والدين والحضارة. فالجامعة، عمليا، لا علاقة لها بباقي الشرائح الاجتماعية. فهذا الشق ، إذن، محدود زمانا ومكانا وأعيانا؛ أي تحكمه رزنامة وعطل وسنوات معدودة ومقاعد دراسية وأبواب مغلقة وقوانين وتشريعات تضبط العملية التعليمية والتكوينية، وطرفاه أستاذ يلقي وطالب يتلقى ويتفاعل ويتجاوب فقط.
وتراعي الجامعة في العملية التعليمية أمورا لا بد من ذكرها، وهي:
-الانفتاح على علوم ومعارف العصر: فالجامعة، وإن كانت أغلب علومها تراثية، فإن ذلك لا يعني أنها زمانيا وفكريا تنتمي إلى التراث، فهي تأخذ منه من دون أن تتقوقع بداخله. ولذلك هي تحاول عبر مفرداتها وبرامجها في كل التخصصات أن تنفتح على علوم ومعارف العصر؛ بوصفها أدوات تعين على فهم النص وتقديم معرفة حية خادمة للإنسان وإشكالاته، وتحاول الإجابة عن تساؤلاته وهواجسه؛ أي أنها معرفة تراعي التكامل المعرفي وتحاول تجسيده وتبحث من طريقه عن أوجز المسالك لتشكيل أو صياغة خطاب تداولي يحافظ على الخصوصيات ولا يخاف من الآخر المخالف أو حتى المعادي. في الوقت الذي تحاول فيه بعض الأصوات والأقلام أن تقدم المعرفة الدينية جامدة وتحظر دخول باقي المعارف والعلوم التي تسمت باسم العلوم الدخيلة قديما أو الوضعية حاليا بدعوى الخوف على قدسية الرسالة الإسلامية وخلودها وأبديتها. فالإسلام اليوم صار مشاركا قويا في قيادة الشأن العام للمجتمعات الإسلامية قاطبة وللمجتمع الجزائري، على وجه الخصوص، ومن الخطأ تجاوز ذلك أو التعامل معه بوصفه أيديولوجية شعبوية مهمتها تعبئة الناس وشحنهم طائفيا ومذهبيا كما هو حاصل اليوم في بعض بلدان العالم الإسلامي، أو كما يراد له أن يكون في الجزائر.
-مراعاة مسائل وقضايا تجديد العلوم الإسلامية: حيث تشكل مسائل التجديد في الفقه وأصول الفقه والكلام والتفسير وعلوم الحديث والتاريخ وغيرها… عنصرا رئيسا يخترق المفردات والمقررات الدراسية، وتميز العملية التعليمية.
-مراعاة الوسطية والسماحة: حيث تعمل الجامعة على التركيز على تقديم مادة متماهية مع روح الشريعة الإسلامية وسماحته ووسطية تشريعاته وأحكامه في وقت يتعاظم فيه ضغط وتأثيرات التيارات الدينية المتشددة؛ التي تستهدف فئة الشباب على وجه الخصوص من جهة. وتتعرض المعرفة الدينية للكثير من الانتقادات، ومحاولات التزييف بدعوى الإصلاح، بل وتجاوزها بحجة القضاء على التطرف من جهة ثانية.
لدراسة الأكاديمية هي ضمان لغلق أبواب التطرف والعنف.
-مراعاة المخرجات الاجتماعية والفكرية للمعرفة الدينية: المعرفة الدينية الإسلامية ليست مجرد علوم يتلقاها الطالب من دون أن يكون لها صدى إيجابيا في واقع الناس الاجتماعي والفكري؛ فلكي يطبق الدين تطبيقا صحيحا في الواقع ويؤتي ثماره على الصعيد الاجتماعي والفكري؛ لا بد أن يستند إلى أسس معرفية وعلمية تضمنها مقاعد الدراسة ومدرجات الجامعة؛ فالتعليم هو ما يزود الدين بمختصين وعلماء وبمجددين، وهو ما يسحب البساط من تحت أرجل المزايدين باسم حراسة العقيدة والدفاع عن الدين، أو أولئك الذين يستثمرون فيه سياسيا وأيديولوجيا. ما يعني ضرورة ترسيخ التعليم الديني في جامعات متخصصة، وعدم المراهنة على تجاوز مكانته، أو تجاوز العمق الذي يحتله أو القضاء عليه لأن هذا الطرح غير موضوعي وخارج السياق، وهو يتجاوز حقائق تاريخية ومفصلية في التركيبة الثقافية والفكرية للمجتمع الجزائري.
