الاضطرابات العصبية النمائية عند الطفل
الاضطرابات العصبية النمائية عند الطفل
Trouble du neuro développement de l’enfant
الاضطرابات العصبية النمائية هي مجموع الإختلالات البنائية والوظيفية الدماغية التي تظهر على المخ وهو في طور النمو مما قد يكون سببا في صعوبات أو نقص في تنفيذ الوظائف المعرفية.
وتعرف بأنها مجموعة من الاضطرابات تبدأ مبكرا في مرحلة النمو وتؤدي الى خلل في المهام الشخصية والمدرسية والمهنية.
مظاهر النمو العصبي:
يولد مخ الطفل مكتملا من حيث البناء وتبقى المسارات العصبية في حالة ازدياد من حيث النمو والنضج في السنوات الأولى حتى ما بعد البلوغ حيث يكتمل النمو.
وتعتبر السنوات الخمس الأولى من الحياة هي من أهم المراحل التي تتحكم في النمو العقلي للطفل حيث تعتمد عملية اكتساب المهارات النمائية على مدى الزيادة في التشابكات والمسارات العصبية وعلى مدى تناقص سمك القشرة المخية.
وكما تعتمد عملية نضج الدماغ على العامل الوراثي، وعلى العامل البيئي وعملية التدريب والتعلم ،وهي عملية مبكرة وطويلة وتتميز بالمطاطية والالتفاف.
الوظائف المعرفية للطفل :
يكتسب الطفل في طور النمو الوظائف المعرفية بالتدريج وبتباين كبير من طفل الى أخر ومن هذه الوظائف ما يلي :
– الوظيفة الحس حركية Fonction Psycho motrice
– وظيفة الكلام : من 18- 26 شهر.
– وظيفة التفاعل الاجتماعي
– وظيفة التفكير
– وظيفة الانتباه
– وظيفة الذاكرة / وظيفة القراءة: 5- 8 سنوات
– الحساب الرقمي Calcul
– وظيفة المهام التنفيذية في سن البلوغ Fonctions Exécutives
باختصار فان النمو المعرفي هو قصة لقاء بين مخ مهيأ منذ الولادة وبيئة اجتماعية وتربوية محفزة.
ففي كل مجال من مجالات النمو المعرفي لا بد من معرفة النمو العادي، ومعرفة التأخر وأسبابهمع ضرورة إدراك وجود فروقات فردية، والتفريق بين التأخر والاضطراب حيث أن التأخر يتدارك بالتدريب و الاضطراب يبقى يصاحب الطفل في كل مراحل نموه .
أسباب الاضطرابات النمائية:
تتعدد الأسباب التي تؤدي الى هذه الاضطرابات وهي تنقسم الى قسميين كبيرين:
أسباب وراثية
أسباب بيئية
تؤثر في مخ الطفل حسب المرحلة العمرية التي تعرض لها عبر مراحل عمره.
أولا- في المرحلة الجنينية :
1- عيوب وراثية، طفرات جينية، شوهات في المخ، استهلاك الأم لعقاقير أو خمر أو تدخين…
2- سوء تغذية الأم والأب قبل التلقيح ، تأثر الأم بالمواد الكيميائية السامة، اعتلال النظام البكتيري للقناة الهضمية عند الوالدين ، قلق وتوتر الأم أثناء الحمل والولادة.
3- الولادة القيصرية ، الولادة المتعسرة مع اختناق الوليد، الخداجة.
ثانيا- في مرحلة الطفولة:
- الرضاعة الاصطناعية.
- التلوث البيئي والتعرض للمعادن الثقيلة.
- النظام الغذائي السيئ.
- المضادات الحيوية بكثرة.
- الصدمات والرضوض الدماغية.
- اللقاحات الوقائية.
- الاشعاعات المتكررة ،الأمراض العصبية العضوية، التهابات الدماغ ،الصرع
انتشار الاضطرابات النمائية العصبية في العالم:
- التـوحــــد:
1/60 في أمريكا
” ” في أوربا
لا توجد أرقام في العالم العربي
لا توجد أرقام في الجزائر
- الإفراط الحركي وقلة الانتباه:5-8 %
1 طفل من كل 30 تلميذ فوق6 سنوات
- صعوبات التعلم:
16-25 %من التلاميذ لهم صعوبات دراسية
2 – 3 %من التلاميذ لهم تأخر ذهني
5 – 10 %من التلاميذ لهم صعوبات في التعلم
10 %من التلاميذ لهم صعوبات نفسية اجتماعية
- متلازمة داون التريزوميا :
تشكل 10% من التأخر الذهني
يصاب به حوالي 1/ 2000 طفل
أنواع الاضطرابات النمائية :
1 –اضطراب طيف التوحد:
هو اضطراب نمائي يظهر في السنوات الأولى من عمر الطفل و يؤدي الى عجز في التحصيل اللغوي و التواصل الاجتماعي واضطرابات سلوكية .يتميز بقصور في مجالين :
- التفاعل والتواصل اللفظي وغير اللفظي.
