الشخصية المربية الناجحة – أ.آمنة خنفري
الشخصية المربية الناجحة . شخصية تحسن إدارة الاسرة بأسلوب قيادي يندرج تحت القيادة التوجيهية والقيادة الحريصة والقيادة الخلقية والقيادة الواقعية والقيادة الفعالة والقيادة الكاريزمية والقيادة بالأهداف والقيادة التشاركية و القيادة الموقفية .
يتجاوب والمتغيرات العالمية فالعالم الحديث هو عصر الواقعية والحقائق والتفكير العقلاني والتنبؤات المبنية على أسس علمية فالأسرة تحتاج إلى القائد الذي يملك على أقل الحدود الدنيا من المعارف والمهارات مهارات فنية وإنسانية واتصالية و إدراكية وتصورية والاتجاهات اللازمة لأداء دوره بجانب الاستعداد والموهبة،وتحديد الأهداف لأي عمل من الأعمال التربوية أمرٌ أساسي قبل الشروع في هذا العمل وتنفيذه ؛ لأن هذا التحديد يؤثر تأثيرًا كبيرًا في تكييف وتحديد مجال الدراسة وطرقها ووسائلها وأساليبها التي تحقق هذه الأهداف ، كما أن الأهداف غالبًا ما تكون محركًا للسلوك وموجهًا إليه، سنحاول بإذن الله تطبيق المفاتيح العشر لإبراهيم الفقي في تشكيل شخصية المربي الناجحة .
المفتاح الأول : معرفة الدوافع المحركة للسلوك الإنساني
“إنما الأعمال بالنيات، و إنما لكل امرئ ما نوى” متفق على صحته
فاعلم أن الدافع يولد الرغبة و يخلق الحماس لذا فلتكن دوافعك الداخلية تستجيب أولا للدافع الغريزي الأرضي و يستجيب للدافع الديني العلوي ثانيا.
فالدافع الغريزي يكفل استمرارية النسل و بقاء العنصر البشري فهو بالتالي يستجيب إلى تلبية الغريزة الجنسية و غريزة حب البقاء فهي غرائز ضرورية لعمارة الأرض، والدافع الديني يكفل الاستخلاف في الأرض و التمكين فيها ” وما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون” الذاريات آية 56
و الدوافع الخارجية مصدرها العالم الخارجي ، فالفرد جزء من المجتمع و الأسرة خلية في المجتمع و المجتمع يشكل أمة ، و الأمة التي يريدها الله جلت منزلته و رسوله عليه أزكى السلام ، أمة ربانية المنهج و إنسانية المبادئ، أمة واضحة المعالم جديرة بالقيادة و الريادة في عالم يطمح باستمرار إلى الرقي و الازدهار” كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر” آل عمران آية 110
فخيرية هذه الأمة المتميزة بالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، دافع خارجي قوي يدفعك إلى النجاح و التفوق، إلى تنشئة جيل يتصف بالحكمة و الرزانة و العمل الدؤوب و الجاد.
المفتاح الثاني: الطاقة وقود الحياة
” و من يتوكل على الله فهو حسبه” الطلاق آية 3
الطاقة نوعان طاقة روحية عقلية وجدانية و أخرى مادية جسدية ، فمولد الطاقة الروحية هو الإيمان اليقيني بالله القائم على العلم النقلي و العقلي و ما يندرج تحت هذا الإيمان من عبادات و طاعات و آداب ، لذا شبه الله المؤمن بالحي الذي يخرجه الله من الظلمات إلى النور و شبه الكافر بالميت الذي يخرجه الله من النور إلى الظلمات و الذي يتمسك بالعروة الوثفى التي لا انفصام لها يكون قويا صامدا حازما منضبطا عقلانيا رؤوفا رحيما أي بمعنى آخر نضمن هنا السلامة و الصحة النفسية للمربي في الميدان التربوي.
إذن فالإيمان بالله هو غذاء للروح و هو الذي يمدنا بالطاقة و يعلمنا ويربينا و يهدينا سبل السلام إن احتكمنا إلى التشريع الإلهي.
