حصريا

نظرة لغوية إلى الزوجين – الدكتور محمد جمعة الدِّربيّ – مصر-

0 1٬104

نظرة لغوية إلى الزوجين

بقلم الدكتور محمد جمعة الدِّربيّ

الباحث المعجميّ المحقِّق اللغويّ عضو اتحاد كتّاب مصر والاتحاد الدَّوليّ للغة العربيَّة

الزَّواج آية من آيات الله في الكون لقوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ
لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ
لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم: 21). ويَنظُر ذوو الشهوات إلى الزَّواج
نظرة ضيِّقة؛ فالمودَّة والرَّحمة عندهم هي المتعة الجسديَّة لا غير! وفي
بعض البيئات العربيَّة يُنظَر إلى الزَّواج نظرة اجتماعيَّة مختلفة- وإن شئتَ
متخلِّفة- فهو مظهر لإثبات الذات أو التسلُّط أو التجمُّل؛ وتعبِّر عن هذه
النظرة الاجتماعيَّة بعض الأمثال الشعبيَّة؛ ففي العاميَّة المصريَّة الحديثة:”
ضِلّ راجل ولا ضِلّ حايطة” ( 1 ) ، واللفظ الفصيح له: (ظِلّ زوج ذكر أفضل
من ظِلّ حائط)؛ ومعناه- وسيأتي في نهاية المقال الأصل العربيّ القديم لهذا
المثَل- أن الأنثى المصريَّة قد تتزوَّج شخصًا لا يكافئها سِنًّا ولا ثقافةً ولا
دِينًا إرضاء لنظرة المجتمع!
وأمَّا اللغويُّون فيُثير الزَّواج عندهم إشكاليَّات دلاليَّة وصرفيَّة مثل:
إطلاق الزَّوج على مجموع القرينين، واختصاص الزَّوج بالذَّكر في مقابل
اختصاص الزَّوجة بالأنثى؛ فما مصدر هذه الإشكاليَّات؟ وكيف تعامل معها
اللغويُّون؟ وما دورها في ثراء المعجم العربيّ؟
أولًا: إطلاق الزَّوج على مجموع القرينين:
كان الأصمعيّ(ت216ه) لا يجيز أن يقال لفَرْخين من الحمام
وغيره: زَوْج، ولا للنَّعلين: زَوْج؛ ويقال في ذلك كلِّه: زوجان، لكل اثنين ( 2
) ، وتبعه تلميذه أبو حاتـم السِّجستانيّ(ت255ه)، وبالغ في النَّكير فقال:” لا
يقـال للاثنيـن: زوج، لا من الطيـر ولا مـن غيـره؛ فـإن ذلك من كلام
الجُهَّـال، ولكن كل اثنين زوجان” ( 3 ) . وقد قال بقول الأصمعيّ وتلميذه أبي
حاتـم بعـضُ العلمـاء مثـل أبـي بكـر بـن الأنباريّ(ت328هـ)، والأزهريّ(ت370هـ) في تهذيبه، والحريريّ(ت516هـ) في دُرَّته ( 4 ) !

2

ولكن أجاز إطلاق الزوج على الاثنين كثيرٌ مـن العلماء منهم النضر
بن شميل(ت203ه) الذي وصفه الأزهريّ في موضع آخر بأنه ثقة
مأمون ( 5 ) ، ومنهم تلميذ سيبويه؛ أعني قطربًا(ت بعد 205ه) الذي عدَّ الكلمة
من الأضداد فقال:” الزَّوْج: الفَرد؛ يقال: عندي زوجان من خِفاف؛ أي:
خُفَّان. والزَّوْج: الزَّوْج(!) أيضًا” ( 6 ) ، وأجازه الأخفش الأوسط(ت215ه)
الذي قال: “(يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ) (البقرة: 102)؛ لأن كلَّ واحد
منهما زوج؛ فالمرأة زوج، والرجل زوج؛ قال:( وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا)
(النساء:1)، وقال:(مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) (هود:40)، و(المؤمنون:27).
وقد يقال أيضًا: هما زوج، للاثنين، كما تقول: هما سواء، وهما سيّان” ( 7 ) ،
وأجازه ابن السكيت(ت244هـ) في غير إصلاحه ( 8 ) ، وكذلك ابن
قتيبة(ت276هـ) في غير أدب الكاتب ( 9 ) ، وابن دريد(ت321هـ) في
جمهرته – والأخيران كلاهما من تلاميذ أبي حاتم السجستانيّ- وعبارة ابن
دريد: ” وكل اثنين زوج، وكل أنثى وذكـر منهما زوجان… …والزَّوج
ضد الفرد” ( 10 ) .كما أجاز إطلاق الزوج على الاثنين كراعُ النمل((ت بعد
309هـ) ( 11 ) ، واستند ابن درستويه(ت 347هـ) إلى إجازة الخليل إطلاق
التوأم على الولَدين، وإلى إطلاق العرب الحُلَّة على الثوبين ( 12 ) ، وقال ابن
سيده(ت458ه): ” شفع الوترَ من العدد يشفعه شَفْعًا: صيَّره زوجًا” ( 13 ) ،
واستمرَّ القول بالجواز قرونًا حتى وجدناه عند ابن الحنبلي(ت971ه) في
بحر العوَّام، والألوسي(ت1270ه) في كشف الطُّرَّة ( 14 ) .
ومـن الواضح أن الأصل إطلاق الـزَّوج على كل واحـد من
القرينين، ثم حدث توسُّع دلاليّ فأُطلق الزَّوج علـى مجموعهمـا؛ وقد فطِن
إلى هذا المطرِّزي(ت610هـ) فقال بعد أن ذكر إجازة أبي عبيد الزَّوْج
للواحد وللاثنين:” وعن عليّ بن عيسى أنه قال: إنما قيل للواحد: زوج،
وللاثنين: زوج؛ لأنه لا يكون زوج إلا ومعه آخر مثل اسمه” ( 15 ) . وهذا
التوسُّع لم يحدث فقط على ألسنة العامة- أو الجُهَّال على حدِّ تعبير
السِّجستانيّ – وإنما حدث أيضًا على ألسنة الخاصة، ولله دَرّ
الجوهريّ(ت393هـ) في قوله:” والزَّوج: خلاف الفرد، يقال: زَوْج أو
فَرْد، كما يقال: خَسًا أو زَكًا، شفع ( 16 ) أو وتر. قال أبو وَجْزة السَّعْديّ ( 17 )
:(من بحر البسيط):
ما زِلنَ ينسُبنَ وَهْنًا كلَّ صادقةٍ باتتْ تُباشرُ عُرْمًا غيرَ أزواجِ

3

لأنَّ بيض القطا لا يكون إلا وترًا. قال الله تعالى:(وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ
كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) (ق:7). وكل واحد منهما أيضًا يُسمَّى زوجًا؛ يقال: هما
زوجان، للاثنين، وهما زوج، كما يقال:هما [سيّان] وهما سواء. وتقول:
اشتريتُ زوجَيْ حمام، وأنت تعنى ذكرًا وأنثى، وعندي زوجا نعالٍ. وقال
تعالى:(مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) (هود:40)، و(المؤمنون:27)” ( 18 ) . ونلاحظ
هنا إفادةَ الجوهريّ من كلام الأخفش الأوسط- وإن لم يُشِر إليه- والزيادةَ
عليه بشاهدين أحدهما شعريّ لشاعر راويةٍ للحديث مُجيدٍ من بني سَعْد بن
بكر بن هوازن أظآر رسول الله ( 19 ) ، والآخر قرآنيّ له مماثل مع اختلاف
يسير في سورة الحج بلفظ:(وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ)(الحج:5). ولم أطَّلع
على رأي الأصمعيّ وتلميذه السجستانيّ ومن تبعهما في الشاهد الشعريّ
ولا الشاهدين القرآنيَّيْن! وفي القرآن الكريم شواهد كثيرة يمكن تفسير
الزَّوْج فيها بمعنى الاثنين القرينين ذكرًا وأنثى مثل:(وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً
فَأَخْرَجْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْ نَبَاتٍ شَتَّى) (طه:53)، ومثل:(جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ
أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا) (الشورى:11)، ولكنَّ كثيرًا من العلماء
يفسِّرون الزَّوْج في هذه الشواهد بمعنى النوع والصِّنف، أو الفَرْد الذي له
قرين، ولا أستبعد أن يكون هذا من مظاهر الغفلة عن الاستعمال القرآنيّ؛
وما أشبه الليلة بالبارحة؛ ففي العصر الحديث خطَّأ بعض المهتمِّين
بالتثقيف اللغويّ تعبير(ضَنَّ على أخيه بالمال)؛ بدعوى أن الفعل(ضنَّ)
بمعنى بخِل تجب تعديته بحرف الجرّ(عن) ( 20 ) ! ولا تخفى الغفلة عن قول
الله تعالى: (وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) (التكوير:24)؛ قال مجاهد بن جبر(ت102هـ): أي: لا يضنُّ
عليكم بما يعلم؛ ونقل بعض المفسِّرين استعمال مجاهد اللغويّ بلا نكير، وزادوا أن المراد من الآية الكريمة أن الرسول لا يبخل بالوحي، ولا يقصِّر في التبليغ ( 21 ) .
ونستأنس بقـول أبي دلامة-وهو من شعراء الرَّشيد(ت193ه)- وكان
الأصمعيّ لا يراه حجة ( 22 ) :(من بحر الطويل):
وكُنَّا كزَوجٍ من قطًا بمَفــــــــــــــــازة لدَى خَفْضِ عَيْشٍ مُونقٍ مُورِقٍ رَغْدِ
فخانهما رَيْبُ الزَّمان فأُفردا ولم تـــــــــــــــــــــــــرَ عَيني قطُّ أقبـــــــــــــــــــــــــــــــــحَ من فَرْدِ
ونستأنس كذلك بما جاء مجهول القائل في تهذيب اللغة بلفظ:”
…وقال: عجبتُ من امرأة عجبتْ من امرأة حَصان رأيتها لها ولدٌ من
زوجها وهي عاقر، أراد من زوج حمام لها، وهي- يعني المرأة- عاقر.

4

فقلتُ لها: بُجرًا فقالتْ مُجيبتي أتعجبُ من هذا ولي زوجُ آخرُ
يعني زوجَ حمامٍ آخر” ( 23 ) ؛ وزَوْج الحمام هنا هو الذَّكر والأنثى معًا؛
إذ لا معنًى لتخصيص أحدهما دون الآخر؛ ويؤيِّده قول ابن الأنباريّ:” وإذا
عدلَت العرب عن الناس إلى الحيوان، فقالوا: عندي زوجان من حمام،
أرادوا: عندي الذكر والأنثى، فإذا احتاجوا إلى إفراد أحدهما لم يقولوا
للذكر زوج وللأنثى زوجة؛ ولكنهم قالوا للذكر: فرد، وللأنثى: فَرْدة،
والقياس زوج وزوجة؛ إلا أنهم تنكَّبوهما اكتفاء بالفرد والفردة” ( 24 ) .
ونستأنس من التراث النثريّ بقول ابـن المقفع(ت142هـ)- وهو أحد
النَّقَلـة عـن اللِّسـان الفـارسـيّ إلى العـربـيّ ( 25 ) ، وكان مضطلعًا باللغتين
فصيحًا بهما:” فالرأي والأدب زَوْج؛ لا يكمُل الرأي بغير الأدب، ولا
يكمُل الأدب إلا بالرأي. والأعوان والفُرصة زوج؛ لا ينفع الأعوان إلا عند
الفُرصة، ولا تتمُّ الفُرصة إلا بحضور الأعوان. والتوفيق والاجتهاد زَوْج؛
فالاجتهاد سبب التوفيـق، وبالتوفيق ينجح الاجتهاد” ( 26 ) .
وربما كان رأي الأصمعيّ وأبي حاتم في بداية حياتهما العلمية،
ولعلَّه مراعاة للأفصح أو الأكثر، وربما كانت الغَيْرة الزائدة على لغة
القرآن هي التي دفعتْ إلى الإنكار أو الاحتداد؛ حيث وجَدا القرآن الكريم
يستعمل الزَّوْج في أكثر من آية لأحد القرينين ( 27 ) ، مثل قول الله
تعالى:(ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ) (الأنعام:143)، وقوله تعالى: (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ
الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى) (النجم: 45)؛ وغفر الله لابن الأنباريّ(ت328ه) الذي
احتدَّ في النكير فقال: ” لا يُعرَف الزَّوْج في كلام العرب لاثنين؛ إنما
يقال للاثنين: زَوْجان؛ بهذا نزل كتابُ الله؛ وعليه أشعار العرب… …فمن
ادَّعى أن الزَّوْج يقع على الاثنين فقد خالف كتابَ الله-جلَّ وعزَّ- وجميعَ
كلام العرب؛ إذ لم يوجد فيهما شاهدٌ له، ولا دليلٌ على صحة تأوُّله” ( 28 ) !
ولا يزال كثير من الباحثين يتسرَّعون في تخطئة الآخرين مُستندين إلى
الاستعمال القرآنيّ، في حين أن الاستعمـال القـرآنيّ حجـة للإثبـات فقط ( 29 ) !
وقد أحسن يوهان فك حين أجاز إطلاق لفظ الزَّوْج على مجموع
الاثنين مصرِّحًا بأن الاستعمال معروف قديمًا وحديثًا، ومنتقدًا الحريريّ
في تشدُّده ( 30 ) .وفي ضوء علم اللغة التقابليّ يذكِّرنا التطوُّر في العربية
بالأصل في الإنجليزيَّة؛ حيث تستعمل لفظًا مفردًا مثل: (Couple) أو
(pair) لمجموع القرينين ( 31 ) ، مع التفريق بين اللفظين في السياقات
اللغويَّة ( 32 ) ! وفي ضوء علم اللغة التاريخيّ نلاحظ استمرار هذا التطوُّر في

5

بعض العاميَّات العربيَّة الحديثة، ولم تكتفِ العاميَّات الحديثة بالتطوُّر
الدلاليّ؛ ففي العاميَّة المصريَّة تُنطَق الجيم بالضمَّة الممالة مع القلب
المكانيّ لكلمة (زَوْج)؛ فيقال: جوز حَمام؛ يعني اثنين من الحمام، ويقال:
اشتريتُ جوزين من الأحذية أو النعال؛ أي: أربعًا!
ثانيًا: اختصاص الزَّوج بالذَّكر في مقابل اختصاص الزَّوجة بالأنثى:
ذكر أكثر من مصدر أن الأصمعيّ(ت216ه) لم يكن يجيز
استعمال(زوجة) بالتاء، وأنه قال: لا تكاد العرب تقول: زوجته. ومن قال:
فلانةُ زوجة فلان؛ فقد أخطأ؛ واحتجَّ بقول الله تعالى: (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ
الْجَنَّةَ) (البقرة:35)، (الأعراف:19)؛ فقيل له: أليس قد قال ذو الرُّمَّة ( 33 ) :
(من بحر الطويل):
*أذو زَوْجةٍ بالمِصْر أم ذو خُصومةٍ*
فقال:إن ذا الرُّمَّة قد أكل البقْل والمالح في حوانيت البقَّالين حتى بشِم ( 34 ) !
وهذا الإنكار الشائع عن الأصمعيّ ربما ارتبط بموقف خاصّ من
ذي الرُّمَّة؛ فللأصمعيّ تعقُّبات أخرى على ذي الرُّمَّة؛ ويبدو أنها ارتبطتْ
بمُدَّة زمنيَّة متأخرة من حياة ذي الرُّمَّة، وهي المدَّة التي أكل فيها البقْل
والمالح في حوانيت البقَّالين حتى بشِم ( 35 ) ! ونستأنس هنا بما رواه الأصمعيُّ
نفسُه من أبيات للفرزدق وأحد الأعراب جاءت فيها كلمة(زَوْجة)؛ ففي
العقد الفريد لابن عبد ربه(ت328ه) عن الأصمعي قال: أصابت الأعرابَ
مجاعة، فمررتُ برجل منهم قاعدٍ مع زوجته بقارعة الطريق وهو يقول ( 36
) :(من بحر الرَّجز):
يا ربِّ إني قاعدٌ كما ترى وزَوْجتي قاعدةٌ كما ترى
والبطنُ مِني جائعٌ كما ترى فما ترى يا ربَّنا فيما ترى
ورُوي أيضًا في سند متصل عن الأصمعيّ عن شيخه أبي عمرو
بن العلاء عن هجَّاس الإياديّ عن أبيه- وكان قد أدرك الجاهليَّة قال:” بينا
أبو دُواد وزوجته وابنه وابنته على رَبْوة وإياد إذ ذاك بالسَّواد إذ خرج ثور
من أَجَمة فقال أبو دُواد:…” ( 37 ) .