- سلوكيات نمطية و اهتمامات محدودة و اضطرابات حسية.
وقد يكون التوحد مصاحبا بتخلف ذهني وقد لا يكون، و يظهر على شكل أطياف مختلفة ويتطلب كفالة نفسية وأرطفونية للطفل ومرافقة لأوليائه.
2–نقص الانتباه والإفراط الحركي:
اضطراب نمائي يتميز بقلة الانتباه وكثرة الحركة والاندفاعية بسبب خلل في مستوى الهرمونات العصبية الدوبامين والسيروتونين على مستوى الفص الجبهي للمخ، وعلى مستوى المخيخ، ويترتب عنه صعوبة في التعلم؛ تنتهي بفشل دراسي و مشاكل نفسية وعلاقاتية و مهنية وهو الاضطراب الوحيد الذي يتميز بإمكانية علاجه دوائيا و إمكانية التشافي في الكبر .
3- صعوبات التعلم :
وهو اضطراب نمائي يتسم بنقص في القدرة على إدراك و معالجة المعلومة بكفاءة ولا تتصاحب بأي تخلف ذهني أو قصور حسي في السمع أو البصر، وليس لها علاقة ببطء تعلم أو تأخر دراسي أو مشاكل نفسية أو اجتماعية .
تظهر في السنوات الأولى من الدراسة و تؤدي إلى فشل دراسي إن لم يتم تشخيصها والتكفل بها وتنقسم إلى قسمين :
- صعوبات التعلم النمائية : وتشمل النقص في ( الإدراك، الانتباه، الذاكرة)
- صعوبات التعلم الأكاديمية : و تشمل صعوبة القراءة (ديسلكسيا)
صعوبة الكتابة (ديسغرافيا ) و صعوبة الحساب (ديسكالكوليا)
4-التأخر الذهني:
هو عبارة عن نقص في نسبة الذكاء العقلي أقل من 70 وهو درجات (خفيف، متوسط، وعميق ) مما يؤدي إلى عدم القدرة على التكيف مع نفسه ومع البيئة وذلك من خلال عدم نجاحه في العناية بنفسه و إقامة علاقات اجتماعية مع محيطه. وتعود أسبابه إلى اختلالات جينية متعددة:
متلازمة داون، تورنر،أنجلمان , كلينفلتر،ويليامس.
5- اضطرابات التنسيق الحركي:
تشمل نقص في اكتساب وتنفيذ مهارات التنسيق الحركي.ويظهر على شكل:
- قلة الدقة في الحركة وبطء شديد.
- كثرة الأخطاء المتعلقة بالحركة الدقيقة.
وتؤدي إلى صعوبات كبيرة في الكتابة و النشاطات اليومية و الرسم و ممارسة الرياضة و الهوايات والأكل و اللباس وتظهر هذه الأعراض مبكرا ولكن التشخيص لا يكون الا بعد خمس سنوات وتستمر حتى الكبر مع صعوبة في التعلم.
6- اضطرابات الاتصال:
وهي كل تأخر أو نقص في تطور استعمال اللغة والكلام و الاتصال الاجتماعي لا علاقة لها بتخلف ذهني أونقص في السمع أو مرض عصبي ويشمل:
- اضطرابات اللغة الاستقبالية أو التعبيرية .
- اضطرابات الكلام.
- اضطرابات اتصال الاجتماعي
- صعوبات دراسية وصعوبات مهنية ، مما يؤدي إلى نقص في المشاركة الاجتماعية.
والخلاصة هذه أهم الاضطرابات العصبية النمائية التي تصيب الطفل وهو في طور النمو؛ وتؤثر على مهاراته الاجتماعية والعلاقاتية و المهنية في المستقبل.
وتعاني هذه الفئة من قلة التشخيص و سوء التكفل بها في المجتمع مما يجعل منها فئة هشة قد تؤذي نفسها و تؤذي المجتمع الذي لم يتفهمها ولم يتكفل بها كما يجب .
وبعدما عرفنا هذه الاضطرابات و مدى انتشارها في المجتمع ومدى تأثيرها على الفرد وإعاقتها لعملية الدمج في المجتمع، يتجلى دور الدولة والمراكز المتخصصة والجمعيات في المساهمة في دمج الطفل المصاب عن طريق مرافقة الأولياء و تقديم الدعم التربوي و توعية المجتمع بحقوق هذه الفئة في الدمج والعيش الكريم .
إنجاز الدكتورة عزيزة سعاد شكري
-أخصائية في طب الأطفال و ناشطة في التوعية الصحية
-مديرة نادي البراعم لتنمية الطفولة بالكاليتوس بجمعية نماء للتنمية المحلية المستدامة.
-عضو لجنة المرأة والأسرة والطفل شعبة الكاليتوس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين