حصريا

الإجتهاد عند محمد إقبال: دراسة في المفهوم والدواعي

الإجتهاد عند محمد إقبال: دراسة في المفهوم والدواعي

0 465

مقال بعنوان: الإجتهاد عند محمد إقبال: دراسة في المفهوم والدواعي.

الأستاذ محمد الإدريسي المغرب

مقدمة:

يعتبر المفكر محمد إقبال من رواد الفكر الذين عايشوا الحقبة الاستعمارية التي عاشتها معظم الدول الضعيفة من طرف الدول العظمى كإنجلترا وفرنسا وغيرها من الدول، هاته المعايشة التي جعلت الرجل يبني أفكاره ويقيمها على أساسين اثنين:

 الأول: انتقد هاته الدول وبين زيف ما تروج له من مثالية تمتلكها، وأنها استعمرت الشعوب الدولة وألهتهم بكونها ستجلب لهم معها هاته المثالية التي خرجت بها بلا شك بعد أن بنت حضارتها على صرح عقلي محض غير مكثرت بما هو روحي وجداني، داخلة بذلك بلا شك فيما عرفته الإنسانية

قبل مجيء الإسلام. يقول رحمه الله في هذا السياق:”إن مثالية أوروبا لم تكن على الإطلاق إحدى العوامل الحيوية المؤثرة في حياتها وكانت النتيجة هي تلك الذات الضالة الفاسدة التي تبحث عن نفسها بين ديموقراطيات لا تعرف التسامح فيما بينها، ووظيفتها الوحيدة هي استغلال الفقراء لصالح

الأغنياء. وصدقوني إن أوروبا اليوم هي أكبر عائق يقف في طريق الرقي الأخلاقي للإنسان.”[1]

  الثاني: بين فيه الحاجة إلى التخلص من قداسة الأفكار والآراء الفقهية للأجيال السابقة وعدم جعلها

قيدا كابحا لحرية الفكر والنظر المراعي للواقع ومتغيراته والمناشد لتحقيق التجديد، هذا الأخير الذي يكون بشكل على المستوى الروحي والوجداني، هذا المستوى الذي عجزت كما يشير عن تحقيقه المسيحية التي سقطت في تقديس العروش بأفكارها، ضاربا المثل بمرحلة الإمبراطورين قسطنطين

وجوليان، ما جعله يقرر حاجة الإنسانية إلى عقيدة جديدة وفلسفة أيضا تستطيع تخليص البشرية ما حل بها من ويلات وحروب وفتن وغير ذلك، وهو ما تحقق مع رسالة الإسلام التي حسب رأيه ظهرت في بقعة لم تمسها تعفنات الحضارات المجاورة لها واستطاعت تخليص البشرية مما هي فيه وبنتها على أسس فيها ما هو ثابت وما هو متغير، لكن المسلمين المعاصرين صارو يعتبرون كل شي ثابت وغير قابل للتغيير وعليه سد باب الإجتهاد، أو ما يسميه مبد الحركة في بناء الإسلام، ليطلق رحمه الله صيحة دعا فيها إلى الإجتهاد إن أرادت الأمة الإسلامية النهوض وقيادة العالم وإخراجه مما هو فيه.

من هنا اتساءال ما مفهوم الإجتهاد عند محمد إقبال؟ ما دواعيه التي تفرضه خصوا على علمائنا اليوم وتحتم عليهم القيام به؟ وما الغايات المراد تحقيقها من وراء إعماله؟

المحور الأول: مفهوم الإجتهاد عند محمد إقبال من خلال كتابه تجديد الفكر الديني.

لا يختلف كثيرا حد الإجتهاد عند محمد إقبال مقارنة مع غيره من العلماء الذين عرفوه خصوصا الأقدمين منهم، اللهم إن شئنا أن نقول هو اختلاف في الصياغة او المبنى، لكن المعنى فهو متقارب لكن ليس لدرجة التطابق.