6

وأيًّا ما كان فإنَّ كلمة (زوجة)- وإن لم ترِد في القرآن الكريم-
صحيحة فصيحة، بل هي كثيرة في كلام العرب؛ فقد نقَل الأخفش عن
محمد بن السَّريّ عن الكسائيّ(ت189ه) أن أكثر كلام العرب(زوجة) ( 38 ) ،
وذكر الفراء(ت207ه)، أن(زوج) لهجة أهل الحجاز، وأن سائر العرب
يقولون: زوجة، وهي لهجة أهل نجد، وأكثر من(زوج) ( 39 ) ؛ وليس غريبًا
أن يستعمل القرآن اللهجة القليلة؛ فقد نقل ابن قتيبة(ت276ه) قول
الكسائيّ:” يقال: المِشعر الحرام والمشعر الحرام. وأكثر العرب على
كسرها، ولا يُقرأ بذلك” ( 40 ) ؛ ولعلَّ مُراده القراءات المتواترة ( 41 ) . وذكر
بعض اللغويِّين أن فعل الزواج يتعدَّى بنفسه؛ فيقال: زوَّجتُه امرأة؛
فتزوَّجها؛ وأمَّا زوَّجتُه بامرأة؛ فتزوَّج بها؛ فهذه عندهم لهجة قليلة تُنسَب
إلى أزدشنوءة، ومن اللغويِّين من عدَّ التعدية بحرف الجرّ خارجة عن كلام
العرب؛ وقول بعض الفقهاء: زوَّجتُه بها- خطأ لا وجهَ له! فلمَّا وجدوا
التعدية بحرف الجرّ في القرآن الكريم في قول الله تعالى: (وَزَوَّجْنَاهُمْ
بِحُورٍ عِينٍ) (الدخان:54)، و(الطور:20)؛ قالوا:(زوَّجناهم)
بمعنى(قرنّاهم)؛ وليس في الجنة تزويج بالمعنى المشهور ( 42 ) !
وهذا أبو حاتم السِّجستانيّ تلميذ الأصمعيّ يقول في المذكر
والمؤنث:” يقال للرجل: زوج، وللمرأة: زوج. وكذلك القَعود: للذَّكر
والأنثى. ومن أهل الحجاز من يقول: الزوجة، للمرأة، وفلانةُ زوجة
فلان… …الرجل والمرأة زوجان، وكل واحد منهما زوج؛ وفي
القرآن:(اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) (البقرة:35)،(الأعراف: 19) يعني
حواء، وقال: (وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا) (النساء:1)؛ فهذه لغة أهل الحجاز وبها
نزل القرآن، والجمع أزواج، كما قالوا: أزواج النبيّ. وأهل نجد يقولون:
زوجة، للمرأة. وأهل مكة والمدينة يتكلَّمون بذلك؛ قال ( 43 ) : (من بحر
البسيط):
زوجةُ أشمـــــــــــــــــــــــطَ مَرهوبٍ بوادرُه قد كان في رأسه التَّخويصُ والنَّزَعُ
فإذا جمعتَ زوجة قلتَ: زوجات” ( 44 ) .
ويهمُّنا تصريح أبي حاتم بجواز(زوجة) بالتاء، ونسبةُ النطق إلى
بعض اللهجات، وقد رأيناه آنفًا يحتدّ في إنكار إطلاق(زوج) على مجموع
القرينين، وينسبه- ولعله تابع شيخه الأصمعيّ- إلى الجُهّال! ونلاحظ أيضًا
حرص أبي حاتم على الفصل بين تطوُّر النظام الدِّلاليّ وثوابت النظام

7

الصَّرفيّ؛ فكلمة(زوجة) تُستعمَل مرادفة لكلمة(زوج) بمعنى امرأة الرَّجل،
ولكنها عند الجمع لا تُجمع على(أزواج) ( 45 ) .
ولا يعنينا هنا التكرار أو تناثر المعلومات وتشتُّتها في كتاب أبي
حاتم لعدم الترتيب أو اختلاف الباب! ولكن يُستدرك عليه أن(زوج) بغير
هاء لهجة أزدشنوءة ( 46 ) ، وهي اللهجة التي تُعدِّي فعل الزَّواج بالباء؛ فتقول:
زوَّجتُه بامرأة؛ فتزوَّج بها ( 47 ) .ويلفت نظرنا اقتصار أبي حاتم على
الجمع(أزواج)، وإهمال الجمع(زِوَجَة) الذي ذكره سيبويه(ت180ه)ضمن
جموع الكثرة ومثَّل عليه بثَوْر وأثوار وثِوَرة وثِيَرة، وعُود وأعواد وعِوَدة،
وكُوز وأكواز وكِوَزة ( 48 ) ، ولم يذكر أبو حاتم أيضًا الجمع(أزاويج) ( 49 ) ؛ ومنه
قول الرَّاجز ( 50 ) :
قد علِمَ الأحماءٌ والأزاويــــــــــــــــــــــــــجْ
أنْ ليسَ عنهنَّ حديثٌ منئوجْ

وربما يكون هذا مراعاة للأشهر أو انتصارًا للاستعمال القرآنيّ!
ونلاحظ كذلك اقتصار أبي حاتم في معاني الزَّوج على الاستعمالات
القرآنيَّة أو بعضها؛ فلم يذكر (الزَّوج) بمعنى النوع واللَّون الذي فُسِّر به
قول الله تعالى:( وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ)(ص:58)؛ يعني:ألوان وأنواع ( 51 ) ،
ومنه قول ابن دَرْماء القعقاع بن حُريث الكلبيّ من بحر الوافر ( 52 ) :
خرجنَ من الغِمار مشرِّقاتٍ يميلُ بهنَّ أزواجُ العُهونِ
وقول الأعشى الكبير(ت7ه) في ديوانه من بحر البسيط ( 53 ) :
وكلُّ زَوْج منَ الدِّيباجِ يلبسُه أبو قُدامةَ مَحْبُوًّا بذاك معا
ولم يذكر أبو حاتم أيضًا (الزَّوج) بمعنى الدِّيباج أو النَّمَط يُطرَح
على الهودج؛ وقد ذكره الأخفش الأوسط شيخ أبي حاتم، وابن دريد تلميذ
أبي حاتم ( 54 ) ، واستشهدا بقول لبيد في معلَّقته من بحر الكامل ( 55 ) :
مِن كلِّ محفوفٍ يُظِلُّ عِصيَّه زَوْجٌ عليه كِلَّةٌ وقِرامُها
ويلفت النظر حقَّا استشهاد أبي حاتم على كلمة(زَوْجة) ببيتٍ واحدٍ
للأخطل على الرَّغم من مجيء الكلمة في شواهد أخرى قديمة من الشِّعر
والنثر!

8

ويمكن التمثيل بما نقله عليّ بن حمزة البصريّ عن أهل الضبط
والثقات منسوبًا إلى لقمان بن عاد بلفظ ( 56 ) :(من منهوك الرَّجز):
يا ذا البِجاد الحُلَكَهْ
والزَّوجة المشتركَــــــــــــــــــــــهْ
لستَ لمنْ ليسَ لكَهْ
وقد وقعَت الأبيات في طبعة العلّامة الميمنيّ في صورة بيت
ونصف! والصواب أنها ثلاثة أبيات من منهوك الرَّجز، ووصَفها الميمنيّ
بأنها ” مُفتعَلة مكذوبة عليه محمولة، كما حُمِلتْ على عاد وثمود وسبأ
وحمير؛ فالاستشهاد بمثلها والتعويل عليها لا يدلّ على ضبط الراوي
وجودة قريحته ونفاذ بصيرته وصحة نقده”! وأقول: ذكر ابن دريد الأبيات
الثلاثة في صورة مَثَل؛ فقال:” ومثَلٌ من أمثالهم او(!) كلام لهم: يا ذا
البِجاد الحُلَكَه- والزَّوجة المشتركَه- لستَ لمنْ ليسَتْ لَكَه، هذا من كلام
لقمان بن عاد في كلام طويل” ( 57 ) ؛ ويُفهَم من نصّ ابن دريد أن الأبيات
اشتُهرت بين العرب قديمًا؛ فصارتْ مَثَلًا. وذكَر ابن سيده(ت458ه) البيت
الأول فقط بلفظ:” ومَثَل: يا ذا البجاد الحُلَكَة” ( 58 ) ، وذكر أبو الفضل
الميدانيّ(ت518ه)، والزمخشريّ(ت538ه) سياق الأبيات في خبرها
الطويل منسوبةً إلى لقمان بلفظ ( 59 ) :
يا ذا البِجاد الحُلَكَهْ
والزَّوجة المشتركَـــــــــــــــــــــــــــــهْ
عَشِّ رُوَيدًا إبْلَكَـــــــــــــــــــــــــــــه
لستَ لمنْ ليسَتْ لكَهْ
ولا إشكال في رواية البيت الأخير بزيادة تاء التأنيث في (ليستْ)؛
فقد تكون هذه هي الرواية الأولى للمثَل، وربما تكون من زيادات الرواة
إيضاحًا للتأنيث ( 60 ) .
ومن الشعر القديم قولُ العُبَيد بن عامر الكلبي من بحر الطويل ( 61 ) :
وزوجةِ مغيار وصلتُ وجَسْرةٍ عجَرتُ عليها لِمَّتي بردائيـــــــــــا

9

ومن الشِّعر القديم قول عَمْرة الخثعميَّة- وهي إحدى شواعر الجاهليَّة
من بني تَيْم اللات أو من بني تميم الله بن ثعلبة- في مرثيَّتها المشهورة التي
ضمَّها أبو تمام في حماسته ( 62 ) :(من بحر الطويل):
لقد ساءني أن عَنَّستْ زوجتاهما وأنْ عُرِّيتْ بعدَ الوَجَى فرساهُما
ومنه ما جاء في المفضليَّات لعَبْدة بن الطبيب- وقد أدرك الإسلام-
من بحر الكامل بلفظ ( 63 ) :
فبكى بناتي شَجْوهنَّ وزوجتي والأقربون إليَّ ثُمَّ تصدَّعوا
ومن الشِّعر القديم أيضًا قولُ الشماخ بن ضرار- وهو مُخضرم وله
صحبة ( 64 ) – في قطعة من الرَّجز ( 65 ) :
قد أصبحَتْ زَوْجةُ شماخٍ بِشرْ
فما أنالُ اليومَ منها مِن خَبَرْ
ومنه قول رجلٍ من هذيل يشكو أباه في خمسة أبيات من بحر
المتقارب خاطب بها أمير المؤمنين عمر بن الخطاب منها ( 66 ) :
نَفاني وكنتُ ابنَه حِقْبةً إليهِ أؤولُ إذا أُنسَبُ
لزوجةِ سَوْءٍ فشا شَرُّها عليَّ جِهارًا فهِي تَضرِبُ
ومن الشِّعر الفصيح قولُ الإمام عليّ بن أبي طالب من بحر البسيط
في حضرة سيِّد الفصحاء والبلغاء ( 67 ) :
أنا أخو المصطفى لا شكَّ في نسبي معْهُ رُبِيتُ وسِبطاه هما ولدي
جَدِّي وجَدُّ رســـــــــــــــــــــــولِ الله مُتَّحدٌ وفاطمُ زوجتي لا قولَ ذي فَنَدِ
ومنه قول حُميدة بنت النعمان بن بشير الأنصاريّ، وكانت في
القرن الأول للهجرة ( 68 ) : (من بحر المتقارب):
ترى زوجةَ الشيخِ مغمومةً وتُمسِي لصُحبته قالِيـــــــــــهْ

10

ومن الشِّعر كذلك رَجَزُ العجّاج الذي عاش إلى أواخر القرن الأول
من الهجرة ( 69 ) :
* لا تسألُ الزَّوْجةُ رِيحَ العِطْرِ *
ولم أجد البيت في المطبوع من ديوان العجّاج برواية الأصمعيّ ( 70 ) ؛
فإن عُثِر عليه في إحدى نُسَخ الديوان أُضيف إلى الشواهد التي روَى فيها
الأصمعيّ كلمة(زوجة)؛ وهي الشواهد التي يجب أن تتضافر مع
النصوص الصحيحة التي لا تحتمل التصحيف ( 71 ) ؛ لتُعيد النظر في فهم
الإنكار الشائع عن الأصمعيّ. ولعلَّ ظهور كلمة(زوجة) على لسان العجّاج
-وهو تميميّ- يرجِّح شيوع الكلمة على ألسنة الخاصَّة في لهجة تميم.
ولقد احتجَّ أبو حاتم السِّجستانيّ ببيت واحد للأخطل، ونحن نحتجّ
بقوله أيضًا من بحر الطويل ( 72 ) :
على زَوْجها الماضي تنوحُ وإنَّني على زَوْجتي الأخرى كذاك أنوحُ
ومن الشِّعر قول أحد المعاصرين للأخطل؛ أعني
الفرزدق(ت114ه) في قوله من بحر الطويل ( 73 ) :
فإنَّ امرءًا يسعى يُخبِّب زَوجتي كساعٍ إلى أُسْد الشَّرى يستبيلها
وفي قولِه برواية الأصمعيّ من بحر الطويل ( 74 ) :
وآدمُ قد أخرجتَه وهْو ساكنٌ وزوجتَه من خيرِ دارِ مُقامِ
وهذا البيت نسبه عليّ بن حمزة البصريّ((ت375ه) إلى لقمان بن
عاد؛ وعلَّق العلّامة الميمنيّ فقال: ” هذا البيت كسابقه ( 75 ) ، والعرب لم
يذكروا آدم في شعرهم في الجاهليَّة الأولى؛ ولعلَّ الشاعر يخاطب
إبليس” ( 76 ) ! وتصحيح النسبة يسرُّ الميمنيّ، وربما يدعِّم رأيه في أن الشعر
المنسوب إلى لقمان مكذوب عليه، ولو كان الشِّعر مفتعلًا- كما زعم
الميمنيّ- لكان الأصمعيّ أول الطاعنين في هذا البيت؛ ولا أستبعد أن يكون
الفرزدق- وهو أحد أركان المثلَّث الأمويّ وكان يفتخر بأنه أحد شعراء
الإسلام- قد تمثَّل بالبيت؛ وحينئذ لا يصحّ رفضُ الاستشهاد به ( 77 ) . ويبدو أن
الميمنيّ في أثناء تحقيق التنبيهات لم يطَّلع على ديوان الفرزدق برواية
الأصمعيّ، وربما لم يرجع الميمنيّ إلى خزانة الأدب؛ ولو رجع وهو

11

الخبير بالخزانة وصاحب إقليدها لوجد البيت ومعه أبيات أخرى عند
البغداديّ الذي صرَّح بأن البيت من ” قصيدة للفرزدق قالها آخر عمره
تائبًا إلى الله- عزَّ وجلَّ- مما فرَط منه من مهاجاته الناسَ، وقذفِ
المحصنات؛ وذمَّ فيها إبليس لإغوائه إيَّاه في شبابه” ( 78 ) ؛ ولعلَّ مجيء البيت
في ديوان الفرزدق برواية الأصمعيّ يدعو إلى إعادة النظر في نسبة
تخطئة(زوجة) إليه، ولعلَّه يرجِّح- والفرزدق ابن سيِّد بادية بني تميم-
استمرار شيوع الكلمة في اللهجات التميميَّة على ألسنة الخاصَّة، وقد
رأيناها من قبل في شعر عَمْرة الخثعميَّة وشعر العجّاج.
ومن الشعر التميميّ أيضًا قول زياد بن مُنقذ العدويّ المعاصر
لجرير في العصر الأمويّ ( 79 ) : (من بحر البسيط):
كم فيهمِ من فتًى حلوٍ شمائلُه جَمِّ الرَّمــــــــــــــــــــادِ إذا ما أَخمدَ البَرَمُ
تُحبُّ زوجاتُ أقوامٍ حليلتَه إذا الأنوفُ امترى مكنونَها الشَّبَمُ
ومن الشعر كذلك ما رواه الفراء(ت207ه) عن أبي الجرَّاح العقيليّ
من بحر البسيط بلفظ ( 80 ) :
يا صاحِ بلِّغ ذوي الزَّوجات كلِّهمِ أن ليس وَصْلٌ إذا انحلَّتْ عُرَى الذَّنَبِ
ومنه ما أنشده ابن الأعرابيّ عن أبي زياد الأعرابيّ الكلابيّ- وهو
من شعراء الحماسة- بلفظ ( 81 ) : (من بحر الطويل):
وكانتْ من الزَّوْجات يُؤمَنُ غَيبُها وترتادُ فيها العينُ منتجعًا حَمْدا
ومن الشعر المجهول القائل رَجَزُ أحد الأعراب ( 82 ) :
قد أمَرتْني زَوْجتي بالسَّمسرة
وصبَّحَتْني لطُلوع الزُّهَــــــــــــــــــــــرة
ومنه ما جاء في المذكر والمؤنث لأبي بكر بن الأنباريّ(ت328ه)
بلفظ ( 83 ) : (من بحر الرَّجَز):
من منزلي قد أخرجتني زوجتي

12

تهِرُّ في وجهي هريرَ الكَلْبـــــــةِ
ومنه قول أعرابيّ قيل له: كيف حبُّك لزوجتك؟ قال: ربما كنتُ معها
على الفِراش فمدَّت يدها إلى صدري، فودِدتُ والله أنَّ آجُرَّة خرَّت من
السقف فقدَّتْ يدها وضِلعين من أضلاع صدري! ثم أنشأ يقول على بحر
الطويل ( 84 ) :
لقد كنتُ محتاجًا إلى موتِ زَوْجتي ولكن قريـــــــــــنُ السُّوءِ باقٍ مُعمَّرُ
فيا ليتَها صارتْ إلى القبرِ عاجلًا وعذَّبهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا فيه نكيرٌ ومُنكرُ
ومن الشعر المجهول أيضًا ما رواه أبو عمرو من بحر الرَّجَز
بلفظ ( 85 ) :
وزوجة كثيرة السَّياتِ
وقد تكون(السَّيات) مخفَّف(السَّيئات)، وهي قراءة العلامة الميمنيّ!
وربما كانت الكلمة في الأصل(السَّنْبات) ( 86 ) ؛ وهي رواية عبد القادر
البغداديّ؛ ويؤيدها ما أنشده ابن الأعرابيّ بلفظ ( 87 ) : (من بحر الرَّجَز):
قد شِبتُ قبلَ الشَّيْبِ من لِداتي
وذاكَ مـــــــــــــــــــــــــــا ألقَى مِن الأذاةِ
مِن زَوْجةٍ كثيرةٍ السَّنْبــــــــــــــــــــــــــــاتِ
ومنه أيضًا قول القائل من بحر البسيط ( 88 ) :
تُحِبُّ زَوْجـــــــــــــــــاتُ أقوامٍ حلائلَه إذا الدُّخانُ تغشَّى الأشمطَ البَرَما
هذا عن الرَّصيد الشعريّ القديم لكلمة(زوجة) ( 89 ) ، وهو رصيد متنوِّع
الوزن والقافية ومُحمَّل بحكم وأمثال وقيِم تكشف عن النظرة الاجتماعيَّة
للزَّواج عند العرب، ولم يذكر الأستاذ أحمد قبِّش- بكسر الباء ( 90 ) – من هذا
الرَّصيد سوى أحدِ بيتَي الأخطل، وقولِ ابن الدَّيلميّ(ت469ه) من بحر
الكامل ( 91 ) :

