منهجية دراسة الكتب
منهجية دراسة الكتب
يوسف العلمي
أستاذ التعليم الثانوي التأهيلي
باحث بسلك الدكتوراه: تكوين العمل الاجتماعي في الإسلام وتطبيقاته المعاصرة
أطر العديد من الدورات التكوينية الخاصة بمنهجية البحوث الجامعية
كلية الآداب والعلوم الإنسانية وجدة -المغرب-
مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فإن مواضيع البحوث الجامعية تختلف باختلاف الشعب والتخصصات، فالكل يختار موضوعا يوافق شعبته وتخصصه، فمواضيع الدراسات الإسلامية التي يختارها الباحثون تختلف عن غيرها من مواضيع الدراسات العربية أو الفرنسية أو الإنجليزية أو الجغرافيا أو التاريخ أو الفلسفة أو علم الاجتماع، والبحوث التي اهتمت بالفيزياء والكيمياء والرياضيات اختلفت عن القانون والاقتصاد، فكل واحد يكتب في تخصصه بطريقته وأسلوبه ومنهجه؛
لكن موضوع دراسة الكتب يشمل جميع الشعب وينفتح على جميع التخصصات، لأننا نجد في كل تخصص باحثون وعلماء كتبوا كتبا كثيرة في مجالهم ووفق اهتماماتهم وميولاتهم، وهذه الكتب تحتاج إلى دراسة منهجية وإلى معرفة خطواتها العلمية.
وقد بحثت في مجموعة من الكتب التي تخص البحث العلمي، ككتاب “البحث العلمي أساسيته النظرية وممارساته العلمية” للدكتورة رجاء وحيد دويردي، وكتاب ” أبجديات البحث في العلوم الشرعية” للدكتور فريد الأنصاري رحمه الله تعالى، وكتاب ” قواعد أساسية في البحث العلمي” لسعيد إسماعيل صيني، “مناهج البحث العلمي” لرحيم يونس العزاوي، ” مناهج البحث في العلوم الإنسانية” لمصطفى حلمي، “كتابة البحث العلمي ومصادر الدراسات الإسلامية” لعبد الوهاب أبو سليمان، ” لمحات في المكتبة والبحث والمصادر” لمحمد عجاج الخطيب، ” أصول كتابة البحث وقواعد التحقيق” لمهدي فضل الله”، ” كيف تكتب بحثا أو رسالة” لأحمد شلبي، “المنهاج في تأليف البحوث وتحقيق المخطوطات” لمحمد التونجي وغيرها من الكتب التي ألفت وتناولت موضوع البحث العلمي، فوجدتها كلها تتحدث عن البحث العلمي بصفة عامة، ولم أجد كتابا من هذه الكتب تطرق إلى موضوع ” خطوات ومنهجية دراسة الكتب”، أو خص جزءا من كتابه للحديث عن هذا الموضوع.
وبحكم تجربتي في دراسة كتاب “مجاز القرآن لأبي عبيدة معمر بن المثنى” سأحاول أن أقرب منهجية هذه الدراسة حتى يتيسر معرفة خطوات ومنهحية دراسة الكتب دراسة علمية صحيحة.
إن الباحث الذي أحب ورغب في أن يكون موضوع بحثه يسير في طريق دراسة كتاب لا بد له من الاستعانة ببعض النصائح التي قد تفيده كثيرا في بحثه.
وأشير هنا كما أشار أحد الباحثين بقوله: “ولعل أحد الأمور المتفق عليها عند ذوي الاختصاص التربوي والتعليمي الحديث هو ضرورة زيادة اعتماد الطالب على نفسه في الوصول إلى المعلومات من مصادرها المتعددة، فضلا عن الإحاطة بالمنهج العلمي وخطواته في التفكير والدراسة والبحث…” (1)
و يمكن تقسيم ما أود ذكره إلى قسمين:
القسم الأول: ما قبل اختيار الكتاب
وهذا القسم يتعلق بما ينبغي للطالب أن يستعين به قبل اختياره للكتاب، ويمكن أن أوجز الحديث عن ذلك في الآتي:
- محاولة اختيار الباحث كتابا يكون له اهتمام به مسبقا:
وهذا قد يعينه كثيرا في ضبطه وضبط منهج صاحبه ودراسته دراسة علمية مميزة.