إن المفكر محمد إقبال سمى الإجتهاد تسمية تفرد بها وهي التي نص عليها صراحة في كتابه تجديد الفكر الديني، حيث سماه بمبدأ الحركة في بناء الإسلام قال رحمه الله تعالى:”ولكن المباديء الثابتة

إلى الأبد إذا فهمت على أنها تطرد كل إمكانيات التغيير، التي هي حسبما ورد في القرآن آية من آيات الله الكبرى، إنما تميل إلى تثبيت ما هو أساسا متغير بطبيعته. وفشل أوروبا في العلوم السياسية والإجتماعية يصور المبدأ السابق، بينما جمود وركود الغسلام في السنوات الخمسمائة الأخيرة يصور المبدأ اللاجق. إذن هو مبدأ الحركة في بناء الإسلام؟ إنه ما يعرف بإسم (الإجتهاد).”[2]

هذا عن التسمية، أما عن التعريف فقد عرفه رحمه الله تعالى بقوله:” والإجتهاد لغة هو بذل الجهد، وهو في اصطلاح الفقه يعني استعمال الرأي للوصول إلى حكم فقهي مستقل في مسألة شرعية.”[3]

لقد تبنى محمد إقبال رأيا عارض فيه رحمه الله تعالى أهل السنة، أو من سماهم فيما بعد بالحافظين، حيث أدرج الإجتهاد بالمفهوم الذي يتحدث عنه في المرتبة الأولى من مراتبه الثلاث كما صنفها الدكتور صبحي المحمصاني في كتابه فلسفة التشريع في الإسلام، هذه المرتبة يسميها  المحمصاني بالحق الكامل في التشريع، هذا الحق الذي سيصعبه أهل السنة بما وضعوه من شروط جعلت منه مستحيل التحقق، حيث أسسهبوا وأطالوا فيها لدرجة عدم توفر من يتصف بها وهو ما أفضى إلى الجمود الذي عاشته الأمة الإسلامية ردحا من الزمان.

المحور الثاني: دواعي الإجتهاد عند محمد إقبال من خلال كتابه تجديد الفكر الديني.

إن المتأمل والقاري بتمعن للورقات التي كتبها محمد إقبال رحمه الله تعالى حول الإجتهاد أو ما سماه بمبدأ الحركة في بناء الإسلام يقف بشكل دقيق جدا عن الأسباب التي جعلته يطلق صيحته هاته، وهو بلا شك تذوق مرارة الحالة التي وصلت إليها الأمة الإسلامية سيما وأنه عايش حقبة التمدد الإستعماري الذي قامت به الدول العظمى آنذاك للدول الضعيفة ودول العالم الإسلامي جزء منها.

وعن الأسباب التي جعلته يدعو إلى استنهاض الهمم والقيام بواجب الإجتهاد فقد حاولت جاهدا أن أركزها فيما يلي:

  • الجمود الذي عاشته وتعيشه أمة الإسلام والعمل من قبل أهل الحل والعقد فيها( علماء وحكام)

على حمل الناس بمن فيهم أهل العلم على تقليد ما توارثه من تراث فقهي خلفه أهل المذاهب الأوائل وما أضفوه عليه من طابع القداسة، دون اكتراث للتغيرات الحاصلة في العالم بما فيه العربي والإسلامي.

هذا وقد أعزى رحمه الله تعالى هذا الجمود لعدة عوامل أجملها فيما يلي:

  • ظهور الفكر العقلاني الذي بنى أراءاه على العقل لا السمع كالمعتزلة وما أثاروه من قضايا جعلت من المحافظين يدعون إلى العودة للشريعة كقوة ملزمة تححق وحدة جماعة المسلمين وسد الباب أمام المعتزلة وأفكارهم لما تفضي إليه من هدم لدعائم المجتمع.
  • التصوف الذي برز وتحكم في عقول الناس وحجبهم عن حقيقة مفادها أن الإسلام دين اجتماعي يعالج مشاكل الناس وقضاياهم وفق رؤية تحررية، وبعيد كل البعد عن رؤية المتصوفة الذين عارضوا الفقهاء وتمردوا على اجتهاداتهم واعتبروها مجرد الاعيب لفظية ليس إلا، كما رغبوا الناس في التقشف والإهتمام بالحقيقة والباطن بدل الإهتمام بالظاهر. قال رحمه الله في هذا السياق:”وهذا المزاج العقلي الذي ينحو إلى الإنصراف تجاه عوالم أخرى والذي برز في التصوف في عصوره الأخيرة قد حجب أنظار الناس عن جانب هام في الإسلام باعتباره