13

يا طالبَ التزويجِ إنَّك بالذي تَبغيهِ منهُ جاهلٌ معذورُ
هل أبصرتْ عيناك صاحبَ زوجةٍ إلا حزينًا ما لديهِ سرورُ؟
لا تَبغِ في الدُّنيا نكاحًا لازمًا وافعلْ بها ما يفعلُ الزُّنبورُ
إذ ما تراه حين يُدركُ فُرصةً يدنو ويَلسعُ لَسْعةً ويَطيرُ
ولا أدري! كيف خَفي جُلُّ الشواهد الفصيحة والقديمة على الأستاذ
قبِّش ( 92 ) ؛فوجبَ الاستدراك عليه!
وأمّا الرَّصيد النثريّ لكلمة(زَوْجة) فله نماذج كثيرة في كتب
الحديث والآثار ( 93 ) ، ويكفي التمثيل بقول سيِّد الفصحاء والبلغاء وصفًا لأول
زُمرة تدخل الجنة في صحيح البخاريّ من رواية أبي هريرة:” ورَشْحهم
المِسْك، ولكلِّ واحد منهم زوجتان يُرَى مُخُّ سُوقهما من وراء اللَّحم من
الحُسْن” ( 94 ) ، وقوله- صلَّى الله عليه وسلَّم- وصفًا لأدنى أهل الجنة منزلةً من
رواية أبي سعيد الخُدريّ:” ثم يدخل بيته فتدخل عليه زوجتاه من الحُور
العين” ( 95 ) ؛ وقد علَّق الإمام النووىّ(ت676ه)؛ فقال بحقّ:” هكذا ثبت في
الروايات والأصول: زوجتاه بالتاء تثنية زوجة بالهاء وهي لغة صحيحة
معروفة، وفيها أبيات كثيرة من شعر العرب، وذكَرها ابن السكيت
وجماعات من أهل اللغة” ( 96 ) . وفي صحيح مسلم أيضًا قول سيِّد الفصحاء
من حديث أنس بن مالك:” يا فلان! هذه زَوْجتي فلانة” ( 97 ) ، وعلَّق الإمام
النوويّ على كلمة(زوجتي)؛ فقال:” هكذا هو في جميع النُّسَخ بالتاء قبل
الياء. وهي لغة صحيحة، وإن كان الأشهر حذفها؛ وبالحذف جاءت آيات
القرآن، والإثبات كثير أيضًا” ( 98 ) .
ووردت كلمة(زوجة)أيضًا في التراث النثريّ على لسان بعض
الأعراب والفصحاء ( 99 ) ، وفي رسائل للسيدة عائشة، ورسائل لمحمد بن أبي
بكر ( 100 ) ، وفي كلام لعبد الله بن عباس خُطبةً وتفسيرًا ( 101 ) ، وخطبة
لمعاوية ( 102 ) ، وكلام للإمام عليّ بن أبي طالب ( 103 ) ، وعلى لسان رجل من
بني حنيفة في مخاطبة أبي الأسود الدُّؤليّ ( 104 ) ، واستعملها الإمام
الشافعيّ(ت204ه) الموصوف بحقّ بأنه”أعلمُ العلماء بالعربيَّة، وأفصحُ
الناس قِيلًا بعد العصر الأول” ( 105 ) ، واستعملها بعض اللغويِّين المعاصرين
للأصمعيّ مثل أبي عبيدة في خبر سامة بن لؤيّ وما قيل في رثائه ( 106 ) .

14

ومن العدل والإنصاف ورفع التناقض بين المصادر ألّا ننسب إلى
الأصمعيّ أنه أنكر كلمة(زوجة)؛ والصواب الذي نطمئن إليه- وقد فهمه
قبلنا يوهان فك- أن الأصمعيّ راعى الاستعمال القرآنيّ وآثره ( 107 ) ؛ ونستدلّ
على رأينا بما جاء في نوادر أبي زيد(ت215ه) بلفظ:” يقال: هي
زوجي.وكان الأصمعيّ يكره: هي زوجتي، وقد قرئ عليه هذا الشِّعر ( 108 )
فلم ينكره” ( 109 ) ! ونستدلّ كذلك بأن أبا عبيد القاسم بن سلام(ت224ه) تلميذ
الأصمعيّ قال- في أمانة وصدق- بعد أن ذكر إنكار الأصمعيّ: ” هذا
الحرف بلغني عنه، ولم أسمعه” ( 110 ) ! وروَى التوَّزيّ(ت233ه) عن شيخه
الأصمعيّ: ” ما أقلَّ ما تقول العرب الفصحاء: فلانة زوجة فلان؛ إنما
يقولون: زوج فلان” ( 111 ) ! وحكَى أبو حاتم السجستانيّ(ت255ه) عن شيخه
الأصمعيّ اعتراضه على استعمال ذي الرُّمَّة كلمة(زوجة)، ثم قال: ” وقد
قرأنا عليه قبلَ هذا لأفصح الناس فلم ينكره… …وإنما لجَّ الأصمعيّ؛ لأنه
كان مُولَعًا بأجود اللغات، ويردُّ ما ليس بالقويّ؛ وذلك الوجه أجود
اللغتين” ( 112 ) ! ونلاحظ من النقول السابقة أن الأصمعيّ كان(يكره)، وفرقٌ
بين الكُره والإنكار!ونلاحظ كذلك اعتداده بالكثير الشائع، وقد يكون
الأصمعيّ مخطئًا في إحصائه؛ إذ يُفهَم مما سبق نقله من كلام
الكسائي(ت189ه)، والفراء(ت207ه)، وأبي حاتم تلميذ الأصمعيّ، ومن
كلام القاسم بن معن أن(زوج) لهجة أهل الحجاز وأزدشنوءة، وأن سائر
العرب يقولون: زوجة، وأنها لهجة نجد ومكة والمدينة، وقد يكون
الأصمعيّ مُحقًّا في إحصائه؛ وكلٌّ بنَى إحصاءه على ما سمعه! وغفر الله
لعليّ بن حمزة البصريّ(ت375ه) الذي دافع عن استعمال(زوجة) دفاعًا
قويًّا، وفطِن إلى كثير من شواهدها الشعريَّة، ولكنه بالغ في الاحتداد على
الأصمعيّ؛ فقال في شِدَّة: “وقول الأصمعيّ: لا تكاد العرب تقول: زَوْجتُه-
غلط؛ وفصحاء العرب يقولون: زَوْج، وزَوْجة؛ فممَّن قال ذلك لقمان بن
عاد رواه عنه أهلُ الضبط والثقات… …ولكنَّ الأصمعيّ ينسى فيشرط؛
فيُفسِد عليه شرطَه حفظُ غيره؛ ولو ترك الشَّرط نجا ” ( 113 ) ؛ وإذا كان هذا
هو موقف عليّ من الأصمعيّ؛ فكيف يكون ردّ فعله لو رأى تشدُّد بعض
المعاصرين ( 114 ) ؟!
ومن العدل والإنصاف كذلك أن نشير إلى تورُّط بعض اللغويِّين
والمعجميِّين في إنكار كلمة(زوجة) تأثُّرًا بالرأي الشائع عن الأصمعيّ؛ فقد
استعمل ابن قتيبة(ت276ه) نبرة الإنكار؛ فقال:” لا تكاد العرب تقول:
زَوْجته” ( 115 ) ، واستدلَّ بالآية القرآنيَّة التي استدلَّ بها الأصمعيّ من قبله!

15

وقال الرَّاغب الأصفهانيّ(ت502ه) من غير إشارة إلى الأصمعيّ: ”
و(زوجة) لغة رديئة” ( 116 ) ! ونقَل المطرزي(ت610ه) آراء العلماء في
(زوجة)، ثم قال: ” والأول هو الاختيار بدليل ما نطق به
التنزيل” ( 117 ) ! وأما ابن سيده(ت458ه) فكان أكثر تسامحًا وشجاعة في
النقد؛ إذ ذكَر الرأي المشهور للأصمعيّ، وتعقَّبه بعبارة:” وكانت من
الأصمعيّ في هذا الوجه شدة وعُسر” ( 118 ) ، وقد سبق ابنَ سيده بعضُ أكابر
العلماء مثل الكسائيّ، والفراء- وقد نقلنا كلامهما آنفًا- والأخفش
الأوسط(ت215ه) ( 119 ) ، ومثل أبي مسحل الأعرابيّ، وابن السكيت ( 120 ) .
ومن الواضح أن كلمة (زوج) تضمَّنت في أصل استعمالها المذكر
والمؤنث ( 121 ) ، ولكنَّ حرص بعض اللهجات القديمة على بيان – أو تأكيد –
التأنيث جعل دلالة الكلمة تخصُّ أحد النوعين ( 122 ) ؛ حيث قال أهل نجد وأهل
مكة والمدينة وبعض الحجازيِّين زوجة ( 123 ) ؛ فانصرفت كلمة (زوج) –
بصورة أو بأخرى – إلى المذكر؛ وشاع هذا بين كثير من القبائل العربيَّة
أو (سائر العرب) حسب قول الفراء؛ وبناءً على ذلك تحوَّلَت العلاقة بين
الكلمتين من الاشتمال Hyponymy إلى العكس Converseness أو
التضادَّات ذات الارتباط Relational opposites
وهذا التطوُّر هو الشائع في مُعظَم اللهجات الحديثة الفصيحة؛ وليس
أدلَّ على ذلك من مصطلح علم الجبر(عدد زَوْجِيّ) بمعنى العدد الذي يقبل
القسمة على اثنين بدون باقٍ مثل: 2، 4، 6، 8، 10… وهكذا. ولم تكتفِ
العاميَّات الحديثة بهذا التطوُّر؛ بل مال مُعظمها إلى القلب المكانيّ في لفظ
(زَوْج)؛ ليتطوَّر إلى (جوز) بضمَّة مُمالة في الدِّلالة على المذكَّر دون
المؤنَّث؛ فشاع بين العاميَّات (جوز فلانة) بمعنى زوجها؛ ومن الأمثال
الشعبيَّة في مصر: ” جوز البنِيَّة أغلى من نور عينيَّ” ( 124 ) ، وإن لم نسمع
(جوز فلان) ولا (جوزة فلان) بمعنى زوجته؛ وكأنَّ العامَّة اختصَّت
بالقلب ما هو أسهل نطقًا وأشهر دلالة! ولم يسلَم من هذا القلب المكانيّ إلا
القليل من العاميَّات مثل عاميَّة كبار المثقَّفين في الطبقات الاجتماعيَّة
المتحضِّرة ( 125 ) .
وتجدر الإشارة إلى قضيَّة(الاستعمال القرآنيّ) التي نراها السبب
الحقيقيّ في تعقُّب الأصمعيّ لكلمة(زوجة)؛ وهي القضيَّة التي أُسِّس عليها
خطأً وعدوانًا كثير من معاجم ومؤلَّفات التثقيف اللغويّ قديمًا وحديثًا؛ ولا
أزال أسمع- بناء على الاستعمال القرآنيّ- من ينكرون استعمال(البعض)،

16

و(الكُلّ)- بالألف واللام- وساهمتُ في الأمر بمعنى شاركتُ، وفرِغتُ من
الأمر- بكسر الراء- مع أن هذه الاستعمالات صحيحة ورد بعضها في
الشعر الفصيح، والنثر القديم، والقراءات القرآنيَّة! ولسنا نشكُّ في أن
الاستعمال القرآنيّ هو الأفصح والأفضل؛ إذ يمثِّل قمَّة الفصاحة العربيَّة،
ولكننا نؤمن بأن الاستعمال القرآنيّ حجة للإثبات فقط؛ ولا ينبغي أن يكون
حجة للنفي. ونذهب إلى ما هو أبعد فنقول: إن الكلمة القرآنيَّة قد يصيبها
انحطاط دلاليّ في بعض اللهجات؛ فضمير الخطاب للمفرد
المذكَّر(أنت)ورد في الاستعمال القرآني مع الذات العليَّة على لسان
الملائكة:( أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ) (البقرة: 32)، ولكنَّ اللهجات الحديثة تستعمل
في خطاب المعظَّم سنًّا أو مقامًا كلمات أخرى مثل: حضرتك، وسيادتك،
ومعاليك، و…إلخ؛ ولا تقبل هذه اللهجات استعمال(أنت) في مثل هذا
السياق إلا مع قرينة أخرى دالَّة على التعظيم ( 126 ) !
وإذا كانت غَيرة الأصمعيّ الزَّائدة على لغة القرآن الكريم جعلتْه
يؤثر استعمال(زوج) على (زوجة) في الدلالة على الأنثى؛ فإن الفقهاء
يقتصرون في الاستعمال على(زوجة)؛ ” للإيضاح وخوف لَبْس الذَّكر
بالأنثى؛ إذ لو قيل: تَرِكة فيها زَوْج وابن؛ لم يُعلَم أذكرٌ هو أم أنثى” ( 127 ) .
ولسنا ننكر دَور القرائن اللفظيَّة والمعنويَّة في منع اللَّبس ( 128 ) ؛ ومن
هذه القرائن الإشارة مثل: هذه الزَّوج. ومنها الوصف مثل: الزَّوج الكريمة.
ومنها الاختصاص مثل: الزَّوج الحائض أو المرضِع. ومنها الضمير مثل:
مسكين من لا زوجَ له، أو مات عن زوج. ولكن لا مانعَ مطلقًا من
استعمال الكلمة(زوجة) بالتاء مع وجود القرينة المانعة من اللَّبس؛ فهذا من
قبيل تضافر القرائن، وليس من قبيل الخطأ ولا الترخُّص؛ وكيف يكون
استعمال(زوجة) خطأ أو رُخصة، وقد نطق بها سيِّد الفصجاء؛ وعدَّها
بعض العلماء من متخيَّر الألفاظ ( 129 ) ؟!
وبعد؛ فالنظرة اللغويَّة إلى الزوجين تتسع لمسائل كثيرة؛ فمن
الممكن دراسة الألفاظ المترادفة لكلمة (زوجة) أو المرتبطة بها في بعض
السياقات مثل كلمة (أهل) المستعملة في بعض آيات القرآن الكريم بمعنى
(زوجة)؛ وقد توقَّف في قبول استعمالها أبو حاتم السجستانيّ، ونقَل ابن
سيده(ت458ه) رأيه بلفظ:” أبو حاتم: لا يقال للمرأة: أهل، واستدلَّ بقولـه
تعالى:(فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ) (الأعراف:83)، (النمل:57). وهذا لا
يَقوَى؛ لأن الاستثناء قد يكون من الأهل وهو الصحيح” ( 130 ) . وردُّ ابن سيده

17

لا يتَّجه لرأي أبي حاتم؛ لأن أبا حاتم لم ينكر الاستثناء من الأهـل في
الآية، وإنما استدلَّ به على أن لفظ الأهل لا يقال للمرأة؛ إذ لا يصحُّ أن
يقال: وأهله إلا أهله! ويبدو أن رأي أبي حاتم كان فى فترة مُبكِّرة من
حياته العلمية؛ فقد كان في وُسعه أن يجيز ذلك مـن قبيل المشترك
اللفظيّ ( 131 ) ، وأن الكلمة في الآية بمعنى جماعة الرجل وأَخصّ الناس به،
وأنها في غير الآية قد تأتي بمعنى امرأة الرجل ( 132 ) ، لا سيما وأن أبا حاتم
أجاز أن يقال: هو أهلُ ذاك وأهلٌ لذلك ( 133 ) . ويبدو أن أبا حاتم لم يسمع
بعض الأحاديث والآثار التي جاءت فيها الكلمة بمعنى الزوجة؛ ومنها قول
سيِّد الفصحاء لجابر بن عبد اللـه: ” ارجـع إلى أهلك وقل لها: لا تنزعي
البُرمة من الأثافي، ولا تُخرجي الخبز من التنُّور حتى آتي” ( 134 ) ، وقد قال
الأصمعيّ شيخ أبي حاتم:” قول الناس اليوم: قد بنى فلان البارحة على
أهله. وإنما كان هذا القول لمن كان يضرب على أهله في تلك الليلة قبَّته
وخيمته، وذلك هو بناؤه” ( 135 ) .
ولله دَرّ الأديب عبد القادر البغداديّ(ت1093ه) الذي تدبَّر قولَ الله
تعالى:(فَقَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا) (طه:10)؛ وفهم من النص القرآنيّ ما هو أوسع
من دلالة(أهل) على (زوجة)؛ فقد استنتج من الآية أن المرأة قد تُخاطَب ”
بخطاب جماعة الذكور مبالغةً في سترها ” ( 136 ) ؛ واحتجَّ بالآية في تخريج
(سواكم) بخطاب الجمع في قول جميل بُثينة ( 137 ) :
فإن يكُ جُثماني بأرضِ سواكمُ فإنَّ فؤادي عندكِ الدهرَ أجمعُ
ولا شكَّ أن امتداد النظرة اللغويَّة إلى الزَّوجين مع التوسُّع في دراسة
الألفاظ المرتبطة بهما يُثري بعض قضايا البحث العلميّ مثل أسباب
اختلاف روايات بعض الأشعار العربيَّة ومنها المرويّ في بعض المصادر
بلفظ:(زَوْجتي)، وفي بعضها بلفظ:(طَلَّتي)!
وقد تصحِّح النظرة اللغويَّة العميقة كثيرًا من الآراء التي بُنيت على
استقراء ناقص للنصوص ( 138 ) ، ومن هذه الآراء قول الدكتور أحمد مختار
عمر: “كلمة(زوج) وردت في لغة العرب دون التاء لكل من المذكر
والمؤنث” ( 139 ) ، وقوله في سياق آخر إن الكلمة لغة لبني تميم ( 140 ) !
ولا يخفى دَور النظرة اللغويَّة إلى الزَّوجين في تغذية المعاجم
العربيَّة الحديثة وتصحيح ما بها من اجترار؛ ففي معجم متن اللغة للشيخ
أحمد رضا العاملي:” وفي التهذيب: تقول العرب: زَوَّجتُه امرأةً، وتزوَّجتُ