و مولد الطاقة الجسدية هو الغذاء بشتى أنواعه، لذا فعلى المربي أن يهتم بصحته البدنية بالغذاء الجيد و المتوازن و عليه بممارسة الرياضة “العقل السليم في الجسم السليم” و بذلك نضمن للمربي السلامة و الصحة الجسدية .
المفتاح الثالث: المهارة
قال فرانسيس بيكون “المعرفة هي قوة في حد ذاتها”
المهارة شرط أساسي للنجاح في أي مشروع كان، فهي الأداة المعرفية المستوحاة من العلم و التجربة ” إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا”الإسراء آية 36
فالمربي الكفء هو الذي يجيد استعمال مهاراته و قدراته التربوية في توجيه أبنائه التوجيه الصحيح و السليم ، و الطريقة المثلى إلى ذلك هو اقتباس التربية المثالية من المصدر التشريعي الإلهي الذي أدب محمد عليه الصلاة و السلام فأحسن تأديبه ، حيث كان خلقه القران الكريم أي بمعنى آخر العلم النقلي و ما حوى من عقيدة و أحكام و معاملات و آداب و قصص قرآني و كذا العلم العقلي المتعلق بعلم نفس و برمجة لغوية عصبية و بيداغوجية و علم اتصال و إعلام، و لن يتأتى له ذلك إلا إذا وسع المربي مداركه و معارفه تبعا للمتغيرات النفسية و الاجتماعية و التكنولوجية التي تعرفها الساحة لذا فعليه الإلمام بالتربية الإسلامية الحديثة و ذلك عن طريق القراءة المستمرة بشتى أنواعها ( كتب و مجلات و جرائد) أو عن طريق الانترنت ، فالقراءة تصنع الشخصية الواعية .
قال فرانسيس بيكون” القراءة تصنع الشخص المتكامل”
و صدق الشاعر حين قال:
إذا مر بي يوم و لم أقتبس هدى و لم استفد علما فما ذاك من عمري
هناك حكمة صينية تقول” تعتبر القراءة بالنسبة للعقل كالرياضة بالنسبة للجسم” ، إضافة إلى القراءة المستمرة ، عليك أيها المربي بمتابعة أشرطة تربوية سواء أكانت تليفزيونية ، أشرطة فيديو أو أشرطة حاسوب و كذلك الحضور إلى محاضرات تربوية أو متابعة المنتديات التربوية عن طريق الانترنت ، هذا عن الجانب المعرفي للمربي أما عن الوسيلة لتحقيق الأهداف التربوية فعليه باستعمال الوسائل التكنولوجية الحديثة بطريقة عقلانية و توجيهية و منضبطة فسوء استعمال هذه الوسائل يؤدي إلى عواقب لا تحمد عقباه.
المفتاح الرابع: التصور (الطريق إلى النجاح)
قال جوثا :” لا تحلم أحلام صغيرة ، فإنها ليست لها قوة لدفع الأشخاص “
بعد أن اتضح لك أيها المربي الدوافع المحفزة ، و لديك الطاقة الروحية و الجسدية المحركة و المنشطة، و تملك المعرفة و المهارة الكافية ، عليك الآن بمفتاح التصور و التخيل .
انتقل إلى كيفية تحويل مشروعك النظري إلى مشروع تطبيقي ، انتقل إلى تحقيق أحلامك و آمالك و اعلم كما قال الدكتور إبراهيم الفقي :” بما أن كل شيء يحدث دائما في العقل أولا لذلك عندما ترى نفسك ناجحا و قويا و تكون قادرا على تحقيق أهدافك و تؤمن بذلك في قلبك و تشعر بذلك داخل إحساساتك ، سيخلق لك حلمك قوة ذاتية و يساعدك عقلك الباطن بقدراته التي لا حدود لها على تحقيق أحلامك” من كتاب المفاتيح العشرة للنجاح ص 87
فلتكن أحلامك كبيرة لكي يكون عطاؤك أكبر ولله در الشاعر المتنبي
حين قال :على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتأتي على قدر الكرام المكارم
و قالت اليانور روزفلت :” يكون المستقبل للذين يؤمنون بجمال أحلامهم”
كيف لا تكون أحلامك جميلة، إذا كنت حاملا لرسالة ربانية و أخرى إنسانية تشع بالخير و السلام و تدعو إلى الحكمة و العدالة و تحقق السعادة في الدارين الدنيا و الآخرة، كيف لا تكون أحلامك قوية قوة الجبل الأشم إذا توكلت على الحي القوي القيوم الذي له الأسماء الحسنى ، و أحسنت توظيف مهاراتك في الميدان ، كيف لا تتحول أحلامك إلى حقيقة إذا أخذت بالأسباب و استوعبت سنن الحياة حيث لن تجد لسنة الله تبديلا .