وأما الشق البحثي:
فإننا نعني به أن جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية هي مؤسسة علمية بحثية معنية ببحث وتعميق وتطوير المعرفة الدينية، و”… النفاذ إلى مصادر المعرفة، استيعاب المعرفة وتبادلها، توظيف المعرفة واستثمارها، توليد المعرفة الجديدة وإعادة إنتاجها، وإهلاك المعرفة المتقادمة وإحلال المعرفة الجديدة بدلا منها.”[8] ومن ثمة الارتقاءَ بالمنظومة الوطنية للتعليم العالي، تكوينا وبحثا وحَوْكَمة[9] إلى مستوى المرجعيات القياسية الدولية. والنفاذ إلى مصادر المعرفة طريقها التفكير، وهو في نهاية المطاف البحث عن أجوبة لأسئلة تؤرق الباحث والمفكر، والبحث العلمي هو العنصر الأساسي في تشكيل المعرفة.
وتعد المعرفة الإسلامية الشرعية من بين أكثر المعارف والعلوم؛ التي تحتاج إلى تعميق البحث فيها من أجل تشكيلها وتطويرها؛ فهي، وإن كانت معارف وعلوم يتكفل النص بتقديمها، فإن ذلك لا يعني قتل الفضول المعرفي حولها، أو التوقف عن السؤال إزاءها أو نقدها. إذ المسألة تتعلق بإنتاج فكري بشري ينتمي إلى الزمان ولا يتعالى عليه، وانتماؤه إلى الإسلام أو إلى نصوص القرآن الكريم والسنة لا يخلع عنه القدسية أو التعالي على الزمان والمكان والتاريخ.
ومن هذا المنطلق تسعى الجامعة أن يلبي البحث العلمي توق الطالب والباحث إلى تقديم معرفة شرعية صلبة، وقوامه السؤال المنضبط والنقد البناء الذي يتوجه نحو المجهود البشري المتراكم المتمثل في التراث، ويتوجه إلى الواقع الذي تتبدى فيه أشكالا للتدين لا تعكس المعرفة الدينية الواردة في نصوص الكتاب والسنة؛ بحث علمي ينظر إلى الدين كثابت وجوهر يجب الحفاظ عليه كحاجة وجودية وروحية وحضارية، وينظر إلى أدوات قراءة الدين والنصوص ذات العلاقة على أنها مناهج متغيرة وتاريخية، وغايته تجاوز الرؤية السكونية للدين وفي الوقت نفسه تجاوز الرؤية السكونية للمعرفة الدينية؛ فالمعرفة الدينية التي لا يحركها السؤال الجدي، ولا تقوم على النقد هي ما يغذي الأفكار الميتة والمميتة، على حد تعبير الأستاذ مالك بن نبي.
ويهدف البحث العلمي في جامعة الأمير عبد القادر إلى:
-المساهمة في تجديد العلوم الإسلامية: حيث تشكل مسائل التجديد في الفقه وأصول الفقه والكلام والتفسير وعلوم الحديث والتاريخ وسائر العلوم الإسلامية… عنصرا رئيسا يخترق المفردات والمقررات الدراسية، كما الموضوعات والأبحاث الأكاديمية وأطروحات الماجستير والدكتوراه منذ افتتاح الجامعة، وفي مذكرات الماستر والدكتوراه مع البدء في تطبيق نظام ل.م.د
-ترسيخ المرجعية العقدية والفقهية للمجتمع الجزائري: حيث تعمل الجامعة على التركيز على البحث فيما يعمل على ترسيخ المرجعية العقدية والفقهية للمجتمع الجزائري، مع الانفتاح على الواقع وعلى منجزات الحضارة العالمية في مقابل محاولات استيراد أنماط للتدين لا تتماهى والمرجعية الموروثة، وهنا يبدو البحث العلمي في جامعة الأمير معنيا مباشرة بالاستجابة لذلك الواقع، وفهمه وتقديم أجوبة علمية بإزاء أنماط التدين التي تكتسح المجتمع الجزائري وإجابات شافية لأدوائه، وتوليد وإنتاج المعرفة الصحيحة بالدين وبالمسائل الاجتماعية والاقتصادية والفكرية التي يطلب من الدين المساهمة في حلها وفي إعطاء حلول تستند إلى مرجعية المجتمع الجزائري وخلفيته وعمقه الحضاري والإنساني؛ إذ لا ينبغي للمعرفة الدينية أن تتخلف عن باقي المعارف التي تسعى أن تدخل إلى مجتمع المعرفة[10] ومن ثمة خلق ممارسة سلوكية لدى الجامعة والباحث الجامعي تهتم بالتواصل والتكامل مع المؤسسات المجتمعية وتستجيب،أيضا، لآليات وطرق العمل الحديثة التي تلزم بالتعاون بين المؤسسات والانفتاح على المحيط.