18

امرأةً، وليس من كلامهم: تزوَّجتُ بامرأةٍ، ولا زوَّجتُ منه امرأة… …
والاسم الزَّواج والزِّواج… … تزوَّج المرأةَ وبها: لغة قليلة عن يونس
وأنكرها صاحب التهذيب… … وهي زوجته؛ وأباها الأصمعي بالهاء…
…ولا يقال: زَوْج حمام؛ لأن الزَّوْج هنا الفرد” ( 141 ) ؛ ولا يخفى الخلط بين
الزَّواج وبين مصدر الفعل(زاوجَ)! وأحكام القلَّة والكثرة والإنكار لا مَدْعاة
لذكرها في المعاجم الحديثة؛ لأنها مبنيَّة على استقراء ناقص؛ وقد أريتُك
بالنصوص والشواهد أن شيوع الإنكار عن الأصمعيّ محلّ نظر؛ وربَّما
استغلَّه أقرانه ومعاصروه!
وأمَّا المعجم الوسيط أشهر معجمات مجمع اللغة المصريّ فقد اكتفى
بجمع(زَوْج) على أَزْواج وزِوَجة، ولم يذكر(أزاويج) جمعًا أو جمعًا
للجمع ( 142 ) ، مع أنه ذكر (قول) و(أقوال) و(أقاويل) ( 143 ) ؛ وكان الأوْلى
بالمعجم أن يذكر الجموع الثلاثة أو يكتفي بالمستعمل المشهور(أزواج).
وقصَّر الوسيط كذلك في معاني الزَّوج؛ فلم يذكر معنى الدِّيباج أو النَّمَط
يُطرَح على الهودج، على الرَّغم من وجود هذا المعنى في معجم لسان
العرب الذي تعتمد عليه معاجم المجمع أو تجترّ منه! وفي مقابل التقصير
كرَّر المعجم الوسيط بعض المعاني؛ وفرقٌ بين تكرار المعنى وتشقيق
أمثلته وبين توليد المعنى وتعدُّده ( 144 ) ! وإليكَ المعاني التي ذكرها المعجم
الوسيط لكلمة(زوج) حسب ترتيبها عنده: 1-كل واحد معه آخر من جنسه.
2- الشكل يكون له نقيضٌ كالرُّطَب واليابس، والذَّكر والأنثى؛ وفي التنزيل
العزيز:( قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ). 3-الليل والنهار. 4-الحُلو
والمرّ. 5-القرين والنظير والمثيل. 6-بَعْل المرأة. 7-الزوجة. 8-خلاف
الفرد؛ يقال: زَوْج وفرد، وكل شيئين اقترن أحدهما بالآخر فهما زوجان.
9-الصِّنف؛ وفي التنزيل العزيز:( وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ). 10-النوع
من كل شيء ( 145 ) .
ولا يخفى ما في هذه المعاني العشرة مِن تكرارٍ وتفريعٍ سقيم
واجترار معيب من المعاجم القديمة؛ فما الفرق بين المعنى الثالث(الليل
والنهار) والمعنى الرَّابع(الحلو والمرّ) وبين المعنى الثاني(الشكل يكون له
نقيضٌ كالرُّطَب واليابس، والذَّكر والأنثى) ( 146 ) ؟ وما الفرق بين الصنف
والنوع؟ ولماذا أُقحِمتْ جملة(وكل شيئين اقترن أحدهما بالآخر فهما
زوجان) في المعنى الثامن بعد المعنى الخامس(القرين والنظير والمثيل)؟
ثم أخبِرني- جعلك الله من المنصفين- بالفرق بين المعنى الخامس وبين
المعنى الأول(كل واحد معه آخر من جنسه)!

19

ولو صحَّ صنيع المعجم الوسيط لجاز أن يكون للزَّوْج مئات
المعاني؛ كأن يقال: الزَّوْج هو الأبيض والأسود، والقبيح والجميل، والغَثّ
والسَّمين، والطويل والقصير، والشَّقيّ والسعيد، والجوهر والعَرَض…
…إلى آخر ما تعرفه اللغة من ألفاظ التضادّ ( 147 ) ؛ وهذا لا يقوله المبتدئون؛
فكيف تورَّطت فيه الطبعة الثالثة من معجم صادر عن مؤسَّسة مجمعيَّة
يرأسها رئيس اتحاد المجامع اللغويَّة العلميَّة العربيَّة؟!
والذي أوقع المعجم الوسيط في هذا التكرار هو ما جاء في لسان
العرب نقلًا عن تهذيب اللغة للأزهريّ بلفظ:” وكان الحسن يقول في
قوله:(وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ)(الذاريات: 49)، قال: السماء زَوْج،
والأرض زَوْج، والشتاء زَوْج، والصيف زَوْج، واللَّيل زَوْج، والنهار
زَوْج” ( 148 ) ؛ فانظر وقارن بما وقع في المعجم الوسيط من اجترار معيب
وخلط بين التفسير وضرب الأمثلة وبين تعدُّد المعاني!
وكان في إمكان المعجم الوسيط ضمّ المعاني العشرة في أربعة معان
بالترتيب الآتي: 1-بَعْل المرأة. 2-الزّوْجة. 3- خلاف الفَرْد مثل: (اشترى
زَوْج أحذية فوجد أحدهما أكبر من الآخر). 4-الفرد الذي له قرين بالنظير
في الشكل أو الوظيفة كالصِّنف والنَّوْع، أو بالضدّ والنقيض كالذَّكر
والأنثى، والليل والنهار، والحلو والمرّ، والرَّطْب واليابس ( 149 ) .
ويلفت النظر خلوُّ المعجم الوسيط من الشواهد الشعريَّة، واقتصارُه
على شاهدين قرآنيَّين؛ فلم يذكر آية(احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا
كَانُوا يَعْبُدُونَ) (الصافات:22) شاهدًا على معنى القرين والنظير والمثيل!
وفاته مصطلح (عدد زَوْجيّ) الذي يستعمله الصغار والكبار، ويشتهر في
علم الجبر!
ولو تعاون مجمع اللغة المصريّ مع مجمع اللغة السوريّ ما تورَّط
المعجمان الصادران عنهما في مثل هذه الأخطاء، مع الاعتراف بأن معجم
متن اللغة صدر في طبعة واحدة من إعداد فرد واحد مع فضل السَّبق ( 150 ) ؛
في حين وقعت أخطاء المعجم الوسيط في طبعة ثالثة منه صادرةٍ من بعدُ
عن فريق من المحرِّرين والخبراء والأعضاء!
وأمَّا المرحلةُ الأولى من معجم الدَّوحة التاريخيّ الذي يهتمّ أو يجب
أن يهتمّ بأقدم شاهد على الاستعمال اللغويّ- فقد زعَم أن أقدم شاهد على
استعمال كلمة(زَوْجة) هو قول الشاعر الجاهليّ العُبَيد بن عامر الكلبي ( 151 ) :

20

وزوجةِ مغيار وصلتُ وجسرةٍ عجَرتُ عليها لِمَّتي بردائيـــــــــــا
وغفَل معجم الدَّوحة عن بيت عَمرة الخثعميَّة إحدى شواعر
الجاهليَّة، بل غفل عن الأبيات التي نقلناها منسوبة إلى لقمان بن عاد،
وربما عدَّها من الأبيات المجهولة القائل، وقد جاء في مقدمة المعجم بلفظ
صريح: ” ولم نهتمّ في هذه المرحلة بالنصوص المجهولة القائل”! ولا
يخفى القصور والتقصير؛ فقد كان فى إمكان المجلس العلمىّ للمعجم نسبةُ
هذه النصوص إلى أقدم مصدر جاءت فيه مستعينًا بالقرائن مثل: الأحداث،
ومناسبات النصوص؛ فالتأريخ التقريبيّ أسلمُ من الإهمال والاستبعاد ( 152
) .ويجب التفريق بين النصوص المجهولة القائل وبين النصوص المشكوك
في نسبتها؛ فالأبيات المنسوبة إلى لقمان بن عاد تبقى حقًّا له حتى يثبت
لدينا خطأ النسبة. ويلفت النظر كذلك اقتصار معجم الدَّوحة على الجمع(أزواج)،
واستشهاده على استعمال الزَّوج بمعنى(كلّ اثنين) بقول إحدى بنات ذي
الأصبع العدوانيّ: ” زَوْج من عُود خيرٌ من القَعود”! ونحن نستبعد تفسير
معجم الدَّوحة؛ لأنه يوهم أن المتحدِّثة- وهي فتاة تتحلَّى بالحياء العربيّ-
تُساوي نفسها بمن سيتزوَّجها، ويوهم كذلك أنها أردات التزوُّج بذكَرين في
وقت واحد!! ونحن نميل إلى أن كلمة(زَوْج) في المثَل معناها البَعْل؛ وكأنَّ
القائلة أرادتْ في تعبير لطيف عن الرِّضا بيسير الحاجة إذا أعوز جليلُها
أن البَعْل ولو كان من عُودٍ خير للبنت من العنوسة؛ ولعلَّ هذا هو أصل
المثَل الشائع في العاميَّة المصريَّة الحديثة:”ضِلّ راجل ولا ضِلّ حايطة”
الذي ذكرتُه لك- وقد أطلتُ عليك- في مفتتح المقال. وقد فطِن إلى هذا
المعنى للمثَل أكابر العلماء منهم أبو عبيد القاسم بن سلام(ت224ه)؛
فقال:”وكذلك قولهم: يركب الصَّعبَ مَن لا ذَلولَ له. ومن أمثال نسائهم في
هذا قولهم: زَوْج من عُود خير من القُعود” ( 153 ) ؛ فقد فهم أبو عبيد أن المثل
تعبير عن الاضطرار، وهذا ما فهمه ابن عبد ربه(ت327ه)؛ حيث وضع
المثَل تحت عنوان الرِّضا بالبعض دون الكل ( 154 ) . وقال زيد بن رفاعة
الهاشميّ(ت زهاء 373ه):” زَوْج من عُود خير من قُعود؛ أي: التزويج-
وإن كان ممَّن يقلّ غَناؤه- خير من الأيْمة؛ هذا يصحّ في الرجل والمرأة؛
أي: قُعود الرجل عن الاكتساب، وقُعود المرأة عن التزوُّج” ( 155 ) . وقال أبو
الرَّبيع الكلاعيّ(ت634ه):” وما قيل: الثَّيِّب عُجالة الرَّاكب إلا ليسارة

21

مئونتها في النساء، ولا كان من أمثالهنَّ: زَوْج مِن عُود خَير من القُعود إلا
إيثارًا للنَّجاز على النَّساء” ( 156 ) .
وفطِن إلى المعنى أيضًا الحسن اليُوسيّ(ت1102ه)؛فقال:” زَوْج
من عُود خير من قُعود… …ومعنى المثَل أن التزوُّج- ولو بأدنى زَوْج-
خير من البقاء بلا زَوْج” ( 157 ) ، وفطن إلى المعنى أيضًا الشيخ إبراهيم
الطرابلسيّ(ت1308ه)؛ حيث نظَم المثل في فرائده بلفظ ( 158 ) :
بِئستْ فتاةٌ قَوْلُها مردودُ خَيرٌ من القُعود زَوْجٌ عُودُ
وقد زعَم معجم الدَّوحة أن بنت ذي الإصبع قالت قَوْلتها في حضرة
أبيها الذي كان يرفض تزويج بناته! وهذا الادِّعاء يتنافى مع حياء المرأة
العربيَّة، ويتنافى كذلك مع المصادر التي ذكرَت المثَل؛ وعبارة ابن
طيفور(ت280ه):” حتى خرج ليلةً إلى متحدَّثٍ لهنَّ؛ فاستمع عليهنَّ،
وهنَّ لا يعلمن؛ فقلن: تعاليْن؛ فلنتمنَّ، ولتصدق كل واحدة منا… …وقيل
للرابعة- وهي الصغرى- تمنَّي… …قالت: زوجٌ من عود خير من القعود.
فلما سمع أبوهنَّ مقالتهن زوَّجهنَّ أربعَهنَّ” ( 159 ) ، وعبارة أبي هلال
العسكريّ(ت395ه):” زَوْج من عُود خير من قُعُود. المثل لبنت ذي
الإصبع العَدْوانيّ، وكان له أربع بنات؛ فعرض عليهن التزويج؛ فقلن:
خِدمتُك وقُربك أحبُّ إلينا، ثم أشرف عليهن من حيث لا يشعرن به؛ فسمع
واحدة منهن تقول: لتقُل كل واحدة منكن ما في نفسها؛ فقالت الكبرى…
…وقُلن للرابعة:قُولي؛فقالتْ:زَوْج من عُود خير من قُعُود” ( 160 ) .وعبارة أبي
الفضل الميدانيّ(ت518ه): ” زَوْج من عُود خير من قُعُود. هذا المثل
لبعض نساء الأعراب، قال المبرَّد: حدَّثني عليّ بن عبد الله عن ابن عائشة
قال: كان ذو الإصبع العَدْوانيّ رجلًا غيورًا وله بنات أربع، وكان لا
يزوِّجهن غَيْرةً؛ فاستمع عليهن يومًا وقد خَلْون يتحدَّثن؛ فقالتْ قائلة
منهن: لِتقُلْ كلُّ واحدة منا ما في نفسها، ولنصدُق جميعًا؛ فقالت كبراهن…
… وقُلن للصغرى: ما تقولين؟… … فقالت: زوج من عُود خير من
قُعُود” ( 161 ) . وعبارة جار الله الزَّمخشريّ(ت538ه):” زَوْج من عُود خير
من قَعُود. هو القَعود عن التزوُّج؛ من المرأة القاعد، وقيل: هو
الأيِّمة؛وأصله أن ذا الإصبع العَدْوانيّ اطَّلع ذات يوم على بناته،وكان لا
يزوِّجهن لفرط غيرته؛ فقالت إحداهنَّ: تعالين؛ لتقُلْ كل واحدة منا ما في
نفسها؛ فقالت الكبرى… …وقالت الصغرى وقد أحرجْنها وألححْن عليها:
زَوْجٌ من عُود خير من القعود” ( 162 ) .وعبارة الحسن اليوسيّ(ت1102ه):”

22

زَوْج من عُود خير من قُعود… …قالته بنت همَّام بن مُرَّة الوائليّ البكريّ ،
وكان له- فيما زعموا- أربع بنات… …فخرج ذات ليلة إلى متحدَّثٍ لهنَّ؛
فجعل يستمع تحديثهنَّ وهنَّ لا يعلمن… …فلمَّا سمع أبوهنَّ ذلك
زوَّجهنَّ.وهكذا حُكي عن بعضهم هذه القصة! والذي ذكَر صاحب القاموس
في اللغة أن همَّام بن مُرَّة له ثلاث بنات” ( 163 ) .
فهذه مصادرنا العربيَّة، وكلُّها مطبوعة محقَّقة قبل أن تفكِّر الدَّوحة
في المعجم التاريخيّ بسنين؛ فمن أين زعم معجم الدَّوحة أن بنت ذي
الإصبع قالت قَوْلتها في حضرة أبيها الذي كان يرفض تزويج بناته؟ ولماذا
رجع معجم الدَّوحة إلى المستقصى للزمخشريّ وحده دون المصادر
الأخرى السابقة عليه؟ وهل لفظ(اطَّلع) في نصّ الزمخشريّ- وذكره أيضًا
الشيخ إبراهيم الطرابلسيّ في فرائده- يعني أن الأب كان مع بناته في
مجلس واحد؟ أو يعني العِلم والسماع والنظر والإدراك ( 164 ) ؟ ألم يقرأ
الأكابر الأكارم القائمون على معجم الدَّوحة قول الله تعالى: (لَوِ اطَّلَعْتَ
عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا) (الكهف:18)، وقوله تعالى: (فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي
سَوَاءِ الْجَحِيمِ) (الصافات:55)، وغيرهما من الشواهد القرآنيَّة التي ورد
فيها الفعل اطَّلع ( 165 ) ؟ ولماذا لم يذكر معجم الدَّوحة الرواية الأخرى للمثل
بلفظ:” قعود” بالتنكير على الرَّغم من مجيئها مع رواية التعريف في
المستقصى نفسه ( 166 ) ؟
ويؤخذ على معجم الدَّوحة كذلك تكرار بعض المعاني واجترارها؛
فقد ذكر أن الزَّوج من الحيوان والثمار والنبات: النوع والصنف، وأن
الزَّوج: الذكر والأنثى من الناس، وأن الزَّوج من الصوف المصبوغ
ونحوه: اللون، وأن الزَّوج من الثياب والنباتات ونحوها: اللون والصنف
منها! ويلفت النظر استشهاد معجم الدَّوحة على معنى الذكر والأنثى من
الناس بقول الله تعالى:(جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا)
(الشورى:11)؛ ولا يخفى تضييق الواسع؛ لأن الشاهد القرآنيّ يشمل
الناس والأنعام؛ فما الداعي إلى تقييد المعنى بالناس فقط ( 167 ) ؟
وقد تكشف لنا النظرة اللغويَّة العميقة للزَّوجين ملامحَ النظرة
الاجتماعيَّة للزَّواج عند العرب، وما يرتبط بهذه النظرة من حقوق
وواجبات؛ وقد سبق في الشواهد نصيحةُ لقمان بن عاد بإكرام الزَّوجة
جِنسيًّا، وتقديم هذه النصيحة بالكناية اللطيفة بلفظ:” عَشِّ رُويدًا إبْلَك”!
وسبقَ أيضًا قولُ العجّاج: ” لا تسألُ الزَّوجةُ ريحَ العِطْر”! ونقلنا قولَ

23

الفرزدق الذي رأى مَن يفكِّر في إفساد زوجته كمن يفكِّر في الاقتراب من
أُسْد الشَّرى يستبيلها أو يستثيرها! وذكرنا قول الأعرابيّ الذي يصف
زوجته بأنها (يؤمَن غيبها)، ورأينا في بيت الأخطل إشارة إلى الوفاء بعهد
الزوجيَّة بعد انقطاعه بالوفاة أو نحوها؛ فقد طلَّق الأخطل زوجته وتزوَّج
من مطلَّقة تنفَّست فذكرتْ ذات يوم زوجها الأول؛ فنظَم الأخطل ما يُشير
إلى الشعور نفسه؛ أنها تنوح على زوجها الماضي وأنه ينوح على زوجته
الأخرى. ونقلنا في المقابل قول الشاعر الذي وصف زوجته بأنها تطرده من
بيته وتهِرُّ في وجهه هرير الكَلبة! وقولَ الآخَر الذي وصَف زوجته بأنها
قرين سوء، وتمنَّى موتها بل تمنَّى أن تخرَّ عليها آجُرَّة من السَّقْف تقُدّ- أي
تشقّ- يدها وضِلعين من أضلاع صدره؛ كي يستريح منها! وذكرنا قول
من يصف زوجته بأنها كثيرة السيئات أو الغضب، وقول مَن يصف أمَّه
بأنها (زوجة سُوء لأبيه)! وأسوق هنا قول الزَّبيديّ(ت1205ه):” وجدتُ
في بعض المجاميع ما نصُّه: وُجد حَجَرٌ في جدار الكعبة؛ فإذا فيه ثلاثةُ
أسطر بقلم المسند، الأول: أنا ربُّ مكة لا إله إلا أنا من لا زوجةَ له لا
معيشةَ له.الثاني: أنا ربُّ مكة لا إله إلا أنا، مَنْ لا ولد له لا ذِكْر له.الثالث:
أنا ربُّ مكة لا إله إلا أنا، مَنْ لا زوجةَ له ولا ولدَ له لا هَمَّ له” ( 168 ) !
ونلاحظ هنا بجانب النظرة الاجتماعيَّة استعمال(زوجة) بالتاء مع وجود
قرينة الضمير المانعة من اللبس، ويُروَى عن الأصمعيّ في المعنى نفسه:”
الخالي: الذي لا زوجةَ له” ( 169 ) ؛ ولا يخفى هنا استعمال الأصمعيّ نفسه
كلمة(زوجة) مع وجود القرينة؛ فكيف يقال بعد ذلك وأمثاله إن الأصمعيّ
تعقَّب الكلمة أو أنكرها؟ وهل جرؤ على استعمال لفظ أنكَره على غيره ( 170
) ؟ وكيف استمرَّت نسبة الإنكار حتى وصلتْ إلى الكتب المعاصرة
والمعجمات الحديثة؟! لعلَّ القَدْر اليسير الذي قدَّمناه في الصفحات السابقة
يكفي ويُقنِع، وأرجو أن يكون خطوة لتعميق النظرة اللغويَّة إلى الزَّوجين
وما يرتبط بهما من ألفاظ وأساليب؛ فهل من مُجيب؟
(1) الرَّاجل هنا معناه زَوْج المرأة، ولم يرِد المثل في معجم تيمور الكبير في الألفاظ العاميَّة-
إعداد وتحقيق د.حسين نصار- مركز تحقيق التراث- دار الكتب والوثائق القوميَّة- القاهرة –
مصر ط/2002م! وقد ذكر تيمور أمثالًا أخرى ترتبط بالرَّاجل بمعنى الرَّجُل الذَّكر منها قوله
جـ1/56: ” راجل مزّاع، ويمزع: أي: مبالغ في الافتخار، كذّاب في روايته”، جـ1/147: ”
راجل بلاوي”، (حرف العين) جـ4/427:” يتعكّز على راجل؛ أي: يستند”، (حرف الميم)
جـ5/324: ” راجل مِدَبّ” والعجيب قول تيمور جـ1/148:” ووصفوا بالجامد؛ فقالوا: راجل
مُخّ، أي غبيّ”! وأكَّده في (حرف الميم) جـ5/321 بلفظ: ” المخ معروف. والعامة تصف
به فتقول: راجل مُخّ: أي غبيّ(!) واشتقُّوا منه فقالوا: مَخَّخ له. ولكن معناه عندهم الكذب؛ أي:
أتاه بالأكاذيب والملفَّقات من مخِّه؛ أي: ابتدعها وليس لها أصل”!
(2) انظر: كتاب الأضداد لأبي الطيب اللغويّ(ت351هـ)- عُني بتحقيقه د.عزة حسن- دار
طلاس للدراسات والترجمة والنشر- دمشق- سوريا ط2/1996م. ص224، وتهذيب اللغة
للأزهريّ– تحقيق مجموعة من الأساتذة – الدار المصرية للتأليف والترجمة – القاهرة – مصر
ط/64 – 1975م.(ز و ج) جـ11/154، ولسان العرب لابن منظور(ت711ه)- دار صادر-
بيروت- لبنان ط1/2000م.(ز و ج) جـ7/76.
(3) المذكر والمؤنث لابن الأنباريّ- تحقيق د. طارق الجنابي – مطبعة العاني– بغداد –
العراق ط1/1978م. ص382، والمصباح المنير للفيومي(ت770هـ)– دار القلم-
بيروت- لبنان (د.ت).(ز و ج) جـ 1/352، واللفـظ لـلفيوميّ، وانظر عبارة أبي حاتم بتصرُّف
يسير في المخصص- مصوَّرة عن طبعة المطبعة الأميرية بالقاهرة 1321هـ – دار الكتب
العلمية – بيروت – لبنان (د.ت).(ما يذكر ويؤنث من سائر الأشياء ) جـ 17/24 من غير نسبة
إلى أبي حاتم!
(4) المذكر والمؤنث لابن الأنباريّ ص382، وكتاب الأضداد له- تحقيق محمد أبو الفضل
إبراهيم- المكتبة العصرية- صيدا- بيروت- لبنان ط/1987م.ص374: 375، والزاهر له –
تحقيق د. حاتم الضامن – مؤسسة الرسالة – بيروت – لبنان ط1/1992م. جـ 2/198،
وتهذيب اللغة للأزهريّ(ز و ج) جـ 11/154، ودرة الغواص في أوهام الخواص – ضمن درة
الغواص وشرحها وحواشيها وتكملتها- تحقيق وتعليق عبد الحفيظ القرني – دار الجيل –
بيروت – لبنان ط1/1996م. ص 655، وانظر: ليس في كلام العرب لابن خالويه(ت370هـ) –
ترتيب وتحقيق د. محمد أبو الفتوح شريف – مكتبة الشباب – القاهرة – مصر ط/1975م. ص
66، وتثقيف اللسان لابن مكي (ت501ه)- تحقيق د. عبد العزيز مطر- دار المعارف – القاهرة
– مصر ط2/1981م. ص 246، وغلطات العوام لخسروزاده(ت1590م) – 191 لغة –
مخطوط بمعهد المخطوطات العربية– القاهرة – مصر(د.ت)- ورقة11.
(5) تهذيب اللغة للأزهريّ(ج ر ذ) جـ11/10، (ز و ج) جـ11/154، والتكملة والذيل والصلة
للصغانيّ(ت650ه)- تحقيق ومراجعة مجموعة من رجال المجمع- مطبوعات مجمع اللغة
العربية- القاهرة- مصر ط/70-1979م.(ز و ج) جـ1/445.
(6) كتاب الأضداد لقطرب- عُني بتحقيقه والتقديم له د.حنّا حدّاد- دار العلوم للطباعة والنشر-
الرياض- السعوديَّة ط1/1984م.ص112، ولم يذكر المحقِّق توثيقًا ولا تعليقًا!! وفي كتاب
الأضداد لابن الأنباريّ ص373:” وقال قطرب: الزَّوْج من الأضداد؛ يقال: زَوْج للاثنين،
وزَوْج للواحد”.
(7) معاني القرآن للأخفش – تحقيق د.عبد الأمير الورد – عالم الكتب – بيروت – لبنان
ط1/1985م. جـ1/327، وبه أخطاء في ضبط الشواهد القرآنيَّة! وانظر تحقيق د.فائز فارس-
الشركة الكويتيَّة لصناعة الدَّفاتر والورق المحدودة- الكويت ط2/1981م.ص141.