فنقيض النجاح الفشل ، لذا لا تفتح منافذك للخوف بشتى أنواعه ، الخوف من الفشل الخوف من المجهول الخوف من التغيير فاعلم أن الخوف هو عدوك الحقيقي و الرئيسي فالذي يتزعمه هو إبليس اللعين بإيحاءاته الهدامة.
فليكن شعارك في النجاح ” إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران و إن حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر ” متفق عليه
فلا تحرم نفسك من الأجر و الثواب ( النجاح)، فالله يحب الشخصية القوية و الرزينة و الثابتة و الايجابية التي ترى الفشل بعين التجربة كما هو الحال في البرمجة اللغوية العصبية ” ليس هناك فشل و لكن هناك فقط خبرات”.
و احذر من لصوص الأحلام و من المثبطين و السلبيين و ما أكثرهم في هذا الزمان ،فمنهم المنهزمين و المكتئبين و منهم الحسودين.
المفتاح الخامس:الفعل “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله”
قال جوتيه ” المعرفة وحدها لا تكفي ،لا بد أن يصاحبها التطبيق و الاستعداد وحده لا يكفي فلا بد من العمل”
و هذا ما أشار إليه الدكتور إبراهيم الفقي مبينا لأصحاب المشاريع ، أن المشروع المخطط له و المدروس بموضوعية و عقلانية يحتاج إلى مفتاح الفعل و التنفيذ ليجني المرء ثمار جهده ” من الممكن أن تمتلئ بالحماس ، و يكون لديك طاقة عالية و تملك المعرفة و القوة العقلية التي تحتاجها للنجاح …و لكنك إن لم تضع هذا موضع التنفيذ ، ستكون كل هذه المهارات بلا قيمة و لا طائل من ورائها” من كتاب المفاتيح العشرة للنجاح ص 89
بعد أن اتضحت لك الرؤيا ، و هيأت أرضية النجاح بمنهجية الاقتباس من العلم النقلي (الإلهي ) الذي هو أدرى بالنفس البشرية و ما يعتريها من ضعف وقصور وسمو و قوة و كيف لا يعلم و هو اللطيف الخبير ، فهو الذي أمدك بوسائل المعرفة من عقل و حواس و ألزمك أمانة المسؤولية ، مسؤولية العلم و محاربة الجهل لأن العلم يقربك إلى الله و ينفعك في حياتك الدنيوية و الأخروية فبالعلم الحقيقي تكون خليفة الله في أرضه و تورث الجنة الأبدية قال تعالى :” و لا تقف ما ليس لك به علم إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا” (الإسراء الآية 36)
و كذا الاقتباس من العلم العقلي (الإنساني) الذي اتخذ من المعرفة و التجربة مسلكا للعلم و سبيلا لتفكيك رموز ما جهله و بعد أن خططت لمشروعك التربوي الهادف ، بحيث لا نجاح لمن لا خطة له ، و صدق مؤلف كتاب فلسفة الانضباط حين قال :” التصرف بدون خطة هو سبب كل فشل” ، فبعد التخطيط و التهيئة ، الانتقال إلى التنفيذ و التطبيق شرط من شروط النجاح رأى جيم رون في كتابه سبعة طرق للسعادة و الرخاء: ” المعرفة بدون التنفيذ يمكنها أن تؤدي إلى الفشل و الإحباط”
و في مقالة في جريدة وول ستريت قال المحرر:” لا تنزعج من الفشل ، و لكن أولى بك أن تقلق على الفرص التي تضيع منك حين لا تحاول حتى أن تجربها
المفتاح السادس:التوقع
“تفاءلوا خيرا تجدوه”
توقع في ظل مشروعك التربوي المدروس و المبرمج على أسس دينية و علمية ، أسرة مترابطة الأواصر متماسكة العرى متحدة الأهداف في غاية الانسجام مع المحيط الداخلي (النفسي و الأسري ) و الخارجي (الاجتماعي و الإنساني ) في ظل القيم الأخلاقية السامية القائمة على الاحترام و المحبة و الإحسان و التسامح و الإيثار و الانضباط و الالتزام و الفضيلة ، أسرة تخضع لقانون أساسي يرسم هيكلها و ينظم مسار حياتها نحو الأفضل و الأحسن ، يضع الحدود و الضوابط و يسن القواعد و يرسي العلاقات الإنسانية على المستوى الأسري و الاجتماعي على أسس دينية و قيم حضارية لكي يجنبها الفوضى و الانحلال و الصراع .