 

دستورا اجتماعيا، كما أنه جذب إليه خيرة العقول الإسلامية لما قدمه من انفتاح على التفكير غير

 

المقيد في جانبه النظري. وهكذا أصبحت دولة الإسلام في عمومها متروكة في أيدي رجال تحت

 

المستوى المتوسط من الناحية الفكرية، ولم يجد جماهير المسلمين الذين لا يشغلهم الفكر شخصيات

 

أفضل من هؤلاء كي تتزعمهم وتقودهم، ووجدوا أمنهم الأكثر ضمانا في الإتباع الأعمى

 

للمذاهب.”[4]

 

– سقوط بغداد على يد التتر وما أحدثوه فيها من خراب، ما جعل المحافظين يتوجسون ويتخوفون

 

مما قد يحصل نتيجة الفراغ السياسي من تحلل وانهيار قد يفضي حتما للفرقة، الشيء الذي جعلهم

 

يفكرون في ضرورة المحافظة على نمط واحد للحيتة الإجتماعية ونبذ كل محاولة تجديدية في هاته

 

الفترة متناسين عواقب ذلك ولعل أهمها الإقصاء التام للفرد وقدراته وجعله خاضع لما هو موجود

 

تحت ذريعة كونه مقدس لا يقبل المس أو التبديل.قال رحمه الله:” والمبالغة في التنظيم بتقديس

 

الماضي وإجلاله إجلالا زائفا- كما ظهرعند فقهاء المسلمين في القرن الثالث عشر وبعده- كان

 

مخالفا لروح الإسلام، مما تسبب في رد فعل قويعلى  يد ابن تيمي أحد أعظم الكتاب والدعاة

 

الإسلاميين وأشدهم عزما وهمة.”[5]

لقد ساق رحمه الله تعالى هاته المررات التي أدخلت الأمة الإسلامية في جمود حسب رأيه لتفنيد

 

الرأي القائل بأن الدولة التركية التي هي حسب رأي كثير من الكتاب الأوروبيين السبب الرئيسي في

 

ذلك وذلك طبعا لتأثيرها الكبير في الفقه الإسلامي.

 

  • أما السبب الداعي الثاني إلى ضرورة الإجتهاد، أو ما عبر عنه بمبدأ الحركة في بناء الإسلام،

 

فهو الحاجة الملحة إلى تقييم التراث الفكري للأمة الإسلامية والذي يعتبر العامل الرئيسي لأي نهضة

 

وريادة لهاته الأمة، والعكس صحيح، فالتقاعس عن القيام بذلك سيجعل الركود مستمرا إلى ما نهاية.

 

وللدفاع عن وجهة نظره ساق رحمه الله عدة تجارب سواء فردية او جماعية، فذكرنا بنموذج ابن

 

تيمية صاحب العقلية النقذية التي اعتبرت الإجماع والقياس سببا رئيسيا لذلك الوضع، وقد وافقه

 

الإمام ابن حزم رحمة الله على الجميع، هذا الأخير الذي اعتبر الأصلين السالفي الذكر أساس كل

 

خرافة وهراء. قال رحمه الله عن هذين العلمين:” يرفض ابن تيمية مبدأ الحنفية في استنباط الأحكام

 

بالقياس والإجماع كما فهمه الفقهاء والأصوليون القدامى، وهذا ما فعله أيضا ابن حزم مؤسس

 

المذهب الظاهري في الفقه، فالإجماع في رأيه كان هو أساس كل خرافة وهراء.”[6]

 

أما عن النموذجين الجماعيين اللذين تأسسا وأحدثا ثورة حقيقية بناء على هذا المبدأ فهما الحركة

 

الوهابية التي أسسها محمد بن عبد الوهاب في رمال نجد، والتي تبنت فكر ابن تيمية رحمه الله تعالى،

 

وما جاءت به من دعوة بضرورة تجاوز فكرة حصر الإجتهاد على أصحاب المذاهب الأوائل

 

وإغلاق باب الإجتهاد، والعمل على فتحه خصوصا ذلك المتعلق بالأحكام، وهذا طبعا بغض النظر

 

عن الوجه الأخر لهاته الحركة.