(8) الذي في إصلاح المنطق – تحقيق أحمد شاكر وعبد السلام هارون – دار المعارف –
القاهرة – مصر ط4/1987م. ص 332: ” وتقول: عندي زوجا نعالٍ، وزوجا
حمام، وزوجا خفافٍ، وإنما تعني ذكرًا وأنثى”، وهذا يعني الاتفاق مع رأي الأصمعيّ وأبي
حاتم السجستانيّ ومن تبِعهما، ولكن جاء في كتاب الأمالي للقالي(ت356ه)- مطبعة دار الكتب
المصريَّة- القاهرة- مصر ط2/1926م. جـ1/20: ” وقال يعقوب: يقال: زَوْجتُه، وهي قليلة؛
قال الفرزدق: وإن الذي يسعى ليُفسِد زوجتي…”، وفي التكملة للصغانيّ(خ س ي) جـ 6/408:
” ابن السكيت: الأخاسيّ جمع خَسَا(كذا بلا تنوين!) أي: الفرد، ويقال: هو يُخسِّي ويُزكِّي؛ أي:
يلعب؛ فيقول: زَوْج أو فرد. وخاسيتُ فلانًا: إذا لاعبتُه بالجوز فردًا أو زوجًا”!
(9) الذي في أدب الكاتب لابن قتيبة – شرحه وضبطه وقدَّم له الأستاذ علي فاعور- دار الكتب
العلميَّة- بيروت- لبنان ط1/1988م.(باب ما يُتكلَّم به مثنًّى والعامة تتكلَّم بالواحد منه)ص274
بلفـظ: ” يقال: اشتريتُ زوجَيْ نِعال، ولا يقال: زَوْج نِعال؛ لأن الزَّوْج ها هنا الفرد “، ولكن
جاء في المصباح للفيوميّ(ز و ج) جـ1/352: “وقال ابن قتيبة: الزَّوج يكون واحدًا ويكون
اثنين”!
(10) كتاب جمهرة اللغة – مصوَّرة عن طبعة حيدر آباد 44-1351هـ- دار صادر- بيروت-
لبنان(د.ت). (ز و ج) جـ2/92، ومثلـه في (خ س و) جـ3/237.
(11) المنجَّد- تحقيق د. أحمد مختار عمر ود. ضاحي عبد الباقي- عالم الكتب- القاهرة – مصر
ط 2/1988م. (باب الأرض وما عليها) ص221.
(12) تصحيح الفصيح وشرحه – تحقيق د. محمد بدوي المختون – المجلس الأعلى للشئون
الإسلامية – القاهرة – مصر ط/1998م. ص 486، وانظر القاموس المحيط للفيروزآباديّ(ت
817هـ)- مؤسسة الرسالة- بيروت- لبنان ط1/1986م.(ز و ج) ص 246.
(13) المحكم لابن سيده- تحقيق د.عبد الحميد هنداوي- دار الكتب العلمية- بيروت- لبنان
ط/2000م. (ش ف ع) جـ 1/378.
(14) بحر العوَّام فيما أصاب فيه العوامّ لابن الحنبلي- دراسة وتحقيق د.شعبان صلاح- دار
الثقافة العربيَّة- القاهرة- مصر ط1/1990م. ص214، وكشف الطُرَّة عن الغُرَّة للألوسي-
المطبعة الحنفيَّة- دمشق- سوريا ط/1301ه. ص396.
(15) كتاب المغرب في ترتيب المعرب للمطرزي – دار الكتاب العربى – بيروت – لبنان
(د.ت).(ز و ج) ص212 بلفظ:” انه انما قيل…”؛ فما أكثر الأخطاء في هذه الطبعة!
(16) كذا من غير واو عطف! والخَسا الفرد.
(17) وقع أوَّله في بعض المصادر بلفظ:” وهُنَّ ينسُبنَ “، ومن هذه المصادر الحيوان للجاحظ
الذي قال قبل البيت: ” وفي القطا أعجوبة، وذلك أنها لا تضع بيضها أبدًا إلا أفرادًا، ولا
يكون بيضها أزواجًا أبدًا؛ وقال أبو وجزة…”؛ راجع الحيوان للجاحظ(ت255ه)- تحقيق وشرح
عبد السلام هارون- سلسلة مكتبة الجاحظ- مكتبة ومطبعة مصطفى الحلبي- القاهرة- مصر
ط2/65-1969م.جـ5/573.
(18) الصحاح(تاج اللغة وصحاح العربية)- تحقيق أحمد عبد الغفور عطار– دار العلم
للملايين– بيروت – لبنان ط2/1979م.(ز و ج) جـ1/320، وما بين المعقوفين وقع بتنوين
النون! وفي المصباح للفيوميّ(ز و ج) جـ1/352 مضمون رأي الجوهريّ بلفظ مختلف عن
الصحاح!
(19) هكذا وصف ابنُ قتيبة أبا وجزة المتوفَّى بالمدينة عام 130ه؛ راجع الترجمة في الشعر
والشعراء لابن قتيبة(ت276ه)- تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر- دار الحديث- القاهرة- مصر
ط/2003- 2006م. جـ2/691، وراجع خزانة الأدب لعبد القادر البغداديّ(ت1093ه)- تحقيق
عبد السلام هارون- الهيئة المصرية العامة للكتاب ومكتبة الخانجي– القاهرة- مصر ط/79-
1986م. جـ4/182.
(20) معجم الصواب اللغويّ- د.أحمد مختار عمر بمساعدة فريق عمل كنتُ واحدًا منهم-عالم
الكتب- القاهرة- مصر ط1/2008م. (3339: ضنَّ على) جـ1/499.
(21) راجع آية سورة التكوير في: تفسير الإمام مجاهد بن جبر(ت102ه)- تحقيق د.محمد عبد
السلام أبو النيل- دار الفكر الإسلاميّ الحديثة- القاهرة- مصر ط1/1989م.ص709، وتفسير
القرطبيّ(ت671هـ)- مصوَّرة عن طبعة دار الكتب والوثائق القوميَّة بالقاهرة- دار إحياء
التراث العربيّ- بيروت- لبنان ط/65-1967م. جـ19/242، وفتح القدير
للشوكاني(ت1250ه)- دار المغني- الرياض- السعودية، ومؤسسة الريان- بيروت- لبنان
ط1/1997م.جـ5/513، وفتح البيان في مقاصد القرآن للعلامة المحقِّق صديق حسن خان(
ت1307ه)- نشره عبد المحيي علي محفوظ- مطبعة العاصمة- القاهرة- مصر
ط1/1965م.جـ10/258.
(22) كذا في الحيوان للجاحظ جـ5/577، وفي هامشه إشارة إلى روايات أخرى للبيت، وفي
كتاب الأضداد لأبي الطيب اللغويّ ص224: ” في مفازة “، و” أوحشَ “؛ وهذا من اختلاف
الرِّوايات. ولكن وقع فيه: ” عيش مُونِق رَغْد “؛ وهذا من آثار الطباعة والتحقيق؛ لأنه يكسر
الوزن!!
(23) تهذيب اللغة للأزهريّ(ز و ج) جـ11/154.
(24) كتاب الأضداد لابن الأنباريّ ص374: 375. وفي النص تخريج لما يُسمَع من تعبيرات
في بعض العاميَّات الحديثة ومنها العاميَّة المصريَّة الحديثة مثل: (فقد فلان فَرْدة نعله أو حذائه)،
و(أكل فَردة حمام)، و(غيَّر فَردة سيارته).
(25) ترجمته في وفيات الأعيان لابن خلكان(ت681هـ)- تحقيق د. إحسان عباس- دار صادر-
بيروت- لبنان ط/1969م. جـ 1/149.
(26) الأدب الكبير والأدب الصغير لابن المقفع- دار الجيل- بيروت- لبنان(د.ت). ص 170،
وهذا الاستعمال يجب استدراكه على الدكتور إبراهيم السامرائي في كتابه: من معجم عبد الله بن
المقفع- مؤسسة الرسالة- بيروت- لبنان ط1/1984م. ومن حق السامرائي أن يدافع عن نفسه
بأنه أخذ بعض الاستعمالات، وأنه عبَّر عن موقفه في العنوان بحرف الجرّ(من)، وربما يعترض
علينا بأن استعمال(زوج) لمجموع القرينين شائع في المعاجم، في حين صرَّح السامرائي في
مقدمته ص10 بأنه لم يعرض في معجمه “إلا للكلمة التي جاءت مستعملة استعمالًا خاصًّا لم
أقف عليه إلا نادرًا، أو أنها وردت في صيغة خاصة، أو أنها تحدَّرت إلينا وذهبنا بها مذهبًا
جديدًا في عربيَّتنا المعاصرة”!
(27) راجع المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم- دار الحديث- القاهرة – مصر
ط/2001م.(ز و ج) ص422.
(28) كتاب الأضداد لابن الأنباريّ ص374: 375.
(29) انظر مثالًا للتسرُّع في: كيف تكون فصيحًا؟ لسامح عبد الحميد- دار الإيمان –
الإسكندرية – مصر ط/1999م. ص 36.
(30) العربية ليوهان فك- نقله إلى العربية د. عبد الحليم النجار – دار الكتاب العربيّ –
القاهرة- مصر ط/1951م. ص 220.
(31)Munir Baalbaki, Al-Mawrid, A Modern English-Arabic Dictionary, Beirut,
1996. p.229.
(32) المورد: قاموس عربيّ إنجليزيّ- د.رُوحي البعلبكي- دار العلم للملايين- بيروت- لبنان
ط5/1993م.ص612.
(33) كذا! وهو تعبير غريب؛ والأوضح: ألم يقل ذو الرُّمَّة؟! وراجع البيت في ديوان ذي
الرُّمة- المكتب الإسلاميّ للطباعة والنشر- دمشق- سوريا، وبيروت- لبنان ط2/1964م.
ص732. ووقع الشطر في طبقات النحويِّين واللغويِّين للزُّبيديّ(ت379ه)- تحقيق محمد أبو
الفضل إبراهيم- دار المعارف- القاهرة- مصر ط2/1984م. ص172 بلفظ: * أذو زوجةٍ في
المِصر أو ذو خصومةٍ* ولم يُشِر المحقِّق إلى اختلاف الرواية! وفي الموشح
للمرزبانيّ(ت384ه)- تحقيق علي محمد البجاوي- دار الفكر العربيّ القاهرة- مصر(د.ت).
ص236:” أذا زوجةٍ بالمصر أم ذا خصومة” بالنصب!
(34) راجع مثلًا: النوادر في اللغة لأبي زيد(ت215ه) – تحقيق ودراسة د.محمد عبد القادر
أحمد- دار الشروق- بيروت- لبنان ط1/1981م. ص193، والغريب المصنَّف لأبي عبيد
القاسم بن سلام(ت224ه)- تحقيق د. محمد المختار العبيدي- المجمع التونسيّ للعلوم والآداب
والفنون ودار سحنون للنشر والتوزيع- تونس ط1/1996م. جـ1/161، ومجالس العلماء
للزجاجيّ(ت340ه)- تحقيق عبد السلام هارون- مكتبة الخانجي- القاهرة- مصر ط2/1983م.
ص150، وكتاب الأضداد لأبي الطيب اللغويّ جـ1/339، وكتاب الأمالي للقالي جـ1/20،
والتنبيهات على أغاليط الرواة لعليّ بن حمزة البصريّ(ت375ه)- تحقيق عبد العزيز الميمني-
دار المعارف- القاهرة- مصر ط/1977م.ص204، وطبقات النحويِّين واللغويِّين للزُّبيديّ
ص172، والموشَّح للمرزبانيّ ص235، والخصائص لابن جني(ت392ه)- تحقيق محمد علي
النجار- الهيئة المصريَّة العامة للكتاب- القاهرة- مصر ط3/86-1988م.(باب في سقطات
العلماء) جـ3/298، والمحكم لابن سيده(ز و ج) جـ7/525: 526، وتفسير القرطبيّ(البقرة:
25) جـ1/240، ولسان العرب لابن منظور(ز و ج) جـ7/76، والمزهر للسيوطي(ت911ه)-
تحقيق محمد جاد المولى ومحمد أبو الفضل إبراهيم وعلي البجاوي- المكتبة العصرية- صيدا-
بيروت – لبنان ط/1986م- مصوَّرة بمكتبة دار التراث- القاهرة- مصر
ط3/(د.ت).جـ1/214، جـ2/376، وشرح أبيات مغني اللبيب لعبد القادر
البغداديّ(ت1093ه)– تحقيق عبد العزيز رباح وأحمد يوسف دقاق – مكتبة دار البيان ودار
المأمون للتراث – دمشق- سوريا ط1/73-1981م.جـ1/225، وتاج العروس
للزبيديّ(ت1205ه)– تحقيق مجموعة من الأساتذة – التراث العربيّ (16) – سلسلة تصدرها
وزارة الإعلام(الإرشاد والأنباء) – مطبعة حكومة الكويت – الكويت ط/1965-2001م.(ز و
ج) جـ6/20.
(35) وقد أحصينا هذه التعقُّبات ودرسناها في رسالتنا للماجستير.
(36) كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه(ت327ه)- شرحه وضبطه وصححه وعنون موضوعاته
وتب فهارسه أحمد أمين، أحمد الزين وإبراهيم الإبياري وعبد السلام هارون- مطبعة لجنة
التأليف والترجمة والنشر- القاهرة ط1/49-1965م.(قولهم في الاستطعام)جـ3/436، وطبائع
النساء وما جاء فيها من عجائب وغرائب وأخبار وأسرار لابن عبد ربه الأندلسيّ صاحب العقد
الفريد- تحقيق وتعليق محمد ابراهيم(بالوصل في الوحدتين الداخلية والخارجية للغلاف!) سليم-
مكتبة القرآن- القاهرة- مصر ط1/1985م.ص88، وفي هذا العنوان تدليس كبير!
والصواب(طبائع النساء وما جاء فيها من عجائب وغرائب وأخبار وأسرار من كتاب العقد
الفريد لابن عبد ربه الأندلسيّ)؛ لأن العنوان المدوَّن على الغلاف يوهم أننا أمام كتاب آخر ألَّفه
ابن عبد ربه! وأرجو أن يُربَط هذا بمقالي المنشور في العدد الخامس عشر من مجلة الربيئة
الجزائريَّة بعنوان: قيمة الغلاف في التأليف العربيّ.
(37) كتاب الأغاني للأصفهانيّ(ت356ه)- دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع- القاهرة-
مصر(د.ت). (ذكر أخبار أبي دواد الإياديّ ونسبه)جـ15/94، وفي المطبوع إهمال فاحش
للهمزات!
(38) المخصص لابن سيده(اسم حليلة الرجل) جـ4/26، والمحكم له(ز و ج) جـ7/525، وتاج
العروس للزَّبيديّ (ز و ج) جـ6/20، وراجع تفسير القرطبيّ(البقرة:25) جـ1/241 بلفظ:”
واختاره الكسائيّ”.
(39) المذكر والمؤنث للفراء- تحقيق د.رمضان عبد التواب- مكتبة دار التراث- القاهرة- مصر
ط2/1989م.ص95، 108، وانظر المذكر والمؤنث لابن التستري- تحقيق د.أحمد عبد المجيد
هريدي- مكتبة الخانجي- القاهرة- مصر ط1/1983م. ص80.
(40) أدب الكاتب لابن قتيبة(باب ما جاء على مفعل فيه لغتان: مِفعَل ومَفعَل بضم الميم وبفتحها
مع فتح العين فيهما) ص370.
(41) مختصر في شواذ القرآن من كتاب البديع لابن خالويه(ت370ه)- تحقيق برجشتراسر-
مصوَّرة عن طبعة الرحمانيَّة بمصر 1934م- مكتبة المتنبي- القاهرة- مصر(د.ت). ص20:”
المشعر- بكسر الميم- بعضُهم”. وفي إعراب القراءات الشواذ للعكبري(ت616ه)- دراسة
وتحقيق محمد السيد أحمد عزوز- عالم الكتب- بيروت- لبنان ط1/1996م. جـ1/239:” قوله:
(الْمَشْعَرِ) (البقرة:198): يُقرأ بكسر الميم؛ وفيه بُعد؛ والوجه فيه أنه شبَّه المكانَ بما يُنقَل
ويُستعمَل؛ لأنه وُصِف بوصفٍ دائم، ويجوز أن يُجعَل مثل المِقنَب، والمِحلَب؛ فيكون لغة”؛
فقارنْ- أكرمك الله- كلام العكبري بكلام الكسائيّ؛ لتعرف كيف يبني كلُّ عالم على ما يعرفه من
اللهجات!!
(42) راجع: المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهانيّ(ت502ه)- تحقيق وإعداد مركز
الدراسات والبحوث- مكتبة نزار مصطفى الباز- مكة المكرمة، والرياض- السعوديَّة
ط1/1997م.(ز و ج) جـ1/285، وتاج العروس للزَّبيديّ(ز و ج) جـ6/22: 23، وروح
المعانى للألوسى(ت1270ه)- إدارة الطباعة المنيريَّة- القاهرة- مصر، ودار إحياء الترث
العربيّ- بيروت- لبنان(د.ت) جـ25/135.
(43) البيت للأخطل؛ راجع: شعر الأخطل- صنعة السكري- روايته عن أبي جعفر محمد بن
حبيب- تحقيق د.فخر الدين قباوة- منشورات دار الآفاق الجديدة- بيروت- لبنان
ط2/1979م.جـ1/360، وراجع التكملة للصغاني (خ و ص) جـ4/9.
(44) المذكر والمؤنث لأبي حاتم- تحقيق د.حاتم صالح الضامن- دار الفكر- بيروت- لبنان
ط1/1997م.ص62، 165، وفيه ” فلانةٌ” بالتنوين!!
(45) ومن المعلوم أيضًا أن(زوجة) يقال في تثنيتها: زوجتان، ولا يقال: زَوْجان. وربما سكت
أبو حاتم عن هذا للعلم به من سياق كلامه.
(46) المخصص لابن سيده(اسم حليلة الرجل) جـ4/26: ” وقال الكسائيّ فيما حدَّثنا محمد بن
السَّريّ ان(!) أكثر كلام العرب بالهاء؛ يعني قولهم: هي زوجته. وزعم القاسم بن معن أنه
سمعها من أزدشنوءة”، وفي المحكم له(ز و ج) جـ7/525: ” وزعم الكسائيّ عن القاسم بن
مَعْن أنه سمعه من أزدشنوءة بغير هاء، والكلام بالهاء، إلا أن القرآن جاء بالتذكير(اسْكُنْ أَنْتَ
وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) (البقرة: 35)، و(الأعراف:19)، هذا كله قول اللحياني”، وجاء النص في تاج
العروس للزَّبيديّ(ز و ج) جـ6/20: ” وزعم الكسائي عن القاسم بن معن أنه سمع(!) من
أزدشنوءة بغير هاء، والكلام بالهاء، ألا ترى(!) أن القرآن جاء بالتذكير: (اسكن أنت وزوجك
الجنة) (البقرة: 35)، و(الأعراف:19) هذا كله قول اللحياني”!!
(47) تاج العروس للزَّبيديّ(ز و ج) جـ6/23، وروح المعاني للألوسي جـ25/135.
(48) الكتاب لسيبويه- تحقيق وشرح عبد السلام هارون- مكتبة الخانجي- القاهرة- مصر
ط3/1988م.(هذا باب نظير ما ذكرنا من بنات الياء والواو التي الياءات والواوات فيهن
عينات) جـ3/588، (هذا باب تُقلب الواو فيه ياءً لا لياءٍ قبلها ساكنة ولا لسكونها وبعدها ياء)
جـ4/361.
(49) تهذيب اللغة للأزهريّ(ز و ج) جـ11/153، ولسان العرب لابن منظور(ز و ج)
جـ7/76.
(50) التكملة للصغانيّ(ن أ ج) جـ1/496، ولسان العرب لابن منظور(ن أ ج) جـ14/166،
وتاج العروس للزَّبيديّ(ن أ ج) جـ6/224.
(51) تفسير الطبريّ(ت310ه)- دار الفكر- بيروت- لبنان ط/1984م. جـ23/179.
(52) ديوان شعراء بني كلب بن وبرة: أخبارهم وأشعارهم في الجاهليَّة والإسلام- صنعة
د.محمد شفيق البيطار- دار صادر- بيروت- لبنان ط1/2002م. جـ1/147، وفي كتاب المقفى
الكبير للمقريزي(ت845ه)- تحقيق محمد اليعلاوي- دار الغرب الإسلاميّ- بيروت- لبنان
ط1/1991م. جـ3/597 بلفظ:” تميل”، وفيه:” القعقاع بن درما(كذا بلا همز) ودرما هي أم
حصن بنت جابر، سبيَّة من بني تميم”.
(53) ديوان الأعشى الكبير ميمون بن قيس- شرح وتعليق د.محمد محمد حسين- دار النهضة
العربيَّة للطباعة والنشر- بيروت- لبنان ط/1974م. ص157، وديوان الأعشى- دار صادر-
بيروت- لبنان(د.ت). ص108، وراجع: تهذيب اللغة للأزهريّ(ز و ج) جـ11/153، ولسان
العرب (ز و ج) جـ7/76.
(54) معاني القرآن للأخفش – تحقيق د.عبد الأمير الورد جـ1/328 بلفظ: ” يظُلُّ(بضم
الظاء(!) غِصيَّه(بالغين المعجمة!)”، وانظر تحقيق د.فائز فارس ص142، وراجع كتاب جمهرة
اللغة لابن دريد(ز و ج) جـ2/92، وتهذيب اللغة للأزهريّ(ز و ج) جـ11/153، والمحكم لابن
سيده(ز و ج) جـ7/526: 527، ولسان العرب (ز و ج) جـ7/76.
(55) شرح القصائد السبع الطوال الجاهليَّات لأبي بكر بن الأنباريّ(ت328ه)- تحقيق وتعليق
عبد السلام محمد هارون- سلسلة ذخائر العرب(35)- دار المعارف- القاهرة- مصر