فالعالم قد تجاوز عثراتنا و زلاتنا، و تحرر من الرسائل السلبية التي تعوق التطور ، فما عليه اليوم هو نتيجة أفكاره و معتقداته كما قال الحكيم كونفوشيوس” ما أنت عليه اليوم هو نتيجة أفكارك”
و ما نحن اليوم من تخلف هو نتيجة أفكارنا المتناقضة و المتضاربة فلو صدقنا الله لكنا السادة و القادة
عن أبي هريرة ، رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه السلام قال :” قال الله ،عز و جل :أنا عند ظن عبدي بي، و أنا معه حيث يذكرني – و الله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة – و من تقرب إلي شبرا ، تقربت إليه ذراعا ، ومن تقرب إلي ذراعا ، تقربت إليه باعا ، و إذا أقبل إلي يمشي ، أقبلت إليه أهرول “ متفق عليه
فالعالم اليوم دائم التغيير و الإبداع و الاكتشاف ، لذا فليكن شعارنا التغيير السريع نحو الأفضل و الأحسن و الإبداع في الفكر و الإنتاج و الاكتشاف العلمي المستمر البعيد عن سوق الاحتكار و التزوير و الغش ، فالتغيير الذي نريده تغيير نحو السؤدد و العلا مع الحفاظ على ثوابتنا و مبادئنا و مقدساتنا فلا مكان للفلسفة النفعية و المادية على حساب الأخلاق و المثل العليا كما هو العهد عند الغرب ، فأمتنا صاحبة رسالة ربانية ، صاحبة أهداف آنية (دنيوية) لعمارة الأرض و أخرى أزلية (أخروية) لتوفى كل نفس ماكسبت فهنا تتجلى عظمة المسؤولية و ثقلها ” كل نفس بما كسبت رهينة”المدثر آية 38 ” و قفوهم إنهم مسئولون”
لذا فلتكن توقعاتنا على قدر ما تحمله هذه الرسالة من أنوار و فضائل و رسائل ايجابية و نفحات ربانية لخدمة الإنسانية قاطبة و صدق الحبيب المصطفى و هو مدرك ما للرسالة السلبية من تأثير في النفس البشرية حين قال“تفاءلوا خيرا تجدوه”
و قانون التوقعات أشار إلى حدوث ما نتوقعه سواء أكان سلبا أو إيجابا هذا نصه:” كل ما نتوقعه بثقة تامة سيحدث في حياتك فعلا”
و السبب كما جاء في علم الميتافيزيقا ” إن العقل كالمغناطيس يجذب إليه الناس و المواقف و الظروف لحالات أفكار متشابهة ” و هذا يقودنا إلى الحديث عن الأرواح التي تتآلف و تتناكر مصداقا لقول رسول الله عليه الصلاة و السلام “الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف “
فالأرواح الخيرة تنجذب إلى بعضها و الأرواح الشريرة هي الأخرى تنجذب إلى بعضها لكن الأرواح الخيرة تنفر من الأرواح الشريرة و العكس صحيح.