- القراءة العامة المسبقة حول الكتاب:
فالقراءة العامة للباحث حول الكتاب تعينه على تحصيل الأفكار المرتبطة بذلك بشكل أولي وتسجيل المعلومات ومعرفة المصادر والمراجع والأبحاث والدراسات المفيدة فيه.
- التعرف على احتياجات المستفيدين من الكتاب:
ينبغي للباحث قبل اختيار الكتاب الذي يرغب في دراسته أن يتعرف على احتياجات المستفيدين منه، فإذا أجرى البحث على محصول زراعي مثلا، وجبت معرفة احتياجات كل منتجي المحصول، والمستهلكين (سواء أكان الأنتاج للاستهلاك المحلي أم للتصدير)، وكذلك احتياجات التصنيع الزراعي، كما يجب استطلاع رأي ذوي الخبرة بالمحصول، لأنهم يكونون على دراية بكثير من المشاكل التي تصلح كل منها لأن تكون دراسة بحثية. (2)
- اختيار كتاب يكون مهما ويضيف شيئا معينا إلى ما سبقه من دراسات مرتبطة به:
وهذا من المفروض الذي ينبغي للباحث التركيز عليه ويترتب عليه فحصه جيدا، لأن بعض الموضوعات قد تكون صغيرة جدا، أو يكتنفها الغموض، أو تكون بالغة التعقيد… (3)
- اختيار كتب تحتاج إلى تفسير:
وهو أمر لا يستعصي على العقلية المتفتحة، فإن مجرد الاطلاع على الأبحاث العلمية الحديثة يمكن أن يقود الباحث إلى التفكير في العديد من الكتب التي تحتاج إلى تفسير. (4)
- اختيار كتب تساعده على التوسع في مضمونها لاحقا:
وهذا مفيد ومهم جدا، فالباحث عليه أن يعتبر دراسة هذا الكتاب محطة انطلاق يسير عليها لمعرفة كيفية الوصول إلى ما بعد تلك المرحلة، وبالتالي تتيسر عليه الكتابة ويسهل عليه التوسع في هذا الكتاب، لأنه سبق له التطرق لبعض الجوانب المتعلقة بذلك.
- إحياء الكتب التي تكاد تندثر:
وقد لمح إلى ذلك صاحب كتاب أصول البحث وقواعد التحقيق أثناء حديثه بصفة عامة عن الغاية من البحث من خلال قوله:
“البحث سواء كان مقالة متخصصة أم رسالة أم أطروحة، غايته واحدة هي الانطلاق من حيث انتهى إليه الغير، والاسهام في زيادة المعرفة الإنسانية؛
وقد يتجلى هذا الإسهام في النواحي التالية:
في دراسة أحد الموضوعات الشائكة المعقدة أو المختلف حولها، أو تحقيق بعض أو إحدى المخطوطات المتعلقة بها، التي قد تلقي الأضواء عليها، وتكسبنا مزيدا من العلم والمعرفة؛
في اكتشاف حقائق جديدة في موضوع ما يستحق الدراسة؛
في اكتشاف عوامل وأسباب جديدة غير معروفة لحقائق موضوعات قديمة متعارف عليها؛
في بعث أو خلق موضوع جديد من معلومات أو مادة متناثرة وترتيبها بصورة مبتكرة جديدة مفيدة؛
في فهم جديد للتراث عن طريق قراءة جديدة له بطريقة بحث مغايرة للطرائق المعروفة…” (5)
فهذه إذن بعض النقط التي أثارت انتباهي وحاولت أن أوجز الحديث عنها ما أمكن وأجعلها كمقدمة وقسما أولا لهذا الموضوع.
القسم الثاني: ما بعد اختيار الكتاب.
فبعد اختيار الباحث للكتاب قد يشعر بحيرة في كيفية دراسته، وقد لا يفهم معنى هذه الدراسة ولا يدرك خطواتها، لذلك عليه الاستعانة بالآتي:
- التخطيط الجيد لدراسة الكتاب:
إن البحث هو عمل منظم ويحتاج إلى تخطيط جيد، والتخطيط يعني أن تقرر مسبقا ما تريده، والتخطيط للبحث يعني أن تقرر السؤال أو المسألة التي تريد دراستها، ومن تم تضع أهداف الدراسة والوسائل التي تحقق بها هذه الأهداف؛
إن هذا العمل يحتاج إلى ذكاء وفضول معرفي، وتخيل ومعرفة منهجية للبحث، والتخطيط الجيد كما هو معلوم يرسم اتجاه البحث. (6)
فالتخطيط للبحث يعد أمرا هاما عند الشروع في كتابته، ويكون ذلك بمعرفة الجانب الذي تريد البحث فيه، والمنهجية التي تريد أن تطبقها، ومع وأين تريد أن تعمل البحث إلى غير ذلك. (7)
- الاطلاع على الدراسات السابقة التي لها ارتباط بالكتاب والتي أجريت في نفس المجال، وتعد أساسا لهذا الكتاب المقترح:
وبغير ذلك تكون محاولات الباحث ضربا من التخبط التي يقوده حتما إلى تكرار ما سبق أن توصل إليه آخرون، مع احتمال تعرضه لنفس الأخطاء التي تعرضوا لها من قبل، دون أن تتاح له الفرصة لإضافة أو ابتكار أي جديد. (8)
- وصف الكتاب:
تحتاج دراسة الكتاب إلى معرفة اسم المؤلف أولا وعنوان كتابه وطبعة هذا الكتاب وتاريخ النشر إضافة إلى دار النشر والبلد الذي نشر فيه، وحجم الكتاب وعدد الصفحات، ثم لا بد من تحديد الأسباب والدوافع وراء اختيارك لهذا الكتاب بالتحديد، مع قراءة موجزة عن حياة المؤلف وتلاميذه وشيوخه، والظروف التي جعلته يؤلف هذا الكتاب…
- دراسة فصول الكتاب دراسة تسلسلية:
وهذه الدراسة التسلسلية يستخرج بها الطالب العناصر والأفكار الأساسية التي أوردها المؤلف مع الحرص حرصا شديدا على الحفاظ على فكرة صاحب الكتاب.
- استخراج منهج المؤلف في الكتاب:
فبعد قراءة الكتاب والاطلاع على ما كتب حوله من بحوث ودراسات مثلا، يحاول الباحث استخراج منهج مؤلفه، فعلى سبيل المثال نجد أحيانا الكاتب يكثر من الاستشهاد بالقرآن والسنة وأقوال الصحابة، فهذه إشارة إلى أنه ممن يقدمون النقل على العقل، فيكون منهجه منهج أهل الحديث ومن سار على نهجهم، وإذا كان ممن يقدمون العقل على النقل، فهو ممن يميلون إلى المعتزلة وغيرهم؛
ويمكن معرفة المنهج كذلك من خلال معرفة تلاميذه وشيوخه وممن تأثر بهم وما قيل عنه في كتب التراجم أيضا.
- مميزات الكتاب والملاحظات حوله:
ويكون ذلك بذكر الباحث مزايا الكتاب ومحاسنه، وإبداء الملاحظات حوله إن وجدت.
- خاتمة في النهاية تلخص ما توصل إليه الباحث من دراسته للكتاب بصفة عامة:
ويختم البحث بخاتمة تبين أهم النتائج التي تم الخروج بها بعد هذه الدراسة، ولا ينبغي لها أن تشتمل على جديد لم يرد في البحث، وإنما هي نظرة سريعة في المراحل التي اجتازها الباحث في دراسته للكتاب، وسجل للوضع الذي انطلق منه، إلى المقام الذي انتهى إليه. (9)
وحتى أضع معالم هذا الموضوع أمام أعين الباحثين، لا بد من عرض تصميم نموذج لدراسة كتاب معين:
فبعد الإهداء والمقدمة، ننتقل إلى الفصل الأول الذي نعنونه مثلا ب:
الفصل الأول: نشأة المؤلف ومكانته العلمية
والفصل يقسم بدوره إلى مباحث، فنقسم عنوان الفصل الأول إلى مبحثين:
المبحث الأول: نشأة المؤلف
من خلال الإشارة إلى اسمه ونسبه ومولده ونشأته وأخباره ومذهبه ووفاته…
المبحث الثاني: مكانته العلمية
بذكر تلاميذه وشيوخه والكلام فيه ومكانته عند العلماء وآثاره ومصنفاته…