 

أما النموذج الثاني فهو الدولة التركية التي كما يقول رحمه الله بأن فكرة الإجتهاد ظلت تعمل فيها

 

زمنا طويلا في الفكر الديني والسياسي والمزج الذي حصل لها مع الأفكار الفلسفية خصوصا شقها المتعلق بعلم الإجتماع. وعن هذا الداعي الثاني من دواعي الإجتهاد يقول رحمه الله تعالى:” فإذا لم نستطع أن نضيف إسهاما جديدا إلى الفكر الإسلامي العام، فربما نستطيع بالنقذ الصحي الرصين أن

نوقف حركة الإنفلات من الدين التي تنتشر بسرعة في العالم الإسلامي.”[7] ويقول أيضا:” وليس أمامنا من سبيل لاستعادة هذا المبدأ(التوحيد) إلا أن نمزق القشرة الجافة وننزعها عن الإسلام، هذه القشرة التي أحالت إلى الجمود تلك النظرة الإسلامية الديناميكية للحياة، وأن نعيد اكتشاف الحقائق الأصلية عن الحرية والمساواة والتضامن، بغية إعادة بناء مثلنا العليا الأخلاقية والإجتماعية

والسياسية، وأن نستقيها من نبعها الأول نبع البساطة والعالمية.”[8]

 

وفي سياق الحديث عن ضرورة الإجتهاد إن هي أرادت الأمة تحقيق أي نهضة على جميع المستوايات خصوصا السياسي والديني وما يوجد بينهما من تداخل، ساق رحمه الله مجموعة من

 

النماذج من القضايا التي طبق فيها هذا المبدأ، فمثلا الطرح الذي تبناه حزب الإصلاح الديني التركي

 

والذي عارض جملة وتفصيلا فكرة الحزب القومي القائمة على سلطة الدولة لا غير، اعتبره إقبال

 

طرح في غاية الأهمية، ذلك أنه من شأنه تحقيق عالمية الإسلام التي جاء بها ولأجلها في نفس

 

الوقت، والتخلص من الأنانية القومية التي هي شكل جديد من أشكال الهمجية، حيث صرنا نسمع

بالإسلام التركي والأفغاني والإيراني والسني وغير ذلك من التصنيفات، وتأثرت العقيدة الإسلامية

 

بعديد من العادات الوثنية الموروثة قبل مجيء الإسلام، ما يسر للخصوم النيل من الإسلام ومن اهله

 

ومن عالميته، الشي الذي يحتم استنهاض الهمم وشحذها من أجل إزالة ما علق بالتوحيد وتقديمه

 

للناس كما جاءت به الشريعة المحمدية. قال رحمه الله في هذا السياق:” وليس أمامنا من سبيل لإستعادة

 

هذا المبدأ إلا أن نمزق القشرة الجافة التي أحالت الجمود إلى تلك النظرة الديناميكية للحياة، وأن نعيد

 

اكتشاف الحقائق الأصلية عن الحرية والمساواة والتضامن، بغية إعادة بناء مثلنا العليا الأخلاقية

 

والإجتماعية والسياسية وأن نستقيها من نبعها الأول نبع البساطة والعالمية.”[9]

 

إن محمد إقبال لم يقتصر فقط على الدعوة لتجديد التراث المتعلق بأصول التشريع والعقيدة كما أسلفت

 

الذكر بل تعداه إلى نظام الحكم في الإسلام والدعوة الصريحة إلى التخلي عن فكرة الخلافة لكون

 

موجب الإبقاء عليها قد زال متبنيا في ذلك رأي ابن خلدون والذي هو طرح التجربة التركية التي

 

أسهب في الحديث عنها، ثم قضية اللغة أيضا وتأييده لإعتماد الدول على لغتها الوطنية في تدريس

 

القرآن والسنة والأحكام ما دام هدف الدين بناء الإنسان على المستوى الروحي، مسترشدا بالنموذج

 

التركي في قضيتي الآذان ثم تدريس القرآن وبنموذج ابن تومرت قبله وفعله نفس الشيء في علاقة

 

الناس بالدين لكن هذه المرة بالأمازيغية.