لذا فالمؤمنين أولياء بعض يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر بيد أن المنافقين يأمرون بالمنكر و ينهون عن المعروف،لذا فحقل العمل الجاد في الحياة فسيح الأرجاء ، فكما أن للسلبيين و المثبطين أعوان و جنود فكذلك الحال للمصلحين و الايجابيين.
احذر أن تبرمج عقلك الواعي برسائل سلبية لأنه هو الآخر يقوم ببرمجة عقلك الباطن الذي لا يفرق بين الحقيقة و غير الحقيقة ، فهو يقوم بتخزين جميع المعلومات حيث يستطيع استيعاب 2 مليار معلومة في الثانية ، و يتحكم في كل تحركات الجسم الداخلية و الخارجية و هو صامت تخيلي و مبتكر
و اعلم أن ما تقوله لعقلك الباطن هو الذي سيحدث. بحكم أنك مؤمن بقضاء الله و قدره و تحسن الظن بالله فبرمج عقلك الواعي تبعا لهذا المعتقد، و ابدأ يومك بالدعاء و التوكل على الله و المواظبة على الصلاة و الذكر و فعل الخيرات.
المفتاح السابع : الالتزام
” يفشل الناس أحيانا ، و ليس ذلك بسبب نقص القدرات و لكن بسبب النقص في الالتزام “ زيج زيجلار
فالمؤمن الحقيقي هو الذي يؤمن إيمانا يقينيا بوجود الله و يتبع هذا الإيمان اليقيني القلبي بالعمل الفعلي في الميدان الحياتي مع الالتزام المستمر و الدائم بالأوامر الإلهية التي تخدم مصلحة الفرد و المجتمع و الإنسانية و المسلم إذا انتهج هذا السبيل فسيكون من الفائزين في الدنيا و الآخرة .
فعلينا أن نسلك هذا السبيل في تنفيذ المشروع التربوي، فأنت الآن لديك مفتاح الالتزام بتنفيذ المشروع في أرض الواقع ” الناجحون لا يتراجعون و المتراجعون لا ينجحون”
سئل الدكتور إبراهيم الفقي في مقابلة تلفزيونية في لويزيانا في أمريكا ” متى يمكن أن تعتبر شخصا ما قد فشل و كان رده ” عندما يكون عنده حلم قوي و درس الكثير من العلوم و أنفق الكثير من المال و الوقت و الجهد لتحسين مهاراته ووضع حلمه موضع التنفيذ و لكنه توقف عن المحاولات لسبب ما “ من كتاب المفاتيح العشرة للنجاح ص117
الالتزام هو الإصرار على تحقيق الأهداف المرسومة مع تحمل المصاعب و المشاق و حل المشاكل التي تحول دون الوصول إلى الهدف.
إذن فلا يكفي أن يكون لديك الدوافع المحفزة و الطاقة الهائلة و المهارة ، و التصور المبدع و الفعل الممارس و التوقع الايجابي ، فالالتزام سر من أسرار النجاح
فال وليام شكسبير : ” جاهد لآخر نفس في حياتك”
المفتاح الثامن:المرونة
قال تعالى ” لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ”
المرونة صفة من صفات المرسلين في تبليغ الرسالة الإلهية التي ما هي إلا مشروع تربوي رباني يهدف إلى سعادة الإنسان هذا الكائن المكرم بالعقل و العلم. فالأنبياء المرسلين عليهم السلام أجادوا بجدارة و تفوق و نجاح في إخراج الناس من الظلمات إلى النور بفضل ما اتصفوا به من عزيمة فولاذية و إصرار و صبر و ذكاء حاد و رحابة صدر و مرونة و هذا ما رأيناه في السيرة النبوية و قد أشار الله سبحانه و تعالى إلى السبب الأساسي في نجاح دعوة محمد عليه الصلاة و السلام و الالتفاف حولها
قال تعالى ” لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ”
فالمرونة شرط أساسي لنجاح أي مشروع
قال الدكتور إبراهيم الفقي :” من الممكن أن تكون متحمسا جدا و تكون طاقتك كبيرة للغاية و لديك مهارات عديدة و تتصرف عقليا و جسديا طبقا لكل ذلك و يكون عندك الإصرار التام و لكن إذا لم تكن لديك مرونة و استعداد لتغيير خطتك في كل مرة تواجه فيها التحديات و المصاعب فمن الممكن أن تفشل.” من كتاب المفاتيح العشرة للنجاح ص 124
و هناك افتراض في البرمجة اللغوية العصبية يقول ” إن المرونة هي التحكم … فالشخص الأكثر مرونة في أسلوبه يكون تحكمه في الأشياء أكبر ”
و المرونة هي القدرة الفائقة على التأقلم و الاستعداد الفوري لتغيير خطة العمل إن اقتضت الضرورة، فمن الحكمة إن كنت تريد تحقيق مشروعك التربوي أن تتصف بالمرونة.