بعد الانتهاء من تقسيمات الفصل الأول ومباحثه، ننتقل إلى الفصل الثاني ويمكن تخصيصه بمنهج المؤلف في الكتاب، فنقول:
الفصل الثاني:منهج المؤلف في كتابه…
ونقسمه الى ثلاث مباحث مثلا:
المبحث الأول:التعريف بالكتاب
فيقوم الباحث في هذا المبحث بوصف الكتاب وذكر ظروف تأليفه:
ففي الوصف لا بد من الإشارة إلى ما ذكرناه سابقا من اسم المؤلف وعنوان كتابه وطبعة هذا الكتاب وتاريخ النشر إضافة إلى دار النشر والبلد الذي نشر فيه، وحجم الكتاب وعدد الصفحات وعدد طبعاته والاشارة إلى الطبعة الأخيرة والطبعة المعتمدة…
مثلا : كتاب…لمؤلفه…طبع سنة… في ثلاث طبعات…دار النشر…ببلد…ويحتوي على…صفحة في مجلدين مثلا…
ويحتوي هذا الكتاب على مجلدين راجعه فلان بن فلان، أو عارضه بأصوله وعلق عليه فلان بن فلان، افتتح الكتاب بمقدمة له أبان فيها عن المنهجية المعتمدة في الكتاب ودوافع كتابته في هذا الموضوع…بعد المقدمة انتقل المؤلف مباشرة للحديث عن…ثم فصل في…ليترك المجال واسعا لبيان…واختتم المجلد الأول…ثم افتتح المجلد بكلمة مختصرة ربط من خلالها بين السابق واللاحق…ليسري في أعماق الموضوع ويبرهن على صحة مجموعة من المسائل المرتبطة ب…، ليختم البحث بخاتمة وضح من خلالها وضع آخره فهرسا خاصا بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة، ثم فهرسا خاصا بالأعلام التي تحتاج إلى شرح ولها علاقة بالموضوع من خلال إسهامها بشكل كبير في جوانب مرتبطة بموضوع الكتاب…ليضع في آخره فهرسا للموضوعات مرتبة ترتيبا دقيقا…
وكل كتاب من الكتب إلا ونجد دواعي وأسباب تأليفه، وبالتالي يكون لا بد من تخصيص جزء نشير فيه إلى ظروف تأليف المؤلف لهذا الكتاب.
المبحث الثاني: منهج المؤلف في هذا الكتاب
ويمكن أن أشير إلى بعض النقط التي ذكرتها سالفا وقد تفيد الطالب نوعا ما في معرفة المنهج؛
فإذا وجدت المؤلف مثلا يكثر في تفسيره من الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية وأقوال الصحابة فهو بذلك ممن يقدمون النقل على العقل وبالتالي فهو يميل إلى أهل الحديث…، وإذا كان ممن يقدمون العقل على النقل فهو متبني لفكر المعتزلة وما شابههم…، وقد يعرف منهجه من خلال قراءة نبذة عن حياته أو انطلاقا من معرفة تلاميذه الذين أخذوا عنه العلم وشيوخه الذين تتلمذ على أيديهم، وانطلاقا أيضا من كتب التراجم التي تحدثت عنه، أو من كتابات العلماء ومؤلفاتهم حوله، أو الرسائل والأطروحات التي كتبت في موضوعه أو تحدثت عنه…
الفصل الثالث: مميزات الكتاب والملاحظات حوله:
المبحث الأول: مميزات الكتاب:
وهذا المبحث يتعلق بمميزات الكتاب من خلال ذكر محاسنه، مثلا يقوم بشرح الغريب وبيانه وتفسير الأحاديث الواردة وتخريجها وإنكاره لما هو غير محقق ومضبوط والرد عليه والتفصيل في ما يراه يحتاج إلى تفصيل، ومناقشته للأفكار والقضايا التي يراها غير صحيحة ومناقضة للعقول السليمة…
ومثلا أيضا يشير إلى أن الكاتب يفسر القرآن بالقرآن والقرآن بالسنة، وينتصر إلى المذهب الذي عليه أهل السنة والحديث، ويستشهد بأقوال الصحابة والتابعين ويلاحظ عليها أحيانا، ويفرق بين اللفظين المترادفين، ويستعين بالقراءات القرآنية، ويستعين كثيرا باللغة والمجاز…
المبحث الثاني: ملحوظات حول الكتاب:
ويكون بإبداء الباحث رأيه حول الكتاب، مثلا يذكر أن صاحب الكتاب يغفل تخريج الأحاديث ويعتمد على الضعيف والموضوع كثيرا، أو يبني الأحكام الفقهية المرجوحة على حديث موضوع، ويورد أحاديث لا أصل لها، وفي المسائل العقدية ينتصر لمذهب المعتزلة ويرجح مذهبهم على غيرهم، وفي التفسير أيضا يعتمد على اللغة فقط ولا ينظر إلى أسباب النزول وملابساته وهكذا…
وهل أسلوب الكتاب صعب أو سهل وهل أسلوبه أدبي أو فقهي أو فكري، وهل أفكاره واضحة أم غامضة، وهل توجد في الكتاب أخطاء نحوية أو مطبعية، وهل فيه مصادر ومراجع وفهارس ( فهارس الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة وفهارس الأعلام وفهارس الأماكن والأشعار وفهارس المصطلحات الفنية…) وهل رتب ذلك ترتيبا سليما، وهل فيه شواهد قرآنية وحديثية وهل قام بتخريجها أم لا، وهل هي صحيحة أم تحتاج إلى تصحيها من الأخطاء، وما نوع القراءة التي اعتمدها، وما المصادر المعتمدة في تخريج الأحاديث، وهل الأحاديث لها علاقة بالموضوع أحسن توظيفها وربطها، وهل التنسيق متوازن بين الفصول والمباحث والمطالب، وما الجديد الذي يحمله الكتاب، ومدى ملاءمة العنوان لمتن الكتاب، انتقاد الأفكار، صحة النتائج التي توصل إليها، طريقة صياغة وكتابة الأفكار…
خاتمة
وختاما أقول إن الدراسة المنهجية للكتب العلمية تحتاج إلى الاجتهاد وليس الانتقاد والعقل وليس النقل (السرقة) والتبسيط وليس التعقيد ثم العلم ويتبعه الفهم؛
ويكون ذلك باختيار الباحث كتابا يكون له اهتمام به مسبق والقراءة العامة المسبقة حول ذلك الكتاب، والتعرف على احتياجات المستفيدين من الكتاب، واختيار كتاب يكون مهما ويضيف شيئا معينا إلى ما سبقه من دراسات مرتبطة به، واختيار كتب تحتاج إلى تفسير، وتساعده على التوسع في مضمونها لاحق، ثم إحياء الكتب التي تكاد تندثر، وهذا قبل اختياره للكتاب؛
أما بعد أن يختار الباحث كتابه يحتاج في البداية إلى تخطيط جيد لدراسة الكتاب، والاطلاع على الدراسات السابقة التي لها ارتباط بالكتاب والتي أجريت في نفس المجال، وتعد أساسا لهذا الكتاب المقترح، ويضع وصفا للكتاب، ويدرس فصول الكتاب دراسة تسلسلية، ويحاول استخراج منهج المؤلف في كتابه، ثم يذكر مميزات الكتاب وملاحظات حول الكتاب إن وجدت، ليصل في نهاية ذلك إلى خاتمة تلخص ما توصل إليه الباحث من هذه الدراسة؛
ولعله بذلك يكون قد استفاد من الكتاب وحقق المراد والمقصد منه، وأفاد غيره ممن اطلع عليه وقرأه من أهل العلم والمهتمين بذلك.
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
الهوامش:
- أصول البحث العلمي ومناهجه، الدكتور أحمد بدر، نشرته مكتبة الأكاديمية، القاهرة، ص 10.
- أصول البحث العلمي، المنهج العلمي وأساليب كتابة البحوث والرسائل العلمية، الدكتور أحمد عبد المنعم حسين، الطبعة الأولى 1992، المكتبة الأكاديمية، القاهرة، ص 42 بتصرف.
- أساسيات البحث العلمي، الدكتور منذر الضامن، الطبعة الأولى 2007م/1427هـ، دار المسيرة للنشر والتوزيع، عمان، ص 36 بتصرف.
- أصول البحث العلمي، مرجع سابق، ص 25 بتصرف.
- أصول كتابة البحث وقواعد التحقيق، الدكتور مهدي فضل الله، الطبعة الأولى 1993م، دار الطليعة للطباعة والنشر، بيروت، لبنان، ص 18.
- أساسيات البحث العلمي، مرجع سابق ص 42.
- نفسه ص 44 بتصرف.
- أصول البحث العلمي، مرجع سابق ص 44 بتصرف.
- إعداد الأطروحة الجامعية مع تمهيد في مقومات الدراسة الجامعية وملاحق مختارة من الأصول والمصادر العربية، الدكتور كمال اليانجي، لبنان، ص 47 بتصرف.
جزاك الله خيرا أستاذ على هذه الإفادة
أحسن الله إليك أستاذ
جزتك الله خيرا