 

وفي نفس السياق جاءت دعوته إلى مراجعة بعض الأحكام الفقهية المتعلقة بالمرأة وهو طبعا في

 

جل هاته القضايا التي ذكرت يسوق لرؤية الشاعر ضيا، هذا الأخير الذي يدعو إلى تحقيق المساواة

 

بينها وبين الرجل في أمور ثلاث وهي الميراث والطلاق والإنفصال، وهو الخيار الذي تبنته تركيا

 

الحديثة ما خلق دينامية فكرية فقهية أثمرت أراء جديدة غير تلك التي كانت، الشيء الذي جعل البيئة

 

التركية حية مقارنة مع باقي أقطار العالم الإسلامي التي ظلت متمسكة بالقديم المتكرر ما حال دون

 

وجود أفكار فيها أو حتى مشاعر على الإطلاق كما وصف الفيلسوف هوبز.

 

ومن موجبات الإجتهاد ودواعيه عند المفكر محمد إقبال – وإن كان رحمه الله ربطه بالتجربة التركية،

 

لكن في الحقيقة هو موجب بالنسبة لكل الأقطار الإسلامية – التشابك المتزايد للحياة الواسعة

 

والمتحركة وما ينتج عنه بلا شك مواقف جديدة توحي بأراء جديدة، تحتاج حسب رأيه لتفسيرات

 

جديدة للمباديء التي يهتم بها أناس أكاديميون لم يجربوا إطلاقا بهجة الإزدهار الروحي. ولعل هذه

 

الدينامية في توليد الأفكار وإنتاجها هو الذي جعل النموذج التركي حسب رأيه يستطيع أن يؤسس

 

حياته وفق مباديء وقيم جديدة في الوقت الذي لا زال فيه الإنسان المسلم في أقطار أخرى يجتر

 

القديم ويكرره وهذا ما حال بلا شك دون ممارسة الإجتهاد وبالتالي انعدمت الأفكار والمشاعر كما

 

يعبر على ذلك الفيلسوف هوبز دائما. قال رحمه الله في هذا السياق:”وأظن أن الفيلسوف الإنجليزي

 

هوبز هو الذي لاحظ تلك الملاحظة الحادة، بأن تتابع الأفكار والمشاعر المتكررة يعني انعدام

 

الأفكار والمشاعر إطلاقا.”[10] ويقول هو رحمه الله تعالى:”وقد حاولت أن أشرح الأسباب التي قد

 

أدت إلى هذا الموقف الذي اتخذه العلماء. ولكنني لا أجد مبررا لاستمرار هذا الموقف، وذلك لأن

 

الأحوال قد تغيرت، وعالم الإسلام يواجه ويتأثر بقوى جديدة، أطلقها التطور المدهش في الفكر

 

الإنساني في كل مناحيه.”[11] ويقول أيضا:” وفي تعاليم القرآن( التي تؤكد أن الحياة إنما هي عملية

 

خلق تزداد وتتقدم)، ما يسمح لكل جيل بحل مشاكله الخاصة مهتديا بما أنجزه أسلافه، دون أن يكون

 

ذلك عائقا لتفكيره.”[12] ويقول أيضا:”وأحكام الشريعة الناتجة عن هذا التطبيق(مثل الأحكام الخاصة

 

بعقوبات الجرائم)، هي أحكام – إلى حد ما- خاصة بهذا الشعب، ولما كانت هذه الأحكام ليست

 

مقصودة لذاتها، فلا يمكن تطبيقها بحرفيتها في حالة الأجيال القادمة.”[13]

والله الهادي إلى الصواب، إنه هو العلي القدير.

 

 

 

 

 

 

[1]– تجديد الفكر الديني لمحمد إقبال، ص 300، ط1، سنة 2011، دار الكتاب اللبناني بيروت.

[2]– تجديد الفكر الديني، ص246.

[3]– المرجع السابق، ص247.

[4]– تجديد الفكر الديني، ص 252.

[5]– المرجع السابق، ص 253- 254.

[6]– تجديد الفكر الديني، ص 254.

[7]– تجديد الفكر الديني، ص 257.

[8]– المرجع السابق، ص 262.

[9]– تجديد الفكر الديني، ص262.

[10]– تجديد الفكر الديني، ص 271.

[11]– تجديد الفكر الديني، ص 281.

[12]– المرجع السابق، نفس ص.

[13]– نفسه، ص 287، نقلا عن ولي الله شاهين الدهلوي في كتابه حجة الله البالغة.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.