-الانفتاح على الفهوم والمذاهب والآراء: البحث الجامعي معني بقوة برفع مستوى الخطاب الإسلامي من أجل صياغة خطاب منفتح وقوي عابر للثقافات والحدود، ومستوعب للتنوع العقدي والإثني وقادر على الحضور في المحافل الدولية؛ التي بات الشأن الديني وحوار الأديان والحضارات من أهم اهتماماتها والتحديات التي تواجه البشرية والعالم اليوم، وباتت الحرب على الهوية الدينية والطائفية والمذهبية تشكل العناوين البارزة في الساحة الدولية وفي منطقتنا العربية والإسلامية على وجه الخصوص.
3/ الوظيفة الرسالية لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية:
فالدور الرسالي هو الذي لا يمكن فصله عن المعرفي؛ إذ الأداء الرسالي ينبني على التحصيل المعرفي، ولا يتيسر الثاني إلا بتوفر الأول. فالدرس التعليمي ليس بعدا معرفيا فحسب، ولا يراد به مجرد تكوين إطارات في القطاع؛ بقدر ما هو قيم ومبادئ تختزل الهوية والانتماء والحضارة والتاريخ والجغرافيا أيضا، والمادة التعليمية المقدمة للطالب لا تتضمن فقط البعد المعرفي بقدر ما تتضمن، وبصورة مكثفة، عناوين الشخصية والموقف والرؤية للكون والحياة والإنسان والذات قبل كل ذلك؛ أي تتضمن النموذج الحضاري للأمة الإسلامية والمجتمع الجزائري.
إن الدور الرسالي لجامعة الأمير عبد القادر؛ معني بمراعاة الأبعاد الدينية والعقدية والأخلاقية ودورها في تشكيل وتنمية وتطوير الشعور الديني، والتعلق بالذات والهوية الإسلامية والحضارية، وتطوير الشعور بالانتماء التاريخي والحضاري للأمة الإسلامية؛ ضمن منظور يسعى إلى احترام المكونات الفكرية والعقدية المخالفة داخل الوطن وفي العالم.
ولذلك فإن الدور؛ الذي نعنيه في هذا المقام لا يعني الشحن الأيديولوجي والتحريض الطائفي والمذهبي والتجييش ضد المخالف في الفكر والمذهب والعقيدة، أو التحريض على المخالف في التفسير والفهم داخل الفضاء العقدي والمذهبي الواحد؛ إذ إن ما تطمح إليه وتقوم عليه الجامعة هو دور يحترم المخالف ومقدساته وأفكاره، وعابر للطوائف والمذاهب، انطلاقا من الحفاظ على خصوصية وهوية المجتمع الجزائري الحضارية والتاريخية.
إن هذا الدور لا يعني الطالب فقط، بل هو يتوجه إلى من هم خارج الجامعة، أي إلى المجتمع. وهذا الدور يتسم بالتوسع في الزمان والمكان والأفراد، وهو غير مرتبط بوقت أو زمن معين ولا مكان معين، وأفراده هم المجتمع بتاريخه وحاضره ومستقبله وثقافته وحضارته وانتمائه وعمقه ومشاكله ومشاغله وآلامه وآماله وطموحاته وما إلى ذلك…
وعليه فإن رسالة الجامعة هي أن تعمل على تقديم أجوبة تزيل الصدام بين مختلف مكونات الهوية الوطنية الدينية واللغوية والجهوية. ومعنية بتجسير الهوة بين الثوابت الدينية والقيم الكونية؛ أي بين الدين بوصفه جملة من المبادئ والقيم المتعالية والمطلقة والتدين باعتباره محاولات لتجسيد تلك القيم والمبادئ في الواقع بالشكل الذي توافق فيه المرجعية الفقهية والعقدية للمجتمع الجزائري.
