الهمة سبيل الاستمرارية-أ.قدور قرناش

[cl-popup title=”ترجمة الكاتب” btn_label=”ترجمة الكاتب” align=”center”]
الأستاذ قدور قرناش
عضو المكتب الوطني
لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
[/cl-popup]
الهمة سبيل الاستمرارية
يقول المفكر الكبير مالك بن نبي ـ رحمه الله ـ: على الإنسان أن يشعر في هذه الحياة أنه صاحب مهمة، هذه المهمة لا بدّ أن تكون لها أهمية، والسبيل لإنجازها هو أن يكون صاحبها يتمتع بهمّة عالية، فلخص ـ رحمه الله تعالى ـ الأمر في هذه الثلاثية ( المهمة ـ الأهمية ـ الهمّة ).
وإنّ هذا الذي يراه مالك بن نبي ـ رحمه الله ـ ينطبق على كل عمل جاد بادر به شخص أو جماعة ينطلق، أو ينطلقون من بُعد رسالي في الأعمال.
هذا المنطلق جسّده الإمام أبو علي المودودي ـ رحمه الله ـ في مجلته (ترجمان القرآن) التي ذاع صيتها في العالم الإسلامي؛ إذ أنّ العمل كله كان في البداية يقوم به بمفرده، إذ هو يجمع المقالات، وهو الذي كان يرقنها، ويطبع، ثم يقوم بتوزيع المجلة مستعينا بدرّاجته الهوائية إلى أن حمل الناس على الاقتناع بعمله؛ فانبرى لمساعدته خلق كثير.
وإنّ ما يقوم به نادي الرقيم هو بلا شك يدخل في إطار المهمة ذات الأهمية التي يعمل لإنجاحها أعضاء النادي بهمَّة عالية.
إذ رغم الإمكانيات المحدودة للنادي إلّا أنّه مصمّم على الاستمرارية بإصدار العدد السادس من مجلته ( الربيئة) إيمانًا منه بأهمية الكلمة الراشدة في التّغيير والبناء؛ خاصة أمام هذا السيل الجارف للتكنولوجيا حيث لم يعد لوصول الكلمة حاجز يعترضها.
فما يقوم به نادي الرقيم هو بلا شك يدخل ضمن ترشيد الكلمة، وترقية الهوية الوطنية وتثبيتها، والدفاع عن ثوابت الأمة ومقوّماتها، إذ وكأنّي بهم يقولون: لقد آلمنا ما نشاهده من تحييد للصالحين عن واقع الأمة وهمومها، فالكتب موجودة، ومراكز الأبحاث العلمية موجودة، وخدمات الأنترنت موجودة؛ ولكن في مكان مرتفع لا يصل إليه قصار العقول، وضعاف الهمة.
فتأتي ( الربيئة) لترسل نورًا في الأفق وسط هذا الموج من ظلام التِّيه في دنيا الناس.
وإنّنا نشدّ على أيدي القائمين على المجلة ليواصلوا الرسالة، ولا يكترثون بالعوائق، فخير الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ.
فكل الشكر والتقدير لطاقم ( مجلة الربيئة) وأعضاء نادي الرقيم على هذه الالتفاتة الطيبة بإسناد كتابة المقدمة للمكتب الوطني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وشكري الكبير لفضيلة الشيخ عبد الرزاق قسوم الذي كلفني بكتابة افتتاحية هذا العدد من ( الربيئة) نيابة عنه، وأحيّي فيه هذا الاهتمام بتشجيع كل المبادرات الخيِّرة التي تقوم بها شُعب وفروع جمعية العلماء في ربوع الوطن.