ط4/1980م. ص531.
(56) التنبيهات على أغاليط الرواة لعليّ بن حمزة البصري ص205، وفي حاشيته تعليق
الميمنيّ. وراجع الأبيات في شرح أبيات مغني اللبيب لعبد القادر البغدادايّ جـ1/226 بلفظ: ” يا
ذا النِّجاد” بالنون!
(57) راجع كتاب جمهرة اللغة لابن دريد(ح ك ل) جـ2/185، والفصل بين الجمل(الأبيات)
الثلاث، وإنهاؤها بالهاء غير المنقوطة إشعار بأنه شعر. وفي تاج العروس للزَّبيديّ(ح ل
ك)جـ27/123: ” قال ابن دريد: هذا في(!) كلام لقمان بن عاد في خبر(!) طويل”؛ وهذا من
التصرُّف الذي لم ينتبه إليه الأستاذ مصطفى حجازي عضو مجمع اللغة المصريّ محقِّقًا لتاج
العروس!
(58) المخصص لابن سيده(كتاب الحشرات) جـ8/100، ولم أقف عليه في المحكم له!
(59) مجمع الأمثال للميدانيّ- تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم- مكتبة عيسى الحلبي وشركاه-
القاهرة- مصر ط/1978م- المثل رقم1546- جـ2/32، والمستقصى في أمثال العرب
للزمخشريّ-دار الكتب العلميَّة- بيروت- لبنان ط2/1977م. جـ1/4، وفيهما أخطاء كثيرة في
ضبط الأبيات!!
(60) وهي الزيادة التي في كتاب جمهرة اللغة لابن دريد(ح ك ل) جـ2/185، ومجمع الأمثال
للميدانيّ(المثل رقم1546) جـ2/32، ولسان العرب لابن منظور(ح ل ك) جـ4/203، وتاج
العروس للزَّبيديّ(ح ل ك)جـ27/123. وفي شرح أبيات مغني اللبيب لعبد القادر البغداديّ
جـ1/226، والطبعة القديمة للتاج (ح ل ك) جـ7/122: ” ليسَتْ لمن ليس لَكَه”. وذكر الأستاذ
مصطفى حجازي عضو مجمع اللغة المصريّ محقِّقًا لتاج العروس أن رواية لسان العرب
والطبعة القديمة للتاج بلفظ: ” ليْستْ لمن”! ولم أجد هذه الرواية في طبعة دار صادر للِّسان!
وكان الأوْلى بالمحقِّق هنا الرجوع إلى تراث الأمثال.
(61) ديوان شعراء بني كلب بن وبرة جـ1/167. وفي معجم الشعراء للمرزبانيّ(ت384ه)-
تحقيق عبد الستار أحمد فراج- الذخائر(93)- الهيئة العامة لقصور الثقافة- القاهرة- مصر
ط1/2003م. ص472 باسم:” الهبل بن عامر”!
(62) أشعار النساء للمرزبانيّ(ت384ه)- حقَّقه وقدَّم له د.سامي مكي العاني وهلال ناجي-
ساعدت الجامعة المستنصريَّة على نشره- دار الرسالة للطباعة- بغداد- العراق
ط1/1976م.ص179: 181، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي(ت421ه)- نشره أحمد أمين
وعبد السلام هارون- دار الجيل- بيروت- لبنان ط1/1991م.(الحماسيَّة رقم 386)
جـ3/1087، وأعلام النساء في عالَمَي العرب والإسلام- تأليف عمر رضا كحالة- اعتنى به
وضمَّ استدراكاته مكتب التحقيق في مؤسسة الرسالة ناشرون- دمشق- سوريا، وبيروت- لبنان
ط1/2011م.جـ2/362. ويُفهم من بعض المصادر نسبة البيت إلى امرأة أخرى غير عمرة!
راجع الكتاب لسيبويه جـ1/180.
(63) المفضليَّات للمفضَّل الضبيّ(ت زهاء 178ه)- تحقيق وشرح أحمد شاكر وعبد السلام
هارون- دار المعارف- القاهرة- مصر ط3/1964م.ص148، وراجع البيت بلفظ: ”
والطامعون إليَّ ” في النوادر في اللغة لأبي زيد ص193، وراجع شرح أشعار الهذليِّين
للسكري(275ه)- تحقيق عبد الستار أحمد فراج- مكتبة دار العروبة ومطبعة المدني- القاهرة-
مصر ط/1965م. جـ3/1310؛ حيث نسبته بعض المصادر إلى أبي ذؤيب الهذليّ! وراجع
المزهر للسيوطيّ جـ2/376.
(64) الشعر والشعراء لابن قتيبة جـ1/304، وخزانة الأدب لعبد القادر البغداديّ جـ3/196.
(65) ديوان الشماخ بن ضرار الذبيانيّ- حقَّقه وشرحه صلاح لدين الهادي- دار المعارف-
القاهرة- مصر ط1/1968م.ص437.
(66) راجع الأبيات في شرح أشعار الهذليِّين للسكري جـ2/893، وكتاب تهذيب الألفاظ
للتبريزي(ت502ه) ضمن: كنز الحفاظ في كتاب تهذيب الألفاظ-وقف على طبعه وضبطه
وجمع رواياته الأب لويس شيخو اليسوعيّ- مصوَّرة عن نشرة المطبعة الكاثوليكيَّة للآباء
اليسوعيِّين ببيروت سنة 1895م- الفاروق الحديثة للطباعة والنشر- القاهرة-
مصر(د.ت).ص332، ولسان العرب(ق و ق) جـ12/220.
(67) ديوان عليّ بن أبي طالب عليه السلام- عبد المنعم العاني- الحكمة للطباعة والنشر-
دمشق- سورية ط1/1994م. ص48. وفي شرح أبيات مغني اللبيب لعبد القادر البغداديّ
جـ1/227 بلفظ:” مُنفرد”، وبتنوين”فاطم”.
(68) جاء منسوبًا إلى (امرأة) في شرح ديوان الحماسة للمرزوقيّ(الحماسيَّة رقم
829)جـ4/1840، وجاء منسوبًا لحميدة في الاقتضاب في شرح أدب الكتّاب
للبطليوسيّ(ت521ه)- تحقيق أ. مصطفى السقا ود. حامد عبد المجيد- الهيئة المصرية العامة
للكتاب- القاهرة- مصر ط1/81- 1983م. جـ2/29، وحياة الحيوان الكبرى
للدميري(ت808ه)- شركة مكتبة ومطبعة مصطفى الحلبي- القاهرة- مصر ط5/1978م.
جـ2/155.
(69) التنبيهات على أغاليط الرواة لعليّ بن حمزة البصريّ ص205، وشرح أبيات مغني
اللبيب لعبد القادر البغداديّ جـ1/226.
(70) ديوان العجّاج- رواية الأصمعيّ وشرحه- عُني بتحقيقه د.عزة حسن- مكتبة دار الشرق-
بيروت- لبنان ط1/1971م.
(71) من آثار التصحيف ما وقع في شرح أبيات مغني اللبيب لعبد القادر البغداديّ
جـ1/225بلفظ:”قال الأصمعيّ: حنَّة الرجل: امرأته، وهي طَلَّته، وعِرْسه، وقَعِيدته، ورَبَضه،
وظعينته، وزوجَته(!). ولا تكاد العرب تقول: زوجته”؛ وهذا النصّ في التنبيهات على أغاليط
الرواة لعليّ بن حمزة البصريّ ص204 بلفظ:” قال الأصمعيّ: حنَّة الرجل: امرأته، وهي طَلَّته،
وعِرْسه، وقَعِيدته، ورَبَضه، ورُبْضه، وظعينته، وزوجُه. ولا تكاد العرب تقول: زَوْجته”؛ ونحن
نرجِّح ما في التنبيهات.
(72) كتاب الأغاني للأصفهانيّ(ذكر الأخطل وأخباره ونسبه) جـ7/169، ويُستدرَك على
المطبوع من ديوان الأخطل!
(73) ديوان الفرزدق- شرحه وضبطه وقدَّم له الأستاذ علي فاعور- دار الكتب العلميَّة-
بيروت- لبنان ط1/1987م.ص417، وفيه (يُخبَّب) بالفتح! وانظر رواية أخرى في المذكر
والمؤنث للفراء ص95، وإصلاح المنطق لابن السكيت ص331.
(74) ديوان الفرزدق برواية الأصمعيّ- ضمن مجموع مشتمل على خمسة دواوين من أشعار
العرب- المطبعة الوهبيَّة- القاهرة- مصر ط/1293ه. ص138، 187، ويجب الاستدراك على
الطبعات التي أخلَّتْ بالبيت من ديوان الفرزدق.
(75) يقصد بالسابق الأبيات الثلاثة التي صدَّرنا بها هذه الطائفة من الشواهد الشعريَّة!
(76) التنبيهات على أغاليط الرواة لعليّ بن حمزة البصريّ ص205.
(77) كتاب الأغاني للأصفهانيّ جـ13/54.
(78) خزانة الأدب لعبد القادر البغداديّ جـ4/463.
(79) الشعر والشعراء لابن قتيبة جـ2/686، والتنبيهات على أغاليط الرواة لعليّ بن حمزة
البصريّ ص206، وشرح أبيات مغني اللبيب لعبد القادر البغداديّ جـ1/228. ووقع الشطر
الأول من البيت الثاني بلفظ:”حلائله” بصيغة الجمع في حماسة أبي تمام؛ راجع:شرح ديوان
الحماسة للمرزوقيّ(الحماسيَّة رقم 578) جـ3/1393.
(80) المذكر والمؤنث للفراء ص95، وكان إنشاد أبي الجراح بكسر ” كلِّهم” على الجوار!
وراجع بحر العوّام لابن الحنبلي ص224.
(81) شرح أبيات مغني اللبيب لعبد القادر البغداديّ جـ1/228، ووقع عن ابن الأعرابيّ مباشرة
من غير ذكر(أبي زياد الكلابيّ) في: المحكم لابن سيده(ح م د) جـ3/267، ولسان العرب لابن
منظور(ح م د)جـ4/216، وتاج العروس للزَّبيديّ(ح م د) جـ8/39. وراجع شرح ديوان
الحماسة للمرزوقيّ(الحماسيَّة رقم690)جـ4/1592.
(82) كتاب الأزمنة وتلبية الجاهليَّة لقطرب(ت بعد 205ه)- حقَّقه وقدَّم له د.حنّا جميل حدّاد-
مكتبة المنار- الزرقاء- الأردن ط1/1985م. ص105، والنوادر في اللغة لأبي زيد ص407،
وكتاب النوادر لأبي مسحل الأعرابيّ(ت230ه)- عُني بتحقيقه د.عزة حسن- مطبوعات مجمع
اللغة العربيَّة بدمشق- سوريا ط1/1961م. جـ2/487، والاشتقاق لابن دريد(ت321ه)- تحقيق
وشرح عبد السلام هارون- مطبعة السُّنَّة المحمديَّة ومؤسسة الخانجي- القاهرة- مصر
ط/1958م. ص33، وغريب الحديث للخطابي(ت388ه)- تحقيق عبد الكريم العزباوي- خرَّج
أحاديثه عبد القيوم عبد رب النبيّ- مركز البحث العلميّ وإحياء التراث الإسلاميّ- كلية الشريعة
والدراسات الإسلاميَّة- جامعة أم القرى- السعودية ط/82-1983م.جـ2/281. ووقع البيت في
الاقتضاب للبطليوسيّ جـ2/190، جـ3/233 بلفظ: ” طَلَّتي” بدلًا من ” زوجتي”، وأشار
البطليوسي إلى رواية ابن قتيبة بلفظ: ” وأيقظتني”؛ وضعَّفها البطليوسي، وهي في مصادر
أخرى غير أدب الكاتب! ويُروَى البيت بلفظ:” وكَّلتْني طَلَّتي” في أدب الكاتب لابن قتيبة(باب ما
جاء محرَّكًا والعامَّة تسكنه)ص252، والتقفية في اللغة للبندنيجي(ت284ه)-تحقيق د.خليل
العطية- مطبعة العاني- بغداد- العراق ط1/1976م.ص417، وجمهرة اللغة لابن دريد(ز هـ
ر) جـ2/328، وديوان الأدب للفارابيّ(ت350ه)- تحقيق د.أحمد مختار عمر- مطبوعات
مجمع اللغة العربيَّة – القاهرة – مصر ط/1974- 2003م.(فَعلة: وممَّا جاء بالهاء) جـ3/16،
والصحاح للجوهريّ(ز ه ر) جـ2/674، وتهذيب اللغة للأزهريّ(س م ر) جـ12/421،
والمخصص لابن سيده(ومن أسماء الدَّراريّ غير الشمس والقمر) جـ9/36، وتثقيف اللسان
لابن مكي الصقلي ص91، والفائق في غريب الحديث للزمخشريّ(ت538ه)- تحقيق محمد أبو
الفضل إبراهيم وعلي محمد البجاوي- عيسى الحلبي- القاهرة- مصر ط2(د.ت).(السين مع
الميم) جـ2/197، والمدخل إلى تقويم اللسان للخمي- تحقيق د.حاتم صالح الضامن- دار البشائر
الإسلامية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت– لبنان ط1/2003م.ص275، وشمس العلوم
ودواء كلام العرب من الكلوم لنشوان الحميرى(ت573ه)- تحقيق د. حسين العمري وأ.مطهر
الإرياني ود. يوسف محمد عبد الله- دار الفكر المعاصر- بيروت -لبنان، ودار الفكر- دمشق –
سورية ط1/1999م.(فَعْلة بالهاء)جـ7/4040، والنظم المستعذب في تفسير غريب ألفاظ
المهذب لابن بطال(ت633ه)-دراسة وتحقيق وتعليق د.مصطفى عبد الحفيظ سالم- المكتبة
التجاريَّة- مكة المكرمة- السعوديَّة ط/88-1991م. جـ1/254، والتكملة للصغاني(ز هـ ر)
جـ3/17، ولسان العرب لابن منظور(ز هـ ر) جـ7/69، (س م س ر) جـ7/254، وتجريد
الدِّلالات السمعيَّة للخزاعي التلمساني(ت789ه)- تحقيق الشيخ أحمد محمد أبو سلامة –
مطبوعات المجلس الأعلى للشئون الإسلامية – القاهرة – مصر ط/1981م. ص718. ووقع
في تحفة المجد للَّبْلي(ت691ه)- – دراسة وتحقيق د.عبد الملك الثبيتي- مكتبة الآداب- القاهرة-
مصر ط1997م. ص314: ” وكَّلتني زَوْجتي… …ونبَّهتني”! ويلفت النظر حقًّا وقوع التبادل
في كتابين لمؤلِّف واحد؛ فهل روَى ابن دريد البيت في الاشتقاق بلفظ وفي جمهرة اللغة بلفظ
آخر؟ أو أن أيدي الناسخين تضافرت مع النظرة اللغويَّة لكلمة(زوجة)؟!
(83) المذكر والمؤنث لابن الأنباريّ ص382، ومجالس العلماء للزجاجيّ ص150، والمزهر
للسيوطيّ جـ2/376.
(84) كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه(قولهم في المناكح) جـ3/470: 471، (صفة المرأة
السوء) جـ6/114، ومحاضرات الأدباء للراغب الأصفهانيّ- المطبعة العامرة الشرفيَّة بمصر
المحميَّة ط1/1326ه. جـ2/98والشطر الثاني فيه بلفظ: ” عِلق السوء”، والشطر الثالث بلفظ:”
فيا ليت ان(!) اللحدَ قد صار بيتها”. ووقع البيت في لسان العرب (ط ل ل) جـ9/139،
وتاج العروس(ط ل ل) جـ29/380 بلفظ: ” وإني لمحتاج إلى موت طلتي “! وفي الدر الفريد
وبيت القصيد للمستعصمي(ت710ه)- تحقيق د.كامل سلمان الجبوري- دار الكتب العلميَّة-
بيروت- لبنان ط1/2015م. جـ10/178:” وإني لمشتاق إلى موت طلتي”! ونحن نرجِّح أن
اختلاف الرواية من آثار النظرة اللغويَّة لكلمة(زوجة)!
(85) التنبيهات على أغاليط الرواة لعليّ بن حمزة البصريّ ص206، وراجع تعليق الميمنيّ.
(86) السَّنْباتُ- بفتح السين كسرها- سوء الخُلُق في سرعة الغضب؛ راجع تاج العروس
للزَّبيديّ(س ن ب) جـ3/75.
(87) تهذيب اللغة للأزهريّ(س ن ب)جـ13/14، والتكملة للصغاني(س ن ب) جـ1/162،
ولسان العرب لابن منظور(س ن ب) جـ7/269، وتاج العروس للزَّبيديّ(س ن ب) جـ3/75،
وشرح أبيات مغني اللبيب لعبد القادر البغداديّ جـ1/227.
(88) التنبيهات على أغاليط الرواة لعليّ بن حمزة البصري ص206، وفي شرح أبيات مغني
اللبيب لعبد القادر البغداديّ جـ1/228:” حليلته إذا الدُّخان يُغشِّي”. وقد سبق الاستشهاد بنظيره
لأخي المرَّار بن مُنقذ العدويّ؛ ولعلَّ أحد شَطْرَي البيتين اقتباس من الآخر.
(89) وراجع: المذكر والمؤنث لنفطويه(ت323ه)- تحقيق د.عبد الجليل مغتاظ عودة التميمي-
منشورات جامعة سبها- الجماهيريَّة الليبيَّة ط1/1995م. ص76.
(90) هكذا ضُبط اسمُه على غلاف كتابه. وفي بعض وسائل الإعلام يُنطَق اسم(قبَّش) بقتح
الباء!
(91) دمية القصر وعصرة أهل العصر للباخرزي(ت467ه)- دار الجيل- بيروت- لبنان
ط1/1414ه. جـ1/445. ووقع البيت الأخير بلفظ:” أوَما تراه” في الوافي بالوفيات
للصفديّ(ت764ه)- اعتناء مجموعة من الباحثين- النشرات الإسلاميَّة(6)- جمعيَّة المستشرقين
الألمانيَّة- ألمانيا ط/1962م: 2004م. جـ8/385، وكذا في فوات الوفيات لابن شاكر
الكتبي(ت764ه)-تحقيق الشيخ علي معوض والشيخ عادل عبد الموجود- دار الكتب العلميَّة-
بيروت- لبنان ط1/2000م. جـ1/196.
(92) مجمع الحكم والأمثال في الشعر العربي- أ.أحمد قبِّش- كتاب جمعَ شعر الحكمة والمثَل
من العصور كلها غربلها بحسب الذوق ثم رتبها ترتيب المعجمات بحسب الحرف الأول من
كلمة الحكمة التي ترد في أول البيت- مطبعة دار العروبة- دمشق- سوريا ط1/1979م.
(الزواج والنكاح) ص200: 206.
(93) ذكر د.ونسنك-إن لم يخنِّي الإحصاء- خمسة وعشرين حديثًا جاءت فيها(زوجة) منها
ثلاثة أحاديث في صحيح البخاري، وحديث في صحيح مسلم؛ انظر: المعجم المفهرس لألفاظ
الحديث- رتَّبه ونظمه لفيف من المستشرقين ونشره د.ونسنك، ثم شاركه في النشر مجموعة من
الباحثين- مطبعة بريل في مدينة ليدن- هولندا ط/36- 1996م.(ز و ج) جـ2/361: 362،
وزعم د.ونسنك وشركاؤه أن في صحيح البخاريّ حديثًا رابعًا برواية:” ويَدَع زوجتَه من أجلي”!
وهذه الرواية في صحيح ابن خزيمة(ت311ه)- حقَّقه وعلَّق عليه وخرَّج أحاديثه وقدَّم له
د.محمد مصطفى الأعظمي- المكتب الإسلاميّ- بيروت- لبنان ط1/1975م- حديث 1897-
جـ3/197. وراجع حديثًا آخر وردتْ فيه كلمة(زوجة)في النهاية لابن الأثير(ت606ه)- تحقيق
الزاوي والطناحي- دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع– بيروت- لبنان ط2/1979م.(ش ظ
ي) جـ2/476، وأساس البلاغة للزمخشريّ(ت538ه)- قدَّم له وشكله وشرح غريبه وعلَّق
حواشيه الدكتور محمد أحمد قاسم- المكتبة العصرية- صيدا- بيروت- لبنان ط1/2003م. (ش
ظ ي) ص443، وراجع أحاديث أخرى في تفسير القرطبيّ(آل عمران: 161) جـ4/262، (آل
عمران:171) جـ4/276، (الكهف: 10) جـ10/361، (الشورى:45) جـ16/46.
(94) فتح الباري لابن حجر العسقلانيّ(ت852ه)- عناية عبد العزيز بن باز ومحمد فؤاد عبد
الباقي ومحب الدين الخطيب- دار المعرفة- بيروت- لبنان(د.ت)- كتاب بدء الخلق- باب ما جاء
في صفة الجنة وأنها مخلوقة- حديث 3245- جـ6/318.
(95) صحيح مسلم (ت261ه)- تحقيق وتصحيح وترقيم محمد فؤاد عبد الباقي- مطبعة دار
إحياء الكتب العربية- القاهرة- مصر (د.ت)- كتاب الإيمان- باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها-
حديث 188- جـ1/175.
(96) شرح صحيح مسلم للنووي- راجعه الشيخ خليل الميس- دار القلم- بيروت- لبنان
ط1(د.ت). جـ3/45، وراجع أمثلة لمجيء(زوجة) في كلام اللغويِّين والمفسِّرين والأدباء في:
كتاب بلاغات النساء لابن طيفور(ت280ه)- ضبط متنه وعلَّق حواشيه وصنع فهارسه واعتنى
به وقدَّم له بركات يوسف هبُّود- المكتبة العصريَّة- صيدا- بيروت- لبنان ط/2005م.(بلاغات
النساء في منازعات الأزواج في المدح والذَّمّ) ص97، (بين رجل من الخوارج وامرأته)
ص124، (بين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وامرأة) ص155، وتفسير القرطبيّ(البقرة:
125) جـ2/113.
(97) صحيح مسلم- كتاب السلام- باب بيان أنه يُستحَبُّ لمن رؤي خاليًا بامرأة وكانت زوجة أو
محرمًا له أن يقول: هذه فلانة؛ ليدفع ظنَّ السوء به- حديث 2174- جـ4/1712. وهذا الحديث
يُستدرك أيضًا على ما أحصاه الدكتور ونسنك في معجمه.
(98) شرح صحيح مسلم للنووي جـ14/407.
(99) كتاب النوادر لأبي مسحل الأعرابيّ جـ1/371، وكتاب بلاغات النساء لابن طيفور(كلام
عائشة رضي الله عنها عندما احتُضرت)ص26، وذيل جمهرة خطب العرب- تأليف أحمد زكي
صفوت- المكتبة العلميَّة- بيروت- لبنان ط1/1934م. جـ3/294.
(100) جمهرة رسائل العرب- تأليف أحمد زكي صفوت- مكتبة ومطبعة مصطفى الحلبي-
القاهرة- مصر ط1/1937م.جـ1/368، 543.
(101) تهذيب اللغة للأزهريّ(و ت ر) جـ14/313:” ورُوي عن ابن عباس أنه قال: الوتر
آدم، والشَّفْع شُفِع بزوجته”.
(102) راجع جمهرة خطب العرب- تأليف أحمد زكي صفوت- المكتبة العلميَّة- بيروت- لبنان
ط1/1933م. جـ2/125، 164.
(103) نهج البلاغة- اختيار الشريف الرَّضيّ من أقوال أمير المؤمنين عليّ- شرح الشيخ
محمد عبده- دار البلاغة- بيروت- لبنان ط2/1985م. ص344.
(104) المحاسن والأضداد المنسوب للجاحظ(ت255ه)- شرح د.يوسف فرحات- دار الجيل-
بيروت- لبنان ط1/1997م. ص185، وكتاب الأغاني جـ12/367.
(105) هكذا وصفه الشيخ أحمد محمد شاكر في مقدِّمة تحقيقه للمعرَّب للجواليقيّ(ت540ه)–
تقديم د.عبد الوهاب عزام- دار الكتب المصرية – القاهرة- مصر ط2/1969م.ص12، وراجع
الرسالة للإمام الشافعيّ- تحقيق وشرح أحمد محمد شاكر– دار التراث- القاهرة- مصر
ط2/1979م. ص138، 148.
(106) أمالي الزجاجيّ(ت340ه)- تحقيق وشرح عبد السلام هارون- دار الجيل- بيروت-
لبنان ط1/1987م. ص48.
(107) العربية ليوهان فك ص43.
(108) يقصد قولَ عبدة بن الطبيب: * فبكى بناتي شجوهنَّ وزوجتي*
(109) النوادر في اللغة لأبي زيد ص194، ونلاحظ كلمة(يكره).
(110) الغريب المصنَّف لأبي عبيد تحقيق د. محمد مختار العبيدي ص161.
(111) الموشح للمرزبانيّ ص235.
(112) مجالس العلماء للزجاجيّ ص150. وفي الخصائص لابن جني(باب في سقطات
العلماء) جـ3/298، والمزهر للسيوطيّ جـ2/376 بلفظ:” وقد قرأنا عليه من قبلُ لأفصح
الناس؛ فلم يُنكره”.
(113) التنبيهات على أغاليط الرواة لعليّ بن حمزة البصري ص204: 206.
(114) في مقدمة معجم الصواب اللغويّ ص5 إشارة إلى تورُّط بعض بعض مؤلَّفات التثقيف
اللغويّ في الخطأ بقبولها ما هو خطأ محض، ورفضها ما هو صواب محض؛ مثل تخطئة:(
تعاليا إلى هنا)، بدعوى أن الصواب: (تعالا إلى هنا)، وتخطئة جمع مكفوف على مكفوفين
بدعوى أن الصواب مكافيف!
(115) أدب الكاتب لابن قتيبة(باب أوصاف المؤنث بغير هاء) ص201.
(116) المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهاني(ز و ج) جـ1/285.
(117) كتاب المغرب للمطرزي(ز و ج) ص213.
(118) المحكم لابن سيده(ز و ج) جـ7/526، وقد نسب الدكتور أحمد مختار عمر هذا القول
إلى ابن منظور؛ وهذا من آثار الاعتماد على اللسان وحده من غير رجوع إلى أصوله؛ وهو
قصور يتورَّط فيه كثير من المتخصِّصين؛ فكيف ألومهم بعد مختار؟! راجع: العربيَّة الصحيحة-
د.أحمد مختار عمر- عالم الكتب- القاهرة- مصر ط2/1998م.ص131.
(119) معاني القرآن للأخفش – تحقيق د.عبد الأمير الورد جـ1/328، وتحقيق د.فائز فارس
ص142.
(120) المذكر والمؤنث للفراء ص85، 97، وكتاب النوادر لأبي مسحل الأعرابيّ
جـ1/371، وإصلاح المنطق لابن السكيت ص331، واجع بحر العوّام لابن الحنبليّ ص225.
(121) في اللغة العربيَّة كلمات يوصف بها المذكَّر والمؤنَّث مثل كلمة(مِزواج)، ويقال أيضًا
في العربيَّة العاصرة: مزواجة؛ راجع تاج العروس(ز و ج)جـ6/23، ومعجم اللغة العربيَّة
المعاصرة- د.أحمد مختار عمر بمساعدة فريق عمل كنتُ واحدًا منهم – عالم الكتب – القاهرة-
مصر ط1/2008م. (ز و ج) جـ2/1007.
(122) في المذكر والمؤنث لأبي حاتم السجستانيّ ص94: ” ولكنهم أحيانًا يُدخلون الهاء
حِرصًا على بيان التأنيث؛ وقد قالوا: الغُلام، والغُلامة”. ويقصد بالهاء تاء التأنيث.
(123) راجع تصريح أبي حاتم فيما سبق من نقول، وانظر: Henri Fleisch: Mélanges de
l’université Saint Joseph, p.282.
(124) أي: زوج بنتي أغلى شيءٍ عندي؛ والمثَل أحد مظاهر التعبير عن النظرة الاجتماعيَّة
إلى زواج الأنثى!
(125) يمكن التمثيل بلغة السيدة المصريَّة انتصار قرينة الرَّئيس المصريّ عبد الفتاح السيسي
في حوارها الخاصّ مع الإعلاميَّة إسعاد يونس ببرنامج صاحبة السعادة على فضائية dmc يوم
26/11/ 2020م؛ حيث جاء على لسان قرينة الرَّئيس لفظ (مُقبلة على الزَّواج)، و(زُوجك)،
و(مع زُوجك)، وجاء على لسان الإعلاميَّة إسعاد لفظ (الزَّوجات) بدلًا من السِّتَّات! ونلاحظ أن
عاميَّة المثقَّفين مالتْ إلى الإبدال الحُرّ؛ فجعلت فتحة الزَّاي في (زوج) ضمَّة! ونلاحظ كذلك أن
الفصل الدَّقيق بين اللَّهجات الاجتماعيَّة أمر صعب أو مستحيل؛ فقد وصفَت السيدة انتصار
زوجها فخامة الرَّئيس بأنه ” يخُشّ في التفاصيل”! وكان المتوقَّع منها بناء على اللهجات
المصريَّة المتحضِّرة استعمال لفظ (يدخُل)! ولفتَ نظري أيضًا أن فخامة الرئيس نفسه استعمل
الفعل” تخُشّ ” في مداخلته مع الإعلاميّ عمرو أديب في برنامج الحكاية على فضائيَّة Mbc
مصر يوم 6/2/2021م.
(126) في مداخلة فخامة الرَّئيس المصريّ عبد الفتاح السيسي مع الإعلاميّ عمرو أديب في
برنامج الحكاية على فضائيَّة Mbc مصر يوم 6/2/2021م قال عمرو للرئيس في مفتتح
المداخة:” وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا افندم(بالوصل) أهلًا بيك(بالمدّ)…
…وانت(بالوصل) بالصحة والسلامة يا افندم(بالوصل)”؛ ولا يخفى أن كلمة(أفندم) تُلقي على
السياق ظلالًا من الاحترام، ولولاها لخرج السياق عن حدود اللياقة والأدب.
(127) المصباح المنير للفيوميّ(ز و ج) جـ1/353 بلفظ:” للايضاح… …اذ” بالوصل! وراجع
كلام الفيوميّ باختلاف يسير في تاج العروس للزَّبيديّ(ز و ج) جـ6/21. وأرجو أن يُربط
بمقالي:أثر التصحيف في بناء المعجم العربيّ- العدد 595- مجلة البيان- رابطة الأدباء
الكويتيِّين- الكويت ط/2020م.
(128) ويقال هذا عن جميع الألفاظ التي يوصَف بها المذكَّر والمؤنَّث مثل: (مِزواج).
(129) متخيَّر الألفاظ لابن فارس(ت395ه)- تحقيق هلال ناجي- عناية المكتب الدائم لتنسيق
التعريب- الرباط- المغرب ط/1970م. ص167. ولم أقف على(زوج)، ولا(زوجة) في المذكر
والمؤنث لابن فارس- تحقيق د.رمضان عبد التواب- (د.ن)- القاهرة- مصر ط1/1969م.
وبالغ الدكتور رمضان عبد التواب في وصف الكتاب فقال في مقدمة تحقيقه: ” هذا الكتاب- على
إيجازه- جامع لكل قضايا المذكر والمؤنث في اللغة العربيَّة، ولا يغني عنه غيره ممَّا أُلِّف في
موضوعه”!
(130) المخصص لابن سيده(التأهل) جـ 4/24، (اسم حليلة الرجل) جـ4/27، والآية
المستشهد بها وقع فعلها بلفظ (فنجيناه)، ولم أعثر على لفظ (نجيناه) في قراءات هذه الآية؛ ولعله
سهو من ابن سيده، أو اشتباه بلفظ (فنجيناه) في مواضعه، وربما كان من أثر الطباعة!
(131) يضاف هذا إلى كتاب ما اتفق لفظه واختلف معناه(المأثور فى اللغة) لأبي
العميثل(ت240هـ) -تحقيق د. محمد عبد القادر- مكتبة النهضة المصرية- القاهرة- مصر
ط1/1988م، والمنجد لكراع النمل، ومعجم الألفاظ المشتركة في اللغة العربية- د.عبد الحليم
قنبس- مكتبة لبنان- بيروت- لبنان ط/1987م.
(132) العين للخليل(ت175هـ)- تحقيق د.مهدي المخزومي ود. إبراهيم السامرائي- دار
الرشيد- بغداد- العراق ط1/1980م.(أ هـ ل) جـ 4/89، والمحكم لابن سيده(أ هـ ل) جـ
4/354، 356.
(133) المذكر والمؤنث لأبي حاتم ص 193، وتهذيب اللغة للأزهريّ( و هـ ل) جـ 6/420.
(134) مصنـف ابـن أبـي شيبة(ت235هـ)- تحقيق عبد الخالق الأفغاني- حيدر آباد- الدكن-
الهند(د.ت)-كتاب الفضائل- باب ما أعطى الله تعالى محمدًا- (حديث 71) جـ 7/425، وانظر
سنن سعيد بن منصور(ت 227هـ) – – تحقيق الشيخ حبيب الأعظمي- دار الكتب العلمية –
بيروت- لبنان ط/1985م-كتاب الطلاق- باب ما جاء في طلاق المكره – (حديث 1128) جـ
1/275، والسنن الكبرى للبيهقيّ(ت458هـ)- دار المعرفة- بيروت- لبنان ط1/44 –
1355هـ- كتاب الطلاق- باب ما جاء في طلاق المكره جـ 7/358.
(135) البخلاء للجاحظ(ت255ه)- تحقيق محمد الحاجري- دار المعارف- القاهرة- مصر
ط/1997م.ص 215، وانظر: تهذيب اللغة للأزهريّ(ب ن ي) جـ 15/493، وعقد الخلاص
في نقد كلام الخواص لابن الحنبليّ- ضمن جهود ابن الحنبليّ اللغوية – تحقيق نهاد حسوبي-
مؤسسة الرسالة- بيروت- لبنان ط1/1987م.ص 251.
(136) خزانة الأدب لعبد القادر البغداديّ جـ1/396.
(137) ديوان جميل بثينة- دار صادر- بيروت- لبنان ط/1966م.ص73.
(138) وأرجو أن يكون التناول هنا إصلاحًا وإكمالًا لما وقع في رسالتنا للماجستير: تعقبات
الأصمعىّ اللغويَّة: جمع ودراسة- كلية دار العلوم- جامعة القاهرة- مصر ط/2006م. ص
197: 201، 438: 439، 574، ورسالتنا للدكتوراه: الجهود اللغويَّة لأبي حاتم السجستانيّ:
دراسة في ضوء علم اللغة الحديث- كلية دار العلوم – جامعة الفيوم- مصر ط/2014م.
ص296، 402.
(139) اللغة واختلاف الجنسين- د.أحمد مختار عمر- عالم الكتب- القاهرة- مصر
ط1/1996م. ص79.
(140) العربيَّة الصحيحة- د.أحمد مختار عمر ص192، وقارن كلامه بما سبق نقلُه عن
الكسائيّ والفراء والسجستانيّ وابن التستري!
(141) معجم متن اللغة – الشيخ أحمد رضا- منشورات دار مكتبة الحياة- بيروت- لبنان
ط/58- 1960م. (ز و ج) جـ3/74: 75.
(142) راجع معجم متن اللغة(ز و ج) جـ3/74.
(143) المعجم الوسيط(ق و ل) جـ2/797.
(144) واستعمل الرَّافعيّ تعبير(تشقيق المعنى) بمعنى تشقيق الأمثلة وتكرارها في قوله:” وإنما
وقع للبلغاء هذا النقص من جهة التركيب؛ إذ ليس في كلامهم روح كروح النظم في القرآن، ولا
هذه الروح مما تُطوعه قُوى الخلق؛ فلما صاروا إلى الوضع الذي تضعف مادته اللغوية من
الحقيقة والمجاز وما إليها، صاروا إلى الضعف الذي لا قِبلَ لهم به ولا حيلة لهم فيه إلا مداورة
الكلام وتعريض العبارة وتشقيق المعنى؛ فذهبوا إلى الخلق والتهافت وتصدير القول بالرُّقَع من
ههنا وههنا… …لأن القوة على الوضع والكفاية في تشقيق اللغة وتصاريف الكلام لا تكون في
أهل الفطرة مزاولةً ومعاناة، ولا بعد نظر فيها وارتياض؛ إنما هي إلهام بمقدار”! ويرد(تشقيق
المعنى) في علم الدِّلالة بمعنى تفريع المعنى إلى فروعه الوظيفيّ والاجتماعيّ والمعجميّ؛ تلك
الفروع التي تتشابك؛ فلا يُستغنَى عن أيٍّ منها للوصول إلى المعنى النهائيّ المقصود”؛ ولم يذكر
المعجم الوسيط هذا المعنى الاصطلاحيّ، واكتفى بذكر التشقيق بمعنى المبالغة في الشَّقّ، وبذكر
تشقيق الكلام بمعنى توسيعه وتبيينه وتوليد بعضه من بعض! راجع المعجم الوسيط(ش ق ق)
جـ1/508، وإعجاز القرآن والبلاغة النبويَّة للرافعي- دار الكتاب العربيّ- بيروت- لبنان
ط9/1973م.ص246، 284، واللغة العربيَّة معناها ومبناها- د.تمام حسان- الهيئة المصريَّة
العامة للكتاب- القاهرة- مصر ط2/1979م.ص28، 42.
(145) المعجم الوسيط- مطبوعات مجمع اللغة العربية- القاهرة- مصر ط3/1985م.(ز و ج)
جـ1/420.
(146) وتورَّط في هذا الخطأ قبله الشيخ أحمد رضا في معجم متن اللغة(ز و ج) جـ3/74.
(147) راجع هنا المفردات في غريب القرآن للراغب الأصفهانيّ(ز و ج) جـ1/285.
(148) في تهذيب اللغة للأزهريّ(ز و ج) جـ11/153، ونقله ابن منظور في لسان العرب(ز
و ج) جـ7/75.
(149) وقد عبَّر أبو بكر بن الأنباريّ عن المعنى الأخير فقال في كتاب الأضداد ص375:”
يقال للشيئين المصطحبين: زوجان، كقولهم: عندي زوجان من الخِفاف؛ يريدون اثنين، وكذلك
زوجان من النعال. ويقال للأبيض والأسود: زوجان، وللحلو والحامض: زوجان”.
(150) صدرتْ الطبعة الأولى من المعجم الوسيط عام 1960م؛ أي بعد عامين من ظهور
معجم متن اللغة؛ فهل أخذ مجمع اللغة المصريّ الفكرة من المجمع السوريّ؟ ولماذا وقع المعجم
الوسيط في بعض الأخطاء التي سلِم منها معجم متن اللغة؟!
(151) سبق تخريجه في موضعه.
(152) راجع مقالي: معجم الدَّوحة التاريخيّ بين البداية والأمل، المنشور في العدد الرابع عشر
من مجلة الربيئة الجزائريَّة.
(153) كتاب الأمثال لأبي عبيد- حقَّقه وعلَّق عليه وقدَّم له د.عبد المجيد قطامش- دار المأمون
للتراث- دمشق- سوريا ط1/1980م.ص236.
(154) كتاب العقد الفريد جـ3/123.
(155) كتاب الأمثال المنسوب لزيد بن رفاعة الهاشمي- تحقيق د.علي إبراهيم كردي- دار سعد
الدين- دمشق- سوريا ط1/2003م.ص142.
(156) نكتة الأمثال ونفثة السحر الحلال للكلاعيّ- حقَّقه وقدَّم له د.علي إبراهيم الكردي- دار
سعد الدين – دمشق- سوريا ط1/1995م.ص148: 149، والنَّساء: التأخير.
(157) زهَر الأكم في الأمثال والحِكَم للحسن اليوسيّ- حقَّقه د.محمد حجي ود.محمد الأخضر-
مطبوعات معهد الأبحاث والدراسات للتعريب- دار الثقافة- الدار البيضاء- المغرب
ط1/1981م.جـ3/146: 147.
(158) فرائد اللآل في مجمع الأمثال للشيخ إبراهيم الطرابلسيّ جـ1/270، وليس على غلافه
بيانات للنشر! وأرجو أن يُربَط بمقالي المنشور في العدد الخامس عشر من مجلة الربيئة
الجزائريَّة بعنوان: قيمة الغلاف في التأليف العربيّ.
(159) كتاب بلاغات النساء لابن طيفور(قصة بنات ذي الإصبع العدواني)ص134، وفي
كتاب الأغاني للأصفهانيّ(ت356ه) جـ3/4:” فاستمع عليهنَّ، وهنَّ لا يعلمن؛ فقلن: تعاليْن؛
نتمنَّى، ولنصدق”.
(160) كتاب جمهرة الأمثال للعسكريّ- حقَّقه وعلَّق حواشيه ووضع فهارسه محمد أبو الفضل
إبراهيم وعبد المجيد قطامش- المؤسسة العربيَّة الحديثة- القاهرة- مصر ط1/1964م- المثل
رقم 914- جـ1/503.
(161) مجمع الأمثال للميدانيّ- المثل رقم 1729- جـ2/83، ونقله بلا عزو الدكتور صلاح
الدين المنجد في كتابه: أمثال المرأة عند العرب: ما قالتْه المرأة العربيَّة وما قيل فيها- دار
الكتاب الجديد- بيروت- لبنان ط1/1981م.ص81.
(162) المستقصى في أمثال العرب للزمخشريّ(ت538ه)- دار الكتب العلميَّة- بيروت- لبنان
ط2/1977م – المثل رقم 392- (الزاي مع الواو)جـ2/111.
(163) زهَر الأكم في الأمثال والحِكَم للحسن اليوسيّ جـ3/146: 147. وكأن الحسن اليوسيّ-
رحمه الله- لم يرجع هنا إلى تراث الأمثال الذي نسَب القصة إلى بنات ذي الإصبع!
(164) راجع مادة(ط ل ع) في تاج العروس للزَّبيديّ جـ21/447، 452.
(165) بقيَّة الشواهد في: (مريم:78)، و(القصص:38)، و(غافر:37).
(166) وفي المقابل اقتصر الدكتور صلاح الدين المنجد على رواية التنكير وضم القاف؛
اعتمادًا على مجمع الأمثال وحده! وكان الأوْلى به استيعاب الروايات تعريفًا وتنكيرًا مع ضمّ
القاف وفتحها؛ راجع كتابه: أمثال المرأة عند العرب: ما قالتْه المرأة العربيَّة وما قيل فيها
ص81.
(167) وتُربَط ملاحظاتي على معجم الدَّوحة التاريخيّ بمقالي المنشور في العدد التاسع عشر
من مجلة الربيئة الجزائريَّة بعنوان: المعجم التاريخيّ بين حُسن التقدير وسُوء التقديس.
(168) تاج العروس للزَّبيديّ(خ ل و) جـ38/6.
(169) كتاب جمهرة اللغة لابن دريد(باب ما يُتكلَّم به بالصفة وتُلقَى منه الصفة فيُفضي الفعل
الى(!) الاسم) جـ3/497. وفي الصحاح للجوهريّ(خ ل و) جـ6/2331: ” وقال الأصمعيّ:
الخالي من الرِّجال: الذي لا زوجةَ له”، ونقله عبد القادر البغداديّ في خزانة الأدب جـ1/66.
(170) ولا تصحّ المقارنة بين الأصمعيّ وبين الأساتذة الأكاديميِّين في الجامعات العربيَّة الذين
يستعملون في كتبهم بعض الألفاظ والتراكيب، فإذا ناقشوا طلابهم في بحوث الماجستير
والدكتوراه عابوا عليهم هذه الاستعمالات!

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.