وبالرغم من أن إدراك الجامعة لرسالتها ليس وليد اللحظة، بل هو استكمال للفكرة التي حملتها مدارس الشيخ عبد الحميد ابن باديس ومشروعه النهضوي للمجتمع الجزائري. إلا أن ضغط الوقائع المتتالية والحاصلة في العالم عموما والعالم الإسلامي، والذي تصنعه الجماعات (الإسلامية) المسلحة بفكرها المتشدد والمتطرف والتكفيري، والذي برز، بصورة كبيرة، بعد أحداث 11/09/2001 التي اتهم الإسلام وفتاوى الجهاد بتبنيها، والمستمر اليوم بصورة أكثر دموية وبشاعة تحت مسمى الإسلام والجهاد والدولة الإسلامية والاحتكام إلى شرع الله وتطبيق الشريعة الإسلامية والحروب الطائفية والمذهبية وإثارة النعرات الإثنية والمذهبية وغير ذلك من الأدبيات التي تستل في أغلبها من المدونات التفسيرية والحديثية والفقهية، ومن كتب الفرق والكلام. ضف إلى ذلك ما ورثه المجتمع من آثار وتبعات الحالة الأمنية التي عاشتها الجزائر فيما بات يعرف بالعشرية السوداء، والتي مست الجامعة بوصفها المعني الأول بصناعة المعرفة الدينية. كل ذلك يدفع الجامعة إلى أن تعي دورها الرسالي اليوم على أوسع نطاق ليشمل الناحية الأمنية؛ أقصد دورها في تحقيق الأمن الفكري من خلال بحث وتطوير المعرفة الدينية الشرعية.
وضمن هذا السياق فإن أحدا لا ينكر دور المعرفة الدينية في تحصين المجتمع الجزائري ضد حملات التشويه والإبادة الحضارية التي طالته عبر تاريخه الطويل، ومن ثمة الحفاظ على هويته وعلى عمقه الحضاري وانتمائه التاريخي. وفي المقابل فإن أحدا لا يستطيع إنكار الأدوار السلبية والمواقف والممارسات التي صدرت إبان فترة الاستعمار، وفي تاريخ الحركة الوطنية إزاء الموقف من الاستعمار الفرنسي ومن اللغة العربية ومن الانتماء التاريخي والحضاري للجزائريين، بل ومن الوجود الجغرافي للجزائر. وهي مواقف وآراء تظهر اليوم عند بعض النخب السياسية والفكرية، وهي تستهدف بدرجة كبيرة اللغة العربية والدين الإسلامي في الجزائر، وقضايا أخرى لها علاقة بالانتماء القومي والحضاري والتاريخي للمجتمع الجزائري. ومعظمها مسائل يشكل تراجع أو انعدام المعرفة الدينية وتراجع الحس الديني والقومي سببا رئيسيا فيها[11].
ولا أحد بإمكانه اليوم أن ينكر التهديدات التي تشكلها هذه الحالة في حرف قدرات الشباب وطاقاتهم على مهامهم وأدوارهم الحقيقية، وتحويلها (أي الطاقات) إلى مواد لإثارة الفتن وإشعال الحروب الطائفية والأهلية بين مختلف المكونات الفكرية والعقدية في المجتمع الواحد.
ولا أحد بإمكانه أن ينكر دور الحركات اللادينية والمنحرفة التي تقتاد الشباب نحو العبثية واللامبالاة باسم الحرية، والسقوط في براثن الجريمة تارة والهروب تارة أخرى والضياع في تارات كثيرة. الجامعة تشكل مصدرا لإنتاج معرفة تقف في وجه التطرف الديني واللاديني على حد سواء، ومن ثمة تحقيق الأمن الفكري والروحي. الجامعة معنية بمعالجة الصدامات المحتملة بين عناصر الهوية الوطنية أولا ومعنية بمعالجة الخلافات المذهبية والطائفية المستلة من بعض المدونات التراثية والتي تعمل قوى الهيمنة في العالم على استثمارها بغرض تفتيت المجتمعات معالجة علمية. وهو ما يجعل الاهتمام بتوفير الأمن الفكري للمجتمع، وللأجيال ضرورة تحرص الدول والمجتمعات على تحصينه، وترقب تجليات حضوره وعواقب غيابه بغرض الوصول إلى ما بات يعرف بالأمن المجتمعي؛ الذي يركز على أن الأمن لا يتم توفيره عبر الاستعدادات العسكرية والأمنية من أجل رد عدوان خارجي محتمل، فحسب بقدر ما صار معنيا بالتحصينات الداخلية لأن غالبية التهديدات بات مصدرها داخليا؛ وهو ما ترافع من أجله نظرية كوبنهاجن.[12]
إن الدور الرسالي لجامعة الأمير عبد القادر تفرضه، إلى جانب ذلك، طبيعة المعارف والعلوم الإسلامية القائمة على نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، والداعية إلى حمل وتبليغ الرسالة الخاتمة، وأمانة الوسطية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى؛ مثلما يذكر في قوله تعالى: ” ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون.” وقوله:” وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا.” وقوله تعالى: ” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.” ومن هذا المنطلق فإن ؛جامعة الأمير عبد القادر ليست معنية بتشكيل المعرفة الدينية، فحسب، بقدر ما هي معنية بتشكيل وتنمية الشعور الديني في النفوس عن طريق الدعوة إلى كل ما هو معروف وخير وترك كل ما هو منكر وشر، وتمثل التدين الوسطي والفكر الوسطي، وكذا التعاون على البر والتقوى بين الناس، وبين كل أفراد المجتمع وتعميم ثقافة التكافل والتضامن بين الجميع لما فيه مصلحة الجميع. فالخير لا يعم والشر لا يتراجع والمنكر لا يندحر والمعروف لا يشيع إلا بالتعاون، وهو مفهوم تحرص الأمم والمجتمعات الحية على تنميته وتقويته في أوساط شعوبها ومجتمعاتها.
ومن هذا المنطلق وجدنا الجامعة تحاول أن تمد يدها لتكوين شراكات تعينها على القيام بمهامها وأدوارها الرسالية وتبليغ أهدافها ذات الصلة؛ فكان التعاون مع مديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية قسنطينة تجسيدا لتلك القناعة؛ حيث جاء في ديباجة الاتفاقية التي أبرمت بين الطرفين بتاريخ 5 أفريل 2016 ما يلي:”… فعملا بقول الله تعالى: ” ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون.” آل عمران/ 104، وقوله عز وجل: ” وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان.” المائدة/ 02 وفي إطار توثيق علاقات التعاون ومد الجسور بين جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة ومديرية الشؤون الدينية والأوقاف لولاية قسنطينة، وإيجاد آليات لوضع أرضية عمل مشتركة بين المؤسستين في كل ما من شأنه أن يخدم الأمة في وحدتها ومرجعيتها الدينية والوطنية فقد اتفق الطرفان على إبرام اتفاقية تعاون.”[13] ثم ذكرت بنود التعاون.
إن هذا الدور، وإن كانت جامعة الأمير عبد القادر، هي أكثر المعنيين به، ؛ فإنها لا تدعي إمكانية القيام به وأدائه وحدها؛ لأنه لا يمكن لأي من المؤسسات العلمية أو الدينية مهما أوتيت من الإمكانات المادية والبشرية والعلمية أن تؤدي دورا رساليا بهذا الحجم وهذا الوزن، وفي ظروف بات فيها العالم قرية واحدة والجريمة منظمة والفساد وجد طرقا للتقنين والأموال المحرمة طرقا للتبييض والقتل على الهوية والطائفة والمذهب واجبا بفتاوى ومقولات مستلة من الدين والشرع.
إن إقامة الشراكة مع الشؤون الدينية لا يعني أن الجامعة تقصر الانفتاح على هذه الجهة فحسب؛ بل لأن الانفتاح على المحيط، هو في الواقع، ليس عملية اعتباطية، بقدر ما هو عملية تتحكم فيها وتوجهها الأهداف والأدوار وضمن هذا المنظور؛ فإنه لا يجدي إقامة علاقات التعاون بين مؤسسات تختلف في ذلك؛ لأنه بقدر تطابق الأهداف تتقارب الأدوار ويحصل التعاون.
إن انفتاح الجامعة على مؤسسات تشاطرها المنطلق والأهداف يعكس، في واقع الأمر، إيمانا بضرورة الانفتاح؛ فالجامعة هو اسم لمؤسسة أو هيئة تعليمية تعنى بتكوين وصناعة النخب، التي تؤول إليها أمور البلاد والعباد في سياستها واقتصادها وثقافتها وتعليمها وسائر شؤونها. وهي ،كذلك، اسم لفضاء علمي وتعليمي وفكري يجمع العديد من الفضاءات الاجتماعية والاقتصادية في المجتمع. وهي بهذا المعنى ليست معنية بتكوين وصناعة النخب، فحسب، بقدر ما هي معنية بصناعة أجواء التعاون والانفتاح، وتطويرها بالحد الذي يعمل على تنمية المجتمع وتأمينه في كل المستويات. ولذلك فإن فشل الجامعة، سواء في الجزائر أو في غيرها، في خلق أجواء التعاون والانفتاح على المجتمع يعني العزلة التي تولد الجمود والركود والرتابة الفكرية والعملية، وبالتالي حرفها عن دورها وتراجع في أداء رسالتها.
وبالرغم من أن الجامعة تعي هذا الدور منذ تأسيسها، وقد سعت إلى تحقيقه في أصعب الظروف. إلا أنها اتهمت في وقت مضى بالتقصير والعجز؛ بوصفها المسؤولة عن تشكيل ونقل المعرفة الدينية، بل ويرد أحد الباحثين سبب الأحداث الدامية التي مرت بها الجزائر فيما بات يعرف بالعشرية السوداء إلى ما يعتبره “… عجز المؤسسة الرسمية المكلفة بنقل المعرفة الدينية، وفي مقدمتها جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، ومختلف المعاهد الدينية، كمؤسسات مكلفة بتكوين الإطارات المالكة للمعرفة الدينية.”[14] وتم تحميل المعرفة الدينية مسؤولية التطرف والعنف وكراهية الآخر ورفض الاعتراف به. ومن ثمة المطالبة بتغيير المناهج الدراسية والمقررات الخاصة بمادة التربية الإسلامية، بل وحذفها.
ومع أنه اتهام يستبطن شططا بَيِّناً إزاء الأحداث والأسباب وإزاء التحليل الموضوعي؛ الذي يرفض رد الظواهر الاجتماعية والأمنية أو غيرها إلى سبب أو عامل واحد. إذ الجامعة، ومهما كان لها من الإمكانات والقدرات المعرفية والعلمية والبشرية، لا تستطيع أن تؤثر في الأحداث التي مرت بها البلاد بالحد الذي يقضي عليها، كما تريد تلك الدراسة أن تقول. ونحن اليوم نشهد أحداثا أكثر خطورة في بلدان تملك من العراقة في المعرفة الدينية تجربة تعادل قرونا من الزمن. ومع ذلك تبقى عاجزة عن مواجهة تلك الأحداث، ولذلك فإن ما تتهم به الجامعة هو غير واقعي ويتجاوز، في اعتقادي، كونه مجرد دراسة علمية وبحثا أنتروبولوجيا.
وبالرغم من أن ما قامت وتقوم به الجامعة من مجهودات بإزاء وظيفتها الرسالية، إلا أنها تبقى دون مستوى التحديات الداخلية خاصة التي تواجه المجتمع الجزائري بخصوص إشاعة ونشر المعارف الإسلامية والعلوم ذات الصلة، والمتمثلة خاصة في محاولات إبعاده عن مصادر المعرفة الإسلامية النقية، وعن المرجعية العقدية والفقهية للمجتمع. وفي المقابل محاولات قولبته والتضييق على مساحات الحريات الفكرية والعقدية التي يفرضها واقع النسيج الاجتماعي الجزائري؛ الذي يتكون من أكثر من مذهب عقدي وفقهي بدعوى الحفاظ على المرجعية. ودون مستوى تحديات أمنية كبيرة تشكل المعرفة الدينية عاملا أساسيا في الحد منها؛ بحكم دورها في تنمية الروح الدينية وتنمية الشعور الديني والقومي وتعزيز روح الانتماء وقيم المواطنة ضد محاولات الاختراق، كما سبق بيانه.
وهكذا يتبين أنه إذا كان رهان التنمية والنهوض يقوم على الوظيفة المعرفية ويتوجه نحو شريحة خاصة، وهي الطالب؛ فإن رهان الاستقرار والأمن تحققه الوظيفة الرسالية؛ التي تتوجه إلى الإنسان ولمجتمع وإلى المجتمع الإنساني بالمعنى المطلق انطلاقا من رسالة الإسلام الإنسانية والعالمية.
خاتمة:
نخلص بعد هذا العرض المتواضع، إلى جملة من النتائج نذكرها في النقاط التالية:
1/ إن الوظيفة المعرفية لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية لا تؤخر وظيفتها الرسالية ولا تلغيها؛ وهي تفقد هويتها الرسالية إذا اكتفت بالجانب التعليمي، كما تهدر وظيفتها الرسالية إذا لم تتوكأ على منهج تعليمي علمي سليم.
2/ رسالة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية هي الاستثمار الإيجابي للمعارف والعلوم الإسلامية في البناء المجتمعي وتحصينه من الداخل، وفي المساهمة في البناء الإنساني والبحث عن بديل للإنسان الذي أنهكته الحروب والصراعات باسم الدين.
3/ رسالة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية هي المعالجة الفكرية وتغليب المقاربات التعليمية، وبيان دور العلوم الإسلامية في التأمين الروحي والأخلاقي والتربوي وغلق أبواب التطرف والغلو وعدم المراهنة الكلية على الحسم الأمني والسياسي للمسائل الفكرية.
4/ رسالة جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية لا يسعها عمل جهة واحدة، بل تستدعي تظافر الجهات التي تقاسمها الأهداف والأدوار.
