حصريا

عَتَبُ الأَيَّام. الأستاذ: سبع أبو بكر

0 102

عَتَبُ الأَيَّام. الأستاذ: سبع أبو بكر

يُعَاتِبني وَعِنـــــــد الأمسِ عــــــــابُ     فيـوْميَّ ذَا كَـأَنَّ بِــــــــهِ شَـــــرَابُ

يُـعَيِّرُنِـــي بِــمِا يُكْنَـــــى لِغَيْــــــرِي     وَمِثْلِيّ بِالْمَهَانَــــــــــةِ لَا يُـــــشَابُ

أَيَـجْهَلُنِــــي وَمَا سَــــأَلَ الْخَــــوَالِـي    وَفِي أَصْلَابِهَا الْخَبَــــــرُ الصَّــوَابُ

أَنَــا وَلَدُ الكَرِيــــــهَةِ وَالطِّـــــعَــــــانِ    تَــحِنُّ لَــــهُ الْبَوَادِيُّ وَالـــــشِّعَــابُ

جِيَاعُ الذِّيــــبُ تَسْعــــدُ إِذْ تَــــرَانِـــي    وَيَرْقُصُ مَــــنْ بِشَارَتِـــهِ الْغُــرَابُ

أَنَـــا الْعَرَبِـــيُّ إِنْ جَــــهَلَ الْغَرِيـــــبُ    يُنَبِّئُــــهَ إِذَا سَـــــأَلَ السَّـــــــــحَابُ

                                       ***

أَرَى الأَيَّـــــــــام تَرْفَـــعُ مَنْ تَــــــشَاءُ    وَتُنْزِلُ مَنْ تَــــــــــشَاء وَلَا تُــعَابُ

تـَـــصُدُّ عَنِ الْمُــهَانِ فَــتَزْدَرِيـــــــــهِ     وَتُـغْبِـــطُ مَنْ لَــــــهُ ظُفْرٌ وَ نَـــابُ

فـَـــكَمْ قَتَـــلَ الْــهَوَانُ لِـــبَعْضِ قَـــوْمِ     وَمَا قَتَلَ الَوُصُـــــوبُ وَلَا الْمُصَابُ

إِذَا فَـــــقَدَ النُّيُــــوبَ عَتِــــيقُ لَيْــــثٍ     تُصَغِّـــرُهُ الْحَيَاةُ فَــــــلَا يُهَـــــابُ

فَيَلْــــــبِسُ بَأْسَهُ تَيْـــــس وَقِــــــــرْدٌ     وَقَــدْ تَلْــهُو بِهِمّتِــــهِ الْكِــــــــلابُ

                                      ***

تَغَلْغَـــــلَ فِي الْفُؤَادِ هَوَى أُنَـــــــــاسِ     بَنـَـوْا أَمْجَــــادَهُم يَوْمًا وَطَـــابُوا

يَـهُزُّ الرُّوحَ شَـــوْقٌ مُسْتَـــــــفَـــاضٌ     إلى أَهْلٍ عَـــــنِ الْأَوْطَــانِ غَابوُا

يُجَشِّمُـــــنِي هَوَى مَـــنْ كَــــانَ قَبْلِي   وَعُسْرِيَ فِي الأَحِبَّةِ مُسْتطَــــــابُ

أُقَــــلِّبُ فِي الْأَمَاسِــــي حِيــــنَ أَغْفُو    لَعَلَّ رَجَــــاءَ الْــــقَلْبِ يُسْتَجَــابُ

تُسـَـــامِرُنِي طيُــــــوفُ الأَهْلِ دَوْمًا     وَتُغْبِطُنِـــي خِلَالـــُهُم الْعــــِــذَابُ

وَلِلْأَحْـــلَامِ طَعْــمٌ لَا يُضَــــــــاهَـــى     فَفِــــيهَا لَـــذَّةٌ فِـــيهَا عَــــــــذَابُ

أُسَائِـــــلُهَا الطُّلُـــولَ فَـــــتَــسْتَجِيـبُ     وَلَيْــــسَ بِسَـــاحَةِ الطَّلَلِ الْكِذَابُ

تُحَدِّثُــــنِي بـِـصِدْقٍ لَا تُغَــــــــالِـــي     وَفِي أَقْوَالِـــــهَا عَسَلٌ مُـــــــذَابُ

تَجَمَّلَـــتِ الْخَـــــــــوَالِي ثُمَّ بَانَــــت    تُعَطِّـــرُهَا الْفَضَائِـــــلُ وَ الْأَدَابُ

يُؤنِّسِها رَعيـــــــــلٌ لا يــُـــجــارَى     يَخِبُّ إدا أُرِيـــــــــدَ له ضِـرَابُ

ترى الـــفرســــانَ لمّـــا تَمْتَطِيــــه     فذا صقرٌ يُـــصاحبه عُـــــــقابُ

ولا تــــعصي الأوامـــــرَ إِن تنادتْ     ولا تــخشى المصاعبَ لا تَهابُ

وعِيـــسٌ غـــادياتٌ رائـــــــــــحاتٌ     حواملُ فـــــي أوائـــلها سِقَــابُ

تـــرى الكثــــبانَ حـــين تمُّر عـنها     كأنّ بِجيدِهــــا يُدلى سِخَــــــابُ

تُرَصِّـــعُهُ هــــوادِجُ كــــلآلـــــــئ     يُضيءُ بـــوسْطِـــها خُودٌ كَعَابُ

أَعُـــضُّ على الأنامل حيـن أصْحو     ويأخذُني بذي الدُّنـــيا اِغترَابُ

تفارقــــني الأحبّــــــــــةُ دون إذنٍ     ودمعـــيَ لا يُـــفارقــه اِنـسكابُ

أُناجيّــــها فـــلا تُـــصغي لـــقــولي    وتعــــلم أنّني صَبٌّ مُـــصابُ

أُرَاوِدُهـــــا بأنْ تدنـــو فــــــــتأبى     كأنَّ حِسَانَهــــا عنِّي غِــضَابُ

تَرى دمـــعي ومـــا ترثِــي لحالـي     كأنّــــي جانـــيُّ فلــه عِقـــابُ

وللعُـــــشّاق عُذْرٌ إن تَـــشَـــكَّــــوا     وقـــــد لا يـشتكي قلبٌ مُسَابُ

فــــكم شَـــقِيَتْ قلوبٌ بـــالتَّصَابِي     وكم سَعِــــدَتْ به مُهَجٌ وطابوُا

                                 ***

وما عِـشْقُ الفــتى إلاّ مِــــــــزاحٌ     إذا لـــم تَسْبِ مُهْجَتَهُ الحِرَابُ

تــــعافُ الغِـيد مَن فَــــوْدَاهُ بِيضٌ     وتَــــنْفِرُ كالطَّريــدةِ إذْ تُرَابُ

وإنّ الشيخَ عنــــــد الطّعن يـبقـى     فَتِيًّــــا لا يُفارِقُه الشّبــــــَابُ

تُعانِــقُه السّيــــوفُ عِناقَ صَبٍّ     وقد يحـــلو له بِهِمُ اللِّعَــــابُ

فلســت أرى كـــما الأسيافِ خِلاًّ     فإنّهمُ الأحبّةُ والصِّــــــحَابُ

                                                 ذكور الإبل : السقابُ

حاسي بحبح في جويلية 2018

الشاعر سبع بوبكر

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.