حصريا

الإيغور…الهويّة ، الكليّة وليست الأقليّة-أ.عزيز فيرم-الجزائر-

0 97

الإيغور…الهويّة ، الكليّة وليست الأقليّة.

 

بقلم /عزيز فيرم

روائي وباحث سياسي جزائري

 

يبدو جليا واضحا أن الأقليات كشعوب وجماعات لاتمثل أغلبية ساكنة دولة ما ليست من الجدة بحال من الأحوال ، كما أن وجودها ليس نتاج عوامل وتفاعلات داخلية فحسب ، وأن تواجدها فى دولة كبرى ليس بنفس الوهج أو القيمة أو الأثر مقارنة بدول صغرى .

 

لقد لعب الإعلام وخاصة وسائل ومنصات التواصل الإجتماعي دورا وزخما كبيرا فى التعريف بتلك الأقليات (هوية و ثقافة و لغة …..) ، ولما كانت تلك الوسائل مملوكة و موجهة من طرف الدول الكبرى فإنها بالنهاية تسلط الأضواء على قضية دون أخرى ، والهدف ليس إشراك العالم فى مأساة ومعاناة فئة او أقلية مضطهدة قوضت حقوقها و تعرضت لإنتهاكات صارخة و بالتالي توجيه بوصلة الرأي العام الدولي للمساعدة أو على الأقل سحب الممارسات المشينة و دحضها و رفعها ،بل للاستثمار فيها بما يخدم مصالحها الضيقة .

 

ربما أصبحت تلك القضية كابوسا موجعا يقض مضجع بعض الدول الضعيفة و المغلوبة على أمرها لوجود أقلية تتمتع باختلاف ديني أو لغوي أو ثقافي عن الأكثرية و الأمر يزداد إيلاما اذا أخذنا فى الحسبان عاملا هاما وهو غنى الدولة إياها بثروات و موارد هامة ، تجعل من كبريات الدول الطامعة الى العزف على وتر الأقلية ، لإستدرار عطف العالم و إيجاد مسوغات قانونية وشرعية و أخلاقية للتدخل والإغتنام.

 

بالإتساق مع ذلك فإن قوى كبرى تستغل الورقة ضد قوى كبرى أخرى موازية و الشواهد فى هذا الصدد يحبل به العالم السياسي ، إن موقفا أمريكيا أو أوربيا يصدر ضد الممارسات الفظيعة من السلطات الصنية ضد المسلمين الإيغور بتركسان الشرقية (منطقة غرب الصين متاخمة

للجمهوريات الإسلامية لأسيا الوسطى) ، أو يتعاطف مع قضية الروهينغا كأقلية سلبت منها كافة الحريات و تعرضت لأبشع جرائم القتل و الترويع ، لينظر إليه بنظرة ربية وشك على إعتبار أن كيانا مثل الولايات المتحدة أو حليفتها أوربا الغربية تتجه دائما بأفعلها و بأقوالها لتحقيق أكبر حجم من المكاسب فى إطار سياسية النفوذ الحيوي أو كسر شوكة دولة إقتصادية كبرى بحجم الصين ،خاصة و أن حربا تجارية شعواء تدور رحاها بين الدولتين الأمريكية و الصينية لنفوذ أكبر فى الأسواق العالمية و التحكم بالتجارة و التقبض على مصادرو منابع الثروة و كذا السيطرة على عالم التكنولوجيا والإتصال والإعلام باعتبارها وسائل للهيمنة على العالم و توجيهه كما تريد وإلى حيث ترغب بما يخدم مصالحها و يتلائم مع توجهاتها .

 

ولكن فى ظل تلك الحقائق …هل حري بالعالم الإسلامي الإستثمار فى أزمات الأقليات المسلمة فى العالم من أجل إسقاط كل التهم الجزافية التي ألصقت زورا وبهتانا فى الدين الأسلامي عبر حقب زمنية طويلة ؟ يأتي الإرهاب على رأس قائمتها خاصة بعد أحداث الحادي عشر سبتمبر ، ثم الإنتصار لدين الحق الذي ظل ردحا من الزمن يعاني من كيل من الكراهية و العنصرية المقيتة.

Get real time updates directly on you device, subscribe now.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.