5/ إن الوظيفة الرسالية للجامعة تتطلب انفتاحا على مستوى الذهنيات أعمق؛ إذ لا خير في مراسيم واتفاقيات تنادي بالانفتاح وتعمل على المستوى التطبيقي بما يخالف تلك الوظيفة في أرض الواقع.
6/ إن انفتاح الجامعة على شركائها في الشأن الديني يعكس إحساسا كبيرا بعظمة الرسالة والمسؤولية الأخلاقية والاجتماعية والانسانية التي تتحملها.
7/ إن ما تقوم به الجامعة هو جهد متقدم جدا، غير أنه يبقى دون مستوى التحديات التي تواجه المجتمع الجزائري، خاصة، من الناحية الإنمائية والأمنية.
8/ إن جامعة الأمير عبد القادر اليوم يتوفر لها من الأسباب والعوامل الذاتية والموضوعية ما يدعم وظيفتها الرسالية ويرسخها.
قائمة المصادر والمراجع:
أولا- الكتب:
مذكور علي أحمد ، الشهرة التعليمية: رؤية متكاملة للمنظومة التربوية ، دط، القاهرة، دار الفكر العربي، 2000.
ثانيا- المجلات:
- تركي رابح، وظائف التعليم في المرحلتين الثانوية والجامعية، مجلة الثقافة، ع63، السنة الحادي عشر، جوان 1981.
- ركوك عادل، الجامعة والتنمية المحلية: أولويات حول الوظائف والأدوار المنتظرة، مجلة الكلمة، بيروت، منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث، ع60، السنة 15، صيف 2008.
- السيد محمد سليم ، الجامعة والوظيفة الكبرى للعلم ، مجلة الفكر العربي،ع20، أفريل 1987.
ثانيا- الملتقيات:
ملتقى: أي مستقبل للأنتروبولوجيا في الجزائر؟ تيميمون، أيام: 22-23-24 نوفمبر، 1999، مركز البحث في الأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، 2002، منشورات كراسك.
ثالثا- الإتفاقيات:
إتفاقية تعاون بين جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية ومديرية الشؤون الدينية والأوقاف بقسنطينة، إدارة الجامعة.
رابعا- التقارير:
تقارير سنوية، مديرية الشؤون الدينية والأوقاف –قسنطينة، مصلحة النشاطات الثقافية وحفظ التراث الإسلامي.
خامسا- مراكز دراسات:
مركز أبوظبي للحوكمة، أساسيات الحوكمة: مصطلحات ومفاهيم.
سادسا- المواقع الأكترونية:
http://maliki.montadamoslim.com/t78-topic
http://www.un.org/ar/esa/hdr/hdr03.shtml
https://www.mesrs.dz/ http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=396778
http://univ.ency-education.com/si-universities.html
[1] / رابح تركي، وظائف التعليم في المرحلتين الثانوية والجامعية، مجلة الثقافة، ع63، السنة الحادي عشر، جوان 1981، ص44.
[3] / محمد سليم السيد، الجامعة والوظيفة الكبرى للعلم، مجلة الفكر العربي،ع20، أفريل 1987، ص191.
[4] / مديرية الدراسات القانونية والأرشيف، الكليات والمعاهد والملحقات والأقسام التابعة لجامعات الشرقhttps://services.mesrs.dz/
[5] / http://univ.ency-education.com/si-universities.html
[6] / عادل ركوك، الجامعة والتنمية المحلية: أولويات حول الوظائف والأدوار المنتظرة، مجلة الكلمة، بيروت، منتدى الكلمة للدراسات والأبحاث، ع60، السنة 15، صيف 2008. http://www.kalema.net/v1/index.php?rpt=843&art
[7] / علي أحمد مذكور، الشهرة التعليمية: رؤية متكاملة للمنظومة التربوية ، دط، القاهرة، دار الفكر العربي، 2000، ص47.