المفتاح التاسع:الصبر
قال تعالى:” استعينوا بالصبر و الصلاة إن الله مع الصابرين “البقرة آية 153
الصبر سر نجاح أي مشروع كان فهو نور الحكمة و هو ضياء حيث تصبر النفس على المتاعب و المشقات و الظلمات حتى إذا بلغت المراد بتقدير العزيز الحميد الذي جعل لكل كتاب أجل تتكشف للإنسان الصابر الطريق المفضي إلى المسرات فيتذوق طعم النجاح التي خص بها الأنبياء في تربية النفوس على الطاعة لخالق الكون جلت مكانته. لذا فالمربي المثالي يكاد أن يكون رسولا و ذلك لمشقة التربية فعليك بالصبر الفولاذي و النفس الطويل في تربية الأبناء و مجاهدة النفس و الصبر في توريث القيم الدينية الإسلامية و غرسها في نفوس أبنائنا
“كثير من حالات الفشل في الحياة كانت لأشخاص لم يدركوا كم كانوا قريبين من النجاح عندما أقدموا على الاستسلام” توماس ايدسون
المفتاح العاشر:الانضباط و الاستقامة
قال رون :” عندما يكون عندك هدف و تركز طاقتك من أجل بلوغ هذا الهدف و تضع كل إمكاناتك موضع التنفيذ و تكون منضبطا فلا بد أن تحقق هذا الهدف ”
الانضباط يشمل معرفة الدوافع المحركة للسلوك الإنساني،الطاقة وقود الحياة ،المهارة ،التصور (الطريق إلى النجاح) ،الفعل ،التوقع ،الالتزام
المرونة والصبر
و قد عرف الكاتب الأمريكي جيم رون الانضباط الذاتي :” إذا كان هناك عاملا ضروريا للسعي الناجح في سبيل السعادة و الرخاء فهذا العامل هو الانضباط الذاتي، فهو الذي يحتوي على مفاتيح أحلامك و هو الجسر الذي يربط بين أفكارك و إنجازاتك و هو أساس كل نجاح .. و عدم وجوده يقودك إلى الفشل”.
و الانضباط يأتي نتيجة احترام الزمن و الوقت،( فالوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك) و الوقت جد قصير لذا علينا أن نحسن توظيفه و استعماله
في تنشئة أبنائنا التنشئة الصالحة لأنها مسؤولية و سنسأل عنها يوم القيامة
قال رسول الله عليه الصلاة و السلام:” لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع خصال: عن عمره فيما أفناه، و عن شبابه فيما أبلاه، و عن ماله من أين اكتسبه و فيما أنفقه، و عن علمه ماذا عمل فيه”
و الوقت أنفس ما عنيت بحفظه و أراه أسهل ما عليك يضيع
قال تعالى:” إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا قلا خوف عليهم و لا هم يحزنون أولئك أصحاب الجنة خالدين فيها جزاء بما كانوا يعملون “ (الأحقاف : آية13.14 )
و عن أبي عمرو، و قيل : أبي عمرة سفيان بن عبد الله، رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله قل لي في الإسلام قولا لا أسال عنه أحدا غيرك. فال :” قل : آمنت بالله .ثم استقم” رواه مسلم
“.