غزة العزة(قصيدة)-أبو القاسم الفلسطيني-
أبو القاسم الفلسطيني غزة العزة
هناك من يقول شبعنا من الكلام، وأقول لهم : فهل نترك الكلام أيضا
القرآ كله كلام وهو كلام الله ،إنما المذموم أن يكو الكلام مثبطا ـ فإن كان ملهبا حماسة المسلمين ليتحركوا ولفضح خطط الأعداء ، فهو جزء حيوي من المعركة
ومعركة الوعي أم المعارك ..وفي الصحيح قال النبي صلى الله عليه وسلم :
اهجوا قريشا فإنه أشد عليها من رشق بالنبل (صحيح مسلم) ، وقال النبي عليه لسلام أيضا كما في اسنن: جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم (سنن أبي داود)
في غزة طرب الزمان وأنشدا..هي ملحمات النصر يصبغها الفدى
لله درك يا ابن غزة هاشمٍ ..هشموا رفاتَك بعد أن هشموا اليدا
ما غادر الغزيّ إلا للسما..يبني هنا مجدا، وثَمّ زبَرجدا
مازلت كالطوفان تغمر جيشهم ..بالعز، منهمرًا يبلّغه الكُدى (الكدى المقابر)
من ذات أنفاقٍ تفجرّ نصرها .. وسما اسمها نورا يعانق فرقدا
يرنو الزمان إليك وهو مولّهٌٌ..كالدوح في البيداء يفتقد الندى
وأرى قرى الدنيا تؤوّب إثرها..كالطير أوّب وهو يسمع داوُدا
قد غرن والغيراء غير ملومةٍ ..إن كان قد حشي الفؤاد تودّدا
للمرحمات بها دفاتر عاشق ..والملحمات كأنهنّ لها رِدا
يرمون غزة بالحميم وبالفرى..أتعابٌ أن عزفت لأمتها الحُدا
وهي البريّة غير أنّ لها حمى..حتى غدت بين المدائن مقتدى
كبراءة الأطفال في ألق النقا..وبراءةٍ نزلت ليفتضح العَدا ..
القدس مذ ولد الزمان تقدّست..والطهر ينفي عن حماهُ تهوّدا
القدس تعرف أمها..رحمُ القدا.. …سة سطرت في الذكر مذ نزل الهدى
أفما مررت بسورة الإسرا على..نسبٍ ..مع البيت العتيق توحّدا
ما النصر في حرب العقيدة آلةً..فـ”الله أكبرُ” فوق أكبرهم جدى
ثق في يد الجبار كم جبرت أسىً…. قصمتْ جبابرة إذا صدق النِّدا
هذان خصمان استبان سبيلهم ..قفنا مع الزيتون لا تك غرقدا!
يا أيها الطوفان دمْ متدفقا هم يبتغونك عبدهم فكُ سيّدا
حطت عليها راجمات مدجج..بالعالَم المجنون تطعمها الردى
جبنت ضمائرهم سوى عن ضغطة ..قصفوا بها من خلف أسوار المدى
وتداعت الغيلان تنهش قصعتي ..لم تلق ذا شرفٍ يعوق من اعتدى
هرعوا كأسراب الذباب وإنما ..وجدوا الطريق إلى ثراكِ مُعبّدا
باعوا القداسة والكرامة والثرى..وبنوا كراسيّ المذلّة معبدا
وقوام هذا الدين وحيٌ في يدٍ..ويدٍ تشهّر في الكفاح مهندا
لن يسترد الأرض : قال سموّه..كلا ،ولا حزن الأمير، وندّدا
للنصر أطرقه، بمركبة العُلا…وكفى بربك ناصرًا ومسدّدا
أو يرتجى ممن تسمّر عرشه ..وطريقنا إن يخلُ منه، تمهّدا
وهوى من القصر الوضيع لحى هوىَ..حيكتْ لتلوي آيةً أو مسندا
صنعتْ نواصيهم ولاة خمورهم..فإذا الفتاوى قد سكرن مع العدى
لا يلتقي رجس اليهود وقدسنا ..إلا كغيث الماء يطفئ موقدا..
وعمامةٍ كالصلّ طلّ برأسه ..أودتْ بلحمتها الشآم وبالسَّدى
(السدى بالفتح خيوط نسج الثوب طولا وخلافه اللحمة ، وتقول العرب ما أنت بلحمة القوم ولا سداة يعني لا تضر ولا تنفع ،والمقصود هنا أن غزة هتكت ستر بعض المتاجرين بالقضية من ذوي العمائم )
يبتاع من سوق النفاق لحونه.. وببوق إفك باع مَقْدِسنا سُدى
ما كان إبراهيم عابد عجلهم …حاشا أبا الحنفا، وكان مجاهدا
وعظات عيسى قد برئن فما طغى..قطُّ ،ولا موسى الكليم تمرّدا
ضربت أرومة أمتي بجذورهم …….أحمدْ بهم أثَرًا وأكرم محتدا……
أبني العقيدة جنّدوا أجنادكم…كليوث فتحٍ يقتفون محمدا
فأتتهم الدنيا كأرغم راغمٍ…يجثو عى ركب الصغار مفنّدا
خطّوا لنا في لأرض خطة مجدنا…وخطوا بنا نحو الحضارة سُجّدا
صدأ الحروف يضل في قاع الدنى.. وتظلّ أفعال الرجال لها صدى