[8] / مجتمع المعرفة: http://www.moqatel.com/
[9] / تعرفها مؤسسة التمويل الدولية IFC بأنها: النظام الذي يتم من خلاله إدارة الشركات والتحكم في أعمالها،. كما تعرفها منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD بأنها: مجموعة من العلاقات التي تربط بين القائمين على إدارة الشركة و مجلس الإدارة وحملة الأسهم وغيرهم من أصحاب المصالح. ويعرفها آخرون بأنها الطريقة التي تدار بها الشركة وآلية التعامل مع جميع أصحاب المصالح فيها، بدءً من عملاء الشركة والمساهمين والموظفين )بما فيهم الإدارة التنفيذية وأعضاء مجلس الإدارة، وانتهاءً بآلية تعامل الشركة مع المجتمع ككل؛بشكل عام، فإن الحوكمة تعني وجود نظم تحكم العلاقات بين الأطراف الأساسية في المؤسسة بهدف تحقيق الشفافية والعدالة ومكافحة الفساد ومنح حق مساءلة الإدارة وجميع الشركاء. [ أساسيات الحوكمة: مصطلحات ومفاهيم، مركز أبو ظبي للحوكمة، ص05]
[10] / المقصود بمجتمع المعرفة ذاك المجتمع الذي يقوم أساسا على نشر المعرفة وٕانتاجها وتوظيفها بكفاءة في جميع مجالات النشاط المجتمعي: الاقتصاد والمجتمع المدني والسياسة والحياة الخاصة وصولا إلى ترقية الحالة الإنسانية باطراد، أي إقامة التنمية الإنسانية.[ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لسنة 2003، 17/4/ 2012، http://www.un.org/ar/esa/hdr/hdr03.shtml ]
[11] / قد توجد أسباب أخرى تدفع إلى تبني مواقف معادية أو مناقضة للتاريخ وللانتماء الحضاري ولكن لا أحد ينكر أن تراجع المعرفة يشكل الدور الأبرز والرئيس في ذلك.
[12] /مدرسة كوبنهاجن هي جملة الأبحاث الريادية التي قادها كل من المفكرين باريBarry Buzan بوزان وأول ويفر Ole Weaver ، وهي تبين إطارا نظريا للدراسات الأمنية عبر من النصوص التي اتبعتها في التسعينيات من القرن الماضي. وتتميز البحوث التي تجري في مدرسة كوبنهاجن بمفهومها الفرعي للأمن (عسكري، سياسي، اقتصادي، مجتمعي وبيئي.) متجاوزة بذلك المفهوم التقليدي للأمن والذي يحصر في الناحية العسكرية فقط.[ التصور الأمني لمدرسة كوبنهاجن، شوفي مريم، تاريخ الإدخال: 20/ 01/ 2014 ، الحوار المتمدن، http://www.m.ahewar.org/s.asp?aid=396778 ]
[13] / إتفاقية تعاون بين جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية ومديرية الشؤون الدينية والأوقاف بقسنطينة، إدارة الجامعة.
[14] / خالد محمد، التحولات الاجتماعية والممارسات الدينية، وقائع ملتقى: أي مستقبل للأنتروبولوجيا في الجزائر؟ تيميمون، أيام: 22-23-24 نوفمبر، 1999، مركز البحث في الأنتروبولوجيا الاجتماعية والثقافية، 2002، منشورات كراسك، ص 50.
رحم الله الشيخ الغزالي اذ نوه الى كون الجامعة الاسلامية مكسب هام من غير شك..وعلى اثره تبدع استاذتيالفاضلة الدكتورة زبيدة الطيب وهي من طالبات الشيخ في محاولتها ابراز الدور الفاعل للجامعة الاسلامية في توجيه المجتمع نحو افاق واسعة ورحبة من النظر الجاد والفعل الحضاري الرشد..وان محاولة تصغير دور الجامعة في تلقين المعلومات للطلبة يعد مسلكا خاطئا مالم يقترن بغرس الروح النقدية للطالب وتكوينه المتوزازن بعيدا عن الاحادية المذهبية او الايديولوجية..اضافة الى الدور الريادي المطلوب من الجامعة -ظرفيا-في قيادة الفكر الديني وتوجيهه نحو مساره العام ومقصده الأسمى حسبة لله وللدين والحقيقة.
رحم الله الشيخ الغزالي اذ نوه الى كون الجامعة الاسلامية مكسب هام من غير شك..وعلى اثره تبدع استاذتيالفاضلة الدكتورة زبيدة الطيب وهي من طالبات الشيخ في محاولتها ابراز الدور الفاعل للجامعة الاسلامية في توجيه المجتمع نحو افاق واسعة ورحبة من النظر الجاد والفعل الحضاري الرشد..وان محاولة تصغير دور الجامعة في تلقين المعلومات للطلبة يعد مسلكا خاطئا مالم يقترن بغرس الروح النقدية للطالب وتكوينه المتوزازن بعيدا عن الاحادية المذهبية او الايديولوجية..اضافة الى الدور الريادي المطلوب من الجامعة -ظرفيا-في قيادة الفكر الديني وتوجيهه نحو مساره العام ومقصده الأسمى حسبة لله وللدين والحقيقة.